عرفت قضية المهاجم المالي للإتحاد مختار سيسي، طريقها إلى الحل خلال الساعات الأخيرة بعد توصله إلى إتفاق نهائي مع المناجير العام عبد القادر تريعة، من أجل فسخ عقده بالتراضي مقابل حصوله على مستحقاته العالقة، ما سيجنب الإتحاد التبعات القانونية بذهاب القضية إلى غرفة فض المنازعات لدى الإتحاد الدولي، بعد أن فوض المعني محامي تونسي للدفاع عن مصالحه لدى الهيئة الدولية في وقت سابق.
الإدارة أيقنت خطورة ذهاب المالي للفيفا
تحرك إدارة الإتحاد في الساعات الماضية في ملف المهاجم المالي، بعد أن ردت في وقت سابق بالسلب على مقترحات وكيل أعماله، جاء بعد إدراكها بخطورة الموقف الذي يتواجد فيه الفريق، لاسيما بعد نهاية المهلة التي قدمها محاميه التونسي سليم البوسليمي لتسوية القضية وديا، حيث خشي المكتب المسير من عرض الملف على غرفة فض المنازعات بالإتحاد الدولي وصدور حكم نهائي بأضعاف القيمة التي يطالب بها.
تريعة تواصل معه من أجل إيجاد الحل الودي
وحسب المعلومات التي توفرت لنا فقد تولى المناجير العام للإتحاد تريعة، التفاوض مع الهاجم المالي بتكليف من الرئيس بن عيسى، حيث تنقل المعني إلى مقر سكن سيسي والتقاه لأول مرة منذ أخر مواجهة للفريق في البطولة، أين عرض عليه مقترحات الإدارة لإيجاد حل ودي لقضيته، حيث شرح له الوضعية المالية المتأزمة التي يتواجد عليها الفريق، ما حال دون تسوية مستحقاته إلى جانب باقي زملائه.
تمكن من إقناعه بالتراجع عن شكواه
ولأنه كان جد مستاء من الطريقة التي عومل بها خلال الفترة الماضية، لم يترك المالي الفرصة دون أن عاتب المناجير العام للإتحاد على ماعانه طيلة الفترة التي توقفت فيها البطولة، أين أكد له أنه عاش وضعية مزرية خاصة خلال شهر رمضان، وبعد أخذ وجذب بين الطرفين نجح المناجير العام للإتحاد في إقناعه بالحل الودي من خلال المقترحات التي قدمها للتسوية المالية.
المالي استشار وكيله القانوني قبل الموافقة
وبدا المالي ملما الحيثيات القانونية خلال تعامله مع مقترحات المناجير العام، حيث علمنا من مصادرنا أن أرجأ تقديم إجابة نهائية إلى غاية إستشارة وكيل القانوني سليم البوسليمي، الذي كان على إطلاع بكل صغيرة وكبيرة عن المقترحات المالية والقانونية التي قدمتها إدارة الإتحاد لموكله، حيث منحه الضوء الأخضر حتى يقدم موافقته النهائية على مقترحات إدارة الإتحاد.
سيسي تحصل على ثمانية أجور عالقة
وحسب المعلومات المؤكدة التي تحصلنا علينا، فقد اتفق الطرفان على حصول المهاجم المالي على ثمانية أجور عالقة تخص الفترة بين جانفي إلى أوت بمجموع ثمانية أجور، وفقا للقيمة المدون في عقده (يحصل على 60 مليون شهريا)، حيث وجد الإدارة مرغمة على منحه الأجور التي تزامنت مع فترة توقف البطولة، على اعتبار أنها لم تمض معه على برتوكول تخفيض الأجور، مثلما حدث مع عديد الفريق، ما جعله في موقف قوة من الناحية القانونية للحصول عليها كاملة.
…وتغاضى عن أجرتين شهريتين
وفي مقابل إصراره على الحصول على كل مستحقاته خلال العام الجاري، وافق المهاجم المالي على التغاضي على أجرتين بمجموع 120 مليون، تخصان أخر شهرين من العام الماضي قبل مرور الإدارة إلى تخفيض راتبه الشهري بعشرين مليون سنتيم قبل نهاية فترة التحويلات الشتوية، على اعتبار أن اسمه كان وقتها ضمن الأسماء المعنية بالمغادرة بسب قلة ظهوره في التشكيلة الأساسية خلال أزيد من 15 في البطولة والكأس.
