نجم و حكايات

لم تتوقف منذ الحرب العالمية الثانية والوحيدة التي تحضرها العائلة الملكية

لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن، يتم إلغاء بطولة ويمبلدون الإنجليزية، ثالثة البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب والتي كان من المقرر انطلاقها أواخر شهر جوان القادم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد،  وبهذها غير المسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، تنضم بطولة ويمبلدون التي يعود تاريخها الى أواخر القرن التاسع عشر، إلى سلسلة الأحداث الرياضية التي تم تأجيلها أو إلغاؤها بسبب وباء “كوفيد-19” الذي تسبب بوفاة أكثر من ألف شخص حول العالم حتى اليوم على أن تكون النسخة الـ134 من البطولة منتظمة في الفترة مابين 28 جوانو جويلية
البطولة كان من المقرر أن تقام بين 29 جوان و12 جويلية
وكان نادي عموم انجلترا أعلن في بيان بعد اجتماع طارئ قبل أيام قراره مع لجنة إدارة البطولة التي تقام على ملاعب عشبية “إلغاء نسخة 2020 بسبب المخاوف الصحية العامة المرتبطة بوباء فيروس كورونا المستجد وكان من المقرر أن تقام ويمبلدون بين 29 جوان و12 جويلية، وتتوج بالتالي موسم دورات الملاعب العشبية لكن الالغاء كان متوقعا بعد تأكيد المنظمين أنه من ضمن الخيارات التي يدرسونها في ظل الأزمة الصحية الراهنة وترافق الإعلان عن إلغاء البطولة، مع تأكيد رابطتي اللاعبين المحترفين واللاعبات المحترفات في بيان مشترك، تمديد تعليق منافساتهما حتى جويلية المقبل، ما يطيح عملياً بكامل منافسات موسم الدورات العشبية، كما سبق وحصل لموسم الدورات الترابية، باستثناء بطولة رولان غاروس الفرنسية، ثانية بطولات الغراند سلام، والتي أرجئت الى سبتمبر.
إلغاء المنافسة هو القرار الأفضل لصالح الصحة العامة
وجاء في بيان الرابطتين “بالتزامن مع إلغاء بطولة ويمبلدون، تعلن رابطتا (ايه تي بي) (للمحترفين) ودبليو تي ايه (للمحترفات) مواصلة تعليق دوراتهما حتى 13 جويلية 2020 بسبب جائحة كوفيد-19 وكان الطرفان قد أعلنا في وقت سابق تعليق المنافسات حتى السابع من شهر جوان القادم،ورأى المنظمون أن “إلغاء البطولة هو القرار الأفضل لصالح الصحة العامة، والقدرة على توفير بعض اليقين من خلال اتخاذه الآن، بدلاً من الانتظار لأسابيع، هو مهم بالنسبة لكل المعنيين بكرة المضرب والبطولة ولقي قرار إلغاء ويمبلدون ردود فعل متأسفة من عدد من اللاعبين واللاعبات، لاسيما الرومانية سيمونا هاليب حاملة لقب نسخة 2019 بعد فوزها في النهائي على الأميركية المخضرمة سيرينا وليامس . ت

