“علي بابا والثلاثون لصا”
ضربة حرة: بقلم عدلان حميدشي
انتهى رئيس الرابطة المحترفة من جولاته المكوكية لاستشارة النوادي “المفلسة” حول استعدادها لاستئناف الموسم المعلّق من عدمه.
وانتهت الاستشارة مثلما بدأت على نفس الإيقاع ونفس الخلاصة “أغلب مسيري الفرق البالغ عددها 32 لا يريدون استئناف الموسم ويطالبون من الفدرالية اتخاذ قرار في هذا الشأن، أي إعلان نهاية الموسم”.
صحيح أن موضوع استئناف البطولة في جو كورونا، يبدو صعبا ومقلقا في بلد لا زالت فيه أرقام المصابين بالوباء مفزعة، غير أن طرح مسيري ورؤساء النوادي المحترفة يضحك الميت والمجنون ويبكي العاقل والمحزون، كون هؤلاء “المسيرين الفاشلين” يريدون إنهاء الموسم بقرار من المكتب الفدرالي لجعله ذريعة أمام اللاعبين الدائنين، والشروع في تحضير الموسم المقبل برزنامة جديدة وأكاذيب متجددة تنسي “فرسان الملاعب” حقوقهم المشروعة وتغرق الشركات المغبونة.
بالمختصر، مسيرو الفرق المحترفة لا يقدرون على إتمام الموسم الكروي في أوت أو في سبتمبر، ولا في أي شهر آخر، ليس بسبب صعوبة التكفل الصحي باللاعبين، والخوف من تفشي وباء كورونا، بقدر ما هو مرتبط بعجزهم عن إقناع اللاعبين والمدربين بالعودة إلى جو التدريبات دون تسوية نصف الأجور المتراكمة، وهو حق مدون في العقود.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح… إذا كان مسيرو النوادي يرفضون إتمام الموسم العالق، فكيف سيحلّون مشاكلهم المالية والصحية للموسم الجديد؟…
فهل لديهم خاتم سليمان ووصفة سحرية تجعلهم بين جوان وأوت، يبرمون تعاقدات جديدة ويبرمجون تحضيرات وتربصات؟، أم سيبثون أسطوانة قديمة يمرّرونها للاعبين للاستهلاك؟.
فعوض أن يعلن مسيرو النوادي المحترفة إفلاسهم التام وعجزهم عن تسيير شركات رياضية تجارية، ويحزمون أمتعهم ويغادرون الساحة دون رجعة، كي يعود الكل إلى جادة الصواب، ويعاد النظر في مفهوم الاحتراف على الطريقة الجزائرية، ها هم يختفون وراء كورونا لإعلان نهاية موسم لم يفصل فيه أي شيء، وينتظرون من الدولة منحهم الملايير عن طريق شركات عمومية، تمول فشلهم، مثلما هو حاصل في النوادي التي ترضع من ثدي سوناطراك منذ سنوات، ويضيع المال بين أحضان “علي بابا” واللصوص المترصدين به.
اليوم بات من المستعجل أن تتخذ السلطات العليا للبلاد قرارات جريئة بوقف الفوضى وطرد اللصوص ومعهم “علي بابا”، وهم الذين ظلّوا يقتاتون من المال العام، الذي يصب بالملايير في أرصدة الفرق الهاوية أو المحترفة.
كما أن عدم استئناف الموسم المعلّق، يجب أن تتبعه قرارات قوية، لأن المواسم الجديدة يجب أن تنطلق بوجوه جديدة وبإستراتيجية جديدة، فالجزائر تعبت من لصوص الكرة وحان وقت تطهيرها.