أحمد أحمد لن يترشح لعهدة جديدة ورئاسة الكاف تدخل المزاد
الكنفدرالية مقبلة على ثورة جديدة والجزائر غائبة
كل المعطيات الواردة إلينا من مصادر متطابقة وعارفة بخبايا الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، تقر بأن الرئيس الحالي للكاف الملغاشي أحمد أحمد لن يترشح لعهدة جديدة لخلافة نفسه، وأن خليفة عيسى حياتو، قرر مغادرة شؤون الكرة بالقارة السمراء “للتركيز على مشواره السياسي في بلده مدغشقر”، بعد 4 سنوات قاد فيها الهيئة القارية، كانت مليئة بالمشاكل والفضائح أو الاضطرابات.
وفي الوقت الذي فرض فيه الحجر الصحي على أحمد أحمد بمدينته الملغاشية، تحركت عدة أجنحة في الكاف لتحضير الرئيس القادم للكنفدرالية، سيما وأن محيط الملغاشي علم بقرار أحمد أحمد في عدم الترشح لعهدة جديدة خلال الجمعية العامة الانتخابية المبرمج يومي 7 و8 جانفي 2021 بالعاصمة الكاميرونية، عشية انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا، حيث ستنتهي رسميا عهدة أحمد أحمد الربيع المقبل وبات من الضروري انتخاب رئيس جديد.
المصري أبوريدة ثعلب في ثوب أرنب، والمغربي لقجع يخطط في صمت
ولأن المصري هاني أبوريدة الملقب بثعلب الكنفدرالية يترصد كل فرصة لفرض منطق أقدم اتحاد عضو في الكاف، فإن ترشحه المرتقب لخلافة أحمد أحمد وصفه الكثير من الإعلاميين المخضرمين، بالمناورة المصرية لقطع الطريق أمام الترشح القوي للمغربي فوزي لقجع، وزير المالية المدلل للملك محمد السادس والذي قيل الكثير عن قربه من الملغاشي ودوره الكبير انتخاب هذا الأخير خليفة لعيسى حياتو عام 2017، حيث يملك الرئيس السابق لنادي بركان دعما سياسيا وماليا من المخزن جعله من أقوى الشخصيات حاليا في الكاف.
الإيفواري أنوما يراوده حلم قديم والسنغالي أوغيستان سانغور في موقع ممتاز
كما أن حساسية الأفارقة من ترشح أي شخص يحمل البشرة البيضاء، جعل أطراف فاعلة في المكتب التنفيذي للكنفدرالية تزكي ترشح السنغالي أوغايستيان سانغور، الذي بسط يديه على الاتحاد السنغالي لكرة القدم منذ 2009 ويحظى بمصداقية كبيرة عند الأفارقة الفرانكوفونيين وحتى رجال المال الأمريكيين الذين صنعوا منه رئيس أول ناد سنغالي من تمويل أمريكي 100 بالمائة. من جهته لم يتردد الإيفرواي جاك أنوما في الإعلان عن نيته التقدم للترشح بعدما حرم من ذلك قبل سنوات، عندما تم تغيير المعايير القانونية في الكاف لبلوغ كرسي الرئاسة بغرض حماية حياتو آنذاك من خصومه، وينتظر أنوما انتخاب رئيس جديد في الاتحاد الكروي الإيفواري خلال الأشهر المقبلة للحصول على تزكية بلده لمنصب رئيس الكنفدرالية، فدفع أنوما نائبيه السابقين لمنافسة دروغبا في سباق رئاسة الاتحادية الإيفوارية.
الجزائر “مغيبة” ونداء الرئيس تبون يحتاج لمن يجسده ميدانيا
وفي ظل التحركات الكبيرة التي تعيشها دوائر الكاف بمختلف العواصم الإفريقية، وفي انتظار ظهور مرشحين آخرين سيما “الأنغلوفونيين” و”الليزوفونيين” سواء من نيجيريا وجنوب إفريقيا وغينيا والموزمبيق، يبقى الغموض سائدا في الجزائر، حيث لم يعرف بعد موقف الجزائر من مستقبل رئاسة الكاف فهل ستلعب السلطات العمومية الجزائرية ورقة جديدة لإعادة هيبتها الرياضية والدبلوماسية؟ أم ستبقى تتفرج وتواصل سياسة الكرسي الشاغر؟. بعض العارفين يؤكدون بأن رئيس الجمهورية وخلال زيارته السابقة لمؤتمر الأفارقة بأديس أبابا، دعا إلى إعادة تفعيل دور الفاف في الكنفدرالية، متعجبا في نفس الوقت للغياب شبه الكلي للتمثيل الرياضي الجزائري في الهيئات الكبرى قاريا ودوليا.
نداء للرئيس يحتاج الآن لمن يفعله ميدانيا سيما وأن زطشي أعلن انسحابه من شؤون الفاف في مارس المقبل، بمعنى أنه لا يملك طموحات جديدة ولا يمكن الاتكال عليه لخوض غمار رئاسة الكاف أو على الأقل المشاركة الفعالة في صناعة الخارطة الكروية الإفريقية الجديدة، فالجزائر مثل جيرانها مطالبة باستعادة مقعديها في المكتب التنفيذي للكاف والفيفا وموعد جانفي جد هام لصناعة التاريخ.
بقلم: عدلان حميدشي