في اتصال هاتفي مع الحارس السابق للنادي الرياضي القسنطيني ومدرب الحراس في العديد من الفرق القسنطينية كمال هشام ضيف، فتح هذا الأخير قلبه لجريدة المحترف وتحدت عن عديد الأمور المتعلقة بمسيرته كلاعب أو مدرب للحراس، كما تحدث عن الداربي القسنطيني وتجربته الأخيرة في مولودية قسنطينة، والعديد من الأمور ستتابعونها في هذا الحوار الذي سنعرضه عليكم.
كيف هي أحوالك؟
الحمد لله أنا في أحسن حال، أتواجد في فترة راحة الآن بعد الموسم الذي قضينه مع الرابطة الوطنية الجهوية في انتقاء اللاعبين الشباب وهذا بعد قراري بالابتعاد عن أجواء النوادي المحلية بسب تعفن محيط الكرة الجزائرية، والحمد لله وجدت راحتي في هذه المهام الجديدة وسأعمل على اكتشاف أبرز المواهب الشابة.
لاحظنا ابتعادك عن الساحة الكروية مؤخرا، ما سبب هذا الابتعاد؟
صحيح لقد ابتعدت كل البعد عن الساحة الكروية الجزائرية وهذا راجع لعاملين وهما تعفن محيط كرة القدم في الجزائر وهذا راجع لغياب الرجل المناسب في المكان المناسب وكذلك الظاهرة الجديد وأصبح من هب ودب يقول إنه مناجير ويستغل “المعريفة” من أجل فرض أشخاص في فرق ولا تهمه مصلحة الفريق، ثانيا تجربتي الأخيرة مع مولودية قسنطينة جعلتني أقرر عدم العودة للعمل في الفرق الجزائرية لأنني تعاملت مع مدرب نكرة وأنا مسؤول على كلامي ومن أجل مصالحه الشخصية هو برفقة البعض من محرضيه تمت إقالتي من دون إخباري بالأمر حتى رأيته مثل عامة الناس في الصحف وحيرتني تلك الخرجة ولم أفهم لحد الساعة ما جرى سوى أنني تعاملت حينها مع أشخاص طعنوني في ظهري وهو الأمر الذي جعلني أتوقف عن العمل في الأندية.
بما أنك تحدثت عن فريق مولودية قسنطينة، كيف تلخص الوضعية التي يعيشها الفريق؟
الموك فريق عريق وهو يعاني الآن في الأقسام السفلى وهذا الأمر يعتبر وصمة عار في تاريخ المدينة ككل، حسب اعتقادي وبحكم تجربتي داخل بيت الموك أعتقد أن مشكلة النادي مشكلة رجال لأن رؤسائه السابقين والأقربين من الندي يتنازعون فيما بينهم على خلافات شخصية وتناسوا وضعية الفريق، ومن هذا المنطلق أدعوهم عبر منبركم هذا إلى تناسي الخلافات والاجتماع لخدمة الفريق وإعادته للسكة الصحيحة لأن فريق مثل الموك العريق لا يستحق الوضعية التي يعيشها، والجماهير العاشقة لهذا الفريق من حقها أن تفرح مثل أي مناصر آخر وإن شاء الله تعود المدرسة البيضاء والزرقاء لسابق عهدها وأمجادها.
بما أنك ابن مدينة قسنطينة حدثنا عن أجواء داربي الموك – سياسي ؟
الداربي القسنطيني هو من أحسن الداربيات العالمية وهذا أمر لا يختلف فيه اثنان، لم يسعفني الحظ من أجل لعب لقاء الداربي وكنت على مقاعد البدلاء مع فريق شباب قسنطينة لكن صراحة التحضير للداربي له طعم خاص حيث تعيش فترة التحضيرات وأنت على الأعصاب وبعدها يأتي يوم المباراة وهو اليوم الموعود في قسنطينة ويجب عليك التضحية من أجل إسعاد جماهير فريقك، وبعد اللقاء إن فزت بالداربي فأنت الملك في قسنطينة إن خسرت تلك المباراة فيجب عليك الغياب لمدة أسبوع وإلا ستكون محل استهزاء من أنصار الفريق الفائز، وأتمنى من أعماق قلبي عودة الداربي القسنطيني لأننا افتقدناه كثيرا.
