برحيل شريف تيفاوي من الدنيا، الخميس الفارط، تكون الأسرة الرياضية للكاراتي– دو، قد فقدت أحد أبرز مسيريها، حيث رافق ترأس تيفاوي للهيئة الفدرالية في سنوات التسعينات، نجاحات كبيرة للعبة، ليس فقط على المستوى الوطني، بل وعلى المستوى الدولي، ولا شك في أن كل من تابع تطور الفرع في تلك الفترة، وقف على حسن التنظيم الذي كان يميز هذه الرياضة، سواء في المجال التنافسي أو فيما يتعلق بإعادة رسكلة الكاراتي على كل المستويات.
ترأس تيفاوي الكاراتي في وقت كانت هذه الرياضة تعيش فوضى عارمة في مجال المنافسة الرسمية، أو في كيفية تحديد الرتب، حيث اضطرت الاتحادية تحت إشراف تيفاوي في تلك الفترة، إلى تأطير تربصات دورية في كل شهر، دامت قرابة السنتين، عبر كامل التراب الوطني، سمحت بتنظيم وترقية جميع الدرجات والرتب، مع التزام كل أندية الكاراتي والرابطات باحترام نتائج هذه التربصات، والتي شكلت محطة هامة في مجال انطلاق الكاراتي من جديد، على أسس صحيحة، استجابة للتحديات الكبيرة التي كانت تنتظر هذه اللعبة.
كما عمدت الاتحادية إلى إعادة تنظيم البطولة الوطنية للعبة بمختلف أصنافها، وهي المرة الأولى التي جرت فيها المنافسة بهذا الشكل، مما سمح ببروز عدة رياضيين تم استدعاؤهم إلى الفريق الوطني، الذي كان يقوده في تلك الفترة، المدرب عدول عمارة، حيث سرعان ما توصل هذا الأخير إلى إعداد تشكيلة وطنية قوية بعناصرها، على غرار البطل رضا بن قدور الذي حقق مفاجأة كبيرة في البطولة العالمية للكاراتي، التي احتضنتها الجزائر سنة 1993، حيث نال بن قدور اللقب العالمي في اختصاص الكوميتي. وكان هذا البطل بمثابة قائد الرياضيين الدوليين في الكاراتي، منهم البطلة الوطنية في اختصاص الكوميتي نديرة زروقي، إذ سرعان ما سطع نجمها على المستوى الدولي والقاري، بعدما أصبحت بطلة إفريقيا وبطلة اتحاد دول البحر الأبيض المتوسط، وهي اليوم عضو ضمن المكتب المسير لهذه الهيئة الرياضية الدولية.
وقد شارك الفريق الوطني للكاراتي في عهد رئيس الاتحادية شريف تيفاوي في الكثير من البطولات العالمية والإفريقية وحتى الآسيوية، نال فيها مراتب مرموقة عكست التطور الكبير الذي شهدته هذه الرياضة في تلك الفترة، التي عمدت فيها الاتحادية إلى تدشين رابطاتها عبر كامل ولايات الوطن، حيث زاد عدد ممارسيها بكثرة ونال الكاراتي المرتبة الثانية بعد كرة القدم، من حيث عدد الرياضيين المنخرطين الرسميين في هذه اللعبة.
منقول