ش.قسنطينة: معيزة: “الشباب فتح لي أبواب النجومية وفضلها كبير علي” “السنافر علامة خاصة ومكانتهم في قلبي كبيرة” “الداربي القسنطيني من أفضل الداربيات عالميا” “حققت الصعود مع الشباب وهي أفضل ذكرى بالنسبة لي”
في اتصال هاتفي جمعنا باللاعب السابق للمنتخب الوطني وللنادي الرياضي القسنطيني سابقا عادل معيزة، فتح ابن مدينة عنابة قلبه لنا وكشف لنا عن بداية مسيرته في كرة القدم وكيفية التحاقه بالنادي القسنطيني وكذلك عن أبرز المحطات الخالدة في ذاكرته مع الخضورة، كما تطرقنا للحديث عن اعتزاله كرة القدم ووجهته المستقبلية في عالم الكرة المستديرة، كل هذا والعديد من الأمور ستتابعونها في هذا الحوار الخاص بجريدة المحترف:
السلام عليكمّ، كيف هي الأحوال؟
وعليكم السلام الحمد لله أنا بخير، وأنا مثل كل الناس في هذه الفترة الصيفية مع الحرارة أتوجه للبحر من أجل قضاء معظم أوقاتي وتغيير جو كرة القدم الذي عشته طيلة موسم رياضي بالكامل حيث أفضل تغيير الروتين بالتوجه لشاطئ البحر، وكذلك كما يعلم العام والخاص انطلقت بطولة كوبا أمريكا وكأس أمم إفريقيا حيث أفضل مشاهدة مباريات البطولتين والتمتع بهما كثيرا من خلال الأداء والكرة الممتازة التي تقدمها المنتخبات المشاركة.
بدايتك في عالم كرة القدم كيف كانت؟
بداياتي في كرة القدم كانت في مدينتي الأصلية عنابة، حيث بدأت بمزاولة كرة القدم في الشارع مع الأصدقاء، ثم تدرجت في الأصناف الشبانية لفريق سيدي عمار ومن بعدها اتحاد الحجار ما فتح لي أبواب المنتخب الوطني أصاغر وتمكنت من حمل قميص المنتخب في الأصناف الشبانية، ومن بعدها كانت لي تجربة في النادي الرياضي القسنطيني وأنا صغير بالسن كنت حينها بعمر 19 سنة فقط.
حدثنا عن بداياتك في شباب قسنطينة؟
شباب قسنطينة فضلها كبير على شخصي وهي من فتحت لي أبواب النجومية وصنعت اسم عادل معيزة في الساحة الكروية الجزائرية لهذا لا يجب أن أنكر فضل النادي، أما بخصوص بداياتي في الفريق فأنا كنت لاعبا في صفوف فريق إتحاد الحجار وكنت لاعبا في المنتخب الوطني وكان عمرون محمد زميلي في المنتخب حينها وبعد نهاية التربص غادرنا باتجاه منازلنا، وكان الشباب القسنطيني في حاجة لخدمات مدافع ما جعل محمد عمرون يعرض خدماتي على إدارة الفريق التي كانت مترددة بخصوص استقدامي بسبب الفريق كان يريد لعب الصعود ويحتاج لعناصر الخبرة، لكن محمد عمرون قدم لهم العديد من الضمانات حتى المادية منها وفي آخر المطاف اتصل بي مسؤولي الفريق وأمضيت على عقدي مع الفريق.
كيف عشت الفترة الأولى داخل بيت الخضورة؟
الحمد لله عرفت الرجال في مدينة قسنطينة وعشت في هذه المدينة العريقة وكان سكان هذه المدينة “هازيني فوق ريسانهم” وأعتز كثيرا بهذه المدينة، في تلك الفترة كانت كرة القدم لها طابع خاص وليس مثل الوقت الحال ولعبت مع العديد من اللاعبين المخضرمين في وقتها أمثال مشهود، بودماغ، زردية، مقني والبقية، وأنا كنت بسن 19 سنة فقط وقدموا لي العديد من التسهيلات وشجعوني على البروز وتعلمت الكثير منهم.
تمكنت من تحقيق الصعود موسم 2003/2004 كيف تصفه؟
في موسمي الأول مع الشباب القسنطيني كنا نقدم كرة جميلة جدا وكنا قريبين من الصعود حيث كنا متقدمين على الصاعد في ذلك الموسم اتحاد الشاوية ب 12 نقطة كاملة لكن الصعود ضاع من بين أيدينا بطريقة عجيبة، في الموسم القادم تمكنا من الصعود للمحترف الأول في المباراة الأخيرة بحملاوي أمام هلال شلغوم العيد، وفي تلك الفترة كان الكل يريد صعودنا خاصة بعد خيبة الموسم الذي سبقه وتلقينا العديد من التسهيلات من السلطات وإدارة الفريق حينها التي وفرت لنا كل شيء من أجل الصعود، وكان للسنافر دور فعال ذلك الموسم وكانوا بمثابة الرئة التي نتنفس بها وصنعوا العديد من الأمور التي كان لها الأثر الإيجابي علينا ودفعتنا للتضحية من أجل تحقيق الهدف المنشود، وذلك الموسم أعتبره إستثنائيا ولا يمكن أن يمحى من مخيلتي مهما صار.
