شباب قسنطينة، حمدي: “ما جدوى إكمال البطولة بعد التحديد المسبق لممثلي الجزائر قاريا”
فتح مدرب الخضورة، ميلود حمدي قلبه لجريدة “المحترف”، وأبدى عدم رضاه عن القرار الأخير المتخذ من قبل الكاف بإجبار كل الاتحاديات من بيها الجزائرية على إرسال القائمة الإفريقية قبل نهاية جوان، واعتبر القرار بغير العادل لأنه سيخدم الفرق التي تألقت في مرحلة الذهاب، ووجه رسلة لرئيس الفاف الجديد، لإيجاد حل لجميع الفرق، كما اعتبر المدرب السابق لسوسطارة أن لقاء الأربعاء ضد مولودية العاصمة ليس عاديا، وأن الفوز به لن يكون سهلا وسيلعب على تفاصيل صغيرة، وتحدث المدرب المغترب عن أمورا كثيرا سيكتشفها السنافر في هذا الحوار المطول.
كيف تقيم نتيجة التعادل ضد جمعية الشلف؟
لقد تنقلنا إلى مدينة الشلف من أجل هدف واحد، وهو العودة بنقاط اللقاء، ولكن هاته كرة القدم، حيث اكتفينا بنقطة التعادل، ولكن ذلك يعتبر أمرا إيجابيا لأنه ليس من السهل أن تفرض التعادل على فريق عائد بقوة مع مدربه الجديد، ويلعب من أجل البقاء، فمثل هاته الفرق تكون المواجهات ضدها أصعب من اللعب ضد فرق تنافس على المراتب الأولى، لأنها تقاوم للحفاظ على مكانتها، ولاعبيها يكونون شرسين في الملعب، وهو ما حدث لنا في لقاء تلمسان ثم في لقاء الشلف، حيث واجهنا فريقين يريدان الفوز بأي طريقة ولكننا لم ننهزم ضدهما وهو الأهم في مثل هذا التوقيت من البطولة.
تبدو راض عن النتيجة المحققة بملعب بومزراق؟
بالنظر إلى فيزيونومية المواجة وما حدث على مدار الشوطين يمكن القول أن التعادل نتيجة عادلة، فالفريق المحلي كانت لها كرة في القائم وسجل هدفا، ونحن مثلمه تماما فقد سجل أمقران هدفا وحرمنا القائمة من هدف، ورغم أن سيطرينا على مجريات الشوط الثاني تقريبا، ولكن الفريق المنافس أيضا استحق نقطة التعادل، وأنا راض عن النقطة لأن الشلف الذي واجهناه هاته المرة، ليس نفسه من لعب ضده الفريق في مرحلة الذهاب، حيث تحسن أداؤه كثيرا وبات يقدم كرة جميلة جميلة جدا، ويصعب على أي فريق تجاوزه في ملعبه، خاصة وأن مدربه الجديد زاوي قام بعمل ذهني كبير، لذلك نعم أنا راض عن التعادل الذي عدنا به من مدينة الشلف.
الفريق لم يفز في آخر 3 مباريات، ما السبب في رأيك؟
تعادلنا مرتين خارج الديار وانهزمنا بقسنطينة، لا يوجد سبب معين، ينقصنا بعد التركيز من أجل الفوز، وبعدها سننطلق في سلسلة نتائج إيجابية، علينا التفكير في لقاء المولودية وفقط أين سنلعب من أجل الفوز، أمام فريق يمتلك تعدادا مميزا، ويجب أن نتعامل مع هذا اللقاء بجدية، إن أردنا الفوز، لا يجب أن نجعل من النتائج الأخيرة مشكلا ونتحدث عنها وكأننا في أزمة، صحيح أننا خسرنا في ملعبنا ولكننا جلبنا نقطتين ضد فريقين ينافسان على البقاء.
كيف ترى مواجهة مولودية العاصمة؟
لا يجب أن نكدب على أنفسنا، فلقاءات المولودية ضد الخضورة ليست عادية، فهي بمثابة الصدام الذي ينتظره الآلاف كل موسم، وبالتالي علينا التحضير جيدا لهاته المواجهة رغم ضيق الوقت، يتوجب علينا أن نفوز بها، لأن نقاطها ستكون دافعا كبيرا للاعبين من أجل حصد الكثير من النتائج الإيجابية، وتجعلنا نتنقل للعاصمة لمواجهة سوسطارة بنية الفوز وتحسين مرتبتنا أكثر، لذلك فنقاط لقاء الأربعاء معيارية من أجل زيادة فرصنا في تقديم مشوار طيب إلى نهاية البطولة، وأعتقد أنها ستلعب على جزئيات بسيطة والأكثر تركيزا طيلة التسعين دقيقة سيتمكن من الفوز.
