المحترف

هبوب ريح التجديد لن ترحم أحدا يا خير الدين

ضربة حرة بقلم عدلان حميدشي هبوب ريح التجديد لن ترحم أحدا يا خير الدين صورة مؤسفة تلك التي قدمها رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وتداولتها شبكات التواصل، وهو يغادر مدرجات ملعب وهران أول أمس، ليجد خير الدين نفسه في مواجهة استفزازات مناصر للخضر تعود على انتقاده أينما حل وحيثما ارتحل. زطشي فقد أعصابه وقال كلاما لا يليق بمسؤول عن أكبر اتحادية رياضية في الجزائر، وحتى ولو أن استفزازات المناصر فيها كثير من التحامل على مالك نادي بارادو، فقد كان على زطشي التحكم في أعصابه وتقبل كل ما يقوله الشارع مهما كان نوعه. خير الدين أو ديدين الذي التحق متأخرا بالحراك السياسي والاجتماعي وكرئيس للفاف، كاد أن يدخل في مناوشات جسدية مع المناصر الوهراني الذي قال له: “لا نحتاجك يا زطشي في الحراك الشعبي إنك عميل لعلي لحداد ولا نحتاجك كي تدعم الشعب في حراكه”، فكلمة “عميل لحداد” أغضبت وكشفت بالمرة حجم الضغط الذي يعيشه الرجل. موقف رئيس الفاف لا يحسد عليه سيما وهو يرى سقوط “إمبراطورية الأوليغارشيا” التي يحسب عليها كعضو عائلي فاعل في “فوروم” رجال الأعمال بقيادة “الزعيم” حداد، والذي كان وراء تعيينه كخليفة لروراوة قبل سنتين. زطشي مقتنع بأن السقوط السريع للنظام السياسي الحالي سيتسبب مباشرة في سقوطه كرئيس للاتحادية، وهو ما سيحدث لا محالة في بلاد بنيت كل مؤسساتها بما في ذلك الرياضية على “خمال”، فعندما تهب ريح التغيير فإنها ستعصف بجميع الرؤوس وستأتي على الأخضر واليابس مثلما قال مخرجنا السنيمائي لخضر حمينة في فيلمه التاريخي “ريح الأوراس”. انفعال زطشي جاء 24 ساعة بعدما أعلن ولاءه للحراك الشعبي متأخرا بنحو شهر عن انطلاق أول “رصاصة” في الربيع الجزائري ذات 22 فيفري، ليجد نفسه في العراء ليس مع هؤلاء ولا مع هؤلاء لأن الكل ناقم عليه. وما حدث أو سيحدث لزطشي وقع لسابقيه على مر العشريات، فكلما تسقط الجماعة المتحكمة في دواليب السلطة، تأتي معها أرانبها تباعا في بقية المنظمات والهيئات، وبالتالي ندعو رئيس الفاف إلى عدم الانفعال لسرعة السقوط من “سرج” الفدرالية لأنه وببساطة في جزائرنا كلما تصعد بسرعة إلى أعلى قمة يكون السقوط أعنف. ولعل أخطر ما في رياح التغيير أن يطأطئ مهندسو الفساد الكروي رؤوسهم ويختبئون كي يصفقوا لخليفة زطشي ويركبوا موجة التجديد وهم في حقيقة الأمر مصدر الفساد ونعني بهم أعضاء الجمعية العامة للفاف الذين رفعوا أيديهم وأرجلهم في عهد روراوة وقاموا بنفس السلوك في عهد زطشي، فالتغيير الحقيقي يجب أن يمس هؤلاء “البزناسية” الذين نشاهدهم في الساحة الكروية منذ ربع قرن أو أكثر.