وافق على فسخ عقده بالتراضي دون تعويضات
وبعيدا عن التفاصيل المالية في الاتفاق الواقع بين الطرفين، يحسب للمناجير العام للإتحاد حنكته في إقناع المالي بضرورة فسخ عقده مع الإتحاد، وهو العقد الذي ينتهي بنهاية الموسم الكروي المقبل، حيث وافق المهاجم السابق للوداد البيضاوي على إنهاء ارتباطه بالإتحاد دون المطالبة بما تبقى من قيمة العقد ولا حتى التعويضات على غرار ما يحدث عادة في صفقات الأجانب، ما جنب الإتحاد خسارة مبلغ إضافي معه في عز الأزمة المالية التي يعاني منها.
الإدارة تنجح في تفكيك أولى الألغام بسلام
تحرك الإدارة في اتجاه تفكيك أولى المشاكل العالقة مثلما أشرنا إليه في عددنا الأخير، حتى وإن جاء تحت الضغط بعد التخوفات التي طرحها الكثير من أنصار الفريق، من ذهاب القضية للمداولة لدى لجنة فض المنازعات بالإتحاد الدولي وما يعنيه ذلك من خطورة على مستقبل الإتحاد، فإنه في المقابل يظل خطوة تحسب لإدارة الرئيس بن عيسى في إتجاه إيجاد الحلول للعديد من الملفات الشائكة والتي كان على رأسها ملف المالي.
ما حدث مع المالي درس مفيد للمستقبل
وبعد أن انتهت أزمة المالي بسلام ودون تبعات على الفريق من الناحيتين المالية والقانونية، أصبح على إدارة الإتحاد الحذر مستقبلا من صفقات الأفارقة، بما أن تجاربهم السابقة مع الإتحاد في عديد المناسبات أخرها ما حدث مع الكونغولي كونغو رونال والمهاجم الحالي لسطيف ماليك توري أكدت أنها فاشلة على طول الخط، ما يستدعي الحذر مستقبلا تفاديا للتورط في مواقف مماثلة.
سيسي: “لست لاعب مشاكل والحل الودي الأنسب للجميع”
أكد مهاجم الإتحاد مختار سيسي في اتصال هاتفي مع “المحترف” منتصف نهار أمس، توصله إلى أتفاق نهائي مع إدارة الإتحاد ممثلة في شخص المناجير العام لفسخ عقده بالتراضي، مشيرا أن الحل الودي كان الأنسب لكلا الطرفين: “المناجير العام للإتحاد جلس معي على طاولات المفاوضات، وجدنا حل ودي لقضيتي بعد شهور من المعاناة، قدمت بعض التنازلات في مقابل الحصول على مستحقاتي العالقة على أن أفسخ عقدي بالتراضي، الحل الودي كان الأنسب لكلينا، أنا لست لاعب مشاكل ولم أكن أتمنى مطلقا وصول الأمور إلى هذا الحد، لكن أرغمت على التلويح بالحل القانوني بعد كل ما عانيته”.
“ما عشته في بسكرة كابوس جعلني أكره كرة القدم”
سيسي أكد في معرض حديثه أن كل ما يشغله بعد حصوله على مستحقاته العودة إلى بلده، مشيرا أن ما عاشه جعله يكره كرة القدم “أنا بحاجة إلى الراحة لأن المعاناة التي عشتها هنا ليست هينة، الأمر كان كابوسا حقيقيا جعلني أكره كرة القدم، أريد أن أعود إلى بلدي لأن لدي مشاكل عائلية تستوجب تواجدي هناك، لا أعرف إن كنت سأعود مجددا إلى الجزائر أم لا، لكن المؤكد أنني لن أنسى ما حدث لي هنا”.
“لست حاقدا على أحد وأشكر كل من تضامن معي”
في نهاية حديثه معنا، أكد على أنه ليس حاقدا على أحد رغم كل المعاناة التي عاشها في الأشهر الماضية، مشيرا أنه يشكر كل من تضامن معه ووقف إلى جانبه خاصة بعض أنصار الإتحاد “صحيح أنني عانيت كثيرا في الفترة التي توقف فيها البطولة، لكن لست حاقدا على أحد والأمور منتهية بالنسبة لي، أشكر من خلالكم كل من تضامن معي ووقف معي ماديا ومعنويا، خاصة بعض الأنصار الأوفياء للإتحاد الذين سأظل أستحضر جميلهم معي”.
أمير.ن