رغم عدم شهرته التدريبية استطاع أن يثبت وجوده بين كبار المدربين في أوروبا
“داهية التكتيك” الذي تحول من لاعب مغمور إلى ملك يحكم الدوري الأوروبي
استطاع الإسباني أوناي إيمري انسوغوين، مدرب فياريال، الحائز على لقب بطولة الدوري الأوروبي لهذا الموسم، أن يصبح تعويذة هذه البطولة، ووصل المدرب إلى نهائي البطولة خمس مرات، وأحرز لقبها في أربع مرات، ثلاث مع إشبيلية وبطولة مع فياريال، فيما أخفق مع أرسنال عام 2019 رغم وصوله إلى النهائي، وحقق إيمري إنجازًا تاريخيًا عندما قاد فريق فياريال الإسباني، يوم الأربعاء 26 من ماي، إلى كأس البطولة، عندما تغلب على فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي بركلات الترجيح الماراثونية 10ـ11، بعد تعادلهما 1ـ1 في الوقت الأصلي للمباراة، وبالرغم من عدم شهرته التدريبية، استطاع الإسباني أوناي إيمري أن يثبت وجوده بين كبار المدربين في أوروبا، بعدما بدأ مشواره التدريبي مع فريق لوركا ديبورتيفا في الدرجة الثانية من الدوري الإسباني، وذلك خلال الفترة من 2004ـ2006، ثم مع فريق الميريا الإسباني أيضًا في الدرجة الثانية في مواسم 2006، 2007، 2008.
تطور سريع للغواصات تحت قيادته
ثم انتقل لتدريب سبارتاك موسكو الروسي لموسم واحد فقط عام 2012، وعاد إلى إسبانيا واستلم قيادة فريق إشبيلية من الفترة 2013 حتى 2016، وأحرز معه ثلاث مرات متتالية بطولة الدوري الأوروبي، ثم انتقل إلى فرنسا واستلم تدريب فريق باريس سان جيرمان خلال الفترة من 2016ـ 2018، وأحرز معه عدد من البطولات المحلية، وفي موسم 2018ـ 2019، انتقل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز واستلم قيادة فريق أرسنال لموسم واحد فقط، لينتقل بعدها إلى فياريال الإسباني، في شهر تموز 2020، وفي أقل من عام على تسلم إيمري زمام فياريال، شهد أداء الفريق تحسنًا ملحوظًا، وصارع في الليغا الإسبانية هذا الموسم، واختتم مشواره بالمركز السابع برصيد 58 نقطة، ولعب فياريال هذا الموسم 38 مباراة حقق الفوز في 15 مواجهة وتعادل في ثلاث وخسر عشرة لقاءات.
لقاؤه التاريخي هذا الموسم كان مع الريال في الجولة الأخيرة
له من الأهداف 60 وعليه 44 هدفًا، وأبرز نتائجه في دوري الليغا هو تعادله مع إتلتيكو مدريد حامل اللقب من دون أهداف، وكذلك تعادل فياريال مع ريال سوسييداد 1ـ1، وفوزه على إشبيلية 4ـ 0، وكان اللقاء التاريخي لفريق فياريال هذا الموسم مع ريال مدريد في الجولة الأخيرة، إذ بقي فياريال متقدمًا بهدف وحيد حتى قبل نهاية المباراة بثلاث دقائق، حين استطاع الفريق الملكي أن يسجل هدفين، واستطاع إيمري أن يوصل فياريال إلى الدور ربع النهائي من كأس ملك إسبانيا، قبل أن يغادره بهزيمة غير متوقعة أمام ليفانتي 0ـ1، ولم يكن الإسباني إيمري لاعبًا مشهورًا، وخاصة أن مشواره الكروي كان مع أندية من الدرجة الثانية.
بدأ إيمري مشواره كلاعب مع ريال سوسييداد الرديف
بدأ إيمري مشواره كلاعب مع ريال سوسييداد الرديف في موسم 1990ـ 1995، ثم انتقل للفريق الأول لموسم واحد 1995ـ 1996، لينتقل بعدها إلى فريق توليدو الإسباني في الدرجة الثانية خلال الفترة من موسم 1996 حتى عام 2000، ثم انتقل إلى صفوف فريق راسينغ فيرول الإسباني، أيضًا في الدرجة الثانية، خلال موسم 2000ـ 2002، وانتقل أوناي إلى فريق ليفانتي الإسباني عام 2002ـ 2003، ثم إلى فريق لوركا ديبورتيفا الإسباني خلال موسم 2003ـ 2004، فيما حقق أوناي إيمري العديد من البطولات مع الأندية التي أشرف على تدريبها وأبرزها مع إشبيلية الإسباني، حيث أحرز معه ثلاثة ألقاب متتالية لبطولة الدوري الأوروبي في مواسم 2014، 2015، 2016، ومع فياريال مرة واحدة في موسم 2021.
