فتح قائد شباب قسنطينة سيد العمري قبله لـ”المحترف”، وكشف أسباب فشل موسم العميد، كما تحدث بصراحته المعهودة عن حقيقة علاقة اللاعبين بالمدرب خودة، وإن كان هذا الأخير من تسبب في ضياع كأس الجزائر وهدف البوديوم في البطولة، وغيرها من الأمور التي سردها ابن سطيف في هذا الحوار الذي من شأنه أن يوضح للرأي العام في عاصمة الشرق حقيقة ما يحدث في بيت الخضورة.
ما تعليقك على نتيجة آخر لقاء ضد النصرية؟
أقل ما يقال عنها أنها خسارة مرة، لقد كنا نرغب في العودة بنقاط الفوز، حتى ندعم فرصنا في التنافس على مرتبة قارية بعد ضياع كل الأهداف في الأسابيع الماضية، ولكن الحقيقة تقال لم نكن في المستوى، وخسرنا بطريقة ساذجة، وما علينا سوى أن نفكر في المستقبل، لأن البكاء على الماضي، لن يفيدنا بشيء، ومادامت لا تزال في البطولة 9 مباريات علينا أن نظهر شخصية قوية في التعامل مع المواقف الصعبة، ونعود بأي طريقة للواجهة ونجمع أكبر عدد من النقاط سواء داخل الديار أو خارجها، وفي نهاية الموسم سنرى المرتبة التي نحققها.
الكثير أعاب عليكم التهاون أمام المرمى، وكثرة الأخطاء الفردية، ما ذا تقول؟
عندما يفوز الفريق الجميع يخرج فرحا بالنتيجة وراضيا بالفريق ككل، لكن عند تسجيل أي تعثر الكل يبدأ في إلقاء اللوم على من يشاء، صحيح أن دفاعنا ارتكب عددا من الهفوات لكن بالمقابل نحن نملك في تشكيلتنا واحدا من بين أفضل خطوط الهجوم في البطولة، أما عن أداء لاعبي الوسط في اللقاءات الأخيرة فلا أشاطرك الرأي لأننا في كل مرة نعرف كيف نتحكم في سير اللقاءات ونفرض منطقنا في الوسط سواء في اللقاءات المحلية أو تلك التي نلعبها بعيدا عن قواعدنا، ولكن الحقيقة تقال في لقاء النصرية ممرنا جميعا جانبا، ولم نستحق الفوز، ومع ذلك وجب تقبل الهزيمة والنظر إلى الأمام مادام الفريق لم يحقق البقاء بعد، علينا أولا حصد 6 نقاط إضافية قبل الحديث عن المرتبة القارية.
كيف ترى لقاء بسكرة الذي ينافس على البقاء، وخسر في آخر جولة بملعبه؟
هذا ما سيزيد من صعوبة مهمتنا في الفوز، لأن هذا الفريق سيحاول تعويض النقاط الضائعة ضد الوفاق، وبالتالي سيحاول العودة بالتعادل على الأقل من ملعبنا ولكننا سنحاول فرض الضغط على بسكرة في منطقتهم من البداية مع توخي الحيطة والحذر في الدفاع، فمثلا أمام الحمراوة ورغم سيطرتنا على مجريات اللعب لم نتمكن من تجاوز دفاعهم المتجمع خلف الحارس سوى مرة واحدة رغم عشرات الفرص التي أتيحت لنا، الأمر الذي جعلنا نتأثر مع مرور الوقت، لهذا أتمنى أن لا يتكرر ذلك السيناريو ونتمكن من فك العقدة داخل الديار لتكون الأمور سهلة في باقي أطوار المباراة.
هل ضيّعتم كل فرصكم في التنافس على البوديوم؟
سأكون صريحا معك، علينا نسيان كل التعثرات السابقة، وألا نهتم بهوية المنافس الذي سنواجهه في الجولات القادمة سواء كان ينافس على البطولة أو السقوط، بقدر ما يهمنا أن نكون في جاهزية تامة من جميع النواحي، والآن الجميع على دراية تامة بالمهمة التي تنتظرنا لخطف مرتبة قارية، البعض يعتقد أن مهمتنا ستكون مستحيلة بالنظر إلى العديد من المعطيات لكنهم مخطئون جدا لأنه وبالنسبة لي مباراتا بسكرة والشبيبة مفتاح اللعب على البوديوم، لذلك طلب منا المدرب جميعا التركيز جيدا ويجب علينا أن نحضّر للمنعرج القادم كما ينبغي إذا أردنا أن نفوز أمام من يلعب لتفادي السقوط ثم التحضير بمعنويات في السماء لسفرية الموسم ضد الشبيبة، وإن حصدنا 6 نقاط سنسترجع كل حظوظنا في خطف مرتبة قارية.
