المحترف

بن عيادة: “الشباب فريق كبير وكنت أرغب في تحقيق حلم الاحتراف بأوروبا”

يؤكد مدافع الخضورة عودته إلى التدريبات الجماعية مع الخضورة، حيث تراجع عن فكرة الرحيل، بعدما وجد صعوبة كبيرة في الحصول على أوراق تسريحه، وكشف في هذا الحوار عن كل ما حدث معه في الأسابيع الأخيرة وكيف ترفض اللعب للترجي التونسي، فيما يتطلع لموسم مميز مع الخضورة والمغادرة من الباب الواسع، كما يكشف الكثير من الأمور خلال هذا الحوار مع أحسن ظهير أمين في الجزائر في الموسم الماضي.
تتواجد بعيدا عن التدريبات لقرابة 3 أسابيع، هل فصلت في وجهتك؟
بالفعل لقد حددت وجهتي بالبقاء مع شباب قسنطينة لموسم آخر، حيث عملت ما بوسعي من أجل الاحتراف في أوربا، ولكن ربما هو المكتوب، فقد لا تتاح لي الفرصة من جديد ليأتي عرض من أوروبا، ولكن البقاء مع الخضورة يعد مكسبا أيضا لأنه من أعرق الفرق في القارة السمراء، وبالتالي أنا مقتنع جدا بخيار مواصلة مغامرتي مع الفريق الذي تطورت معه كثيرا، وبفضله وصلتني عروض من فرق خارجية كثيرة.
ما جديد قضية احترافك؟
مثلما قلت لك، بعد الموسم المميز الذي قمت به مع الخضورة، أين لعبت قرابة الـ40 لقاء وسجلت العديد من الأهداف وقدمت كرات حاسمة كثيرة، وصلتي عروض من تونس، السعودية وقطر، ولكني لم أتفاوض معهم لأني كنت مهمتا كثيرا بالعرض الذي وصلني من أوربا، حيث كان العرض رسمي واتفقت مع مسيريه حتى على تفاصيل الأجرة ولكني لم أتمكن من الحصول على وثائق تسريحي.
كنت قريبا من الدوري البلجيكي، لمَ لم تنجح الصفقة؟
نعم وصلني عرض رسمي من فريق بلجيكي، من الدرجة الأولى، ولكن الجميع يعرف أن الفرق الأوربية لا تدفع أموالا كبيرة من أجل جلب أوراق تسريح لاعب يقارب على الوصول لـ27 سنة، حيث تراهن عن الاستثمار في الشبان، ومسؤولو هذا الفريق أكدوا لي أنهم سيمنحونني أجرة محترمة، ولكنهم رفضوا التفاوض مع إدارة الشباب، والصفقة ضاعت لأنني لم أتمكن من دفع أموال أوراقي بنفسي، وبالتالي لن ألعب رسميا في بلجيكا.
…وماذا عن عرض الترجي التونسي؟
لو تتذكر الحوار الذي أجرته لك مع نهاية البطولة الوطنية، وقلته لك بأنه مهما كانت المغريات التي تصلني من فرق عربية سواء بتونس أو الخليج، فإنني لن أتفاوض معها حيث في كل مرة أرفض حتى معرفة أسماء الفر ق التي تريدني، لأني أبلغ من العمر 26 سنة، فقط ولا أريد أن أدفن مشواري باللعب قفي الخليج في هذا السن، وبالتالي لا أفكر إطلاقا حاليا في اللعب في الخليج، وربما ذلك بعد سن الثلاثين، وبالنسبة للاعبين الذين قبلوا اللعب في السعودية فإن كل لاعب حر في اختياره، ولكن بالنسبة الأموال ليست كل شيء في كرة القدم، وبالنسبة لي عرض التونسي مغر من الناحية المالية، ولكن راحة البال أهم بالنسبة لي.
