المحترف الأول

أهلي البرج: لجنة المنازعات تفصل اليوم في ملفات “المشتكين”

رغم الاجتماع الذي وصف بالحاسم بين أعضاء مجلس الإدارة منتصف هذا الأسبوع، والذي خلص إلى حل واحد ووحيد هو عودة بوزناد لتصدر المشهد، إلا أن الأمور في بيت “الكابا” لم تتغير إطلاقا ونفس المشاكل مازالت على عتبة بابه، ما ينذر بموسم صعب للغاية ينتظر البرايجية خاصة في حال ما إذا استمرت دار لقمان على حالها إلى غاية انطلاق التدريبات.

الوضعية مازالت معقدة والحلول غائبة بسبب عدم توفر السيولة حتى إعطاء بوزناد موافقته للعودة إلى شغل منصب المدير العام لأهلي البرج، والذي استقال منه قبل انعقاد الجمعية العامة، هو فقط جزء بسيط من الحل، إلا أن معرفته الجيدة بالبيت البرايجي تبقى عاملا مهما جدا في حين أن الحل الوحيد يكمن في توفير السيولة المالية، والتي هي غائبة بفعل تجميد رصيد الفريق، وتأخر إعانة كل من الولاية والبلدية إلى أجل غير مسمى. الأنصار تفاجئوا كثيرا لوجود 1.5 مليارا فقط في الرصيد صنعت تصريحات الحواس رماش أمس لجريدة “المحترف” الكثير من ردود الأفعال، خاصة من طرف الأنصار إذ تفاجئوا كثيرا من المبلغ الموجود في حساب النادي والمقدر بـ 1.5 مليار سنتيم فقط، وهي مجمدة بسبب الديون، كما أكده رئيس النادي الهاوي، وحتى في حال رفع التجميد فان المبلغ لن يكفي لحل مشكل مستحقات اللاعبين والطاقم الفني، فما بالك بالدائنين.

الأنظار كلها موجهة نحو الوالي ومجموعة الحلول في يده في ظل الغياب الكلي لمصادر التموين في صورة شركة “كوندور” التي رافقت الفريق لأكثر من 10 سنوات، واستقالة بن حمادي الذي كان يصرف من جيبه الخاص، وتوازيا مع رفض المساهمين وضع المزيد من الأموال في الشركة، فإن الأنظار كلها أصبحت موجهة نحو الوالي وبدرجة أقل رئيس البلدية من أجل إعانة الفريق في مسلسل تبدأ حلقاته قبل بداية كل موسم.

إضاعة الوقت لن تخدم كل الأطراف منذ مدة طويلة ونحن نسمع بوجود حل الأسبوع القادم، وهناك اجتماع هذه الأيام وما إلى غير ذلك وكلها إطالة للأزمة لا غير، ربما يعلم هؤلاء دون شك أنهم لا يبحثون عن حلول، بل يضيعون في الوقت وهو الأمر الذي لن يخدم كل الأطراف، لا أعضاء الشركة ولا النادي الهاوي ولا حتى السلطات المحلية التي يبقى مشكل الفريق له تبعات عليها.

الآجال التي منحتها لجنة المنازعات للإدارة تنتهي اليوم قلنا بأن الوقت لن يخدم أبدا إدارة أهلي البرج، والدليل مواجهتها اليوم للجنة المنازعات، إذ أن الآجال التي منحتها هذه الهيئة من أجل تسوية الشكاوي تنتهي اليوم 10/09/2020 بعد أن قامت في وقت سابق بتمديدها، وكان أعضاء مجلس الإدارة يمنون النفس بإيجاد حل قبل انتهاء أجل لجنة المنازعات، إلا أن التماطل ورفض تحمل المسؤولية يجعلها اليوم أمام الأمر الواقع.