مختلف النشاطات الرياضية في الفترة الراهنة وكتبت هاليب عبر “تويتر”، “أنا حزينة جداً لعلمي أن ويمبلدون لن تقام هذا العام. نهائي العام الماضي سيبقى إلى الأبد من أسعد اللحظات في حياتي! لكننا نختبر أمراً أكبر من كرة المضرب، وويمبلدون ستعود! وهذا يعني أنه سيكون أمامي وقت أطول للتطلع قدما للدفاع عن لقبي وتسبب فيروس كورونا المستجد بتعليق مختلف النشاطات الرياضية في الفترة الراهنة، وتأجيل العديد من المواعيد الكبيرة التي كانت مقررة خلال صيف العام الحالي، لاسيما أولمبياد طوكيو ونهائيات بطولتي كأس أوروبا وكوبا أميركا الأميركية الجنوبية لكرة القدم، إلى صيف العام المقبل وبعد قرار إلغاء ويمبلدون، أكد الاتحاد الأميركي لكرة المضرب المنظم لفلاشينغ ميدوز، أن موعد انطلاقها لا يزال على حاله في 31 أوت، وأنه “يواصل مراقبة الأجواء الدائمة التبدل المحيطة بجائحة كوفيد-19، ويستعد لكل الاحتمالات الطارئة”.
فيدرر منهار وبيكر دعا للتريث قبل اتخاذ القرار<
ونشر المخضرم السويسري روجي فيدرر (38 عاماً) عبر حسابه على “تويتر” خبر الإلغاء، مرفقا إياه بتعليق مقتضب “أنا منهار”، قبل أن يرد على أحد متابعيه بالتأكيد أن “الصحة والعائلة” هما الأهم حالياً وتعد البطولة من المواعيد المفضلة لفيدرر، ويحظى فيها بتشجيع صاخب كلما حرك مضربه وهو خسر نهائي العام الماضي بعد مباراة ماراطونية رائعة ضد المصنف أول الصربي نوفاك دجوكوفيتش وكان لاعبون حاليون وسابقون قد دعوا المنظمين للتريث قبل الإلغاء، ومنهم بوريس بيكر المتوج بلقبها ثلاث مرات (1985، 1986، و1989 وكتبالألماني عبر “تويتر”، “آمل في أن تنتظر ويمبلدون حتى نهاية أفريل لاتخاذ قرار! (…) الصبر فضيلةلكن المصنفة أولى عالمياً سابقاً وبطلة ويمبلدون 2006 الفرنسية أميلي موريسمو، اعتبرت أن إلغاء الموسم وليس هذه البطولة فقط، بات أمراً لا مفر منه وأوضحت “علينا وضع حد لموسم كرة المضرب لعام 2020 أما المصنفة أولى عالمياً سابقاً الأميركية بيلي جين كينغ المتوجة بستة ألقاب في ويمبلدون، فأعربت عن “تفهم ودعم كاملين” للإلغاء، معتبرة أنه “حالياً، علينا ضمان أننا نعتني بأنفسنا وأحبتنا.
بطولة عريقة لها “أسرار” خاصة
وتعد بطولة ويمبلدون إحدى البطولات العريقة عالميا في لعبة التنس، تنظم سنويا في العاصمة البريطانيةلندن، وتعتبر أقدم بطولات “غراند سلام”، تتفرد بإلزام اللاعبين المشاركين فيها من الجنسين بارتداء زي كامل باللون الأبيض خال من الإعلانات خلال المباريات انطلقت البطولة يوم 9 جويلية بملاعب “إنغلند كلوب” بلندن، واقتصرت على مسابقة “فردي الرجال”، ثم أضيفت إليها عام 1884 مسابقة ” فردي السيدات” و”زوجي الرجال”، وألحقت بهم عام 1913 مسابقتي “زوجي السيدات” و”الزوجي مختلط”، وانتقلت المسابقات بعد ذلك عام 1922 إلى ملاعب “ويمبلدون”، واستخدمت الكرات الصفراء للمرة الأولى في البطولة عام 1986، ويتولى جمعها خلال المباريات حوالي مئتي فتى وفتاة يخضعون لاختبارات لياقة بدنية مكثفة.
تتضمن برامج للاعبين المتقاعدين وبرنامج للاعبين ذوي الاحتياجات الخاصةتشمل بطولة ويمبلدون خمس مسابقات للمحترفين“فردي الرجال” و”فردي السيدات” و”زوجي الرجال” و”زوجي السيدات” و”الزوجي المختلط”، إضافة إلى أربع مسابقات للناشئين تتمثل في “فردي الناشئين” و”فردي الناشئات” و”زوجي الناشئين” و”زوجي الناشئات”، وكذلك برامج للاعبين المتقاعدين، وبرنامج للاعبين ذوي الاحتياجات الخاصة على الكراسي المتحركة، وتنظم مباريات البطولة لمدة أسبوعين خلال آخر أسبوع من جوان وأول أسبوع من جويلية، وتجرى على الملعب الرئيسي في ويمبلدون، إضافة إلى ملاعب أخرى بالمجمع نفسه، ويستوعب الملعب الرئيسي حوالي 15 ألف متفرج، وهو مزود منذ عام 2009 بسقف متحرك لتفادي تأثر المباريات بالأحوال الجوية.
تبلغ قيمة جوائز هامليون ومئة ألف جنيه إسترليني
جرى أول نقل تلفزيوني للبطولة عام 1937، وشهدت أطول مباراة في تاريخها عام 2010 عندما استغرقت المواجهة التي جمعت الأميركي “جون أيزنر” مع الفرنسي ” نيكولا ماهو” 11 ساعة وخمس دقائق من اللعب، وجرى العمل بقانون الشوط الفاصل  للحسم في المجموعات خلال المباريات للمرة الأولى في البطولة عام 1971، وتبلغ قيمة الجوائز مليون ومئة ألف جنيه إسترليني (2016)، ويحصل الفائزان في مسابقتي “فردي الرجال” و” فردي السيدات”على مبلغ مليوني جنيه إسترليني لكل واحد، أما المتوجون في مسابقتي “زوجي الرجال” و”زوجي السيدات” فيحصلون على مبلغ 350 ألف جنيه إسترليني لكل فريق، مقابل مبلغ مئة ألف جنيه إسترليني للفائزين في مسابقة “الزوجي المختلط”.
يحظى الفائز بمسابقة “فردي الرجال” بنقش اسمه على كأس فضية
كما يحظى الفائز بمسابقة “فردي الرجال” بنقش اسمه على كأس فضية اعتمدت منذ عام 1887، أما الفائزة بمسابقة “فردي السيدات” فيوضع اسمها أيضا على صحن فضي يطلق عليه صحن “فينوس ماء الورد”، وينال الفائزون في مسابقات “زوجي الرجال” و”زوجي السيدات” و”الزوجي المختلط” كؤوسا من الفضة، وفاز بأول بطولة في ويمبلدون للتنس البريطاني “سبنسر غور” عام 1877بعد تفوقه على مواطنه “ويليام مارشال”، ويعتبر البريطاني “وليام رنشو” أكثر اللاعبين تتويجا بالبطولة بحصوله على سبعة ألقاب، ويتساوى معه في ذلك الأميركي “بيت سامبراس”، والسويسري “روجي فيدرير، أما بالنسبة للسيدات فتتصدر لائحة الفائزات بها الأميركية من أصل تشيكي “مارتينا نافراتيلوفا” بحصولها على تسعة ألقاب، أما الأميركيان” بيلي جين كينغ” و”نافراتيلوفا” فيعتبران أكثر المتوجين بأكبر عدد من الألقاب في مسابقات الفردي والزوجي بعشرين لقبا.
المضمار الذي تبرز فيه مهارات اللاعبين الكبار
وبطولة ويمبلدون للتنس لها بريق خاص يميزها عن غيرها، إذ هي المضمار الذي تبرز فيه مهارات اللاعبين الكبار، كما أنها البطولة الرئيسية الوحيدة التي لا تزال تُلعب على العشب، وقد تم الكشف عن خطة طويلة الأجل في عام 1993 تهدف إلى تحسين جودة فعاليات بطولة ويمبلدون للمشاهدين واللاعبين والمسؤولين المرحلة الأولى من خطة تطوير البطولة عام 1997 وشملت بناء ملعب جديد في منتزه أورانجي ومركز للبث وملعبي عشب إضافيين ونفق تحت التل الذي يربط طريق الكنيسة وطريق سومرست وتضمنت المرحلة الثانية من تطوير البطولة إزالة الملعب القديم، وتوفير تسهيلات واسعة للاعبين والصحفيين والمسؤولين والأعضاء.
الوحيدة في البطولات الأربع الكبرى التي تحضرها العائلة المالكة
ولا تتضمن بطولة ويمبلدون إعلانات، وبذلك تخالف طبيعة البطولات الأخرى التي يتم فيها الاستحواذ على معظم ما يحيط بالملعب لأعمال الدعاية والإعلان، كما تتميز البطولة بالزي الأبيض للاعبين واللاعبات، على عكس البطولات الأخرى، حيث لا يهتم المسؤولون كثيرًا في البطولات الكبرى بأزياء اللاعبين، فضلا عن أن ويمبلدون هي الوحيدة في البطولات الأربع الكبرى التي تحضرها العائلة المالكة، وتوليها الكثير من العناية والاهتمام، وقد كانت الملكة إليزابيث الثانية تتفاعل مع اللاعبين خلال بطولة سنة 2010 الملكة إليزابيث

