المحترف

شباب قسنطينة حداد: “ألعب لأعرق نوادي الجزائر فلماذا أفكر في مغادرة قسنطينة؟”

يؤكد متوسط ميدان الخضورة، حداد فؤاد، أنه سعيد جدا بعدما توصل إلى اتفاق مبدئي مع رجراج ومجوج من أجل تجديد عقده لموسمين آخرين، كما بدا متحمسا لخطف مرتبة قارية مع نهاية هذا الموسم، بعد التعود في آخر موسمين على لعب المنافسات الخارجية، فيما وجه رسالة للشعب الجزائري، من أجل الالتزام بالبقاء في البيوت، لتفادي تفاقم وباء كورونا والتخلص منه قبل عيد الفطر المبارك، وكشف ابن مدينة القل علاقته مع لافان ثم مع خوذة والعديد من الأمور الأخرى في هذا الحوار.
هل تؤكد اتفاقك النهائي مع الإدارة لتجديد العقد، وهل كانت لديك عروض أخرى؟
أجل وصلتني عديد العروض سواء من داخل أرض الوطن أو خارجه، ولو أن الأخيرة تبقى مجرد أحاديث على العكس الاتصالات التي تلقيتها من فرق محلية أبدت رغبتها الجامحة للتعاقد معي، مستغلة تواجدي في نهاية عقدي مع السنافر، غير أنني كنت صريحا مع مسؤولي الشباب، وحدثتهم عن الموضوع، خاصة وأنه ليس لدي أي نية بتبديل “السي.آس.سي” بفريق محلي، ولقد أثبت ذلك بقدومي إلى قسنطينة، وتفاوضي مع رجراج ومجوج حول التجديد، حيث اتفقنا على كل شيء، ومنحتهم كلمة رجال بالاستمرار مع النادي الرياضي القسنطيني، ولن أغير موقفي سوى في حالة واحدة.
إذن لن تغادر الخضورة سوى من أجل اللعب في بطولة أجنبية…
الأولوية كانت وستظل لشباب قسنطينة، وهو ما أكدته بملاقاتي لرجراج ومجوج مؤخرا، ولكن الاحتراف قد يغير كل شيء، خاصة وأن الفرص لا تأتي دوما، صحيح أنها مجرد أحاديث، ولكن إن ترسم أمر ما سأغادر الجزائر دون شك، كوني أتطلع لتحديات أكبر وأفضل، ولا أظن بأن مسؤولي الشباب وحتى الأنصار سيغضبون لذلك، ويكفيهم فخرا أن فريقهم بوابة لأكبر الفرق العربية والخليجية.
كيف تقضي يومياتك في ظل حتمية الحجر الصحي؟
أحاول التقيد بكافة إجراءات الحجر الصحي، ولا أغادر المنزل سوى للضرورة القصوى، ولو أنني أحاول الترفيه عن نفسي بعض الشيء بالذهاب إلى الشاطئ رفقة صديقين أو ثلاثة، خاصة وأن مدينة القل خالية من الإصابات بفيروس كورونا لحد الآن، ونأمل أن تظل كذلك، أما عن يومياتي فأتدرب باستمرار للحفاظ على لياقتي البدنية، كما ألعب “البلايستايشن” رفقة إخوتي في محاولة للتغلب على الكآبة التي نشعر بها منذ عدة أسابيع، خاصة وأننا لسنا متعودين على البقاء دون كرة قدم كل هذه الفترة، كما أني حزين جدا لعدم تمكننا من الصلاة في المساجد في هذا الشهر الفضيل، وهو ما يجعلنا مطالبين بمراجعة علاقتنا بالخالق.
عقدك ينتهي مع آخر مباريات الموسم الحالي، هل أنت راض عما قدمته للخضورة؟
لقد اخترت السنافر عن قناعة، وفضلتهم آنذاك على عديد العروض التي وصلتني، وأنا لم أندم على اختياري، حيث عشت محطات جميلة جدا خلال هذين الموسمين، ولو أننا عجزنا عن تحقيق الألقاب التي أدارت لنا ظهرها في مناسبتين أو ثلاث، والبداية بكأس الجمهورية الموسم الماضي، عندما وصلنا للدور نصف النهائي وكنا الأقرب لتنشيط المحطة الختامية، لولا ما حدث معنا بملعب 20 أمام بلوزداد في لقاء الإياب، دون أن أنسى إنجازنا الباهر في مسابقة رابطة الأبطال والوصول إلى الدور ربع النهائي في سابقة بالنسبة للنادي الرياضي القسنطيني، ولو أن ما قدمه بودماغ قبل سنوات مع الخضورة، والذي هو من مدينة القل، يزيد من مسؤولياتي ويجعلني مطالب دائما بالظهور بوجه طيب.
ما هي أبرز ذكرياتك الجميلة مع الفريق وتلك التي أصابتك بالإحباط؟
لقد كانت تجربة مميزة بحلوها ومرها، وكان ينقصها الألقاب فقط، ولكن راضون بما قدمناه، ولم نبخل على الفريق بأي شيء، ويكفينا فخرا الإنجاز الذي حققناه في رابطة الأبطال، حيث لم نكن مرشحين لدخول دور المجموعات، خاصة بدايتنا الصعبة مع نادي غامتيل الغامبي، ولكننا تداركنا بعد ذلك، وتجاوزنا هذا الفريق ونفس الحال بالنسبة لفيبرز الأوغندي، لنقع إلى جانب عمالقة القارة في مجموعة حديدية رشح فيها المختصون مازامبي والإفريقي والإسماعيلي للتأهل، ولكننا فاجأناهم جميعا، محققين إنجازا غير مسبوق، لنقابل في الدور ربع النهائي بطل تلك النسخة الترجي التونسي الذي أسلنا له العرق البارد رغم خيبة لقاء الإياب.
كنت من أكبر المتضررين من لافان بعد أن حاول تهميشك مع انطلاق الموسم؟
لن أفتح النار على هذا المدرب بعد رحيله، ولكن الحقيقة تقال هذا التقني كان يفضل التعامل مع أسماء محددة، كما قتل روح المنافسة بين اللاعبين، وجعل البعض يشعرون بعدم أهميتهم مسبقا، والبداية بالعبد الضعيف، فرغم تضحياتي الجسام طيلة الأسبوع كنت أعلم مسبقا بتواجدي في دكة الاحتياط خلال اللقاءات، وأكثر من ذلك، فقد قدم لي عدة مؤشرات في فترة التحضيرات الصيفية تؤكد بأنني لست ضمن مخططاته هذا الموسم، ولو أن هذا لم يجعلن أستسلم بل على العكس بقيت مؤمنا بمؤهلاتي، وأنتظر فرصتي من أجل التأكيد للجميع بأنني مظلوم، ومكانتي في التشكيل الأساسي لا نقاش فيها، رغم احترامي للجميع، وخاصة للاعبي الوسط المشكل من أسماء متألقة، وأعني العمري ويطو وبلمسعود.
أصبحت ثاني قائد للتشكيلة رغم وجود لاعبين أقدم منك، كيف تعلق على ذلك؟
حمل شارة القيادة في فريق بحجم الشباب مسؤولية كبيرة جدا، وهو فخر بالنسبة لي، في وجود أسماء متميزة في شاكلة زعلاني وبن عيادة ويطو وعبيد والقائمة تطول، أنا أشكر كل من وضع ثقته في شخصي، وهو تكليف أكثر منه تشريف، وأتمنى أن أكون عند مستوى التطلعات، وأساهم في رفع راية الشباب عاليا، أنا لم يمر عن تواجدي في الخضورة سوى موسمين، ولذلك تشريفي بشارة القيادة يُسعدني كثيرا.
كيف هي علاقتك بالمدرب خوذة، وهل ترى أنه نجح في مهمته لحد الآن؟

