جمعية عين مليلة : بوغرارة”الجمعية كانت قادرة على تحقيق الأفضل إن وفرت لها الإمكانيات وقادرون على صنع المفاجأة”
أكد في هذا الحوار المطول مدرب جمعية عين مليلة اليامين بوغرارة، أن فريقه كان قادرا على تحقيق أفضل مما هو عليه الآن، إن وفرت له الإمكانيات المادية كالتي وفرتها الجهات المعنية لعدة أندية منتمية إلى الرابطة المحترفة الأولى، وبالرغم من هذه الصعوبات والعراقيل، إلا أنه بدى جد راضي على مشوار فريقه إلى حد الآن بعد أن سجل صحوة رائعة في الجولات الثلاث الماضية، مما مكن الجمعية من الاقتراب من ضمان البقاء بنسبة كبيرة، كاشفا من جهة أخرى بأن الفريق سوف يعمل على تحقيق المفاجئة في نهاية الموسم الكروي الجاري على الرغم من إدراكه أن المهمة لن تكون سهلة وتتطلب العديد من التضحيات.
قبل أن نشرع في الحديث عن فريقك، كيف تتعامل مع الظروف الراهنة بسبب الإحترازات من وباء كورونا؟
أولا أتمنى أن يخفف الله علينا هذا الوباء الذي في الحقيقة غيرنا حياتنا 200 درجة في الآونة الأخيرة بحكم أننا مطالبون بالتخلي عن عدات حياتنا اليومية بعد النصائح الذي أصدرت لنا من طرف الهيئات العمومية في الساعات القليلة الماضية، وهذا لكي نتجنب أي إصابة به، لكونه مرض خطير جدا لا يجب أن نتعامل معه بالسخرية، وعليه فإن جميعنا مطالب بإتباع نصائح الجهات المعنية والأطباء لكي نضمن عدم انتشاره كما هو الحال في العديد من الدول الأسيوية والأوربية.
وهل ترى أن وقف النشطات الرياضية والكروية من طرف الهيئات العمومية كان صائبا بسبب وباء كورونا؟
نعم لقد كان صائبا إلى حد بعيد ويجب أن نحترم هذه القرارات حتى نتجنب الأسوأ، كما هو حاصل كما صرحت لكم في عدة دول انتشر فيها هذا الوباء بشكر كبير وخلف من ورائه العديد من الإصابات الأكيدة والكثير من الوفيات، ومن منبري هذا وكرياضي أدعو الجميع إلى التقيد بتعليمات الجهات المعنية من أجل أن لا نقع في المحظور في بلادنا ونتجنب انتشاره قدر الإمكان.
لنعود إلى فريقك جمعية عين مليلة الذي سجل صحوة في المقابلات الثلاث الماضية، ما تعليقك؟
حب من حب وكره من كره، فالجمعية تعد من بين أقوى أندية الرابطة المحترفة الأولى في بطولة الموسم الكروي الجاري، حيث نال احترام العديد من المتتبعين والنقاد بمختلف انتمائهم، ويبقى الأمر الإيجابي أن هذا الفريق يكافح في صمت ومع ذلك فقد حقق نتائج جد رائعة، صحيح بأنه مر بفترة فراغ، حيث يبقى سبب ذلك معروفا لدى العام والخاص ولكن بفضل العمل الذي نقوم به وتحسيسنا للاعبين بالمسؤولية جعلهم يضعون المشاكل المالية جانبا، ويركزون فقط على الكيفية المثلى التي يحققون من خلالها النتائج الإيجابية من أجل دفع الفريق لضمان بقائه في الرابطة المحترفة الأولى وإسعاد الأنصار على حد سواء.
