الليغا

لورينزو سانز.. مخترع “الغالاكتيكوس” الذي هزمه داء “كورونا” القاتل

“رجل السابعة”، كان ذلك العنوان البارز في معظم الصحف الرياضية الصادرة في العاصمة الإسبانية مدريد رثائاً لوفاة الرئيس السابق للنادي الملكي لورينزو سانز عن عمر يناهز 76 عاماً، وبعد مسيرة حافلة في مجال الأعمال والرياضة كُتبت نهايتها على يد فيروس كورونا.. لورينزو سانز مانشيبو، من مواليد التاسع من أوت 1943 بمدريد، في بداياته لعب كرة القدم مع فرق الهواة، ولكن سريعاً ما تحول نحو مجال الأعمال، وخصوصاً العقارات والبناء، وكون ثروة ضخمة جعلته من أكبر رجال الأعمال في إسبانيا.. في 1995، قرر سانز العودة مجدداً لمجال كرة القدم، وفي السادس والعشرين من نوفمبر خلف رامون ميندوزا في رئاسة ريال مدريد، وقرر العمل على إنهاء صيام النادي عن بطولته المفضلة، دوري أبطال أوروبا، منذ 1966.

قرر القيام بثورة في صفوف النادي الملكي صيف 1996

كان صيف 1996 ساخناً في البرنابيو، إذ قرر سانز القيام بثورة في صفوفه والتعاقد مع عدد من النجوم واللاعبين لتدعيم صفوف الفريق من أجل المنافسة على اللقب القاري، وكان أبرز هؤلاء ضم اليوغوسلافي بريدراغ مياتوفيتش من صفوف فالنسيا، في صفقة تسببت في أزمة كبيرة مع الخفافيش بسبب المفاوضات غير الرسمية بين اللاعب والميرينغي، ولم يكتف سانز بمياتوفيتش، فضم الهداف الكرواتي دافور شوكر، الهولندي اليافع كلارنس سيدورف، زي روبرتو، كريستيان بانوتشي، الحارس الألماني بودو إيغنر، ونجح في خطف روبرتو كارلوس من إنتر مقابل ستة ملايين أورو، ويدفع مجموع 27 مليون أورو لتدعيم صفوفه، وشهد الموسم الأول لسانز تتويجه بلقب الليغا بعد صراع مع برشلونة حتى الجولة الأخيرة، واحتاج لجمع 92 نقطة، أزيد بنقطتين عن البلوغرانا، من أجل اقتناص اللقب، والعودة مجدداً للمشاركة في دوري الأبطال بعد أن كان حل سادساً في سابقه.

نجح في الفوز بدوري الأبطال بعد طول غياب وبالتحديد 32 عاماً

الموسم التالي شهد تراجعاً محلياً، فرغم الفوز بكأس السوبر، الفريق حل رابعاً في الليغا، ولكن أخيراً عاد ليعانق المجد أوروبياً بعد أن نجح في الفوز بدوري الأبطال بعد طول غياب، وبالتحديد 32 عاماً، ويحقق اللقب السابع بعد مشوار حافل.. تصدر ريال مدريد المجموعة الرابعة على حساب روزبرغ، أوليمبياكوس، وبورتو برصيد 13 نقطة، وعبر لربع النهائي الذي قابل به باير ليفركوزن الضيف الجديد على المسابقة، فتعادل معه 1-1، ثم فاز عليه 3-0، ثم في نصف النهائي كان على موعد مع فريق ألماني آخر في صورة بوروسيا دورتموند، ولكن أيضاً لم يقابل متاعب كبيرة في الفوز عليه 2-0 والتعادل إياباً 0-0، وشهدت المباراة النهائية مواجهة من العيار الثقيل بين جوفنتوس، الفريق الذي اعتبره الكثيرون الأفضل في تلك السنوات أوروبياً، وريال مدريد المتعطش للعودة للتتويج، وذلك على ملعب “أمستردام أرينا” بهولندا، وحسم الملكي المباراة بفضل هدف مياتوفيتش الذي احتج عليه الإيطاليون كثيراً بداعي التسلل.

