إتحاد بسكرة: بن عيسى يقتنع بالرحيل وسيرسم قراره قريبا

أصبحت يوميات الإتحاد في الأسابيع الأخيرة، مرتبطة بالمشاكل التي لا يبدو أنها ستنتهي، فبعد الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها النادي وتواجده في عجز بسب تراكم ديونه، جاء الدور على رئيس مجلس الإدارة فارس بن عيسى الذي يتوجه إلى رمي المنشفة، بعد أن وصل الرجل إلى القناعة بضرورة ترك منصبه بعد سنة وأزيد من تواجده على رأس الشركة، وهو القرار الذي سيعمق حجم الأزمة التي يتواجد فيها ممثل عاصمة الزيبان في الرابطة الأولى المحترفة.

فكرة المغادرة ظلت في ذهنه طوال الأشهر الأربعة الأخيرة
وكنا قد أشرنا منذ أسابيع في أحد أعدادنا، إلى رغبة الرئيس بن عيسى في التنحي عن منصبه، وهو الخبر الذي لم يرق بعض مقربيه الذين حاولوا تكذيبه بطريقة غير مباشرة، من خلال الترويج لفكرة شروعه في التحضير للموسم الجديد، حيث كان الرجل قد كشف في أحاديث جانبية على أنه سئم كثرة المشاكل التي يعاني منها الفريق، خصوصا بعد أن وصلت الأمور حد تواجده في أروقة المحاكم في قضية التسجيل الصوتي لمواجهة سطيف ما جعله تحت ضغط رهيب.

تملصه من قضية المالي سيسي أكد أنه مستقيل معنويا
حتى إن لم يفصح المسؤول الأول عن الإتحاد عن رغبته في المغادرة صراحة، حيث ظل الأمر حبيس أقرب مقربيه، فإن متابعتنا اليومية لقضية المهاجم المالي سيسي، والتطورات الحاصلة فيها جعل نقف على أن الرجل مستقيل معنويا من أداء مهامه، وهو الكلام الذي نقله للوسيط الذي تولى مهمة التفاوض مع المحامي التونسي بخصوص الحل الودي، أين أكد له على أنه خارج القضية وله كامل الحرية في التوجه للحل القانوني.

المشاكل المالية المتراكمة السبب الرئيسي في قرار
وبتعداد الأسباب الرئيسية التي كانت وراء إقتناع رئيس الإتحاد برمي المنشفة، بعد أقل من سنة من تنصيبه على رأس مجلس الإدارة، نجد أن المشاكل المالية المتراكمة التي صادفت المعني منذ تنصيبه على رأس مجلس الإدارة، تعد السبب الرئيسي في توجهه نحو رمي المنشفة، حيث جاء صعود الفريق إلى الرابطة الأولى المحترفة وارتفاع كتلة المصاريف، في مقابل محدودية الدعم الذي يحصل عليه ليوصله إلى ذات القناعة.

وجد نفسه وحيدا دون مساندة أعضاء مكتبه
وبالحديث عن المشاكل المالية التي يعاني منها الإتحاد، لابد من الإشارة هنا إلى أن الرجل وجد نفسه مجبرا على مد يده إلى جيبه في كل أزمة مالية يمر بها الفريق، وسط غياب كلي لباقي أعضاء مجلس الإدارة الذين يظل تواجدهم شكلي ويقتصر على المناسبات، رغم أن بعضهم فعل كل ما بوسعه لإقناعه خلال الصائفة الماضية بالتقدم لرئاسة مجلس الإدارة، مقابل التعاون سويا في سبيل مد يد المساعدة للفريق الذي كان مدانا بأزيد من 10 ملايير وقتها.

الوعود الكاذبة للصناعيين جزء من الأسباب
ورغم كل المساعي التي بذلت من قبل السلطات المحلية، في مرحلة الوالي السابق كروم لمرافقة الفريق من الناحية المالية، فإن الأمر لم يكن كافيا بالنسبة للإدارة لتجنب الأزمة المالية، خصوصا في ظل الموقف السلبي للعديد من الصناعيين ورجال الأعمال المحليين، الذين وعدوا الرجل غداة تحقيق الصعود بمد يد العون من خلال عقود سبونسور، لكن بعد مضي سنة من الإنجاز اتضح لهم على أن الأمر مجرد وعود كاذبة لا شيء منها تحقق حتى الآن.

يسعى لحل إعانة سوناطراك قبل ترسيم قراره
إقتناع الرئيس بن عيسى في قراره نفسه بضرورة المغادر وترك منصبه لمن هو قادر على إيجاد الحلول من الناحية المالية، يقابله في الجهة الأخرى التزامه مع عديد الدائنين الذين قدموا له يد المساعدة، حيث يترقب المعني الإفراج عن إعانة شركة سوناطرك من أجل تسوية العديد من الملفات العالقة، بما يسمح له بالرحيل مرتاح البال خصوصا وأنه لا يزال يدين للفريق بمبلغ مالي معتبر حسب مصادرنا.

الرجل قدّم للإتحاد ورحيله خسارة في هذه المرحلة
وسيكون قرار الرئيس بن عيسى بترسيم قرار المغادرة بعد أيام من الآن، خسارة بالنسبة للإتحاد بالنظر إلى أن الرجل ورغم حداثة تجربته في التسيير وصغر سنه، نجح في وضع بصمته في سجل النادي، بعد تمكنه من تحقيق الصعود إلى الرابطة الأولى المحترفة، أشهرا قليلا بعد توليه المسؤولية وسط ظروف كارثية عانى مها الفريق الذي كان مهددا يومها بعدم الانخراط في البطولة.

الصيف أصبح مرادفا للمشاكل في بيت الإتحاد
المشاكل المتوالية التي طفت إلى السطح في بيت الإتحاد، خلال الأيام الأخيرة بداية بالأزمة المالية الخانقة، وصولا إلى شكوى المهاجم المالي سيسي للإتحاد، وانتهاء باعتزام الرئيس بن عيسى رمي المنشفة، تؤكد مرة أن الصائفة أصبحت مرادفة للمشاكل التي لا تنتهي، حيث ظل السيناريو يتكرر في السنوات الأخيرة إلى درجة أن هناك العديد من المتابعين أصبحوا يتشاءمون كثيرا من القادم بعد نهاية كل موسم كروي .

أمير.ن