هل خروج المولودية من دوري الأبطال يخدمكم؟
حتى لو تأهلت مولودية العاصمة للدور النصف نهائي من دوري الأبطال، لا أعتقد أن لاعبيها كانوا سيتراخون ضدنا، هذا الفريق يملك تعدادا ثريا ويمكنه أن ينافس على عدة جبهات، ومع ذلك فخروج المولودية من كأس الرابطة ثم من دوري الأبطال سيجعل لاعبيه يضعون كل اهتمامهم على عودة قوية في البطولة، ولكننا لن نسمح لهم بالانتفاضة على حسابنا نحن بحاجة ماسة إلى نقاط اللقاء، وسنفعل المستحيل من أجل الفوز بلقاء يوم الأربعاء، تمنينا أن نلعب ليلا ولكن ما باليد حيلة، مفروض علينا التعامل مع الظروف مثلما كانت وهدفنا واحد، وهو النقاط الثلاثة.
هل سيكون الإرهاق عدوكم في لقاء يوم الأربعاء؟
مبدئيا الجميع جاهز للمباراة القادمة، حيث أملك خيارات كثيرة، وسأختار الأكثر جاهزية، والأكيد أن الفترة الحالية تتطلب التحضير بذكاء، من أجل التركيز على الاسترجاع، بالنظر إلى الحرارة الشديدة التي تلعب فيها المباريات، وبالتالي يستوجب علينا العمل على ضمان الجاهزية المثلى لكل لقاء، والأكيد أن كل لقاء نلعبه سيكون بمثابة نهائي كأس بالنسبة لنا، وبالنسبة لنا عدنا برا من الشلف وسنلعب يوم الأربعاء، سنركز على التركيز لنضمن أفضل جاهزية للقاء القادم، ولا يجب أن يكون الإرهاق مبررا لأن المنافس لعب في المغرب لقاء قويا، وبالتالي الفريقين في نفس الوضعية.
هل عاينتم الفريق المنافس خاصة في لقاء دوري الأبطال؟
أمر طبيعي أن نجمع معلومات عن الفريق المنافس، لا أريد الخوض كثيرا في مثل هاته الأمور التقنية الخاصة باللقاء، كل ما أقوله أنني أعرف أمورا كثيرة عن منافسنا ليوم الأربعاء، وسنلعب للفوز ضده، فالجولات الأولى من مرحلة العودة، بمثابة منعرج بقية المشوار ونحن لم نفز بعد ولكننا بعد هزم المولودية إن شاء المولى سندخل ما تبقى من الشق الثاني من المنافسة بقوة، وبعدها سنلعب من أجل الفوز بملعبنا والتفاوض جيدا خارجه من أجل العودة بنتيجة إيجابية لكي نحافظ على ترتيبنا ونواصل النتائج الإيجابية التي نحققها لأن المشوار لا يزال طويلا للحديث عن المنافسة على المرتبة القارية لكن إذا جاءت فلن نرفضها.
بعد 3 جولات من العودة، هل حددتم هدفكم من البطولة؟
لا داعي لأن نتحدث عن الأهداف بعد كل لقاء، حاليا نقترب من البقاء، وسنحققه إن شاء المولى في أقرب فرصة ممكنة، وبعدها سنرى ما سيحدث، على العموم لو نعد قليلا إلى الوراء إلى موعد استلامنا زمام تدريب الفريق فقد وجدت لاعبيه منهارين ويعانون نفسيا، ولكن بفضل العمل الكبير للطاقم الفني، أعادوا الاعتبار لأنفسهم حقيقة فريق شباب قسنطينة يستحق أن يكون من بين أكبر النوادي في القارة السمراء، خصوصا أن السنافر يحوزون على كامل مقومات الأندية الكبيرة، ويجب أن ننهي الموسم بقوة، ولكن عمل كبير ينتظرنا من أجل العودة لسكة الانتصارات بدءا من لقاء المولودية، بعد تعادلين وهزيمة، ولكن الفوز يتطلب تحرر المهاجمين والتسجيل، وهذا دورنا كمدربين في التدريبات.
الأنصار يصرون على رفع سقطف الطموحات، ماذا تقول؟
لا يجب أن ننسى أننا اتفقنا مع المسيرين عندما استلمنا زمام تدريب العميد على تحقيق البقاء، لأن الفريق كان في وضعية صعبة جدا، وحاليا هو يقترب من ضمان البقاء، ولكن هذا لا يعني أننا سنكتفي بلعب البقاء فقط، فكل لقاء ندخله سنهدف للفوز بنقاطه سواء لعبنا في قسنطينة أو خارجها، علينا حاليا أن ننسى التعادل الذي عدنا به من الشلف، ونفكر من الآن في الطريقة التي سنحقق بها الفوز في لقاء المولودية، أمام فريق وصل لربع نهائي دوري الأبطال، وغادر هاته المنافسة مؤخرا، وسيلعب من أجل هزمنا أنه لم يتبق له سوى هدف البطولة وعلينا أن نفوز حتى نحسن من وضعيتنا.