لقد استعدنا ثقتنا في النفس بعد رحيل لافان، وحققنا نتائج جيدة مع خوذة، قبل أن نتعرض لتلك الانتكاسة في مسابقة كأس الجمهورية عند مواجهتنا لوفاق سطيف بملعب الثامن ماي، فبعد بداية ممتازة، والتقدم في النتيجة خلال المرحلة الأولى، تراجعنا بشكل غير مبرر للخلف، ومنحنا الأسبقية للاعبي النسر السطايفي المتميزين في الخط الأمامي، لقد كانت ضربة موجعة بالنسبة لنا، وأنا اعتبر تلك الخيبة بمثابة “كوشمار” لا يزال يلاحقني لحد الآن، خاصة وأننا كنا نتطلع جميعا للذهاب بعيدا في هذه المسابقة التي مازلت مستعصية على الشباب.
تظهرون بوجهين، الأول رائع وذلك خارج الديار، فيما ضيعتم 14 نقطة كاملة بحملاوي، ما سبب ذلك؟
الجميع يعترف لنا بقوتنا خارج الديار، ويكفينا أننا تغلبنا على كل من بارادو وسوسطارة والبرج تواليا، وهو ما يؤكد امتلاكنا لتشكيلة متميزة تأثرت ببعض العوامل في مباريات قسنطينة، على غرار الأرضية السيئة لملعب الشهيد حملاوي، والتي كانت تصب في صالح الضيوف دوما، خاصة أولئك الذين يتموقعون في الخلف، وينتهجون الهجمات المرتدة، ورغم ذلك لكم نفقد نقاطا كثيرة، بفضل قوة شخصية فريقنا، الذي عاد في النتيجة في أكثر من مناسبة، لقد تمنينا أن ننتقل إلى ملعب بن عبد المالك مبكرا، لأن ذلك كان كفيلا بوضعنا في صدارة الترتيب العام باحتساب النقاط المهدورة بملعب الشهيد حملاوي، لقد أضعنا على أنفسنا فرصة اللعب من أجل اللقب، ولكن لا يزال أمامنا فرصة الظفر بمرتبة مؤهلة لمسابقة قارية، وذلك سيكون أحسن تعويض لأنصارنا على خيبة الكأس.