إذا تفضل البقاء مع الخضورة لموسم آخر؟
نعم بالفعل، فالشباب لا يقل شأنا عن الترجي التونسي، أو أي فريق عربي آخر، ففي الجزائر أنا لست مهتما بغير اللعب في شباب قسنطينة، لأني أجد راحتي كثيرا هنا، وأجواء الفريق تساعدني كثيرا على العمل، وإذا لم يأتي عرض محترم من أوروبا، فأنا باق مع شباب قسنطينة، ر غم أنني مرتبط لغاية جوان 2020، وأقولها بصراحة في الجزائر أشجع فريقين فقط وهما شباب قسنطينة وجمعية وهران، ولن ألعب لغيرهما، إلا في أوربا، أو ربما في الخليج بعد سن الثلاثين.
متى تستأنف التدريبات مع المجموعة؟
عدت أمس بصفة رسمية إلى جو العمل والتدريبات حيث اتفقت مع بوخدنة على البقاء موسما آخر وإكمال عقدي، حيث أبلغته أنني لا رغبة لي في اللعب في تونس، رغم أن العرض قارب الـ9 ملايير، ومع ذلك أنا أفتخر أنني سأحمل ألوان الخضورة للموسم الرابع تواليا، وقبل بداية البطولة سأكون جاهزا للعب 90 دقيقة، وأنا واثق من تدارك كل ما فاتني، لأني أعمل بجد منذ سنوات، ولا اعتقد أن لياقتي ستتأثر لمجرد تضييعي تربص واحد.
ولكنك ضيعت أهم فترات التحضيرات، هل ستتدارك ما فاتك؟
أنا لا أعرف غير كرة القدم، فحتى في الصيف لا أتوقف عن العمل، حيث أركض يوميا في الغابة بوهران، وأجد راحتي في ممارسة كرة القدم، ولا أتوقف إطلاقا عن ممارستها، وأجد متعة كبيرة في التدريبات والمباريات، لذلك أنا لا أشتكي من كثرة العمل لأن ذلك أمر أعتبره جزء من حياتي اليومية، وهي كرة القدم، وبالنسبة لسلوكي فإنا حاليا أبلغ 26 سنة، ما يعني أنه يجب عليا أن أتعامل بأكثر بجدية مع مشواري الكروي، خاصة وأن طموحي اللعب في أوربا، لذلك سأعمل يوميا بمعدل 3 حصص حتى أتدارك ما فا تني في تربص حمام بورقيبة، وسأحاول أن أقدم كل ما لدي لفريقي، وهو ما سيخدمني لتحسين مستواي أكثر مستقبلا.
أكيد أنك متتبع لجديد ميركاتو الخضورة، ما رأيك في التعداد الحالي؟
بالفعل أنا متابع لأخبار فريقي أولا بأول، وسعيد لبقاء أكبر عدد من لاعبي الموسم الماضي، كما أن أسماء المستقدمين تؤكد أن التدعيمات تمت في الخطوط الثلاثة، أنا متفائل كثيرا بالتعداد الحالي، لأن المجموعة من تصنع فريق وليس النجوم، وبالتالي أنا جد متيقن من نجاح اللاعبين الجدد، لأنهم سيجدون منا كل التسهيلات، وسنكون كأسرة واحدة، همهما الوحيد هو تقديم موسم كبير وتشريف ألوان الفريق، وأن نكون يد واحدة، لخدمة الخضورة، وبمساعدة السنافر سنكون دائما في المستوى.
تفضل ما هو؟
يعلم الجميع أننا في الموسم ما قبل الماضي لم يكن أحد يتنبأ لنا بالفوز بالبطولة، ولكننا قدمنا رائعا وفزنا بالبطولة، رغم أننا لا نملك نجوما كبارا، إنما نحن نملك مجموعة متماسكة، والأهم من ذلك أن الكل يعمل لمصلحة الفريق، ولم نشهد أي مشاكل منذ أشهر طويلة، لان كل اللاعبين “ولاد فاميليا”، وبالنظر إلى بقاء 13 لاعبا من تعداد الموسم الماضي، واستقدام لاعبين يملكون الخبرة لتقديم الإضافة والبعض الآخر يملك طموح الشباب فأنا جد متيقن أننا سنقدم موسما أكثر من رائع.