كيف تعلق على قرار حتمية تعيين الفرق المشاركة قاريا قبل نهاية جوان؟
لا أريد أن يتم فهمي بطريقة خاطئة، ولكني لم أفهم بعد ما يحدث في البطولة، فقرار اعتماد الفرق التي ستشارك في بطولة قارية في الموسم القادم قبل بداية جويلية، أمرا غير منطقي، فبعد أن يتم ذلك، بأي معنويات يمكن للفرق مواصلة البطولة، ومن أجل ماذا ستلعب الفرق التي لن تتواجد مع رباعي مقدمة الترتيب في نهاية الشهر القادم، فهذا القرار لن يخدم الفرق التي ستلعب مباريات قوية جدا في الفترة الحالية مثلما يحدث معنا حاليا وبعدها ستسهل مهمتها مع نهاية البطولة، ولكنها ستتضرر كثيرا من الفصل في هوية الفرق التي ستلعب منافسة قارية في منافسة قارية، ولا يعتبر هذا السبب الوحيد الذي يجعلني غير راض عن هذا القرار، حيث أريد أن أضيف أمورا أخرى.
تفضل ما هو؟
يعرف الجميع أن الفرق تضررت كثيرا من الناحية المادية بسبب أزمة كورورنا، وبعضها وضع ميزانية ضخمة للفوز بمرتبة قارية، ولكنه قد لا يتحقق له ذلك على الأقل في الموعد الذي فرضته الكاف على المسؤولين في بلادنا، كما أن لعب الجولات المتبقية بعد هذا التاريخ لن يفيد الكثير من الفرق التي ستصرف أموالا ضخمة دون هدف معين، لذلك ثقتي كبيرة في رئيس الاتحادية الجزائرية الجديد، من أجل إيجاد حل لهاته القضية التي مثلما قلت ستضر الكثير من الفرق وحتى شباب قسنطينة قد لا يتحقق هدف موسمه بسبب هذا القرار.
كيف ستتعاملون مع المنعرج الحاسم من الموسم؟
حتى وإن كانت النتائج التي سجلناها في بداية مرحلة العودة ليست إيجابية مئة بالمئة بدليل أن اللاعبين غير راضين، إلا أني طالبت عناصري بعدم العيش على أثارها لأن ذلك سوف يؤثر على الفريق بالدرجة الأولى عكس طي صفحتها في أقرب وقت ممكن وفتح صفحة جديد بالتحضير للمقابلات القادمة بجدية لكون ذلك سوف يعيد المياه إلى مجاريها على مستوى التعداد ويمكن اللاعبين من الرهان على تسجيل النتائج الإيجابية، بدءا من لقاء المولودية لتحقيق أول فوز في مرحلة العودة، والأكيد أننا لو نظهر مستقبلا بنفس الأداء المقدم في الشوط الثاني من لقاءي بارادو والشلف فإننا سنفوز بلقاءات كثيرة، وننهي البطولة في أفضل مرتبة ممكنة.
هل بدأتم تفكرون في الموسم القادم؟
من السابق لأوانه الحديث عن الموسم القادم، فنحن لا نعلم في أي مرتبة سننهي البطولة، وإن كنا سنخطف مرتبة قارية أم لا، المشوار في الموسم الحالي، لا يزال طويلا ولدينا 16 مباراة أخرى وكلها صعبة لكننا سنبذل كل ما في وسعنا من أجل تحقيق نتائج إيجابية خارج القواعد ونربح في التي نلعبها في ملعبنا ولكن علينا أن نضع الأقدام على الأرض ونسير الأمور مباراة بمباراة لأننا نطمح للأفضل والانتصارات دائما ترفع المعنويات، على العموم لن نغير طريقة تعاملنا مع المنافسة، حيث سنخوض كل لقاء وكأنه نهائي كأس، حتى نجمع أكبر عدد من النقاط، “ولي فيها الخير يجيبها ربي”، وبعد نهاية البطولة يمكن أن نتحدث عن تحضيراتنا للموسم القادم.
كلمة أخيرة…
أعتقد أننا في الطريق الصحيح لإنهاء البطولة في أفضل مرتبة ممكنة، لا يزال 16 لقاء، لذلك لا تزال أمامنا فرصة ذهبية لنحقق مشوارا مميزا فيجب علينا أن نعمل جميعا لمصلحة الفريق وأن تتحد مجهودات الجميع دون استثناء من إدارة، طاقم فني وكذا اللاعبين، والأكيد أننا لن نرفع الراية حتى ننافس على أفضل مرتبة ممكنة فيما تبقى من مباريات مرحلة العودة، والبداية بمحاولة الفوز على مولودية الجزائر حتى نتجاوز أزمة النتائج الأخيرة، وتسيير بعدها ما تبقى من مرحلة العودة لقاء بلقاء إلى غاية آخر مباريات البطولة، ولا يجب أن نرهق تفكيرنا بالحديث عن الأهداف، بل يجب أن نتعامل مع كل لقاء نلعبه كأنه نهائي كأس وننساه بمجرد صافرة النهاية، ونركز على اللقاء الذي يليه.
حاوره: بلال صبان