نجمة ثانية عالية في سماء الجزائر الغالية
أخيرا سطعت النجمة الإفريقية الثانية، في سماء الجزائر، بعد أكثر من 29 سنة من الانتظار، حيث مرت أجيال وأجيال من المدربين، واللاعبين المهاريين والموهوبين، وبقى لأفناك يبحثون عن اللقب الإفريقي الثاني دون جدوى، ليفك بلماضي و”كوموندوسه” العقدة، ويعيدون الفرحة والبسمة لعشرات الملايين من الجزائريين، فعمت فرحة “هيستيرية” أغلب مدن ومداشر وقرى الجزائر، حتى أنها أنست المواطن همومه اليومية، وكذا عواصم أوروبا وأمريكا وآسيا، ولقي منتخب “المحاربين” دعم كل العرب، بشكل اقشعرت له الأبدان، من فلسطين إلى اليمن عبر سوريا وليبيا وتونس وغيرها من الشعوب الصديقة، تماما مثلما فعله أشبال حاليلوزيتش، في مونديال البرازيل 2014، أين مثل رفقاء بوقرة الوطن العربي أحسن تمثيل.
أخيرا أبعدنا النحس الذي لازمنا في أغلب دورات “الكان”، التي لعبناها في عديد بلدان القارة السمراء، فكم من مرة بكينا على تضييع التاج القاري في نيجريا سنة 1980، وفي ليبيا عام 82 وكوت ديفوار، 1984 وكم من مرة قيل لنا بأن ما يحدث من تلاعبات في كواليس “الكاف”، لن يسمح للجزائر برفع الكأس، سوى في بلدها، وها هو بلايلي ومحرز ومبولحي وآخرون من كتيبة بلماضي، يقضون على هذا النحس، الذي طاردنا، ويعودون بالتاج من عاصمة الفراعنة، إلى بلد “الشهداء” في جو لا تعيشه سوى الشعوب العظيمة.
صحيح أن الجزائر لم تكن مرشحة لنيل لقب الدورة الـ32، وصحيح كذلك أن الكثير لم يراهن على بلماضي في تحقيق ما لم يكن في الحسبان، لكن ابن مدينة “شامبيني”، ضاحية باريس، ورغم تجربته القصيرة كلاعب في الخضر، عرف من أين تؤكل الكتف، وهو الذي عايش دورة تونس 2004 كقائد للمنتخب، مستغلا إفرازات الدورة، بعد سقوط منتخب البلد المضيف، وإقصاء حامل اللقب، وخروج المرشح المغربي، لينهال بلماضي وأشباله على الكأس بقبضتي أسد، في ثوب فنك، كون الفرصة تعد ثمينة ولا يمكن تضييعها.
دون شك النجمة الثانية، التي سترسم على قمصان الخضر، بداية من هذه الصبيحة، سيكون لها مفعولا خاصا، لبقية المشوار، فالديناميكية التي بعثها بلماضي مع لاعبين يقربهم سنا، ويتكلم لغتهم ويفهم مشاعرهم، ستدفع بالمحاربين نحو الأمام، كي نبقى نلازم الصفوف الأولى لكبار القارة، نلعب المونديال بانتظام، وندافع عن اللقب القاري في كل مناسبة، لأنها المكانة الحقيقية للخضر.
الجزائر لم تنم منذ أسابيع، بفعل “عفيون” محرز ورفاقه، وسيظل شبابها يتلذذون بالتاج القاري، ويتغنون به لشهور، بل لسنوات فكم أنت غالية يا كأس إفريقيا، وكم أنتم كبار يا محاربي الصحراء، والنجمة الثانية ستفسح المجال لنجوم أخرى، دون أدنى شك فالقادم أحسن بحول الله.