إذن ستلعبون بكل قوة لآخر جولة…
رغم الظروف الصعبة التي مررنا في الصيف وحتى في بداية البطولة، اجتمعنا كلاعبين وقتها ووضعنا المراتب الأولى كهدف لنا منذ انطلاق الموسم، سنحاول الإطاحة ببسكرة لاستعادة الثقة، وبعدها علينا التأكيد في المواعيد المقبلة، والبداية بسفرية الشبيبة، التي نسعى فيها للفوز، إذا ما أردنا الاقتراب من ريادة الترتيب العام، والأكيد أننا لن ننظر إلى ترتيبنا بعد كل لقاء، ما علينا سوى اللعب للفوز وجمع أكبر عدد من النقاط، وهو ما سيسمح لنا تلقائيا بالتواجد مع فرق الطليعة إلى غاية نهاية البطولة.
هل أرضية حملاوي سبب في ضياع أهداف الموسم؟
صحيح أن أرضية حملاوي، لم تعد بتلك الجودة التي كانت عليها على الأقل قبل موسمين من الآن، ولكن لا يجب أن نجعل منها ذريعة لتغطية فشلنا في المباريات التي لعبناها داخل الديار، حيث ضيعنا 13 نقطة كاملة في ملعبنا، ولو فزنا بكل لقاءات حملاوي لكنا حاليا على بعد نقاط قليلة من حسم اللقب لصالحنا، ولكن “هذا واش حلبت” كما يقال، والتعداد الذي نملكه قدم ما يمكن له أن يقدمه ولم يمكننا أن نحقق أكثر مما حققناه لحد الآن لاعتبارات كثيرة، فمشاكل الشباب بدأت من الصيف ونحن نحصد نتائجها الآن.
لا تظهرون بمستوى ثابت، مرات تقدمون لقاءات كبيرة، وفي أخرى تكونون خارج الإطار، ما السبب؟
في الواقع، المقابلات لا تتشابه على الإطلاق، أحيانا الفريق لا يكون في يومه وأكثر من كل هذا هناك عامل الغيابات فنحن منذ بداية الموسم نلعب لقاءاتنا بعدد مهم من الغيابات، إضافة إلى سوء الحظ الذي أصبح يلازمنا فمثلا أمام سطيف كنا نستحق التأهل، بعد الشوط الأول الرائع الذي قدمناه، ولو سجلنا الفرص التي أتيحت لنا في بداية الشوط الثاني لفزنا، وحتى أمام الحمراوة كنا نستحق الفوز بالنقاط كاملة وليس التعادل، لذلك يلعب الحظ دورا كبيرا في بعض الأحيان، ولكن ذلك ليس عذارا، وعلينا أن ننهي الموسم بين رباعي مقدمة الترتيب، والأكيد أنه من يريد أن يعرف ما حدث معنا هذا الموسم، عليه أن يبحث فيما حدث معنا منذ الصيف إلى غاية اليوم ليعرف أسباب توالي الإخفاقات في كل منافسة لعبناها.
كثر الحديث عن وجود مشاكل بين اللاعبين والمدرب، ماذا تقول باعتبارك القائد؟
باعتباري القائد أقل ما يمكن قوله، أن مشاكل شباب قسنطينة أعمق من أن نحصرها في فشل المدرب خودة في لقاء أو لقاءين، أو في علاقته باللاعبين، أو حتى فينا كلاعبين، لأنه لو نرجع إلى الوراء نجد أن الفريق تأخر كثيرا في حسم صفقات الصيف، وهو ما ضيع على الفريق فرصة جلب لاعبين في المستوى وبعدها وقعت مشاكل كثيرة بين الإدارة والمدرب لافان، وهو ما ألقى بظلاله على مستوانا في الملعب، ولكن ذلك لا يخفي فشلنا كلاعبين في إنجاح الموسم، لذلك فالمسؤولية يتحملها الجميع، والأنصار هم فقط من قدموا ما عليهم في المدرجات سواء داخل الديار أو خارجها.
ما هي أسباب تضييعكم الكأسين العربية والمحلية، والتراجع في البطولة؟
مثلما قلت لك “العام يبان من خريفو”، فالجميع يعي ما حدث في الصيف، حيث كانت الاستقدامات متأخرة، ومع ذلك حضرنا جيدا وحاولنا أن ندشن الموسم بقوة، ولكن المشاكل كانت كثيرة خاصة بين المدرب لافان والإدارة السابقة والنتيجة أننا ضيعنا نقاطا سهلة في بداية البطولة، وهنا أقول أن البطولة ضاعت في مرحلة الذهاب عندما خسرنا مباريات كثيرة، فيما تسببت المشاكل في تسرب الشك في نفوس اللاعبين والنتيجة الإقصاء في البطولة العربية من دورها الأول، فيما أسباب تراجعنا في البطولة، فقد قلت لك من يضع نقاطا كثيرة في الذهاب لا يمكنه أنه يفوز بكل لقاءات مرحلة العودة لأن المنافسة تشتد سواء على اللقب أو تفادي السقوط، لذلك فالشباب هذا الموسم ضحية كل ما حدث من الصيف إلى يومنا هذا.