لعبت في فترتين مع السياسي، حدثنا عن عودتك إلى الفريق كيف كانت؟
كانت بمثابة عودة الابن إلى بيته الذي تربى فيه بعد غياب لأسباب خاصة وكانت عودة جيدة، تغيرت خلالها العديد من الأمور حيث وجدت أشخاص آخرين عن أولئك الذين سبق وعملت معهم لكن لم يتغير الطابع الذي يميز السياسي عن باقي الفرق الجزائرية، وقدمت كل ما أملك من أجل مساعدة الفريق والحمد لله قدمت موسما جيدا مع النادي الرياضي القسنطيني.
لعبتم منافسة إفريقية في تلك الفترة. كيف كانت أجواء المنافسة الإفريقية؟
في الدور الأول والثاني كانت كل الأمور تسير كما هو مخطط لها لكن ولسوء الحظ وبعض المشاكل خاننا في الدورة الثالث وأقصينا من المنافسة الإفريقية أمام “أسيك ميموزا” حيث سجل التاريخ حينها أن فريق جزائري يسمى النادي الرياضي القسنطيني خاض مباراتين في يوم واحد، لكن أظن أنها عادت بالفائدة على الفريق حيث اكتسب الخبرة في خوض المنافسة الإفريقية من خلال كأس الإتحاد الإفريقي، كما استفاد منها بعض اللاعبين وقتها خاصة وأنهم كانوا لأول مرة يلعبون في أدغال إفريقيا، وتبقى مسجلة في تاريخ شباب قسنطينة أنه لعب منافسة إفريقية.
هل خضت مباراة الداربي القسنطيني؟
نعم تمكنت من لعب أحد أفضل الداربيات عالميا وكان ذلك في موسم الصعود 2003/2004، في مباراة الذهاب انهزمنا أمام الموك الكبير حينها بنتيجة 2-1 وكنا ننتظر ردا سيئا من أنصارنا لأنه كما يعلم القسنطينيون فإنهم يفضلون بالداربي على الصعود لكن خرجتهم في الحصة التدريبية واستقبلونا بالأزهار وطلبوا من التركيز على الصعود ومحاولة الفوز على المولودية القسنطينية في مباراة الإياب، وكنا قد وعددناهم بالفوز في داربي الإياب وإهدائهم الصعود في نهاية الموسم وهو ما تحقق في نهاية المطاف، وأجواء الداربي كانت كبيرة ولم أستطع النوم ليلة مباريات الداربي عند دخولي للملعب وجدت الملعب ممتلئ عن أخره والأجواء كانت عالمية .
هل تابعت الفريق وأخباره هذا الموسم؟
نعم بطبيعة الحال أنا أتابع كل صغيرة وكبيرة تخص الفريق، أظن أن النادي الرياضي القسنطيني يحقق نتائج وصفها أكثر من الجيدة ونافس هذا الموسم على أربع جبهات السوبر الجزائرية، كأس الجمهورية، البطولة المحلية ورابطة أبطال إفريقيا وهذه سابقة في تاريخ النادي، ولولا سوء الحظ لكان النادي قريبا من تحقيق بطولة هذا الموسم خاصة كأس الجمهورية التي وصل لنصف النهائي وأقصي أمام شباب بلكور، وأنا شخصيا كنت أتمنى أن يتوج النادي بالسيدة الكأس لأنها حلم كل أنصاره، وأقول أن الفريق في نمط تصاعدي ويقدم في مواسم استثنائية ويجب البقاء في هذه المنهجية.
بما أنك مدافع، كيف تقيم أداء دفاع الخضورة؟
دفاع الفريق يتواجد فيه العديد من الأسماء في صورة بن شريفة، شحرور، زعلاني وبن عيادة وهي مزيج من الخبرة والشباب في نفس الوقت، وأنا شخصيا انبهرت من الأداء التي قدمه دفاع الخضورة خاصة قلبا الدفاع شحرور وزعلاني اللذان قدما مستويات جيدة وراقية وأتمنى أن يواصلا بهذا الأداء في المواسم القادمة، وأتمنى أن يحافظا على هذه الأسماء من أجل ضمان الاستمرارية في هذا الخط خصوصا.