“لا يوجد سر”.. هكذا تحدث أوناي عن نجاحه المبهر في الدوري الأوروبي
رفض المدرب الإسباني أوناي إيمري الحديث عن سر نجاحه بالتتويج بمسابقة الدوري الأوروبي للمرة الرابعة في تاريخه، وقال إنه لم يفكر بالثأر أو الانتقام من استبعاده من أرسنال في وقت سابق، وقاد إيمري نادي فياريال للفوز على مانشستر يونايتد يوم الأربعاء الفارط، وحسم لقب الدوري الأوروبي للموسم الحالي، وهو أول لقب كبير في تاريخ النادي الإسباني، ورفع إيمري رصيده في المسابقة إلى 4 ألقاب بعد تتويجه بثلاثية مع نادي إشبيلية الإسباني بين عامي 2014 و2016، وردا على سؤال حول سر هذا النجاح، قال إيمري في مؤتمر صحفي “لا يوجد سر، الأمر يتعلق بالعمل فقط، لقد قمت بتحليل 17 مباراة لمانشستر يونايتد الأسبوع الماضي”.
الفوز خطوة مختلفة، خطوة مهمة إلى الأمام
وأضاف المدرب الإسباني “أظهر اللاعبون عقلية جيدة طوال البطولة وفي المباراة النهائية، كنا قادرين على التنافس ضد خصم جيد، أحاول أن أقدم للاعبين كل ما يسمح لهم بالعمل بشكل أفضل ومعرفة الخصم، علي أن أكون دائما جاهزا لمواجهة كل الظروف”، وأوضح أن لاعبيه كانوا يجتمعون في بعض الأحيان في السادسة صباحا للتحضير لبعض المباريات، وقال “كل ذلك يجعل هذه الرحلة تستحق هذا العناء، الفوز خطوة مختلفة، خطوة مهمة إلى الأمام”، وانتصر الفريق الإسباني 11-10 في ركلات ترجيح مثيرة بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، ونفذ الحارس جيرونيمو رولي الركلة الـ11 بعدما سجل كل زملائه ركلاتهم، قبل أن يتصدى لركلة نظيره ديفيد دي خيا.
لا يرى أن ما تحقق إنجاز شخصي
وتولى إيمري تدريب فياريال في شهر جويلية من عام 2020 بعد 9 أشهر من إقالته من تدريب أرسنال الإنجليزي لسوء النتائج، وأخرج المدرب الإسباني فريقه السابق من الدور نصف النهائي قبل أن يتفوق على فريق إنجليزي آخر، لكنه لا يرى أن ما تحقق إنجاز شخصي، وقال “أؤكد أنه في الرياضة لا يوجد ثأر، أحاول الاستمتاع بكل لحظة أثناء الفوز والهزيمة، حاولت صنع أجواء جديدة حتى عندما كنت في إنجلترا مع أرسنال، تعلمت الكثير وقابلت العديد من الأشخاص وثقافات مختلفة وكرة قدم أخرى”.
بسبب خلافات نشبت بينهما حينما كانا في نادي آرسنال
المدرب الذي لم يخف تواطؤه مع إدارة أرسنال لتهميش أوزيل
أكد الإسباني أوناي إيمري، مدرب أرسنال الإنجليزي السابق، أن قرار استبعاد الألماني مسعود أوزيل صانع ألعاب الفريق حينها، من المشاركة في المباريات جاء بالاتفاق مع إدارة النادي اللندني، بعد مناقشة الأمر ودراسة كافة جوانبه، وكان أوزيل دخل في أزمة مع أرسنال بداية الموسم الحالي، بسبب خلافات نشبت بينه وبين مدربه الإسباني آنذاك، وأدت لاستبعاده بشكل دائم عن المشاركة في المباريات، وشهد فوز أرسنال في إحدى مبارياته الموسم المنتهي، وبالضبط في الجولة الثالثة من مجموعات الدوري الأوروبي، هتافات مساندة لأوزيل من جانب جماهير “الغانرز”، التي انتقدت إيمري بسبب استبعاد اللاعب، وأوضح إيمري حينها كواليس استبعاد أوزيل، وقال في تصريح مقتضب نقلته صحيفة “تلغراف” البريطانية: “لدينا هنا استراتيجية متفق عليها بيني وبين الإدارة بالنسبة للاعب، أهم شيء هو النادي والفريق”، ومن جانبها أشارت الصحيفة إلى أن استمرار استبعاد أوزيل من المباريات، كان تمهيدا لرحيل اللاعب خلال الميركاتو الشتوي الفارط نحو البطولة التركية.