ما هي الحلول لإنهاء الموسم بقوة والفوز على الأقل بمرتبة خامسة أو رابعة؟
أنا شخصيا أؤمن بقدرتنا على العودة إلى الواجهة، لا أقول الفوز باللقب، ولكن على الأقل الفوز بكل مباريات قسنطينة وجمع 15 نقطة، فيما لو نلعب المواجهات المتبقية البعيدة عن الديار بالروح والإرادة نفسيهما، اللتين كشفنا عنها في مقابلة البرج تحديدا أين فزنا أداء ونتيجة فإننا سنتجاوز سقف الـ50 نقطة، أضف إلى ذلك فإن الرزنامة المتبقية تبدو في صالحنا حيث سنستقبل اتحاد بسكرة الذي سيكون منهكا من لعب ربع نهائي كأس الجمهورية، ما يعني أننا نملك أفضلية يجب استغلالها، حتى نفوز يوم الأحد، على الأقل لاستعادة الثقة وبعدها سنلعب ما تبقى من مباريات كأنها نهائيات كأس.
هل وصلت عروض من الخليج في الشتاء الأخير؟
في الصيف الماضي كنت حرا من أي التزام، ما يسهل علي اللعب لأي فريق آخر، ولا أكذب عليك، أي لاعب يحلم بالاحتراف، أعتقد أنني غير محظوظ، لأنه في كل مرة تأتيني عروض من الخارج أكون مرتبطا بعقد مع الفريق الذي ألعب معه، ولكن في قرارة نفسي قلت أنه يجب علي ألا ألعب في الجزائر سوى للخضورة، لذلك بعدما لم يأت أي عرض في الصيف الماضي جددت دون تفكير، فيما في الميركاتو الشتوي الأخير، لم أعر اهتماما للعروض، لأن الفريق بحاجة إلى كل لاعبيه، ولكن لو يأتي عرض مغر في الصيف، سأطلب تسهيل مهمتي للعب في الخليج، فيما في الجزائر لن ألعب سوى لفريق شباب قسنطينة.
هل توافق على تمديد عقدك موسمين آخرين، رغم أنك مازلت مرتبطا لصيف 2021؟
لن أفكر إطلاقا في الرحيل لو يعرض علي ذلك، ولكن بشرط السماح لي بالاحتراف إذا كان العرض مفيدا للفريق ولي أيضا رياضيا وماديا، على العموم حاولت منذ قدومي لشباب قسنطينة، أن أشرف عقدي وأسعد الأنصار الذين كانوا ينتظرون مني الكثير، ولن أتوانى في تجديد عقدي لموسمين آخرين مع شباب قسنطينة رغم أنني مرتبط لغاية صيف 2021، بما أنني ألعب لفريق عريق، لذلك لا يوجد أي شيء يدفعني لمغادرة الخضورة واللعب لفريق محلي آخر، وبالتالي أنا مرتبط بعقد معنوي مع السنافر وما دمت لم أحترف أنا أتشرف دائما لحمل القميص الأخضر والأسود.
ما هي رسالتك للأنصار، خاصة وأنهم لن يحضروا كل اللقاءات القادمة بعد تصريح وزير الصحة؟
أقول للسنافر لا يهمنا أين سنلعب ولكن ما نركز عليه هو البحث عن النقاط الثلاث و”خلاص”، فالرابطة اتخذت قرار برمجة اللقاءات القادمة في غياب السنافر، ونحن من جهتنا علينا احترام هذه القرارات، رغم أن وجود السنافر في المدرجات يزيد من فرصنا من الفوز بالنظر إلى طريقة التشجيع التي تجعلك تضاعف الجهود للفوز، ولأنهم لن يحضروا باقي اللقاءات، ما علينا سوى التركيز أكثر على ضمان أفضل التحضيرات، لأن لقاء بسكرة سيكون أصعب من اللقاءات الماضية بالنظر إلى وضعية الفريق في سلم الترتيب، وما نعد السنافر أننا سنعمل المستحيل كلاعبين لتشريفهم فيما تبقى من مباريات الموسم.
الاستئناف بحضور الشرطة وغياب تام للمسيرين
شهدت حصة الاستئناف التي برمجت صبيحة أمس تواجد ما يقارب 15 شرطي لتفادي حدوث أي مشاكل بين اللاعبين والأنصار الغاضبين جدا من الطريقة التي خسر بها الفريق لقاء النصرية والتي أبعدته عن أصحاب المراتب الأولى، وقد تحدث مجموعة من الأنصار مطولا مع العمري واستفسرته عن أسباب الخسارة، وذلك في غياب تام للمسرين حيث يتواجد رجراج بالعاصمة لحضور اجتماع الرابطة، في حين أجل مجوج عودته من فرنسا للغد، ومع ذلك فقد مرت الحصة في ظروف جيدة، وتدرب اللاعبون في تواجد عدد معتبر من الأنصار الغاضبين.