فتح المهاجم المالي للإتحاد مختار سيسي في حوار مطول خص به “المحترف” النار على أعضاء الإدارة، مشيرا أنه عانى الأمرين خلال فترة توقف البطولة إلى درجة أنه لم يجد ما يأكل، في ظل عدم تقاضيه لمستحقاته منذ تسعة أشهر كاملة، ذاهبا إلى التأكيد بأن طريقة معاملتهم له لا إنسانية.
بداية كيف هي أحوالك سيسي، أكيد أنك تعرف سبب اتصالنا بك؟
صراحة لست في وضعية معنوية طيبة، أنا في غاية التأثر بسب وضعيتي لكن أضع نفسي تحت تصرفك، أنا هنا للإجابة على إستفساراتك كلها لأن ثقتي كبيرة في شخصك من أجل نقل الحقيقة للآلاف من أنصار الإتحاد بخصوص ما يحدث معي.
حتى تكون الأمور متسلسلة، هل بإمكانك أن تضعنا في صورة المشكل الذي تعاني منه؟
أنا موجود في بسكرة منذ الصائفة الماضية، وطيلة هذي المدة كنت مواظبا على أداء وجباتي تجاه الفريق بكل تفان، لم يسبق لي وأن أثرت أي مشكل منذ حلولي وأنت قريب من الفريق وبإمكانك أن تشهد على هذا، على غرار باقي زملائي عانيت من مشكل المستحقات، حتى أنني أدين إلى غاية اليوم بتسعة أجور عالقة لم أحصل عليها، جئت إلى الجزائر بنية العمل، حتى أعيل عائلتي، لدي التزامات ومن حقي المطالبة بمستحقاتي.
بمعنى أن مشاكلك مع الإدارة مالية بحتة؟
لا ليس بمثل ما تتصور، أنا أدركت الوضعية الصعبة التي يتواجد عليها الفريق، على غرار كل الفرق الجزائرية التي تعاني ماليا، كان من الممكن أن نجد حلولا لأنني لم أطلب المستحيل، المشكل أنني وجدت نفسي غير مرغوب في، وأعضاء الإدارة وأتحدث هنا عن الرئيس والمناجير العام وحتى المدير الإداري ظلوا يتهربون مني، ولا يردون على إتصالاتي الهاتفية منذ فترة طويلة ويتجاهلونني عمدا، هل تعتقد أن تصرف كهذا يليق بفريق محترف ينشط في الرابطة المحترفة، هناك أمور لا أريد الحديث عنها لكنها آلمتني كثيرا … يصمت مطولا متاثرا
إلى هذه الدرجة أنت متأثر؟
هل تتصور أن لاعبا أجنبيا لم يجد ما يأكله؟، الأمر حدث معي في عديد المرات حتى أنني أفطرت في مناسبات عدة خلال الشهر الفضيل على الخبز والوجبات الباردة، لأن المدخرات التي جلبتها معي من مالي نفذت بالكامل، الطريقة التي تعاملوا بها معي لا إنسانية على الإطلاق، وجعلتني أحس نفسي حيوان أكرمكم الله وليس بشر له وضعه الخاص، بما أنه أجنبي.
الكلام الذي تقوله خطير؟
ليس هناك أخطر ولا أسوء من أن تجد نفسك دون أموال في بلد أجنبي لدرجة عجزك عن توفير الأكل، ما يؤسفني أن الأمر امتد حتى لبعض زملائي اللاعبين من أبناء المدينة، لا أحد حاول أن يستفسر عن وضعيتي رغم علمهم أنني متواجد ببسكرة، أعيش وضعا صعبا وكل تفكيري في الوقت الحالي منصب حول كيفية العودة إلى بلدي، لأنني تعبت معنويا ولم أعد قادرا على البقاء هنا، لعبت هنا في الجزائر لكن ما حدث لي في بسكرة أمر مؤلم.