إدارة “الغانرز” سعت بكل قوتها للتخلص من اللاعب
ومعلوم أن إدارة “الغانرز” سعت بكل قوتها للتخلص من اللاعب أوزيل في أسرع وقت ممكن، بسبب راتبه الأسبوعي الباهظ، حيث كان يكلف النادي نحو 350 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا، رغم تقديمه مردودا باهتا على أرض الملعب، وظهر اللاعب صاحب الـ31 عاما في مباراة وحيدة مع أرسنال بالدوري الإنجليزي الموسم المنتهي، حين شارك في تعادل فريقه مع واتفورد بنتيجة 2-2 يوم 15 سبتمبر الماضي، علما أن أوزيل انضم لصفوف أرسنال في صيف 2013 قادماً من ريال مدريد الإسباني مقابل 47 مليون أورو، ومنذ ذلك الحين شارك في 233 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالها 43 هدفاً وصنع 74، وحقق أوزيل 4 ألقاب محلية مع أرسنال، منها 3 بطولات لكأس الاتحاد الإنجليزي ولقب للدرع الخيرية.
هكذا أهين صانع أمجاد إشبيلية في قلعة الأمراء رغم أموال القطريين
لم يكن المدرب الاسباني المتألق، أوناي إيمري، يتوقع أن يصبح أحد أبرز وألمع مدربي العالم، وهو الذي لم يسبق له أن درب فريقا كبيرا، أو صنع اسما مشهورا مع عمالقة أندية أوروبا، من أمثال ريال مدريد أو برشلونة أو بايرن ميونيخ أو تشيلسي أو مانشستر يونايتد، فقد اكتفى الرجل منذ بداياته في عالم التدريب بالإشراف على فرق صغيرة، وكان أشهرها على الإطلاق نادي إشبيلية، الذي حوله في ظرف ثلاثة مواسم إلى أحد أكبر وأشهر الأندية بلا منازع، بفضل التتويجات الثلاثة التي حققها في دوري أوروبا لكرة القدم، حيث تمكن من إحراز التاج الأوروبي في المواسم الثلاثة الأخيرة تواليا، وهو الذي لم يكن أحد يرشحه لذلك.
تبخّر الحلم الأوروبي نكسته التي لن ينساها أبدا
يعتبر المدرب السابق لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي، أحد أصغر المدربين في القارة العجوز، فسنه لا يتعدى الـ47 عاما، ومع ذلك تمكن من خطف أنظار الملياردير القطري، ناصر الخليفي، فسالت لعاب هذا الأخير من أجل استقدام التقني الاسباني إلى قلعة الأمراء مهما كلفه ذلك من ثمن، فكان الخليفة للمدرب الفرنسي لوران بلان، لكن المهمة بدت أكثر من صعبة رغم إغراءاتها، فالمدرب وناديه الثري لم يكن حضورهما قويا ومؤكدا على المستوى الأوروبي، رغم السيطرة المحلية المطلقة، وبلاشك، فإن صانع أمجاد إشبيلية لم يكن يحبذ أبدا مثل هذا السيناريو، على اعتبار أنه يسيء لسمعته وتاريخه ومشواره التدريبي الموفق.
ناصر الخليفي راهن على حصان خاسر طيلة تلك المدة
ولعل من سوء حظ المدرب الظاهرة، أن رئيسه حينها، ناصر الخليفي، لم يستغرق وقتا طويلا لإيجاد بديل له، رغم أنه لم يمارس عليه طيلة تواجده على رأس البياسجي أي ضغط، وكان مصرا على الدوام على منحه كل الوقت لإظهار قدراته وخبرته ودرايته الواسعة بعالم التدريب، لكن الملياردير أدرك أنه راهن على حصان خاسر، وهو لهذا الغرض دخل في مشاورات واسعة مع نجومه، وعلى رأسهم نيمار ومواطنه تياغو سيلفا، قصد الاتفاق على اسم المدرب الذي سيتولى قيادة النادي الباريسي الثري خلفا لأوناي إيمري، على أمل أن يقوده إلى التألق أوروبيا، بعدما صرف الملايير من الدولارات على حلم تبخر وتبدد سريعا.