بعد المشاكل العديدة وفترة الفراغ، هل كنت تتوقع العودة القوية للجمعية في المقابلات الثلاث الماضية؟
لا يوجد أثر على مشوارنا منذ التحاقي بالعارضة الفنية كالأزمات المالية الخانقة التي نعاني منها في كل مرة، حيث ومنذ إشرافي على شؤون الجمعية لا يوجد إشكال سوى من هذا الجانب ومطالبة من جهة أخرى اللاعبين بمستحقاتهم المالية، حيث يبقى ذلك حقهم بما أنهم يعيلون عائلات، وهو الأمر الذي عجزت الإدارة على تحقيقه لهم إلى حد الآن أين تكتفي فقط بتسوية منح نتائجهم الإيجابية، وهذا في انتظار أن تتحرك الجهات المعنية لكي تساعدها في تسوية أجورهم الشهرية التي يدينون، صحيح أنني ليس مخول للحديث عن ذلك، ولكن بما أنني ابن عين مليلة والفريق خلعت ثوب المدرب حتى أساهم بدوري في إخراج الجمعية من هذه الظروف الصعبة.
بالرغم من المشاكل، لقد عاد الفريق بقوة وسجل ثلاث انتصارات متتالية إلى ما ترجع ذلك؟
يبقى الأمر الإيجابي على اللاعبين والذي يحسب لهم هو أنهم كانوا رجال إلى أبعد الحدود، صحيح أنهم طالبوا بمستحقاتهم ويبقى ذلك من حقهم ولكنهم في المقابلات الرسمية يضعون مصلحة الجمعية قبل مصلحتهم الشخصية وهو ما جعلهم يعدون بقوة في المقابلات الثلاث الماضية ويسجلون ثلاث انتصارات متتالية، أمام كل من أهلي برج بوعريريج، نجم مقرة وأخيرا نصر حسين داي، حيث تمكنوا من خلال ذلك من دفع الفريق لضمان بقائه بنسبة كبيرة جدا، مما قد يجعلنا من جهة أخرى نتطلع إلى الأفضل من خلال تغيير هدفنا من ضمان البقاء إلى هدف آخر أكثر طموحا فيما تبقى من جولات البطولة، لاسيما وأننا نمتلك لاعبين بارزين قادرين على قول كلمتهم في أي مباراة مهما كان نوعها أو صعوبة المنافس في حد ذاته.
إذا بعد أن ضمن فريقك البقاء بنسبة كبيرة سوف تعمل على تغيير الهدف المسطر؟
أريد توضيح أمر هام، وهو أن جميع الأندية تحقق أولا ضمان البقاء كهدف لأنديتها في بداية الموسم الكروي، ولكن وبمجرد تجسيدها هذا الهدف على أرض الواقع قبل نهاية الموسم الكروي بجولات، فإن مسؤوليها وطاقمها الفني يجتمعون من جديد ويسطرون هدفا آخرا، ونحن كإدارة وطاقم فني للجمعية ولاعبين سوف نجتمع فيما بيننا في الأيام القليلة القادمة لكي ندرس ذلك، ولما لا أن نجسده على أرض الواقع بأن ندفع الجمعية لتحقيق هدف طموح وهو احتلال مرتبة مشرفة، ولما لا ضمان مرتبة مؤهلة لمشاركة قرية أو إقليمية بما أننا قادرون على ذلك ولكن لا ينقصنا سوى المساعدات المالية حتى نصل إلى هدفنا هذا.
الجميع كان يعتقد بأنكم سوف تتساهلون أمام مقرة والنصرية هل من تعليق؟
الذي ما يزال يعيش في القسم الهواة فعلينا أن نتركه يعيش في تلك الفترة بما أن الجمعية أضحت الآن نادي محترف يصنع الحدث في الرابطة المحترفة الأولى بفضل نتائجه الرائعة ورغبته في إنهاء الموسم في مرتبة مشرفة، وعليه فإننا لن نضع لذلك أي اعتبار وسوف نعمل جاهدين لكي نواصل البطولة بكل قوة وسنلعب الند لند أمام الأندية التي تراهن من أجل تحقيق اللقب أو التي من جهتها تسعى لضمان بقائها كفريقنا، لأننا بأمس الحاجة لتدعيم رصيدنا من النقاط حتى نجسد البقاء بصورة نهائية وأن ننهي الموسم في مرتبة مريحة.
