اتحاد بسكرة : الإدارة تنجح في إعادة الهدوء للبيت وتنتظر وجها آخر في مرحلة العودة
لم يعد أمام إدارة الاتحاد سوى خطوة فعلية من أجل تجسيد رغبتها في إعادة الأمور إلى نصابها داخل بيت الفريق، حيث ينتظر الجميع غلق قائمة المنتدبين الجدد خلال الساعات القادمة، بعد أن بذلت مجهودات مضاعفة على امتداد الأسابيع الثلاثة الماضية من أجل تسوية العديد من القضايا العالقة تحسبا لمرحلة العودة، واضعة بذلك الكرة في مرمى اللاعبين والطاقم الفني لتحقيق البقاء.
تفكيك قنبلة المستحقات جاء في الوقت المناسب
مساعي الإدارة من أجل وضع الفريق في أحسن الظروف، للوصل إلى تحقيق الهدف المسطر في نهاية الموسم الكروي، انطلقت بعد عودة الرئيس بن عيسى من سفريته الخارجية، حيث كان الرجل عن وعده مع اللاعبين، عندما قام بتسوية جزء من مستحقاتهم المالية العالقة، بحصولهم على أجرة شهرين من مجموع ما يدينون به، وهي الخطوة التي جاءت في التوقيت المناسب.
تسوية الملف جلبت روحا جديدة في الفريق
وكانعكاس مباشر للتسوية الجزئية لملف المستحقات العالقة، تسير الحصص التدريبية التي يجريها الاتحاد برسم المعسكر التحضيري الجاري في مدينة حمام بورقيبة، في أجواء معنوية طيبة للغاية، حيث استعاد اللاعبون حمساهم المعهود ورغبتهم في العمل لتصحيح النقائص، بعد أن اشتكى المدرب لكناوي في عديد المناسبات من غياب الرغبة لديهم في العمل، بسبب تواصل مشكل المستحقات ووصولهم إلى غاية الشهر العاشر من دون أجور.
غياب الثقة كان واحدا من بين أسباب تراجع النتائج
وفضلا على الأثر الإيجابي الذي خلفه قرار الإدارة بتسوية جزء من الأجور العالقة، على الجو العام للفريق واستعادة الروح داخل المجموعة، فإنه سمح أيضا للإدارة بفتح صفحة جديدة مع اللاعبين في سياق الثقة المتبادلة بين الطرفين، وهي الثقة التي اهتزت في العديد من المناسبات بسب تكرار الوعود من دون أي تجسيد، ما يفسر دخول زملاء القائد لخذاري في إضراب دام أزيد من أسبوع قبل لقاء اتحاد العاصمة .
استقدامات نوعية في الميركاتو رغم الصعوبات المالية
إدارة الاتحاد التي عاشت ضغطا رهيبا في الأسابيع الماضية، من قبل الآلاف من الأنصار الغاضبين، تمكنت بعد غلق ملف المستحقات العالقة، من الوقوف عند ملف آخر لا يقل أهمية، ويتعلق الأمر بالميركاتو الشتوي، حيث نجحت حتى الآن من ضمان خدمات ثنائي مميز ويتعلق الأمر بعثماني وجعبوط، المنتدبان من النادي الرياضي القسنطيني، حيث نجحت في إقناعهما رغم صعوبة المأمورية خاصة بعد دخول فرق أخرى على الخط لانتدابهما.
رهانها على وضع الثقة في المدرب له دوافعه العديدة
وبقدر الانتقادات العارمة التي تعرضت لها الإدارة، بخصوص قضية المدرب لكناوي وإصرارها على الحفاظ على خدماته، رغم المعارضة التي يجدها الرجل من قبل فئة واسعة من الأنصار، فإن الشيء المؤكد أن تصور الرئيس بن عيسى وإدارته في هذا السياق، تنبع من حرصها على الحفاظ على الاستقرار، بعد أن اقتنعت أن انتداب مدرب جديد من شأنه أن يضيع على الفريق الكثير من الوقت في مرحلة حساسة من الموسم الكروي.
كسبت الرهان بإقناعه رغم تصلّب موقفه
وشكل تصلب موقف المدرب لكناوي ورفض العودة إلى ممارسة مهامه على رأس العارضة الفنية، صداعا حقيقيا بالنسبة للرئيس بن عيسى الذي رمى بكل ثقله من أجل إقناعه، حيث يحسب للرجل حنكته وذكائه في التعامل مع الموقف، بالشكل الذي مكنه من حسم الأمور مثلما كان يتمناه، خاصة وأن الكثير من مقربيه لم يكونوا مؤمنين بقدرته على غلق هذا الملف الشائك بهذه الطريقة.
تدعيم الطاقم الفني بمحضر بدني سينهي التحفظات التي ظلت مطروحة
وانتهت إدارة الاتحاد بعد وقوفها على أداء الفريق خلال مرحلة الذهاب، على النقائص التي عانى منها اللاعبون من الناحية البدنية وانهيارهم في عدد المواجهات، ما استلزم تدعيم العارضة الفنية بمحضر بدني كفء، ويتعلق الأمر بالتقني الباتني الدكتور حسام الدين شريط، الذي تمكن من وضع يده على الخلل في وقت قياسي، بدليل التجاوب الذي وجده المعني من قبل اللاعبين الذين أثنوا على الطريقة التي يستخدمها في التدريبات.
اختيار تونس للتحضير سيبعد اللاعبين من الضغط
وحتى الاختيار الذي قامت به الإدارة بخصوص مكان إجراء التربص، من شأنه أن يكون مفيدا بالنسبة للفريق الذي وجد أمامه كل ظروف التحضير النوعي في مركب المرادي من أجل تدارك ما فات خلال مرحلة الذهاب، حيث يتدرب اللاعبون بعيدا عن الضغوط التي كان من الممكن أن ترافقهم في حال بقائهم في بسكرة، خاصة من قبل العشرات من الجماهير التي لا تزال غير راضية عن المرتبة التي يتواجد فيها الفريق.
الإدارة أدت ماهو مطلوب والكرة في مرمى اللاعبين
كل هذه المجهودات التي بذلها الرئيس عيسى خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، من شأنها أن تضع اللاعبين والطاقم الفني، أمام مهمة وحيدة وهي القيام بتحضير نوعي يعود على الفريق بالفائدة بداية من مواجهة الجولة الأولى، حتى يكون عند مستوى كل الجهد الذي بذل من أجلهم، لاسيما وأنهم على علم بالظروف المالية الصعبة التي يعاني منها الفريف في ظل محدودية موارده.
الرهان الوحيد للإدارة … “غير الاتحاد لي ما يطيحش”
وتأتي كل هذه المعطيات مجتمعة، لتترجم الرهان الذي تبنته الإدارة بقيادة الرئيس بن عيسى، من أجل إبقاء الفريق في الرابطة الأولى المحترفة في نهاية الموسم، مهما كانت الصعوبات التي ستجدها، وهو الرهان الذي تحتاج فيه إلى تكاثف جهود الجميع خاصة الأنصار الأوفياء، الذين سيكون دورهم فاعلا في الفترة المقبلة من أجل الدفع باللاعبين إلى الأمام لتدارك الوضعية على مستوى سلم الترتيب العام للبطولة.