في الشكوى التي قدمها محاميك للإدارة، تحدثت عن حرمانك من جواز سفرك، ما الذي حدث بالضبط في هذه النقطة؟
عندما وقعت، قدمت جوازي للمدير الإداري للفريق، لأنني لم أكن بحاجة إليه على اعتبار أن تحركاتي محدودة، حيث لا أكاد أتحرك في المدينة سوى من مقر إقامتي إلى ملعب التدريب، في الأيام الأخيرة علمت من خلال مصالح السفارة المالية بالجزائر أن هناك طائرة خاصة ستخصص لإجلاء الرعايا الماليين العالقين هنا، حاولت الحصول على جوازي دون جدوى، غادرت الطائرة ومعها الكثير من أصدقائي ومن ذلك لاعب سطيف توري، في الوقت الذي أظل عالقا هنا رغم حاجتي للعودة لبلدي لحل عديد المشاكل العالقة هناك، وهنا لابد أن أشير إلى أمر مهم .
تفضل…
على مسيري الإتحاد أن يعلموا أنهم تسببوا لي في مشاكل عائلية عديدة، تصور أن زوجتي طردت من الشقة التي كنت قد استأجرتها لها أسبوع بعد زفافي، صاحب الشقة رمى أغراضي خارجا وأجبر زوجتي على المغادرة وهي الآن مع والدتي بالبيت العائلي، بعد أن تراكمت مستحقات الكراء إلى سبع أجور، لم أتمكن من دفعها لأنني لم أحصل على مستحقاتي التي توازي تسع أجور، كان من الممكن أن أحصل على أجرة أو أجرتين وأعود إلى بلدي على أن أحصل على الباقي، فور تحسن الوضع المالي للفريق، لم أطلب المستحيل لكنهم أرغموني على اللجوء للحل القانوني.
إذن لا مجال للحلول الودية حسب كلامك؟
لجأت إلى مستشار قانوني، بعد أن استنفذت كل المساعي الممكنة من أجل حل قضيتي مع الإدارة، اتصلت بالمسيرين بداية بشخص الرئيس إلى المناجير لفترة طويلة دون جدوى، لذلك لم يكن أمامي سوى الحل القانوني، لا يمكنني أن أجيبك على سؤالك لأن الأمر متوقف على ما سيحصل بين مستشاري القانوني والإدارة خلال الأيام المقبلة، كل ما يشغل بالي في الوقت الحالي، هو كيفية العودة إلى بلدي لأنني سئمت البقاء هنا وسط الأوضاع التي أعيشها وسوء المعاملة التي أجدها.
أنت مقتنع بإنهاء تجربتك مع الإتحاد على ما يبدو؟
لم يعد لي الرغبة في المواصلة بسب ما عانيته من مشاكل، قدمت العديد من التضحيات، ويكفي أنني عدت من مالي لمباشرة التدريبات بعد أسبوع واحد من حفل زفافي ولم أعد إلى بيتي لليوم، إذا كان من خدمة بإمكانهم أن يقدموها لي فهي بكل تأكيد تسوية مستحقاتي، وأنا من جهتي على استعداد لفسخ عقدي دون المطالبة بأي تعويضات، رغم أن عقدي يظل ساري المفعول إلى غاية الموسم المقبل.
بعيدا عن كل هذا، تجربتك مع الإتحاد كيف تقيمها؟
الفريق ككل يتواجد في وضعية لا تعكس إمكانات لاعبيه لا فرديا ولا حتى جماعيا، من الصعب أن تركز في العمل وتطور أدائك في وقت أن كل تفكيرك منصب على مستحقاتك المالية وما يرافق ذلك من مشاكل خارج الميدان، الجانب المالي كان له تأثير على حضورنا في العديد من المواجهات، المدينة تتوفر على هياكل قاعدية في المستوى لم أجدها في فرق أخرى، فضلا عن جمهور رائع لا يتخلف عن مد يد العون للاعبين كل ما اقتضت الضرورة، أتمنى أن يكون المستقبل أفضل بالنسبة للإتحاد وكل محبيه.
ختاما ماذا يمكن أن تقول؟
أشكركم كثيرا على متابعتكم اليومية لقضيتي، أحترم كثيرا أنصار الإتحاد وأؤكد لهم من خلالكم أن وصولي إلى الحل القانوني، جاء بعد تدهور وضعيتي من جميع النواحي بسب غلق أبواب التواصل من المسيرين، أتمنى كل الخير للإتحاد في المستقبل رغم ما حدث معي، لكن الأكيد أن ذلك لن يتحقق بمثل هذا الأداء الإداري الذي لا يتناسب مع مكانته كفريق في النخبة.
أمير.ن