إذا لم يكن هناك رد فستتخذ إجراءات ليست في صالح الفريق تنتظر لجنة المنازعات ردا من إدارة أهلي البرج، حول الشكاوي التي تلقتها من طرف اللاعبين، وإذا لم تتلقى أي رد وهو الوارد جدا بسبب الوضعية المزرية للفريق، فإنها ستتخذ إجراءات لن تخدم الفريق أبدا، حيث قام أكثر من 9 لاعبين بإيداع شكاوي على مستوى لجنة المنازعات يطالبون فيها بمستحقاتهم بعد إعذار الإدارة، ومنحها مهلة 15 يوما لإيجاد حلول. بوزناد لحد الساعة لم يتصل بأي لاعب بسبب اشتراطه حضور الأموال رغم انتهاء آجال لجنة المنازعات اليوم، إلا أن العائد إلى منصب المدير العام نذير بوزناد لم يتصل باللاعبين، خاصة من وضعوا شكاوي لسببين أما السبب الأول، فهو لم يكمل اتفاقه مع الإدارة حتى وإن كان أمضى على العقد، وذلك بسبب غياب الأموال، وثانيا ما جدوى اتصاله باللاعبين في غياب الملموس بسبب غياب الأموال دائما. فسخ عقود اللاعبين أكثر ما تخشاه الإدارة في شكاويهم على مستوى لجنة المنازعات، لم يطالب اللاعبون بمستحقاتهم وفقط، بل طالبوا أيضا بأوراقهم بما أنهم لم يتحصلوا على أكثر من ثلاثة أشهر حتى باحتساب أشهر التوقف بسبب “كورونا”، إذ أن أكثر ما تخشاه الإدارة هو إمكانية فسخ عقود اللاعبين، ورحيل المدرب دزيري بلال وطاقمه الفني، لعلمها أن تعويض نصف التعداد يبقى في غاية الصعوبة إن لم يكن مستحيلا.

الوالي اجتمع أمس بالصناعيين ورجال الأعمال لا يزال الوالي يجري على قدم وساق، في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه وفي القريب العاجل، إذ قام بتوجيه دعوة إلى بعض الصناعيين ورجال الأعمال، خاصة المعروفين منهم على مستوى ولاية برج بوعريريج وفعلا اجتمع بهم عشية أمس بمقر الولاية، أين ناقش معهم إمكانية مرافقة الفريق الأول في الولاية ماديا على الأقل لضمان التحضير للموسم القادم والذي قد ينطلق منتصف هذا الشهر.

تلقى وعودا بالمساعدة في غياب الملموس لم يخرج الاجتماع عن الطابع الذي كان متوقعا، إذ أن جميع من حضر الاجتماع من أرباب الأعمال أبدوا استعدادهم لمساعدة الفريق دون الكشف عن المبالغ التي سيودعونها في حساب الفريق، خرج الاجتماع بجملة من الوعود، فحتى وإن كانت بادرة جيدة في سبيل حل الأزمة، إلا أن الملموس غاب عنها، ولا أحد يعلم تاريخ حضور تلك المساعدات، حتى الوالي نفسه.    اكتفى بلقاء رجال الأعمال ولم يستدع أعضاء الإدارة اللافت للانتباه، هو أن الوالي لم يقم باستدعاء أعضاء الإدارة المساهمين في الشركة الرياضية، ولا حتى أعضاء النادي الهاوي، بل اكتفى بلقاء رجال الأعمال وأصحاب الأموال لوحده، وهو ما أكده لنا الأعضاء الذين اتصلنا بهم هاتفيا من أجل التأكد من الخبر، وأراد بهذا الرجل الأول على مستوى الولاية أن يضع رجال الأعمال أمام مشكلة الفريق مباشرة دون تدخل أعضاء الإدارة لتفادي الحساسيات. خرجة الوالي كانت من أجل ضمان الانطلاقة على الأقل يمكن القول أن السلطات المحلية ممثلة في والي الولاية، قد التفتت نوعا ما إلى الفريق، من خلال إجبار أعضاء الإدارة والنادي الهاوي على الاجتماع وإيجاد حلول، وكذلك الاجتماع أمس برجال الأعمال والصناعيين، إذ أن الرجل الأول في الولاية يريد تفادي المشاكل وضمان الانطلاقة على الأقل، والتي تكفل له تجاوز مشكلة مستحقات اللاعبين.

طارق بن مرزوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Powered by Live Score & Live Score App
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: