نال المدرب الألماني يورغن كلوب وتشكيلته متعددة الجنسيات النصيب الأكبر من الإشادة بعد فوز ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن خلف اللقب رقم 19 في دوري الأضواء كان هناك قدر من النجاح للمجموعة الأميركية التي تملك النادي، ولا يحتاج الأمر إلى خيال كبير لمعرفة لماذا رأى مالكو “بوسطن ريد سوكس” الإمكانات في ليفربول عند شراء النادي قبل عشرة أعوام، ففي 2004 اختبرت مجموعة “فنواي سبورتس غروب”، التي كانت تُعرف في ذلك الوقت باسم “نيو إينغلندسبورتسفنتشرز”، تأثير النجاح على فريق كان متعطشا للمجد لسنوات، وبعد 86 عاما استعاد “ريد سوكس أو الجوارب الحمراء” أخيرا لقب دوري البيسبول الأميركي للمحترفين، منهيا ما يُعرف باسم “لعنة بامبينو” في إشارة إلى قرار بيع بيب روث أفضل لاعبي الفريق إلى غريمه نيويورك يانكيز بعد موسم 1919.
الأمريكيون كانوا ملتزمين بالبناء على المدى الطويل
وقال جون هنري الذي أصبح مالك ليفربول بعد عملية الاستحواذ “هدفنا في ليفربول كان صناعة الاستقرار الذي استمتع به ريد سوكس، كنا ملتزمين بالبناء على المدى الطويل”، وكانت هناك شكوك مبررة بشأن عملية الاستحواذ في مرسيسايد بعد فترة من الانهيار تحت قيادة الثنائي الأميركي توم هيكس وجورج جيليت، واكتفى هنري حينها بتحديد هدف متواضع وهو استقرار الفريق على عكس الملاك الجدد في سائر الأندية، والذين يطلقون عادة وعودا بجلب المجد والبطولات، وقررت الإدارة الجديدة إقالة المدرب روي هودغسون في جانفي2011 مع احتلال الفريق المركز 12 في الدوري، وعاد أسطورة النادي كيني دالغليش لتولي المسؤولية بشكل مؤقت حتى تم اختيار بريندانرودجرز.
استثمروا في عدد من اللاعبين أصحاب الصفقات الكبيرة
وكان رودجرز قريبا من حصد اللقب في 2014 لكن الأمور تغيرت للأفضل مع تعيين كلوب في أكتوبر2015، وبينما يتميز كلوب بالشخصية والحيوية والحافز والأسلوب الخططي الذي حقق نتائج متسقة على مدار الموسمين الماضيين، فقد ساعده العمل بالأسلوب الأميركي المعتاد في التعاقدات، وقبل كلوب استثمر الفريق في عدد من اللاعبين أصحاب الصفقات الكبيرة والذين فشلوا في تحقيق النتائج مثل ثنائي الهجوم كريستيان بنتيكيوآندي كارول، ودخل المدربون السابقون في مشاكل مع “لجنة التعاقدات” التي يقودها المدير الرياضي مايكل إدواردز، لكن كلوب كان أكثر راحة فيما يتعلق بالتعاقدات المعتمدة على الإحصاءات،
هكذا بدأ نجاح ليفربول تحت القيادة الأميركية الألمانية
والنتيجة كانت التعاقد مع ساديو ماني وجورجينيوفينالدم ومحمد صلاح وآندي روبرتسون وفيرجيل فان دايك وأليسون بيكر ونابي كيتا وفابينيو، وهو ما ساهم في تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا 2019 وإنهاء انتظار 30 عاما للقب الدوري، وكان الوعد الوحيد لهنري في مقابلة بعد استحواذه على النادي حين أشار إلى الدرس الذي تعلمه من إحياء “ريد سوكس”، وقال حينذاك “يجب أن يكون الجميع على توافق.. توافق تام، وسنفعل ذلك، سنرتكب الأخطاء وسيعتمد الأمر علينا لتصحيحها”، ونال “ريد سوكس” اللقب بعد انتصاره على “سانت لويس كاردينالات” في 2004 ثم حققه مرة أخرى في 2007 و2013 و2018، وربما بدأ نجاح ليفربول تحت القيادة الأميركية الألمانية منذ ذلك الحين.
………………
هكذا احتفل اللاعبون والمشجعون بتتويج ليفربول رغم قيود “كورونا”
احتفل لاعبو ليفربول بتتويجهم بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم للمرة الـ19 في تاريخ الفريق والأولى منذ بداية المسابقة في نظامها الجديد “بريميرليغ”، وتابع عدد من لاعبي الفريق مواجهة تشيلسي ومانشستر سيتي معا، وتفاعل اللاعبون -وفي مقدمتهم القائد الهولندي فيرجيل فان دايك- مع لقطات اللقاء، وأطلقوا العنان لأفراحهم بعد إعلان الحكم نهاية المباراة بفوز تشيلسي 2-1، واستعاد ليفربول لقب الدوري الإنجليزي الغائب عن خزانته منذ 3 عقود، كما عزز موقعه في المركز الثاني بقائمة أكثر الفرق فوزا باللقب، وذلك بفارق لقب واحد فقط خلف مانشستر يونايتد الذي أحرز اللقب 20 مرة، فيما يحتل أرسنال المركز الثالث في القائمة برصيد 13 لقبا حتى الآن.
كلوب دعاالمشجعين إلى الاحتفال في منازلهم والالتزام بالتعليمات الصحية
واللقب هو الأول لليفربول منذ إقامة فعاليات الدوري الإنجليزي بنظامها الحالي (بريميرليغ) في موسم 1992-1993، وبعد أن وصلت مباراة تشيلسي وسيتي للوقت المحتسب بدل الضائع في ملعب بدون جماهير في لندن يبعد 350 كيلومترا عن أنفيلد بدأت جماهير ليفربول في إشعال الألعاب النارية والاحتفال، وخرجت الجماهير للاحتفال رغم الإرشادات بتجنب التجمعات بسبب القيود المفروضة لتجنب تفشي فيروس كورونا، ودعا المدرب الألماني لنادي ليفربول يورغن كلوب مشجعي الفريق إلى الاحتفال في منازلهم والالتزام بالتعليمات الصحية.
أرقام قياسية حققها”النادي الأحمر” وأخرى تنتظر التجسيد عما قريب
توّج ليفربول بطلا لإنجلترا لأول مرة في 30 عاما قبل سبع جولات من النهاية وربما كان الأفضل في ألقابه 19 التي حققها في الدوري بعد سيطرة مطلقة هذا الموسم، وفيما يلي الأرقام القياسية التي كسرها هذا الموسم، فقد حسم فريق المدرب كلوب اللقب قبل سبع جولات من النهاية ليتفوق على مانشستر يونايتد (2000-2001) ومانشستر سيتي (2017-2018) اللذين حسما اللقب قبل خمس جولات من النهاية، وكان فوز ليفربول 4-صفر على كريستال بالاس يوم الأربعاء الماضي رقم 23 على التوالي على أرضه في الدوري، ليكسر رقم سيتي البالغ 20 انتصارا متتاليا بين 2011 و2012، كما كان فوز ليفربول 3-2 على وستهام يونايتد في فيفري الماضي هو انتصاره الـ18 على التوالي في الدوري معادلا رقم سيتي، وخسر الفريق المباراة التالية في ملعب واتفورد.
أكبر فجوة في الصدارة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز
فاز ليفربول برباعية نظيفة على ساوثهامبتون في أول فيفري الماضي ليبتعد بفارق 22 نقطة عن سيتي على قمة الترتيب، وهي أكبر فجوة في الصدارة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، ووصل الفارق إلى 25 نقطة بعد فوز ليفربول 1-صفر على نوريتش سيتي في وقت لاحق من الشهر نفسه، وبفوزه خارج ملعبه على توتنهام هوتسبير يوم 11 جانفيالسابق، حقق ليفربول رقما قياسيا في عدد النقاط في أول 21 مباراة ببطولات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا (61)، وفاز النادي بمبارياته الست التالية ليصل رصيده إلى 79 نقطة من أول 27 مباراة قبل خسارته 3-صفر خارج الديار أمام واتفورد في فيفري الماضي.
نجح في الفوز على كل فريق ذهابا وإيابا في موسم واحد
حقق ليفربول بفوزه على توتنهام، رقما قياسيا في أكبر عدد من النقاط على مدار 38 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز (104) ليتجاوز 102 نقطة حققها سيتي وتشلسي، وتغلب على 18 من 19 فريقا في الدوري قبل مواجهته وستهام يوم 29 جانفيالماضي، وبانتصاره على وستهام نجح ليفربول لأول مرة في تاريخه البالغ 127 عاما في الفوز على كل فريق ذهابا وإيابا في موسم واحد، كما أصبح النجم المصري محمد صلاح أول لاعب في ليفربول يسجل 20 هدفا بجميع المسابقات في ثلاثة مواسم متتالية منذ مايكل أوين بين 2000 و2001 و2002 و2003.
أرقام قياسية قد يحطمهاالنادي في هذا الموسم
جمع ليفربول 86 نقطة من 31 مباراة، ويحتاج إلى 15 نقطة أخرى ليكسر الرقم القياسي لعدد النقاط في موسم واحد الذي يملكه سيتي عندما جمع 100 نقطة في موسم 2017-2018، ويحتاج ليفربول إلى الفوز بمبارياته الثلاث المتبقية بمعقله “أنفيلد” ليصبح أول فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز ينتصر في مبارياته الـ19 بملعبه في موسم واحد، كما يحتاج أيضا لثلاثة انتصارات على أرضه ليضمن تحقيق رقم قياسي في أكبر عدد من النقاط داخل الديار في موسم واحد والذي يتقاسمه حاليا تشلسي (2005-2006) ومانشستر يونايتد (2010-2011) ومانشستر سيتي (2011-2012)، وحصد كل منهم 55 نقطة.
يحتاج إلى خمسة انتصارات أخرى ليحطم رقم سيتي القياسي
فاز ليفربول في 28 مباراة هذا الموسم، ويحتاج إلى خمسة انتصارات أخرى ليحطم رقم سيتي القياسي البالغ 32 فوزا في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز، وإذا فاز ليفربول بمبارياته السبع المتبقية سينهي الموسم وفي رصيده 107 نقاط محطما رقم ريدينغ القياسي في أكبر عدد من النقاط في تاريخ الدوري الإنجليزي بكل درجاته (106 نقاط في 2005-2006)، هذا، وانتصر ليفربول في 12 من 15 مباراة خارج ملعبه، ويمكنه معادلة رقم المان سيتي القياسي البالغ 16 انتصارا بعيدا عن ملعبه موسم 2017-2018 إذا فاز بمبارياته الأربع المتبقية خارج الديار.
ليفربول.. تاريخ من الألقاب المحلية، القارية والدولية
رغم أن ليفربول فاز هذا الموسم بأول ألقابه في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم (بريميرليغ) بعد صيام دام 30 عاما، وظفر بأول ألقابه في دوري أبطال أوروبا بعد غياب منذ 2005، غير أن خزائن الفريق العريق الذي تأسس عام 1892 مليئة بالألقاب، وبفضل لقب الموسم الحالي يستطيع ليفربول التوقف عن حالة الشك والعودة إلى الثقة بنفسه وبقدراته على حصد الألقاب الكبيرة، خاصة مع الأرقام القياسية التي شهدتها مسيرته نحو منصة التتويج باللقب المحلي في الموسم الحالي، وحقق “الليفر” في تاريخه عشرات الألقاب المحلية والقارية والدولية، فألقاب الدوري هي: الدرجة الأولى/الدوري الممتاز (19 لقبا): 1900-1901، 1905-1906، 1921-1922، 1922-1923، 1946-1947، 1963-1964، 1965-1966، 1972-1973، 1975-1976، 1976-1977، 1978-1979، 1979-1980، 1981-1982، 1982-1983، 1983-1984، 1985-1986، 1987-1988، 1989-1990، 2019-2020.
تحصل على لقب عالمي وحيد هوكأس العالم للأندية سنة 2019
أما الكؤوس المحلية، فقد فاز الفريقبكأس الاتحاد الإنجليزي (7 ألقاب): 1964-1965، 1973-1974، 1985-1986، 1988-1989، 1991-1992، 2000-2001، 2005-2006، وكأس رابطة الدوري الإنجليزي (8 ألقاب): 1980-1981، 1981-1982، 1982-1983، 1983-1984، 1994-1995، 2000-2001، 2002-2003، 2011-2012، ودرع المجتمع (كأس السوبر الإنجليزي) (15 لقبا): 1964، 1965، 1966، 1974، 1976، 1977،1979، 1980، 1982، 1986، 1988، 1989، 1990، 2001، 2006، فيما على مستوى الألقاب الأوروبية، ففاز النادي بكأس أوروبا/دوري الأبطال (6 ألقاب): 1976-1977، 1977-1978، 1980-1981، 1983-1984، 2004-2005، 2018-2019، وكأس الاتحاد الأوروبي/الدوري الأوروبي (3 ألقاب): 1972-1973، 1975-1976، 2000-2001، وكأس السوبر الأوروبي (4 ألقاب): 1977، 2001، 2005، 2019، فيما تحصل على لقب عالمي وحيد هو كأس العالم للأندية سنة 2019.