إذن تؤكد أن طموحكم سيكون التنافس على الأدوار الأولى؟
أنا على دراية تامة، أن الأنصار لن يرضوا سوى بلعب الأدوار الأولى، ولكني أؤكد لهم أن بن عيادة من اللاعبين الذين يبللون القميص، وسأحاول قدر المستطاع أن أقدم الإضافة لفريقي وهو ما سيكون حال كل اللاعبين لأن شباب قسنطينة يستحق لاعبين يدافعون بقوة عن ألوانه، وقبل ذلك علي أولا أن أضاعف من العمل في الفترة القادمة حتى أتدارك ما فا تني من تحضيرات، وذلك لن يكون سوى بالعمل الجاد المتواصل، فيما أعد الأنصار أن كل اللاعبين سيعملون كل ما بوسعهم للفوز بكل لقاء يلعبونه.
…ولكن الأنصار قلقون على مستقبل الفريق؟
أنا أدرك بأن عشاق ومحبي الخضورة لن يتخلوا عنا وسيكونون معنا طيلة الموسم، رغم أننا خيبناهم في نهاية الموسم الماضي، ولم نفز بأي لقب وأنا لا أريد العودة للحديث عما وقع معنا لأن الجميع يعلم أن الفريق مر بظروف صعبة، واتفقنا جميعا على فتح صفحة جديدة من أول يوم بدأنا فيه التحضيرات، ومطالبة الأنصار لنا بلعب الأدوار الأولى، فهذا الأمر لا يشكل ضغطا بالنسبة لنا بل يحفزننا على بذل قصارى الجهد في المباريات من أجل أن نكون في المستوى، ولو أني أظم صوتي لصوتهم وأقول أننا لا يجب أن نلعب على البقاء.
هل لا زلت تطمح في العودة إلى المنتخب الوطني؟
ارتداء القميص الوطني فخر وشرف لأي لاعب، لذلك أتمنى أن أكون دائما ضمن حسابات مدرب الخضر بلماضي بعد الكان التي تابعتها باهتمام كبير مثلي مثل أي مواطن جزائري، ورغم أني استبعدت من الخضر، منذ أشهر طويلة، ولكن ما باليد حيلة، وعلي فقط أن أضاعف من العمل وأجتهد أكثر، حتى أكون في التربصات القادمة للمنتخب الوطني، وإذا استدعيت بعد الكان فلن أضيع فرصة فرض نفسي، لأني واثق كثيرا من إمكانياتي، ولأن بلماضي أكد للجميع أنه لا يهتم بالأسماء، ويشرك كل من هو قادر على تقديم الإضافة، لذلك لن أفقد الأمل في اللعب من جديد للمنتخب، وهنا أريد أن أضيف أمرا مهما.
تفضل ما هو؟
أريد أن أثني كثيرا على المدافع بن العمري، الذي يعتبر مثالا حيا للاعب الذي يصمم على بلوغ أهدافه مهما تقدم به العمر، فهو عندما كان صغيرا لم يكن يستدعى للمنتخب، ولكنه أثبت من أول استدعاء أنه قادر على تقديم الإضافة، بل هو أحسن مدافع في دورة مصر، وبالتالي أتمنى أن تأتيني فرصتي مع الخضر مستقبلا، لأثبت جدارتي أيضا بحمل القميص الوطني.
كلمة أخيرة
أريد أن استغل الفرصة من أجل توجيه نداء إلى عشاق النادي الرياضي القسنطيني وأقول لهم إنني لم أساوم الفريق، بدليل أنني لم أبدله بأي فريق عربي آخر أو جزائري، وكل ما في الأمر أنني رغبت في اللعب في أوربا، وأنه لنجاحنا يجب عليهم تقديم الدعم اللازم لنا في بداية الموسم، لاسيما أن نقطة قوتنا خلال الموسمين الماضيين تكمن في المساندة التي يقدمها السنافر لنا خلال المباريات سواء كانت داخل الديار أو خارجها، ومن جهتنا نحن سنحاول ما بوسعنا من أجل نيل أحد الألقاب من المنافسات الثلاثة التي نلعبها في الموسم القادم خاصة الكأس العربية، وذلك لن يتحقق سوى بتضحيتنا كلاعبين في الميدان، ودعم الأنصار لنا خاصة في الأوقات الصعبة، ومن جهتنا كلاعبين لن نذخر أي جهد في سبيل إسعادهم في كل لقاء نلعبه.
حاوره: رشدي. د