لنعود إلى مباراة النصرية أكدت قراءتك الجيدة للمقابلات بدفعك للاعب الوسط الطيب، وهو ما صنع الفارق في اللحظات الأخيرة؟
من الجميل أن أسمع هذه الإشادة وأشكر الجميع على التطرق لها، وعليه فإنني أؤكد أن خبرتي كلاعب ومدرب سمحتا لي بأن أعمل بصورة جيدة في التدريبات والمقابلات الرسمية وقراءتي لها مما جعلني أوفق من عند الله في صنع الفارق، بعد أن يجسد اللاعب الذي أقحمه كل تعليماتي وينجح في منح الدفع القوي لزملائي ونسجل من خلال ذلك نتائج إيجابية، وهو الأمر الذي يجعلني سعيدا للغاية بعد نهاية كل مباراة دون أن أنسى من جهة أخرى دور لاعبينا الذين يستحقونا الإشادة الرائعة بما أنهم “أولاد فمليا” وفضلوا مصلحة فريقهم على المصلحة الشخصية بدليل أن الجمعية الآن اقتربت كثيرا من ضمان البقاء في الرابطة الأولى.
كيف كان رد فعلك بعد تحقيق فريقك للفوز في الثانية الأخيرة من المباراة؟
صدقني إن لم يفز فريقنا بمباراة النصرية فقد كان ذلك أمر غير عادل لاسيما وأن اللاعبين أدوا مباراة في القمة من جميع النواحي وسيطروا بالطول والعرض على المنافس، الذي كان أحسن لاعب على مستواهم الحارس مقراني الذي تصدى بشجاعة للعديد من محاولات أشبالي، ويبقى الأمر الجيد أن الواقع منحنا الأفضلية في الثانية الأخيرة من المباراة بعد تسجيل طيايبة هدف الفوز، وهو الأمر الذي أفرحني كثيرا، خاصة وأن حصدنا للنقاط الثلاث قربنا أكثر من أي وقت مضى لضمان بقائنا في الرابطة المحترفة الأولى.
كيف ستتعامل مع الفترة القادمة بعد وقف النشاطات الرياضية والكروية؟
حاليا سوف ننتظر أي قرار من الرابطة المحترفة لكوننا نجهل موعد المقابلات القادمة، بعد إصدار قرار وقف جميع الأنشطة الرياضية والكروية، بما أن ذلك مرتبط بالبرنامج الذي سوف أسطره لكي أحضر للمواعيد الرسمية القادمة، حاليا قد نمدد عطلة اللاعبين إلى غاية اتضاح الأمور من طرف الهيئات العليا للبلاد.
هل من إضافة؟
الجمعية حققت نتائج جد رائعة وباتت أكثر من وقت مضى لضمان بقائها في الرابطة المحترفة الأولى، وهو ما يعني أن هذا الأخير قد حجت ورقة التواجد الموسم القادم في هذا المستوى، وهو الأمر الذي يتطلب الإعانات لكي تواصل الموسم في أحسن الظروف، وتحضر من جهة أخرى لبطولة الموسم الكروي القادم، وعليه فإن السلطات المعنية يجب أن تنظر نظرة جادة لهذا الفريق الذي يعد واحد من أعرق الأندية الجزائرية، شأنه شأن شبيبة القبائل، مولودية العاصمة ومولودية وهران، ومن الواجب مساعدته ماديا بتخصيص له شركة وطنية أو إعانات على شكل سبونسور من أجل أن يسطر أهدافا أكبر طموحا يتمكن من خلالها للمراهنة على احتلال مراتب مؤهلة للمشاركات الإقليمية أو الإفريقية ولما لا الرهان على اللقب، لاسيما وأن عين مليلة فيها رجال وقادرة على الوصول إلى هذا الهدف الذي ينتظره الأنصار طويلا ولم يتمكن أي جيل من تجسيده على أرض الواقع بسبب الأزمات المالية الخانقة التي يعاني منها الفريق في كل موسم، كما لا يفوتني من جهة أخرى أن أشكر أنصارنا الأوفياء على كل الدعم الذي يقدموه لنا حتى وإن كان ذلك في التدريبات.