نسيم طالبي صحفي جزائري بقناة بي إن سبورتس: “حرصت كتابي نقل الصورة كاملة كما عشتها في مصر بثوب الإعلامي والمناصر لمنتخب بلده”
أولا أطلعنا كيف جاءتك فكرة تأليف كتاب عن مغامرة الخضر في الكان وهل كان ذلك قبل أثناء أو بعد التتويج باللقب القاري؟
فكرة تأليف كتاب “بشائر الأبطال… في مصر كنت شاهدا عليهم” جاءتني مباشرة بعد مغادرتي مصر غداة تتويج الخضر باللقب القاري. أردت من خلال هذا الكتاب أن أوثق بالسرد والقصص والكثير من الأسرار والتفصيل ما عشته خلال تغطياتي اليومية للخضر بمصر في إطار تغطية بي ان سبورتس للحدث القاري. هو كتاب كتبته أولا لنفسي كي لا أنسى كل تلك اللحظات الخالدات التي عشتها رفقة الخضر بمصر. كتبته أيضا لهؤلاء الأبطال توثيقا وسردا لقيمهم وبسالتهم.
هل يمكنك أن تطلعنا أيضا عن أهم الصعوبات التي واجهتك..؟
لم تكن صعوبات بقدر ما كانت تحديات. في الواقع حرصت في هذا الكتاب أن أنقل الصورة كاملة كما عشتها في مصر بثوب الإعلامي والمناصر لمنتخب بلده في نفس الوقت عبر سردي الشخصي لهذه التجربة. أردت من خلاله أن أضع القارئ في قلب ما عشته مع الخضر بالقرب منهم في كل دقيقة وساعة في الفندق وخلال التدريبات في أيام المباريات والملاعب والسفريات… من خلال أحداث وقصص وأسرار عشتها معهم عن قرب في مصر … هذه الوقائع التي تبلورت من خلالها قيم هذا المنتخب البطولي. الكتاب هو سرد شخصي لتجربتي الإعلامية في تغطيتي للمنتخب الجزائري. تجربة تمخضت منها العديد من القصص والأسرار التي توارت فيما بينها لتصنع في الأخير نجاح منتخب جمال بلماضي في أرض الفراعنة.
بحكم عملك في قناة “بي إن سبورتس” هل يمكن أن نعتبر ذلك تسهيلا لعملك لقربك من اللاعبين ؟
أكيد خاصة وأن القناة وفرت لي الإقامة في ذات فندق المنتخب بمصر تقريبا طيلة تغطيتي الميدانية للحدث ما جعلني قريبا جدا من الخضر في مغامرتهم القارية كما أنه وبحكم عملي الميداني منذ سنوات كمراسل لبي ان سبورتتس بفرنسا سبق لي وأن التقيت وحاورت جل لاعبي المنتخب الذين لعبوا أو يلعبون أو حتى تربوا في فرنسا وتربطني معهم علاقة صداقة كبيرة ووطيدة ما جعل مهمتي معهم في الكان ممتعة ومثيرة في ذات الوقت
عايشت اللاعبين والمجموعة وعشت معها لمدة شهر هل يمكن أن تطلع الجمهور الرياضي عن حقيقة العلاقة بين اللاعبين ومدربهم ؟
العلاقة بين اللاعبين ومدربهم تعدت الحدود الكلاسيكية المتعارف عليها كرويا. هي علاقة خلان وأشقاء يقودهم أخوهم الأكبر. كل واحد مستعد أن يضحي من أجل الأخر. من أجل العائلة … من أجل الأخ الأكبر … هي قيم مترسخة لدى اللاعبين بحكم تربيتهم سواء في الجزائر أو في الأحياء الشعبية بفرنسا. قيم كانت بحاجة فقط لمن يقوّمها ويستنبط وقعها وأثيرها لتحقيق النجاحات. جمال بلماضي وفّق في ذلك توفيقا كبيرا بحكم معرفته لذهنية اللاعبين الذين اختارهم. في الكتاب سلطت الضوء بكثير من الإسهاب عبر بعض القصص والأسرار عن هذه العلاقة الوطيدة بين اللاعبين ومدربهم. هذه العلاقة التي كانت من أهم أسباب نجاح المنتخب في مصر
أثريت المكتبة الرياضية والساحة الرياضية ككل بكتابك الجديد، هل تنوي المواصلة في هذا النهج ؟؟
لدي مشاريع كثيرة في هذا الإطار تتناول زوايا متعددة أتمنى من خلالها إثراء المكتبة الرياضية الجزائرية والعربية بشكل عام كما أنني بصدد إنهاء كتابة رواية أدبية أتمنى أن أكون حاضرا بها في معرض الجزائر للكتاب خلال نسخته المقبلة.
كلمة أخيرة
تتويج الخضر في مصر هو درس في حب الوطن والانتماء. هذا التتويج اختلطت فيه التضحيات والقيم والمهارات والروح الجماعية والرغبة الكبيرة لإسعاد الأنصار وبذل كل مجهود حتى لو سالت الدماء… اختلطت فيه الدموع والألآم. الأمال والأحلام…. سأستبشر دائما بمستقبل بلدي ما دامت هذه الصور وتلك التضحيات سارية في عروق أبناء الجزائر سير الدم. مجاري تنهمر منها قيما وعزما