نخرج قليلا عن جو الفرق لنتحدث عن بداياتك في عالم كرة القدم كيف كانت؟
بدابتي في عالم الساحرة المستديرة كانت سنة 1977 من بوابة النادي الرياضي القسنطيني حيث تدرجت في كل الفئات الشبانية للفريق وصولا إلى صنف الأكابر، وأتذكر أنه بعد أن كنت حارسا في صنف الآمال تمت ترقيتي للأكابر، فكانت أول مباراة خضتها في اليوم المصادف لذكرى عيد ميلادي وكانت بتاريخ 22 ماي 1981، وبعد لعبي لثلاثة مواسم في حراسة عرين السياسي في فريق الأكابر انتقلت سنة 1984 إلى فريق بناء قسنطينة وخضت عدة مواسم هناك وهذه هي أبرز النقاط الأساسية في مسيرتي كحارس مرمى.
ماذا عن مسيرتك كمدرب لحراس المرمى؟
تدريب حراس المرمى هو أمر بدأته في فريق بناء قسنطينة حيث كنت حارسا للفريق ومدربا للحراس في نفس الوقت، وهذا الأمر استهواني بحكم أنني كنت أتردد على زيارة أوروبا كثيرا وشاهدتهم يعملون على تدريب حراس المرمى بمدرب خاص يعمل على تطوير قدراتهم ويحرص على وصول الحارس للياقة البدنية العالية وكذلك يركز على الجانب النفسي للاعب، وفي سنة 2000 كان أول ملتقى لحراس المرمى بالجزائر ولي الشرف أني كنت من أوائل مدربي حراس المرمى في الوطن، وعملت على الدراسة في هذا التخصص وتحصلت على العديد من الشهادات منها:” شهادة تدريب حراس المرمى من إيطاليا معتمدة من طرف الاتحادية لإيطالية سنة2010، شهادة الفاف 03، شهادة فيدرالية لتدريب حراس المرمى مستوى 02 فاف.”، وكان لي شرف اكتشاف العديد من الحراس في صورة بو الصوف، لعمارة ضيف،ڨرفي والبقية.
بحكم أنك حارس سابق، ما هو تقييمك لمستوى حراس الخضورة الموسم الماضي؟
الموسم السابق كان الحارسان شمس الدين رحماني وكذلك ليمان في حراسة عرين الخضورة والاثنان يمتلكان مستوى عال وقد كانوا في حراسة عرين حيث قدم رحماني مباريات في القمة بالرغم من ارتكابه بعض الأخطاء وبعد الإصابة التي تعرض لها كانت الفرصة للحارس ليمان الذي كان أفضل خليفة لرحماني وأثبت علو كعبه وإمكانياته العالية والكبيرة وقد كان أفضل خلف لأحسن سلف.
من هو الأفضل بينهما؟
مما لا شك فيه هو أن الثنائي لديه إمكانيات عالية واستحقا التواجد في فريق شباب قسنطينة الموسم الماضي، لكن حسب رأيي المتواضع أعتقد أن ليمان أفضل من رحماني هذا الموسم بالنظر للمستوى الكبير الذي قدمه والمساهمة في نظافة شباكه في العديد من المرات والشجاعة الكبيرة التي يتمتع بها، وهذا الكلام ليس إنقاصا من القيمة الفنية للحارس الدولي السابق شمس الدين رحماني الذي عانى من بعض المشاكل هذا الموسم لا يعلمها إلى الحارس في حد ذاته وهو الأمر الذي ساهم في تراجع مستواه.
