انتصر زطشي، فمتى تنتصر كرتنا ؟
خرج رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، منتصرا من الموعد الاختباري الذي انتظره الجميع أمام أعضاء الجمعية العامة للفاف الذين منحوه ثقتهم كي يستمر في قيادة سفينة الكرة الجزائرية لسنة أخرى.
انتصر زطشي وخاب ظن الكثير من “المعارضين” الذين كانوا يأملون في قلب الطاولة على مالك نادي بارادو حيدرة، بعد سنة كروية لا يمكن وصفها سوى بالسلبية، فقد كانت ملامح الخيبة كبيرة على هؤلاء الذين علقوا آمالهم على الرئيس السابق محمد روراوة لتسيير الانقلاب على زطشي وجماعته، بحجة أن التقرير المالي فيه خروقات، ثغرات، أخطاء وغيرها من السلبيات.
خيبة معارضي زطشي كانت كبيرة عليهم لأنهم ظنوا لحظة أن رؤساء الرابطات سيغيرون من أسلوب تعاملهم مع واقع الجمعيات العامة، التي عهدناها على مدار 20 سنة، لكن الميدان أثبت أن هؤلاء “الرؤساء” الذين يمثلون 60 بالمئة من الأصوات، ينتظرون دوما الإشارة الفوقية لتحديد موقفهم وإلا فإنهم مع “الواقف”.
وبين فوز خير الدين بثقة جمعيته العامة وخيبة “المعارضين” له، يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح وهو ما يهم الأسرة الكروية جمعاء، هل يمكن للرئيس الحالي ومكتبه الفدرالي تحويل النكسات إلى انتصارات وقلب الموازين خلال السنة الثانية من عهدته لصناعة الأفراح وسط الشباب بعد شهور من العنف والدم والموت في مختلف ملاعبنا، وبكل مستويات الدوريات محترفة كانت أم هاوية، وكذا الهزات العنيفة في المنتخب الأول والتراجع الكبير في مصادر تمويل الفاف وغيرها من المشاكل؟.
صحيح أن زطشي لم يكن سببا في تدهور كرتنا خلال العشرين سنة الأخيرة، وصحيح كذلك أن تراجع المنتخب الأول كان قبل مجيئ الرئيس الحالي والفوضى التي تعيشها ملاعبنا من عنف وتحكيم سيء ليست وليدة اليوم غير أن الطريقة التي سيّر بها زطشي كل ملفات الفاف سواء الفنية أو التنظيمية وحتى المالية واللوجستيكية توحي بأنه لم يكن يدري على أي إيقاع يرقص ولا يحسن تسيير الملفات ويعاني من تلاعب محيطه المباشر بأمور حساسة، فسددنا خلال سنته الأولى فاتورة ثقيلة نأمل في أن تتوقف عند هذا الحد.
غدا سيستيقظ “ديدين” مرتاح البال لأنه انتهى من شبح اسمه روراوة، فلن يتحجج مستقبلا بوجود حملات وعراقيل تحمل إمضاء سابقه، لأن هذا الأخير زكى تقريره الأدبي وبالتالي على زطشي رفع التحدي وكشف ما في جعبته من مخططات وأفكار وبرامج وأهداف رياضية، لوضع الكرة الجزائرية على السكة السليمة حتى يكون لانتصار اليوم معنى، ففوز زطشي بثقة أعضاء الجمعية العامة لا يهم الجزائريين، لأنهم متعطشون لفوز كرتنا وليس لانتصارات الأشخاص.