خسر الانتخاب في ماي 2000 لحساب فلورنتينو بيريز

الموسم التالي شهد فوز الفريق بكأس إنتركونتيننتال على حساب فاسكو دي غاما، ولكن الفريق فشل في تحقيق أي بطولات محلية وقارية، وبدأت الديون في التراكم على النادي، فباع عدداً من نجومه مثل زي روبرتو، داني غارسيا، وسانتياغو كانيزاريس، وكان الموسم الأخير لسانز مع الملكي حسن الختام رغم تزايد المشاكل الاقتصادية، إذ نجح في تحقيق الثامنة، ورفع دوري الأبطال في العاصمة باريس على حساب مواطنه فالنسيا في نهائي الفوز بثلاثية نظيفة، ولكن استمرار المشاكل المادية أدت لخسارته الانتخاب في ماي 2000 لحساب فلورنتينو بيريز، الرئيس الحالي، ونهاية حقبة مهمة في تاريخ النادي الملكي، واشتهرت فترة سانز بالتعاقدات القوية،.

فشلت مفاوضاته في 2006 لشراء بارما وفي 2008 مع باري

ويمكن اعتبار أن فكرة “الغالاكتيكوس” وارتباطها بالنادي الملكي قد وُلدت في عهده، فمعه جاء مياتوفيتش، شوكر، كارلوس، كاريمبو، موريينتيس، أنيلكا، وآخرين، وإن كان الاختلاف بين سانز وبيريز أن الأخير دفع أموالاً طائلة لضم نجومه، بينا الأول تعاقد معهم في سن صغيرة، وساعده أن في ذلك الزمان لم يكن الجنون أصاب السوق بعد، وفي السنوات ما بعد مدريد، حاول سانز التوجه للسوق الإيطالية، وفشلت مفاوضاته في 2006 لشراء بارما، وفي 2008 مع باري، ولكن استحوذ على ملقه في 2006، قبل أن يبيعه في 2010، وبعدها بدأ يخرج تدريجياً من أجواء وعالم الكرة، وترك زمام الأمور لنجله فرناندو، وتدهورت صحته، حتى أُصيب بالفيروس كورونا المستجد في الأيام الأخيرة، ووافته المنية مساء السبت 21 مارس 2020.

لم يكن يستحق هذه النهاية، إنه أحد أفضل وأشجع الناس

وتوفي الرئيس السابق لنادي ريال مدريد في مستشفى “خيمينيز دياز” عن 76 عاما، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد، وغرد لورينزو سانز الابن على حسابه في تويتر “والدي توفي، لم يكن يستحق هذه النهاية، إنه أحد أفضل وأشجع الناس الذين عرفتهم”، وجرى نقل سانز إلى وحدة العناية المركزة في مستشفى خيمينز دياز في مدريد منذ الثلاثاء الماضي بعد إصابته بفيروس كورونا، قبل أن تتدهور حالته، ويتم إعلان وفاته مساء السبت المنقضي، ولعب الابن فرناندو سانز، 46 عاما، بقميص الريال بين عامي 1996 و1999، قبل أن يمضي آخر سبعة أعوام من مسيرته كلاعب مع نادي ملقا، وأعلن رئيس الاتحاد الإسباني لويس روباليس أن مسابقة الليغا التي تم تعليقها بسبب انتشار وباء الكورونا سيتم استئنافها في وقت لاحق، على أن تنتهي في يوم 30 جوان المقبل.

ضحية كورونا الذي أنهى جفاف ريال مدريد

هذا، وعم الحزن أرجاء العاصمة الإسبانية مدريد، بسبب عدد الوفيات الضخم نظرًا لتفشي وباء كورونا، في الأيام القليلة الماضية، والذي افترس هذه المرة لورينزو سانز رئيس ريال مدريد الأسبق، ونزل خبر وفاة سانز يوم السبت الفارط، كالصاعقة على رأس الرياضيين والجماهير داخل وخارج إسبانيا، لاسيما وأنه كان يرتبط بعلاقات مميزة بالجميع خلال فترة رئاسته للنادي الملكي، ويعتبر سانز من العلامات الفارقة في تاريخ الميرنغي، حيث قاد الفريق لتحقيق بطولات مهمة كان أبرزها استعادة النادي لدوري أبطال أوروبا بعد سنوات من الغياب، علما أن سانز نشأ في عائلة متوسطة، بين 10 من الأبناء كان هو الأكبر بينهم.