لم تحضر إلا لمرات وتحديداً أربع مرا فقط

وبطولة ويمبلدون ارتباطاً جوهرياً مع أفراد العائلة الملكية في بريطانيا، حيث قامت الأسرة الملكية برعاية البطولة لأكثر من 60 عاماً ولا غرابة على هذه الرياضة التي دائماً ما تسمى برياضة الملوك، وبالرغم من رعاية الملكة ;اليزابيث للبطولة، إلا أنها لم تحضر إلا لمرات قليلة وتحديداً أربع مرات فقط ويعود لسبب عدم حبها لرياضة التنس بخلاف ابنها وأحفادها فهم مغرمون بهذه الرياضة، ولحضور بطولة ومشاهدة المباريات من مقاعد المتفرجين هناك قواعد تشمل العامة وتمتد حتى تصل للعائلة الملكية، ما إن أراد أحدهم الحضور، فالعامة يصعب عليهم إيجاد التذاكر بسبب نفادها من الموقع الإلكتروني بمجرد طرحها، ما يترتب عليهم الحضور والاصطفاف لساعات طويلة حتى يجدوا تذكرة بسعر فلكي أما ما يخص العائلة الملكية فالأمر أبسط من ذلك بكثير، فهناك مقاعد مخصصة لهم بالمنصة الشرفية للملعب الرئيس التي تسمى الرويال بوكس أو الصندوق الملكي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Powered by Live Score & Live Score App
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: