في أكتوبر 2013 خسرت المنتخب الوطني لكرة القدم بقيادة المدرب وحيد حاليلوزيتش لقاء الذهاب من الدور الفاصل المؤهل لمونديال البرازيل 2014 بنتيجة 3/2 بالعاصمة البروكينابية واغادوغو، بسبب الحكم الزامبي سيكازوي ومساعديه الذين منحوا ضربة جزاء وهمية للمحليين نظير خطأ وهمي للمدافع بلكالام.
خسارة فجرت غضب التقني البوسني الذي تهجم على الحكم في نهاية المقابلة بكلام قوي وحاول حينها رئيس الفاف محمد روراوة ومناجير الخضر عبد الحفيظ تاسفاوت تهدئة روع المدرب الذي لم يتقبل الطريقة التي خسر بها المحاربون قبل لقاء العودة وكاد يتعرض لعقوبة الإقصاء من لقاء العودة من قبل لجنة الانضباط للكاف .
خسارة رفقاء فيغولي آنذاك، لم تكن رياضية وكانت هزيمة في الكواليس وقعت تفاصيلها الأخيرة بمرحاض الفندق الذي أقام به ثلاثي التحكيم في واغادوغو، أين رضخ الزامبيون “للغلاف” الذي يحمل طابعا غير جزائري واخدوا كل “الهدايا” المقدمة لهم بما في ذلك “الهدية” الجزائرية.
وتلقى رئيس الفاف محمد روراوة صفعة مؤلمة في ” واغادوغو” قيل بأنها جاءت من الدار البيضاء إثر تحالف بين بوركينافسو والمغرب خاصة عقب تربص أشبال بول بوت بالعاصمة المغربية قبل النزول بالجزائر.
وتحرك رئيس الاتحادية بسرعة لانقاذ تأهل الجزائر بملعب تشاكر ولم يمنح أي فرصة لمنافسي وخصوم الجزائر كي يخطفوا ورقة المونديال من يدي رفقاء بوقرة و غلق كل المنافذ عليهم، حتى لا يتكرر سيناريو الحكم الزامبي سيكازوي مع الحكم السنيغالي بادارا دياتا، فضغطت الفاف على لجنة التحكيم لاختيار الصافرة الملائمة و تم تحصين الخيار بشكل رهيب وظفت فيه كل الوسائل لضمان تأهل ولو بأقل نتيجة بملعب تشاكروهو ما حدث في سيناريو شاهده الجميع .
بالمختصر، التحكيم الافريقي لعبة معقدة وصعبة في منافسة المونديال خاصة وأن تأشيرة التأهل لكأس العالم تزن 8 مليون دولار على الأقل، وبداية خوض حرب الكواليس مع الحكام في الكاف ، تبدأ بالمشاركة الفعالة في التعيينات الملائمة وتقديم ثلاثة مقترحات إسمية تضمن ولاءها مسبقا، وانتظار الخيار الأخير بيد أعضاء هذه اللجنة ، وبعدها يأتي التعيين الرسمي وهنا يتطلب من الفدرالية التحرك بشكل غير رسمي طبعا لتحصين الخيار وتأطيره من اليوم الأول الى غاية مغادرته للبلاد، ولا تغيب عنه “العين” مدة ساعة واحدة ، واذا غبت عن مرحلة من كل هذه المراحل ، قد تدفع الثمن غاليا ولو يكون لديك احسن منتخب ومعك أحسن لاعب مثل ميسي، فالحكام في إفريقيا تعودوا على هذه الممارسات منذ عشريات طويلة والهيئة الإفريقية مبنية على مصالح الدول المشكلة للوبيات عنيفة .
اليوم تأثر بلماضي لما وقع له في زامبيا مثلما غضب حاليلوزيتش كثيرا في واغادوغو قبل أقل من 8 سنوات، لينذر الكوتش جمال الاتحادية الكروية بضرورة التحرك لحماية أبطال إفريقيا من المنافسين غير الرياضيين، وما وقع في الرباط خلال الجمعية العامة الأخيرة ليس في صالح الجزائر التي باتت معزولة أكثر من أي وقت مضى لأسباب يعرفها الجزائريون جيدا.
بقلم عدلان حميدشي