بعد الخسارة الثانية تواليا خارج الديار، وفشل النادي الرياضي القسنطيني، في طرد نحس اللقاءات التي يلعبها بعيدا عن معقله الشهيد بن عبد المالك، للشهر الحادي عشر تواليا، يبدو أن السنافر ملوا من تبريرات اللاعبين والمدربين بعد كل إخفاق ففي كل لقاء يحاول اللاعبون والمدرب بوغرارة تبرير الهزائم، فمرة يعترضون على الحكام ومرة بسبب الضغط، ومرات بسبب نقص الفعالية والأخطاء الفردية، والكثير من المبررات التي سقطت في الماء بعد تعرض الفريق إلى تعثر جديد أمام جمعية الشلف، ويعلم الجميع أن من يضيع على نفسه نقاط سهلة في بداية الموسم، سيجد نفسه يعاني في مرحلة العودة، وبالتالي فما على الجميع سوى تحمل مسؤولياتهم وتفادي اللعب بمشاعر الأنصار، لاسيما وأن الفريق مطالب بالانتفاضة وضمان البقاء مع الشق الأول من الموسم، لرفع فرص التنافس على البوديوم.
“حابين يردو العميد كي الحوت يخرج من بن عبد المالك يموت”
الأدهى أن جمعية الشلف الذي واجه الشباب أول أمس، لم يظهر بمستوى كبير، حيث لم يتوغل ولا مرة واحدة داخل منطقة الـ18، وحتى الهدف الذي وقع وقعه إيفرا كان مباغتا من خارج منطقة العمليات، وبالرغم من ذلك، لم يتمكن رفقاء زعلاني من الفوز وعادوا لقسنطينة يجرون أذيال الهزيمة، وهو ما يؤكد الوضعية الصعبة التي أصبح يعيشها الفريق حيث يسير لتضييع موسمه بسبب بعض التفاهات، مثل الحديث عن الكولسة، ووجود خيانة داخل الفريق، والتساهل الكبير من طرف بعض العناصر، التي لا يهمها سوى موعد تلقي الأجرة، كما أن الإدارة، لم تقم بواجبها بتعيين مدير رياضي، وبالنظر إلى نتائج الفريق بعيدا عن بن عبد المالك، لأنه حتى في حملاوي خسر الفريق أمام النجم الساحلي، يمكن القول، أن العميد لو يواصل اللعب بنفس السذاجة، خارج الديار، فإنه سيكتفي لا محالة باللعب على البقاء، رغم كل الأموال التي صرفت للتعاقد مع 13 لاعبا جديدا، أغلبيتهم لم يقدموا الإضافة، عدا بعوش الذي شرف عقده لحد الآن.
الأجور سددت وتحكيم عادل، فلماذا لم يتحقق الفوز؟
من بين الأسباب التي جعلت السنافر يثورون على اللاعبين، هو أن الإدارة عملت على توفير كل الظروف لهم من أجل هزم جمعية الشلف، ولكن المتتبع لمردود التشكيلة يجد أن التخوف من جهة والتساهل من جهة أخرى ساعدا المنافس على التغلب على العميد من نصف فرصة، فكل الأمور الموفرة لم تجد نفعا للفوز، فلا تسوية الأجور ولا المنحة المغرية، ولا الدعم الجماهيري على مدار التسعين دقيقة، ولا حتى التحكيم العادل لم يكف للفوز وتحسين مرتبة الفريق، لذلك تأكد الجميع في عاصمة الشرق، من أن الموسم الحالي سيختلف عن سابقه، وأن الفريق يتجه للاكتفاء بلعب البقاء، بعدما نافس على البطولة في الموسم الماضي، ولكن بدايته السيئة في البطولة الحالية، ستجعله غير قادر حتى على خطف مرتبة مع خماسي مقدمة الترتيب، إذا لم تتدارك الإدارة، الأمور في أسرع وقت ممكن.
السنافر بأعلى صوت: “راكم سالكين وتبللوا القميص بلا مزيتكم”
هاجم السنافر بعد نهاية اللقاء اللاعبين، المدرب، الإدارة ومسؤولي الآبار، حيث اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وندد السنافر بما يحدث لفريقهم حيث أجمعوا على أنهم لن يفرحوا إطلاقا مع مثل هؤلاء اللاعبين مؤكدين بأن السياسي أكبر من نصف تعداد هذا الموسم، وفي الوقت نفسه، لن يتخلوا عنه، ووقفتهم ستكون من أجل النادي وليس لأجلهم، بما أنهم أكثروا من مهازلهم هذا الموسم فالأجور عالية وخيالية والمردود سلبي، وهو ما أزّم وعقّد وضعية السياسي الذي يبقى بحاجة إلى التفاف جماهيره، ويما أن الفريق لا يزال يمتلك فرصة لعب المراتب الأولى، لأن الموسم لم يمر منه سوى 3 جولات، فإنه يتوجب على اللاعبين الدفاع بقوة عن ألوان الفريق، والانتفاضة ليس بالفوز بلقاء الساورة، ثم الانهيار من جديد، ولكن بتحقيق الكثير من الانتصارات المتتالية، لتسلم سلم الترتيب نحو الريادة، قبل فوات الأوان.