اشتهر كرجل أعمال بارع وكوّن ثروته من مجال العقارات والبناء

ولعب لورينزو كحارس مرمى في فترة شبابه للعديد من الفرق الصغيرة، لكنه اشتهر بعد ذلك كرجل أعمال بارع، حيث كون ثروته من مجال العقارات والبناء، ويُعد سانز هو والد مالولا زوجة قائد ومدافع ريال مدريد والمنتخب الإسباني السابق ميشيل سالغادو، كما أنه والد كل من باكو وفرناندو اللذين مارسا كرة القدم كلاعبين محترفين، وبدأ سانز العمل في ريال مدريد عام 1985 كعضو مجلس إدارة خلال ولاية رامون ميندوزا، ثم تولى منصب نائب الرئيس، قبل أن يجلس على مقعد الرئيس في 26 نوفمبر1995، وخلف سانز، ميندوزا الذي استقال بسبب المشاكل الاقتصادية والرياضية للنادي، وحاول رجل الأعمال أن يُساعد النادي في أزمته وجلب لاعبين كبار مثل دافور شوكر وبيدراغ مياتوفيتش على نفقته الخاصة، وأيضًا ضم روبرتو كارلوس وكلارنس سيدورف.

بيريز سيكرمه بالشكل الذي يستحقه في أقرب وقت ممكن

هذا، ونعى نادي ريال مدريد الإسباني رئيسه السابق لورينزو سانز الذي توفى مساء السبت في مستشفى خيمينيز دياز عن 76 عاما متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد، وأعرب رئيس نادي ريال مدريد ومجلس الإدارة عن حزنهم الشديد لوفاة لورنزو سانز، وفي بيان عبر موقعه الرسمي قدم ريال مدريد “تعازيه العميقة وتعاطفه الكامل مع زوجة رئيسه السابق ماري لوث، وأبنائه، لورنزو وفرانسيسكو وفيرناندو وماريا لوث (مالولا) وديانا، وعائلته وأصدقائه، وأكد ريال مدريد أن رئيسه الحالي سيكرم لورنزو سانز بالشكل الذي يستحقه في أقرب وقت ممكن نظرا إلى الوضع الراهن المتعلق بأزمة فيروس كورونا، وجرى نقل سانز إلى وحدة العناية المركزة في مستشفى خيمينز دياز في مدريد منذ الثلاثاء الماضي بعد إصابته بفيروس كورونا قبل أن تتدهور حالته ليتم الإعلان عن وفاته يوم السبت.

تعاقد مع المدرب المميز فابيو كابيللو لقيادة الفريق في ماي 1996

تعاقد وكان سانز قد بدأ مسيرته المهنية كحارس مرمى رفقة فرق مدريدية متواضعة المستوى كفريق بويرتا بونيتا، وبالرغم من حبه لكرة القدم، إلا أنه برع في التجارة، وبدأ حياته المهنية، بعيدًا عن كرة القدم، بتأسيس مصنع لإنتاج ورق الحائط، وكان وهو صغير محبًا وعاشقًا لكرة القدم، وفي عام 1979 استطاع أن يتقلد أحد المناصب الإدارية في ريال مدريد، وبداية من عام 1985 بدأ التدرج في المناصب الكبرى بالنادي إلى أن أصبح عضوًا بمجلس الإدارة، وفي الحادي والعشرين من شهر نوفمبر لعام 1995 تم تعيين سانز رئيسًا للنادي بعد استقالة ميندوزا، وظل في منصبه حتى عام 2000، وفور أن تولى سانز مهام منصبه أدرك أن الفريق في حاجة إلى لاعبين جدد ومميزين، لذا تعاقد مع الكثيرين، وفي العشرين من شهر ماي لعام 1996 تعاقد مع المدرب الإيطالي المميز فابيو كابيللو لقيادة الفريق، وفي الموسم نفسه تُوج المرينغي بدوري الدرجة الأولى الإسباني، ولكن كابيللو رحل بسبب سوء علاقته بعددٍ من اللاعبين وطلباته المستمرة في جلب تعاقدات جديدة، وتعاقد لورينزو كذلك مع المدرب الألماني هاينكس، وبقيادة سانز حقق النادي الملكي أرباحًا اقتصادية كبيرة، بالإضافة إلى تتويجه ببطولات محلية أخرى، واليوم كتب رئيس ريال مدريد السابق كلمة الوداع لجمهور الملكي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Powered by Live Score & Live Score App
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: