شباب قسنطينة : الهريش “أريد ترك بصمتي بالجزائر مثل زعبية، داوود واللافي”
فتح اللاعب الليبي الهريش محمد زكرياء، المستقدم حديثا لتشكيلة شباب قسنطينة، قلبه لجريدة “المحترف”، وتحدث في حوار مطول عن أمور شخصية، حيث أكد لنا أنه لم يسبق وأن تحدث عنها من قبل مع أي وسيلة إعلامية، كما كشف عن اشتياقه لوالديه، حيث منعته الحرب من رؤيتهما منذ عدة أشهر، كما تحدث عما يجرى معه، منذ توقيعه للخضورة، كاشفا أهدافه من تجربته الجديدة، كما تمنى أن يتم برمجة مباراة ليبيا ضد مصر برسم تصفيات كأس العالم في الجزائر، حتى يستفيدوا من تشجيع الجزائريين لهم، مؤكدا أنه لو تلعب كل مباريات منتخب ليبيا في الجزائر، فإنه سيتأهلون لكأس العالم لا محالة.
السنافر لا يعرفون عنك الكثير، هل يمكن أن تقدّم نفسك؟
اسمي بالكامل الهريش محمد زكرياء من مواليد 1998 بمصراتة الليبية، لاعب دولي في المنتخب الأول، ومرتبط بعقد مع أهلي طرابلس إلى غاية صيف 2022، لست متزوجا (يضحك)، فأنا صغير في السن، فهذا ما يمكن قوله عن نفسي، ومع مرور الوقت سيتعرف علي أنصار شباب قسنطينة أكثر، لا داعي للقلق.
كيف كانت بدايتك مع عالم كرة القدم؟
بدأت لعب كرة القدم في سن مبكرة، كمهاجم أجيد اللعب بالقدم اليسرى، وحملت ألوان اتحاد طرابلس الذي مازلت مرتبطا معه بعقد لموسمين آخرين، فيما لعبت على شكل إعارة في دوري الجبل الأسود، وذلك لمدة عام واحد، وعدت إلى ليبيا لفترة قصيرة، لتتم إعارتي من جديد، إلى الدوري المغربي وبالضبط إلى فريق طنجة لمدة 6 أشهر فقط، قبل أن أفسخ عقد الإعارة، لأسباب عديدة، وأنا ألعب حاليا بنفس النظام لفريق شباب قسنطينة الجزائري، وأتمنى أن أوفق في تجربتي الجديدة.
كيف تقيّم تجربتك في بطولة الجبل الأسود؟
هذا الدوري غير معروف، ولكني صغير في السن، وأردت أن ألعب لأكسب الخبرة وأطور إمكانياتي أكثر، لذلك قبلت الاحتراف به، وبالفعل قدمت موسما استثنائيا وفزت هناك بلقب البطولة، وسجلت العديد من الأهداف، ورغم العروض الكثيرة التي وصلتني من فرق أوروبية، ولكن أهلي طرابلس كان يصر على إعارتي فقط، وهو ما ضيع علي فرصة اللعب في فرق قوية، وعلى العموم تجربتي في دوري الجبل الأسود، أعتبرها ناجحة جدا، ولست نادما عنها.
في المغرب قطعت إعارتك قبل نهايتها لماذا؟
بدايتي كانت رائعة في الدوري المغربي، حيث كنت لاعبا في تشكيلة المدرب الجزائري نبيل نغيز، وكانت كل الأمور تسير على أحسن ما يرام، قبل أن يغادر المدرب ويستلم مدرب مغربي مؤقتا زمام العارضة الفنية، وثم مدرب ثالث في ظرف زمني لم يصل لـ4 أشهر، ورغم أنني كنت لاعبا مهما في التشكيلة، ولكن كثرة التغييرات أقلقتني، كما أن هذا الفريق لم يدفع مستحقاتي، لذلك لم أتردد لحظة واحدة في طلب إنهاء فترة إعارتي من طنجة.
كيف وجدت العمل مع المدرب نغيز؟
مثلما قلت لك نبيل نغير مدرب كبير، حيث سبق له وأن عمل في المنتخب الجزائري الأول، كما أنه يجيد لغة الحوار مع اللاعبين، تمنيت بقاءه في طنجة فترة أطول، ولكن مسؤولي هذا الفريق لا يحبذون الاستقرار، وبالمناسبة أوجه تحياتي إلى نغيز، وأتمنى العمل تحت إشرافه مرة أخرى، خاصة وأنني في ظرف قياسي تعلمت منه الكثير من الأمور، خاصة الانضباط التكتيكي داخل المستطيل الأخضر.
لما فضّلت شباب قسنطينة عن بقية العروض؟
بكل بساطة عرض شباب قسنطينة هو أول عرض تلقيته بعد أن فسخت عقدي مع فريقي السابق اتحاد طنجة المغربي، لذلك لم أتردد لحظة في قبول عرض مسؤولي قسنطينة في الانضمام لفريقهم، فلقد تأكدت من الوهلة الأولى أنهم كانوا يتابعون أخباري ويريدون التعاقد معي، وهو ما جعلني أرفض كل العروض التي تلقيتها بعد هذا العرض
من حفزك على قبول العرض؟
مؤيد اللافي هو من حفّزني على خوض تجربة جديدة في الجزائر، فهو صديقي المقرب، وأتواصل معه بشكل جيد ومستمر، لقد قدم لي صورة شاملة عن البطولة الجزائرية، وأكد لي أن شباب قسنطينة يملك قاعدة جماهيرية كبيرة وملعب كبير معشوشب طبيعيا، وهي العوامل التي جعلتني لا أتردد في قبول عرض المسيرين، فأنا بطبعي أحبذ اللعب في الملاعب الكبرى وأحب الفرجة وتشجيعات الأنصار وغيرها.
إذا اتفقت مع الإدارة في ظرف قياسي؟
لقد اتفقت مع مسؤولي شباب قسنطينة في ظرف وجيز ومن أول جلسة جمعتنا بتونس، ما كان يهمني هو المشروع الرياضي الذي قدمه له المدير العام رجراج، لذلك لم نتناقش كثيرا حول الشق المالي، لأن الأمور المادية لا تعنيني كثيرا، لا أزال في مقتبل العمر وفي بداية مشواري، لذلك ما يهمني حاليا هو البروز بشكل جيد ولعب أكبر عدد من اللقاءات.
تبدو متحمّسا للعب في الدوري الجزائري، وهل تملك معلومات عنه؟
لو لم أكن متحمسا لما قبلت التوقيع لشباب قسنطينة، فقد سبق وقلت لك أني تحصلت على معلومات كافية عن هذا الفريق وعن أنصاره الذين يعتبرون الأحسن على مستوى البطولة الجزائرية، لقد أكد لي صديقي اللافي أن الدوري الجزائري قوي وبه لاعبون ممتازون، وما أعرفه شخصيا أن الفرق الجزائر عادة ما تتألق في المنافسات الإفريقية، لذلك فكل الشعب الليبي يحب متابعة أخبار الدوري الجزائري ويتابعونه باهتمام كبير.
كيف وجدت الأجواء داخل فريقك الجديد؟
الأجواء داخل الفريق رائعة وأكثر مما كنت أتصور، فشباب قسنطينة يملك مجموعة متكاملة ولاعبين ممتازين لديهم إمكانيات كبيرة، ولقد ساعدوني أنا وزميلي العرفي في الدخول بسرعة في المجموعة والتأقلم منذ الوهلة الأولى، وهذا ما جعلني أجد راحة كبيرة وأعمل بجد معهم.
كيف بدت لك المجموعة خاصة وأنك حضرت تربص تونس، ما سهل من اندماجك؟
بعد أن حضرت تربص سوسة، يمكن القول أن شباب قسنطينة يملك مجموعة قوية قادرة على تقديم مستويات كبيرة وقهر أي فريق، وبفضل العمل الذي قام به المدرب خلال التربص والجدية الكبيرة التي طبعت العمل، أستطيع القول إننا بلغنا درجة الانسجام التي كان يبحث عنها المدرب، كما أن المميز في الفريق هو روح المجموعة وأكثر من هذا، فإن الجميع متخلقون، حيث لم يحدث أي مشكل بيننا نحن اللاعبين خلال أيام التربص، وهو ما يرشحنا لبلوغ الأهداف التي ننوي الوصول إليها مع الفريق هذا الموسم، وحقيقة لقد وجدت أسرة وليس فريقا، والكل رحب بي، ولم أجد أي صعوبة في التأقلم في أجواء فريقي الجديد.
من هم اللاعبون الذين لفتوا انتباهك من بين بقية زملائك؟
يوجد الكثير من اللاعبين المتألقين كما سبق وقلت لكم، لكن على وجه الخصوص لفت انتباهي اللاعب يطو والعمري وعبيد وبشكل أكثر بن عيادة، فهو لاعب ممتاز ويملك إمكانيات كبيرة، هو من النوع الذي يحب العمل باجتهاد وبشكل مستمر وهذا سر نجاحه، لقد تابعت صوره وهو يحمل كأس إفريقيا التي تحصل عيلها منتخبكم، حقيقة هو لاعب ممتاز.
على ذكر بن عيادة فقد أثنى كثيرا على إمكانياتك، وأكد أنكما ستشكلان ثنائيا رائعا؟
أشكره كثيرا على الثقة التي وضعها في شخصي وأعتز بشهادة لاعب كبير مثله، فهو رمز اللاعب المحترف، أعتقد أني سأشكل معه ثنائيا رائعا، فأنا أحب اللعب على الجهة اليمنى بالرغم من أني ألعب بالقدم اليسرى، وهذا لكي أجد سهولة في التوغل نحو العمق، أتمنى أن يساعدني في إيجاد ضالتي بتمريراته الحاسمة.
هل ستكون جاهزا للقاء السبت خاصة من الناحية البدنية؟
أنا لا أعاني إطلاقا من الناحية البدنية، باعتبار أني توقفت لفترة أسبوع فقط بعد فسخ عقدي مع فريق طنجة، وبعدها مباشرة تلقيت عرض شباب قسنطينة، لذلك فقد التحقت بتربص تونس وعملت مع الفريق قرابة أسبوع، وهو ما جعلني أحافظ على لياقتي البدنية، أعمل بجد لأكون جاهزا من جميع النواحي، لكن قرار مشاركتي يبقى في يد المدرب فهو المسؤول الأول عن الخيارات الفنية.
هل تعتقد أنك تستطيع فرض نفسك في ظل تواجد مهاجمين ممتازين في منصبك؟
تواجد عدة لاعبين في الهجوم أمر جيد جدا لفريق شباب قسنطينة، لأن المدرب لديه كل الخيارات لإشراك خط هجوم قادر على خرق أي دفاع، وأنا في معتقدي أن كل المهاجمين هدفهم التعاون جميعا، من أجل تقديم موسم كبير، فالفريق يريد التتويج بالألقاب، وبالتالي يحتاج لكل لاعبيه خلال المنافسات العديدة التي سيراهن عليها فيما تبقى من عمر الموسم، وبالنسبة لي أستهدف أن أعمل يوميا والمدرب بعدها يقرر من سيلعب أساسيا أو احتياطيا، على كل حال الموسم طويل، حيث لعب منه مرحلة الذهاب فقط، والرهانات عديدة بين البطولة وكأس الجزائر، وكل لاعب سيتحصل على فرصته كاملة، وعندما تتاح لي الفرصة سأستغلها أحسن استغلال.
ما هي أهدافك من تجربتك مع الخضورة؟
أنا متحمس كثيرا للعب في البطولة الجزائرية، وأطمح لأن أترك بصمتي في شباب قسنطينة كما فعل زعبية واللافي وداود في فرقهم، كما أطمح لأن أبقى أطول فترة هنا لأضمن مشاركات أكثر معه، وبالتالي الظفر بمكانة أساسية مع المنتخب الليبي.
رغم صغر سنك إلا أنك استدعيت للمنتخب الأول، كيف كان شعورك بأول دعوة؟
ليكن في علمك أنني تدرجت في مختلف الفئات العمرية للمنتخب الليبي، ولكن الأهم كان بداية من المنتخب الأولمبي الذي فرضت نفسي معه وكنت لاعبا أساسيا، وبعدها مع المحليين، أين تألقت من أول لقاء وسجلت، وبعدها تلقيت دعوة المنتخب الأول ولعبت عدة مباريات، وعلي أن أواصل العمل بجدية، حتى أكون حاضرا في تصفيات المونديال، فهدفي الأكبر هو المشاركة في مونديال قطر، ولو أن ذلك صعب جدا، خصة وأننا وقعنا في مجموعة صعبة تضم منتخب مصر، ومع ذلك سنحاول أن ندخل البهجة للشعب الليبي الذي عانى كثيرا مع الحرب.
هل المدرب الجزائري عمروش من وجه لك الدعوة؟
لا لم أكن أستدعى في عهد المدرب عمروش، لأنني كنت صغيرا، فالمدرب التونسي البنزرتي من استدعاني بعد أن شاهدني ألعب لمباراة واحدة، وبالنسبة لعمروش، فقد كانت له مشاكل بسبب تصريحاته بالفوز على نيجيريا بسهولة، وفي اللعب خسر برباعية كاملة، وكانت بداية مشاكله، قبل أن يغادر العارضة الفنية للمنتخب الليبي.
هل تطمح للعودة إلى أوروبا من جديد؟
لا يوجد لاعب في العالم، لا يحلم باللعب في أوروبا، ولكن حاليا أنا ملزم بالتركيز على فريقي شباب قسنطينة، الذي اخترته عن قناعة، حيث أريد أن أفرض نفسي في التشكيلة الأساسية وأقد مستويات كبيرة في البطولة الجزائرية، حتى أضمن مشاركتي بشكل منتظم مع المنتخب الليبي، وفي حال حققت ذلك، فإن العروض ستصلني لوحدها، لذلك لا يجب أن أفكر في المستقبل البعيد ، بل كل ما يهمني حاليا في هو فريقي وفقط، والذي أريد أن أترك بصمتي معه، وأغادر من الباب الواسع، حتى تبقى الجماهير تتذكر دائما زكرياء الهريش.
المنتخب الليبي قد يستقبل مصر بالجزائر، هل ترى ذلك في صالحكم؟
لا أعلم إن كان ذلك أمرا مؤكدا، حيث لم يفصل الاتحاد الليبي بعد في مكان لعب التصفيات، ولكن إن كان سيقع الاختيار على الجزائر، فإن ذلك سيكون أمرا رائعا، على اعتبار أن اللاعبين الليبيين قدموا صورة رائعة عن بلدهم في الجزائر، وبالتالي سيكون ذلك في صالحنا ومتأكد أن الملعب سيكون مكتظا عن آخره بالجماهير الجزائرية التي ستناصرنا على حساب المصريين، لأن العام والخاص في العالم العربي يعرف الحساسية الكبيرة بين الشعبين المصري والجزائري، رياضيا فقط، لأننا كعرب كلنا إخوة.
…ولكن الأمور السياسية بين البلدين ليست على أحسن ما يرام، ما رأيك؟
لا تهمنا الأمور السياسية، فتاريخيا الشعبين الجزائري والليبي علاقتهما أكثر من أخوية، وبالتالي لا تهمني السياسية، وهو ما أعتقد أنه موقف كل الجزائريين والليبيين، فنحن عرب ومسلمون، لذلك أتمنى أن تبقى علاقة الشعبين رائعة دائما بعيدا عن مصالح السياسيين، بدليل أنه لم يسبق وأن وقعت أي مشاكل بين الشعبين، ولهذا أنا متلهف للعب مع ليبيا ضد مصر في الجزائر، حتى نؤكد للعالم بأكمله أننا إخوة، وما يقوله رجال السياسة يعنيهم لوحدهم.
هل تابعت الخضر في كأس إفريقيا الأخيرة؟
بالفعل شاهدتهم وكنت مناصرا للمنتخب الجزائري، ولا أقول ذلك لأنني في الجزائر، ولكن لك أن تسأل كل ليبي تلتقيه، فسيقول لك أن كل ليبيا ناصرت الخضر في كأس إفريقيا، وبل واحتفل الليبيون بفوز الخضر بكأس إفريقيا، خاصة وأنهم قدموا مشوارا أكثر من رائع من الدور الأول إلى غاية اللقاء النهائي، لذلك أنا من أشد المعجبين بالأفناك، وأرشحهم حتى للحفاظ على التاج القاري، والذهاب بعيدا في كأس العالم المقررة في قطر، لأنهم يملكون كل مواصفات المنتخب العالمي، ثم إنه يوجد أمر مهم أريدك أن تعرفه.
تفضّل ما هو …
قد أفاجئك لو أقول لك أنني أعرف كل لاعبي المنتخب الوطني الجزائري، وحتى اللاعبين الذين لم يعودوا يستدعون للمنتخب حاليا، فأنا من أشد المعجبين بالموهبة الجزائرية، لذلك تابعت كل مباريات الخضر في كأس إفريقيا وحقيقة انبهرت بالمستوى الكبير الذي ظهرت به كتيبة بلماضي، الذي يعتبر من أحسن المدربين في العالم وليس في إفريقيا فقط، حيث عرف كيف يزرع في المنتخب ثقافة الانتصارات، وهو ما كان ينقص الخضر، لأنه يملكون عشرات اللاعبين المميزين في الدوريات الأوروبية، ولكن طريقة عمل بلماضي، من مكنت الخضر من التألق وليس الفرديات اللامعة.
من لاعبك المفضل من بين كل عناصر المنتخب الجزائري؟
المنتخب الوطني الجزائري يملك لاعبين رائعين، ومعهم مدربا كبيرا، وبالنسبة لي من يستحق أحسن لاعب في دورة كأس إفريقيا الأخيرة، وهو بلايلي وليس بن ناصر، فالأول سجل العديد من الأهداف، وكان حاسما في تحديد نتيجة عدة مباريات، كما أعجبت كثيرا ببونجاح الذي كان يقوم بعمل كبير في الملعب، كما أن بلعمري كان رائعا في الخط الخلفي، على العموم المنتخب الجزائر حاليا الأفضل على المستوى الإفريقي، وبإمكانه الوصول إلى العالمية في حال حافظ الاتحاد الجزائري على المدرب بلماضي الذي يعتبر كلمة السر في التاج المحقق في مصر، ومن حقه أن يحلم بالفوز بكأس العالم.
ما تعليقك على توقف الدوري الليبي لأسباب أمنية؟
هذا الأمر أصبح مقلقا جدا، فليبيا تزخر بالمواهب، ولكن توقف النشاط الرياضي، بات يشكل خطرا كبيرا عليها، فأنا مثلا وعددا آخر من اللاعبين، تمكنا من الاحتراف، ولكن يوجد في ليبيا لاعبين رائعين، قد يقضي على مشوراهم الرياضي التوقف الطويل، لذلك أتمنى من كل قلبي أن تتحسن الأوضاع الأمنية في بلدي، وتعود عجلة الدوري الليبي للدوران من جديد، لأن هذا الشعب لم يفرح منذ وقت طويل، والرياضة هي المتنفس الوحيد له.
متى آخر مرة زرت أهلك في ليبيا؟
لم أر والداي منذ 8 أشهر، وقد اشتقت كثيرا لهم، فأنا أتحدث معهما بشكل مستمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكني ما زلت أحن لرؤيتهما أمامي، وهو ما قد يتحقق قريبا، حيث سأطلب منهما زيارتي في قسنطينة، لأن مرتبط كثيرا بوالدي ولم يسبق لي وأن ابتعدت عنه طول هاته المدة، كما أننا لم أزر ليبيا منذ مدة طويلة، وكما قلت لك الحرب فرقت الشعب الليبي وأدعو ليلا ونهارا حتى يستقر الوضع الأمني في بلدي.
هل تسببت الحرب في خسائر بشرية وسط عائلتك لا قدر الله؟
عائلتي تقطن بمصراتة، التي تعتبر من المدن الليبية القليلة المستقرة أمنيا، ولكن مؤخرا حدثت بعض المشاكل الأمنية، وبالنسبة لي الحمد للمولى، لم نصب في هاته الحرب، ولكن لدي صديقي حارس كرة قدم مات في الحرب، وتأثرت كثيرا لفقدانه، لأنه كان من أعز أصدقائي، وفي ليبيا لا يوجد أي شخص لم يفقد شخصا عزيزا عليه بسبب الحرب.
هل تفكر في جلب أسرتك إلى قسنطينة؟
بالفعل هذا ما أفكر فيه، فأنا حاليا كما ترى أقطن في الفندق، إلى حين إيجاد شقة محترمة، وعندما يتحقق ذلك، سأطلب قدوم والداي، حتى يقيما معي على الأقل خلال الفترة التي سأعيش فيها في الجزائر، وذلك حتى لا أشعر بالملل، وأركز بعدها على العمل فقط، وهو ما سيساعدني على تفجير كل إمكانياتي، وتقديم الإضافة التي ينتظرها مني الجميع في قسنطينة، وهو هدف سأعمل المستحيل على تحقيقه.
فريقك المفضل على المستوى العالمي؟
من دون شك فريق القرن ريال مدريد، فهل يعقل أن يتم تشجيع فريق آخر غير ريال مدريد، ” يقاطعه العرفي الذي حضر الحوار قائلا:” إنه يكره برشلونة وميسي كثيرا”، ويريد الهريش” بالفعل لقد سعدت كثيرا بتعاقد هذا الفريق مع المدرب سيتين، ما يسمح لريال مدريد بحسم الليغا سريعا والتركيز بعدها على دوري الأبطال، من أجل الفوز بها مجددا، ومع زيدان أعتقد أن الأمور تسير بالشكل المطلوب.
لاعبك المفضل عالميا؟
أنا مهاجم وأمر طبيعي أن أعجب باللاعبين الذين يفضلون المتعة ، لذلك فكل مهاج يساري يجيد اختراقات دفاعات الخصوم التسجيل، فأنا أحبه، لا يوجد اسم لاعب معين، بل أنا كما قلت متابع للكرة الأوروبية بشكل دائم، وأعجب بكل لاعب يراوغ ويزعزع دفاع الخصوم.
كيف وجدت الإقامة في قسنطينة، وهل تجولت بشوارعها؟
لم أمكث في قسنطينة سوى ساعات قليلة فقط، على العموم مقر إقامتي الحالي يبعد كثيرا عن مكان التدريبات، لذلك سأطلب أن أسكن في شقة قريبة من ملعب التدريبات، أما عن مدينة قسنطينة، فأنا لست متسرعا لأتجول بها، لأنني سأقطن بها 6 أشهر، وبالتالي سيكون لي الوقت لأزور كل ركن بها، ولو أنني من اللاعبين الذين يفضلون قضاء الوقت بين الملعب والبيت، حتى أسترجع أنفاسي من العمل الجاد، وأكون جاهزا لتدريبات الغد.
كيف وجدت العمل مع خودة، وهل واثق من خطف مكانة معه؟
أي لاعب يتمنى أن تكون أموره جيدة مع المدرب، وبما أنه من طلب التعاقد معي هو المسؤول الأول عن العارضة الفنية، فإن البداية ستكون جيدة، حيث يكون قد شاهد فيديوهات سابقة لي، وبالتالي سأحاول أن أكون في مستوى ثقته، وأول ما أقوم به هو أن أجتهد في التدريبات لأكون دائما جاهزا للعب، وأنا متأكد ن أن خودة سيمنحني الفرصة للعب، وعندما أتحصل عليها وجب علي عدم تضييعها.
الخضورة تملك قاعدة جماهيرية كبيرة، ولقاءاتها تلعب بضغط كبير؟
لا أبدا الضغط لا يخيفني فاللعب أمام ملعب مكتظ يشجعني كثيرا، ويدفعني لبذل مجهودات كبيرة في الميدان، حتى أفرح الأنصار، كما قلت لقد لعبت الكثير من المباريات من قبل أمام مدرجات مكتظة سواء في بطولة الجبل الأسود أو المغرب مع طنجة، ووقفت على الأجواء الرائعة في الملعب المملوء عن آخره، وأتمنى فقط أن أوفق في تسجيل الأهداف حتى تسير الأمور بشكل جيد معي ومع الفريق.
كلمة أخيرة؟
أولا، أهدف إلى فرض نفسي في فريقي الجديد، وبعث مشواري الرياضي من بوابة فريق شباب قسنطينة، على اعتبار أن تجاربي في الجبل الأسود والمغرب، ليست مميزة، والأهم قادم بدءا من تجربتي الحالية مع شباب قسنطينة، وذلك لن يكون سوى بتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف، وهدفي القادم فرض نفسي ضمن أحسن المهاجمين في الرابطة الأولى، هدا بالنسبة لي، فيما سأعمل جاهدا على مساعدة زملائي على لعب الأدوار الأولى في كل المنافسات التي سنراهن عليها، حيث سمعت أن الفريق يريد التتويج بكأس الجزائر، والفوز بمرتبة بين ثلاثي مقدمة الترتيب، وهو ما يعني أنه علي مضاعفة العمل لأساعد زملائي على تحقيق ذلك، وفي الأخير أتمنى أن أكون في مستوى تطلعات أنصار هذا الفريق.