المحترف

نجوم هزموا الفقر المدقع بفضل كرة القدم

كثيرون هم اللاعبون الذين هزموا الفقر المدقع بفضل موهبتهم الكروية التي حولتهم إلى نجوم وأثرياء يجنون عشرات الملايين داخل المستطيل الأخضر وخارجه، ومن بين هؤلاء مجموعة مناللاعبين سنروي قصصهم في هذا التقرير.. هذه مجموعة صغيرة من مئات اللاعبين الذين استطاعوا بالموهبة والحظ والمثابرة أن ينفضوا غبار الفقر والمعاناة عنهم ويصلوا إلى قمة الشهرة والثراء والمتعة بفضل كرة من الجلد المدور ومستطيل أخضر، نجحوا في أن يتحولوا إلى أثرياء، يملكون العقارات والسيارات وحتى الطائرات، لا لسبب سوى لأنهم أتقنوا ممارسة كرة القدم، وبرعوا فيها بفضل مواهبهم وفنياتهم وعروضهم الممتعة، إلى درجة أن شغلوا القلوب والعقول، واستهووا إعجاب الملايين من الناس.

ماني.. صاحب “الحذاء المهترئ” الذي تحول لأغنى لاعب في إفريقيا

هداف ليفربول الحالي الذي عرض عليه الأخير تمديد عقده معه حتى العام 2025 مقابل 275 ألف دولار أسبوعيا.. نشأ في قرية فقيرة بالسنغال، لا يوجد فيها مشفى ويعمل أغلب سكانها بالزراعة، إلا ساديو الذي كان لديه حلم كبير بأن يكون لاعب كرة قدم محترفا، وكان يلعب الكرة في الشوارع لساعات طويلة، ليسافر وهو ابن 15 عاما إلى العاصمة داكار بحثا عن فرصة، غير أن المسؤول عن الاختبارات لاحظ أن حذاءه مهترئ ولا يصلح للعب الكرة ولا حتى ملابسه، فسأله “كيف ستلعب الكرة بهذا الحذاء القديم الممزق؟”.. موهبة ماني قادته فيما بعد إلى ميتز الفرنسي وسالزبورغ النمساوي وساوثهامبتون الإنجليزي ثم ليفربول، لكن اللاعب المسلم الذي ينحدر من أسرة محافظة، لم ينس قريته فأنشأ فيها مدرسة وأكاديمية كروية لمساعدة الأطفال وتجنيبهم المعاناة التي مر فيها.

أغلى لاعب في تاريخ القارة الإفريقية

وتحدثت “ديلى ميل” في تقرير مطول عن ساديو ماني، وأشارت إلى أنه أصبح أغلى لاعب في تاريخ القارة الإفريقية، بعدما تعاقد معه ليفربول مقابل أكثر من 50 مليون أورو.. عندما تكون في أوروبا ويعرف الناس أنك شخص متدين، فأول ما يبدر إلى أذهانهم هو أنك تذهب بصفة دائمة للكنيسة أنت وعائلتك، وهذا ما حدث مع ماني، ولكنه رد على ذلك ضاحكاً، قائلاً لهم: “نحن مسلمون.. لم نذهب للكنيسة مطلقاً”، ولا يعتبر ساديو ماني من اللاعبين الذين سرقتهم أضواء الشهرة، حيث يشهد له الجميع بأنه شخص متواضع للغاية، كما أنه محبوب من قبل الجميع في ليفربول.. نشأ اللاعب في قرية بامبالي الواقعة في جنوب السنغال، وكان والده إمام المسجد، وعندما أعد أحد المراسلين تقريراً عن اللاعب في مسقط رأسه، علم أن ماني تبرع بمبلغ مالي من أجل إعادة بناء هذا المسجد، كما أنه يخطط لإنفاق المزيد من الأموال لإقامة بعض المشاريع، لمساعدة المجتمع المحلى.

كان يفكر كثيراً في كيفية رد الجميل لمسقط رأسه

تحدث ماني عن التسامح الديني في بلاده قائلاً: “الدين مهم جداً بالنسبة لنا.. أنا أحترم تعاليم الإسلام وأقيم الصلوات الخمس يومياً بصفة دائمة.. 90% من سكان السنغال مسلمون و10% مسيحيون ولكن الجميع يعيشون سوياً في وئام كبير”، وتابع قائلاً: “صديقي المقرب يدعى لوقا وهو مسيحي.. كنت أزوره في منزله دائماً وكان يفعل كذلك أيضاً.. ليس هناك أي صراع بسبب الدين في بلادنا”، وقال ماني: “كنت أحلم دائماً بأن أكون لاعب كرة قدم محترف.. هذا أسعد والداي بشكل كبير وجعلهما فخورين بي.. إنهما ما زالا يقيمان في نفس القرية التي ولدت بها ولكنى أمتلك منزلاً كبيراً في العاصمة داكار وإذا رغبا في العيش به فهذا باستطاعتهما”، ويتابع: “من الأشياء التي كانت تدفعني للحياة دائماً وأنا صغير أني كنت أفكر كثيراً في كيفية رد الجميل لمسقط رأسي.. دائماً أتناقش مع زملائي في السنغال حول هذه الأمور”.