ربما تريد توجيه بعض النصائح بحكم خبرتك؟
أنصحهم بالعمل وتطوير إمكانياتهم أكثر فأكثر والنظر إلى الأمام والذهاب بعيدا ولما لا أن يحققا حلم كل لاعب جزائري وهو الاحتراف في أوروبا، وكذلك ربما بعد احترافهم ينالون فرصة حمل قميص المنتخب الوطني خاصة وكما يعلم العام والخاص أن المنتخب يعاني كثيرا من الناحية الدفاعية وخصوصا منصب قلب الدفاع.
ما هو رأيك في الوضعية التي مر بها النادي مؤخرا؟
لا أحد يمكنه الحكم عن تلك الوضعية التي كان سببها البعض والبلبلة هي التي كانت السبب في كل ذلك، أتمنى أن يجد النادي مخرجا من هذه الوضعية التي مر بها، كما أريد أن أنوه بأن الفريق وشرفه فوق كل اعتبار ولا يجب المساس به من أي شخص مهما كان اسمه وأريد تقديم إضافة.
تفضل…
بخصوص عزل المناجير العام للفريق من طرف الشركة المالكة للفريق عن منصبه أريد الحديث في هذا الأمر، بالنسبة لهذا القرار هو قرار صعب وإذا كانت هذه التنحية من أجل عيون البعض فقط ولا يتم استقدام بديل مناسب في هذا المنصب فهو أمر سيئ، وحتى نكون في الصورة فالشركات لا يمكنها تسيير كرة القدم بل يجب عليها وضع أشخاص أكفاء في التسيير.
ماذا يعني لك السنافر؟
السنافر مكانتهم في قلبي كبيرة جدا وأكن لهم كل الاحترام والتقدير ودوما يصنعون أشياء يبهروني كثيرا بها وقد رفعوا راية الفريق عاليا، وأقول لهم وكما سبق وقلتها هذا الموسم في عنابة للهوليغانز هو نفس الكلام أوجهه للسنافر أنتم رأس مال الفريق والرئة التي يتنفس بها، يجب عليكم أن تساندوه في أصعب أيامه وأن تلتفوا حوله.
نذهب للحديث عن المنتخب الوطني وكذا البطولة المحلية. كيف ترى حظوظ الخضر في الكان المقبل؟
أتوقع أن يعود الخضر بالكأس الإفريقية من الأراضي المصرية رغم صعوبتها ، كما أتمنى أيضا مثل كل جزائري أن نفوز بهذه الكأس وتكون متنفس لكل جزائري في ظل الأزمة التي تمر به البلاد وننسى قليلا الحراك الذي أصبح يشغل بالنا كثيرا، وإن شاء الله يفوز أشبال بلماضي بالكأس ويسعدون كل الشعب الجزائري.
ما رأيك بمستوى البطولة المحلية؟
مع كل احترامي للاعبين الحاليين فأنا أضن أن المستوى في تنازل مقارنة مع السنوات السابقة، إلا أن العقلية تغيرت كثيرا وأصبح من هب ودب يسير في كرة القدم وهذا هو السبب الرئيسي في وصول الكرة الجزائرية لهذه الحالة لأنه لا يوجد الرجل المناسب في المكان المناسب.
أحسن لاعب في البطولة الوطنية هذا الموسم؟
لا يوجد الكثير من اللاعبين الذين لفتوا انتباهي، وحسب رأيي فأن عبد الرحمان مزيان لاعب اتحاد العاصمة هو الأحسن.
أحسن فريق هذا الموسم؟
لفت انتباهي ثلاثة فرق وهما شباب قسنطينة وشبيبة القبائل اللذان قدما مستوى كبيرا بالإضافة ّإلى حامل اللقب اتحاد العاصمة.
هل قرارك باعتزال لعب كرة القدم نهائي؟
لا أكذب عليكم بما أنني أخذت القرار في هذا الشيء فلن أتراجع عنه، كما يقال كل وقت ووقته لعبت بما فيه الكفاية وحان وقت الاعتزال، أخذت شهادة التدريب وسأكمل مشواري الدراسي في هذا الميدان من أجل البروز أكثر فيه مثلما برزت كلاعب.
نفهم من كلامك أننا سنشاهدك قريبا على رأس أحد الفرق الجزائرية؟
بإذن الله سأكون في هذا المجال في أقرب وقت ممكن لأني أريد البقاء في عالم الكرة.
كلمة ختامية..
أشكر جريدتكم على هذه الالتفاتة الطيبة وأتمنى أن تعتدل أحوال فريقي اتحاد عنابة وشباب قسنطينة، كما أشكر كل من ساندني في مسيرتي كلاعب وأوجه تحياتي الحارة لكل عائلتي الصغيرة والكبيرة.
عبد الناصر بوعشاية