جميل أن تسمع بأن أول قاض في البلاد والحارس الأول على مال الشعب، يهب لإنقاذ مؤسسة من الإفلاس وعمالها من شبح البطالة، وجميل كذلك أن يسارع رئيس الجمهورية لمساعدة أحد أكبر نوادي الجزائر المستقلة ويجد حلا لمعضلته المالية مثلما حدث لنادي سوسطارة الذي ومنذ سقوط مالكه “المقاول المفبرك” ، لم يجد الثدي الذي يشرب منه حليبه اليومي حتى ولو كان حليبا مدعما من خزينة الدولة اعتاد عليه على مر عشريات.
دون شك، صدور بيان اتحاد العاصمة الذي يشيد فيه بتدخل الرئيس تبون لمنح الضوء الأخضر لشركة “تسيير الميناء” كي يأخذ أسهم النادي العاصمي، فتح الباب لغضب بقية نوادي الجزائر العميقة ، التي تعاني منذ سنوات عجزا ماليا رهيبا ولم تجد من يرفع عنها الغبن، فضاعت فرق رياضية لها باع بسبب غياب المال في صورة ترجي قالمة وشبيبة تيارت والملعب السطايفي وغالي معسكر، فلا وزير ولا رئيس دولة ولا ولاة استطاعوا أن يضعوا الوصفة الملائمة لتمويل الرياضة عموما ونوادي الكرة خصوصا، فبقيت الفرق “مغبونة” تتأرجح بين صدقات “المير” ومزاجية الوالي وأوامر “الهاتف الفوقي”.
قبل أيام صرح وزير الرياضة الخالدي بأنه يجب البحث عن حلول لمشاكل التمويل في الرياضة والكرة، ولم يكن يدري الوزير الشاب أن “الشاف” سيسارع لإنقاذ “لياسما” دونا عن غيرها من الفرق الأخرى التي تتخبط في الأزمات، من بسكرة إلى بلعباس مرورا بالشلف وعين مليلة وغليزان وباتنة وخنشلة ووادي سوف وورقلة والقائمة طويلة وعريضة بحجم شساعة البلاد.
وعوض أن يناقش تبون مع مستشاريه وأصحاب الاختصاص مشروعا شاملا لتمويل النوادي الرياضية وكيفية وضع مخطط لتوزيع عادل لخيرات البلاد، انتهج الرئيس الجديد نفس أسلوب سابقيه حارما فرق الجزائر الأخرى من الدعم العمومي وكأن الجزائر الرياضية موجودة في مقاطعات دون سواها مبقيا على”الظلم والحقرة” اللذين عاشتهما المدن العميقة لعشريات طويلة في جميع المجالات، فضاعت الملايير ونهبت الميزانيات وبقيت الرياضات في منحى تنازلي بسبب غياب البصيرة وجشع اللصوص.