بعد انتقال رحماني للدوري السعودي، الفريق بحاجة لحارس لتعويضه، من تعتقد أنه سيكون أفضل خليفة له؟
نعم بطبيعة الحال بعد رحيل رحماني للاحتراف في الدوري السعودي الفريق بحاجة لحارس يكون في منافسة ليمان على المكانة الأساسية في الفريق، وحسب اعتقادي فإن سوق الانتقالات تخلو من الحراس الممتازين حاليا ما عدا البعض، وأكاد أجزم بأن أفضل حارس يمكنه أن يكون خليفة رحماني هو ابن مدينة قسنطينة بوالصوف، الذي يتمتع بكل مواصفات الحارس المثالي وله دافع أخر باعتباره ابن الفريق والمدينة وسيقدم الإضافة للنادي الرياضي القسنطيني في حال التوقيع له، وهذا مجرد رأي فقط وأعتقد أن مسؤولي الفريق على دراية بالأمر وسوف يستقدمون الحارس الأنسب والذي يشاهدون بأنه قادر على خلافة رحماني
تم مؤخرا تعيين عدلان بوخدنة مناجيرا عاما للفريق، ما هو رأيك؟
صراحة لقد فرحة من أعماق قلبي لتعيين بوخدنة في هذا المنصب بحكم معرفتي الجيدة لشخصه، وهو ابن الفريق ولاعب سابق في الفريق ويعرف خبايا الكرة الجزائرية بحكم كونه مدرب سابق إضافة إلى هذا أخلاقه العالية وحبه الكبير للفريق، وإنشاء الله يقدم الإضافة المرجوة للفريق ويكون قدر المسؤولية والثقة التي وضعها ملاك الفريق في شخصه وأتمنى له التوفيق ومشاهدة السياسي على منصات التتويج ويرفع الألقاب ويسعد الآلاف من جماهيره لأن فيق القلب “يستاهل كل الخير”
هل من نصائح تقدمها له؟
أستطيع تقديم نصيحتين فقط أولهما أنه يجب عليه العمل وعدم النظر إلى الخلف وأن يؤمن بقدراته ويسعى لتحقيق الأفضل دائما، أما النصيحة الثانية فهي بخصوص محيط الفريق أنصحه لأن يعمل على تطهيره ويبعد “الخلاطة والمشامشية” عنه لأنهم السبب الأساسي في حدوث المشاكل داخل بيت الفريق عندما يريدون خدمة مصالحهم الشخصية، وكذلك أنصحه بالاعتماد على أبناء الفريق في تأطير وتسيير الفئات الشبانية للفريق لأن قسنطينة لديها العديد من الكفاءات وفيها العديد من المواهب التي تحتاج لمثل هذه الكفاءات من أجل تطوير إمكانياتها وفرض نفسها.
تحدثنا عن عديد الأمور، هل تريد توضح الرؤية بخصوص أمور أخرى؟
صراحة أريد توضيح أمر في ما يخص تناسي الأشخاص الذين قدموا الكثير لبيت الشباب ويتم تناسيهم من قبل الإدارات التي توالت على بيت العميد ولو حتى بدعوة لحضور مباريات الفريق، أنا شخصيا حز في نفسي موقف أنه الأنصار تذكروا العديد من قدماء اللاعبين والمسيرين في البيت الأخضر والأسود وقدموا لنا الدعوة في احتفالية العميد بعيد ميلاده ال121 وهذا بالرغم أن أغلبيتهم شباب ولم يشاهدوا القدماء بألوان الفريق لكنهم لم يتناسوا التاريخ وقدموا الدعوة وكرموا تلك الشخصيات، بينما أدارة الفريق السابقة لم تقدم الدعوة لأناس قدموا الكثير للشباب و”بخلوهم” في الاحتفال بلقب البطولة الثانية في تاريخ العميد وهو الأمر الذي تدمع له العين ويحزن له القلب.
هل من إضافة …
أتوجه بالشكر الجزيل لجريدتكم على هذه الالتفاتة الطيبة والتي أفرحتني كثيرا، كما أتمنى التوفيق للشباب هذا الموسم والتتويج بأحدى البطولات التي ينافس من أجلها، كما أتمنى التوفيق لفريق مولودية قسنطينة هذا الموسم والعودة للمحترف الثاني، وإن شاء الله عند نهاية الموسم الرياضي سنشاهد كل مدينة قسنطينة في أجواء الفرحة والبهجة.
حاوره: عبد الناصر بوعشاية