شباب قسنطينة: الدولي الليبي يفتح قلبه للمحترف في أيام الحجر
فتح الجناح الطائر لشباب قسنطينة، الهريش، قلبه للمحترف، حيث كشف عن رغبته في البقاء في صفوف النادي الرياضي لعدة سنوات، بعدما وجد راحته بقسنطينة، كما تحدث عن الطريقة التي يقضي بها يومياته بعيدا عن ممارسته هوايته المفضلة كرة القدم، موجها رسالته إلى الجزائريين عامة والسنافر خاصة بضرورة احترام تعليمات الوقاية من وباء كورونا، والالتزام بالبقاء في البيوت، والعديد من الأمور في هدا الحوار.
كيف تقضي يومياتك، في ظل حتمية البقاء في البيت، لتجنب الإصابة بوباء كورونا؟
أنا لا أعرف غير كرة القدم، فحتى في الصيف لا أتوقف عن العمل، وأجد راحتي في ممارسة كرة القدم، ولا أتوقف إطلاقا عن ممارستها، وأجد متعة كبيرة في التدريبات والمباريات، لذلك أشعر بالملل بالابتعاد عن الملاعب، حيث طال الانتظار ونحن لم نلعب أي لقاء منذ 15 مارس الماضي، وبالنسبة لسلوكي فأنا حاليا أبلغ 21 سنة، ما يعني أنه يجب علي أن أتعامل بأكثر بجدية مع مشواري الكروي، خاصة وأن طموحي العودة إلى أوربا ولكن للعب في فريق كبير وليس في بطولة الجبل الأسود، لذلك أعمل يوميا بجدية كبيرة، وذلك حتى أكون جاهزا فور انتهاء وباء كورونا واستئناف البطولة من جديد، كما أنني لا أغادر البيت سوى للضرورة القصوى.
ما هي أسباب مغادرتك الفندق والتحول للإقامة في شقة؟
أنا حاليا أقيم في نفس الشقة التي كان بها المدرب لافان، وقد طلبت مني الإدارة مغادرة الفندق، لتفادي الإصابة بالعدوى، خاصة وأن رجراج أكد لي أن أغلب الفنادق تم تخصيصها للحجر الصحي، وبالتالي غادرت الفندق، وأنا مرتاح في الشقة التي أقيم بها حاليا.
هل تغادر البيت، أم أنك عكس الكثير من سكان قسنطينة، لا يلتزمون بتعليمات الوقاية؟
كأغلب سكان العالم، أتبع التعليمات الوقائية ضد وباء كورونا، لذلك لا أغادر غرفتي تماما، وأتفادى الاحتكاك بغيري، لحماية نفسي وحماية غيري في نفس الوقت، وحقيقة تفاجأت كثيرا لطريقة تعامل الكثير من سكان قسنطينة، مع هذا الوباء، حيث يتواجدون بصورة مكثفة في الشوارع، وهذا أمر خطير جدا، لأنهم يضرون أنفسهم وقد يتسببون في وفاة غيرهم، خاصة من لديهم أمراض مزمنة، لذلك علينا جميعا أن نكون أكثر وعيا، ونلتزم بالحجر المنزلي، لنساهم في القضاء على هذا الوباء.
هل تتدرب بالغابة، أم تكتفي بالتدرب في البيت رفقة العرفي؟
لم أغادر البيت سوى للتدريبات فقط في الأيام الأولى من ظهور الوباء، ولكن بعد انتشاره القوي، لم أغادر البيت سوى مرتين، لقضاء مستلزمات المنزل، حيث اشتريت بعض ملتزمات التدريبات، ونتبع تعليمات المدربين اليومية، للحفاظ على لياقتنا البدنية، ونكون جاهزين متى عدنا للتدريبات الجماعية.
بصراحة هل تشعر بالملل، وهل تحن لزيارة بلدك وعائلتك؟
صراحة أصبحت أشعر بالملل، ومن حسن الحظ أنني أستغل الوقت في قراءة القرآن، الذي يمنحك قوة إضافية، لأن كل من يتبع طريق الله لن يخيب، وما باليد حيلة سوى الدعاء للمولى عز وجل بأن يرفع عنا هذا الوباء بحول الله، كما أنني أقضي وقتي أيضا بلعب “البلاي ستايشن” رفقة العرفي، الذي خفف عني الكثير من وطأة حتمية البقاء في البيت.
لو تفتح الحدود، هل ستزور عائلتك بليبيا؟
إذا كانت هناك إمكانية للسفر، سيكون الأمر جيدا، وإلا ما باليد حيلة وأنا أمام حتمية التأقلم مع الوضع، خاصة وأن شهر رمضان المعظم على الأبواب، والذي كنت أتمنى صيامه مع العائلة في ليبيا، ونتمنى فقط زوال هذا الوباء بحول الله.
نحن على بعد ساعات من شهر رمضان المبارك، أين ستقضي أيامه؟
مثلما قلت لك، مجبر على قضائه رفقة العرفي فقط في البيت، هنا بقسنطينة، بما أن رجراج أكد لي أنه يستحيل علي السفر إلى ليبيا في الوقت الراهن، وما علي سوى التعامل مع الظرف الراهن، وفي حال تم السيطرة على الوباء، وفتحت الحدود، سيكون هناك تفكير آخر، لأن رمضان مع العائلة له طعم مختلف، ولكن حاليا مجبر على الطهي رفقة العرفي، فقد تعلمت الاعتماد على نفسي لكثرة ابتعادي عن العائلة، ولكني سأكتفي بالأكل الصحي، حتى لا أتعرض للسمنة.
كيف تعاملت مع الصيام، عندما احترفت في بطولة الجبل الأسود؟
عندما احترفت كرة القدم، كنت متأكد أني سأبتعد كثيرا عن عائلتي، لم أعش كثيرا مع أهلي في ليبيا بسبب الحرب، وحاليا أنا مجبر على الصيام بعيدا عنها بسبب وباء كورونا، حقيقة لقمة العيش صعبة، وتتطلب تضحيات كثيرة، فيما عن طريقة صومي في أوروبا، فقد صمت بشكل عادي، كما أنني صمت بتونس، ولكني في الجزائر متأكد أن الأمر سيكون مختلفا.
عقد إعارتك ينتهي في جانفي القادم، هل تفكر في تمديد عقدك مع الخضورة؟
لقد أكد لي رجراج ومجوج أنهما أقنعا أغلب اللاعبين المنتهية عقودهم بالبقاء، وأعتقد أن الخطوة التي قامت بها الإدارة جيدة، لأن الاحتفاظ بركائز التشكيلة ليس أمرا سهلا، خاصة وأنني على دراية جيدة بكون جلهم تلقى عديد الاتصالات، من طرف أندية مختلفة تصر على الظفر بخدماتهم، وبالنسبة لي أنا لازلت مرتبطا إلى غاية جانفي القادم، ولكن سبق لي وأن تقدمت بطلب للاتحادية الليبية، من أجل منحي أوراق تسريحي مجانا، ولكن وباء كورونا أوقف كل شيء، على العموم أنا مرتاح بقسنطينة، ولا أجد أي سبب لمغادرة فريقي الحالي، وإذا سارت الأمور بشكل جيد، سأبقى لعدة سنوات.
كيف ترى توقف البطولة الطويل، وهل تؤكد استكمال البطولة دون جمهور؟
هو قرار لا مفر منه، ولا يمكن استئناف المنافسة في ظل الوضع السائد، ولسنا أفضل حال من معظم البلدان، كما أنني قرأت بأن الفاف ترفض الموسم الأبيض وهو أمر جيد، ولكن يجب منحنا متسعا من الوقت، قبل العودة للمنافسة، من أجل ضمان أحسن تحضير، سيما وأننا لم نتدرب جماعيا لأزيد من شهر، والعمل الفردي غير كاف، وبحول الله سننهي الموسم بكل قوة، ولو أنني أفضل انتظار زوال الوباء، ولعب ما تبقى من مباريات الموسم بحضور الجمهور، لأنهم ملح الكرة كما يقال.
كلمة ختامية؟
أوجه رسالتي لكل سكان قسنطينة، بتفادي الخروج دون سبب، لأنه كلما استهزأنا بالوباء، إلا وزاد انتشاره، وأتمنى فقط من الجميع الالتزام بالحجر الصحي، حيث يوجد البعض من يتهاون بهذا الفيروس، وقرار السلطات العليا في الجزائر بتمديد فترة الحجر لعشرة أيام مع قرب شهر رمضان فيه بصيص من الأمل، لكن إذا ما انضبطنا جميعا، وإلا سنكون أمام حتمية تمديد آخر، ما يعني بأن كل شيء متوقف على ردة فعلنا.