وفاق سطيف: الوفاق يفوز بمباراة الأعصاب ويعبد طريقه نحو الألقاب
أكدت التشكيلة السطايفية في بطولة هذا الموسم علو كعبها مرة أخرى، وقلصت الفارق إلى ثلاثة نقاط الذي يفصلها عن الرائد شباب بلوزداد وعمقت الفارق عن ملاحقها المباشر مولودية العاصمة إلى ثلاثة نقاط بعد الفوز الرائع والمستحق الذي حققته عشية أول أمس بملعب 18 فيفري ببسكرة أمام الاتحاد المحلي في مباراة كانت قد أسالت الكثير من الحبر قبل إجرائها، وعانى اللاعبون خلال الأسبوع الذي سبقها من ضغط رهيب بسبب قيمة الرهان من جهة ووضعية المنافس الذي كان هو الآخر أمام حتمية الفوز، ومهما يكن فإن التشكيلة السطايفية ربحت المباراة التي كان التعثر فيها مغامرة حقيقية وعبدت بذلك طريقها نحو اللقب أكثر فأكثر.
ما قام به قريشي حفز لاعبي الوفاق وليس بسكرة
ورغم أن مسؤولي وفاق سطيف كانوا يهتمون بالدرجة الأولى بتحضير فريقهم جيدا وإحاطته بالرعاية اللازمة حتى يكون جاهزا يوم مباراة اتحاد بسكرة من كل الجوانب، إلا أن ذلك لم يمنعهم من توخي الحذر لإبطال كل المؤامرات التي أصبح يتعرض لها فريقهم عشية كل مباراة -كما يقولون- من رؤساء بعض النوادي التي يقلقها تواجد الوفاق في وصافة الترتيب منذ بداية مرحلة العودة من البطولة، ولذلك فقد علموا بتنقل أحد مسيري بلوزداد إلى بسكرة من أجل تقديم منحة مغرية للاعبي اتحاد بسكرة وتحفيزهم للإطاحة بالوفاق (لم تكن بحاجة إلى تحفيزات نظرا لوضعيتها في سلم الترتيب) وهو ما لم يقلق مسؤولي الوفاق الذين اعتبروا ما قام به قريشي أمرا مشروعا ولا يتنافى مع أخلاقيات اللعبة، لكن ما لم يتفطن له البلوزداديون – حسب مسؤولي وفاق سطيف– هو أن قريشي حفز لاعبي الوفاق أكثر لأنه زاد من عزم زملاء جحنيط لتحقيق الفوز وجعلهم يلعبون (100 في الكونتور) حتى يتأكد هؤلاء أن التشكيلة السطايفية لن يوقفها شيء في بطولة هذا الموسم.
الحكم عوينة فضل خيار النزاهة فنال كل التقدير والاحترام من السطايفية
وقبل العودة للحديث عن أطوار مباراة أول أمس التي كانت قمة في الإثارة والتنافس رغم تباين أهداف الفريقين، لابد أن نعرج إلى نقطة مهمة أقلقت لاعبي ومسيري “الوفاق” كثيرا ليلة مباراة بسكرة وهي تعيين الحكم عوينة لإدارة المواجهة، وهو القرار الذي وصفه بعض المقربين من بيت الوفاق بأنه غير منطقي، خاصة بعدما سمعوا أن هذا الحكم (أكدها عوينة شخصيا لمقربيه) تعرض لمحاولات رشوته من قبل الفرق التي يهمها تعثر الوفاق بأي طريقة، ومع ذلك فإن إدارة “الوفاق” لم تحتج بشأنه نظرا لعامل الوقت الذي لم يكن في صالحها، لكن سرعان ما غير هؤلاء نظرتهم لهذا الحكم الذي أدار المباراة بذكاء وكان شجاعا في قراراته، لذلك أكد لنا أحد مسيري وفاق سطيف بعد نهاية المباراة أن عوينة فضل خيار النزاهة وعدم التلاعب باسمه وسمعته فنال تقدير واحترام السطايفية.
تضييع 5 أهداف محققة في شوط يؤكد الضغط الرهيب الذي عانى منه اللاعبون
اعترف لاعبو وفاق سطيف وحتى المدرب نبيل الكوكي أن لاعبيه يعانون من ضغط رهيب هذه الأيام بسبب قيمة وأهمية مواجهتي هذا الأسبوع أمام بسكرة ثم البرج وبسبب مطالبة جماهير الوفاق بالثنائية رغم أن الفريق شاب وغير متعود على هذه الوضعيات. وقد تجسد ما قاله هؤلاء من خلال أداء اللاعبين فوق الميدان، حيث لعبوا بحرارة كبيرة وكانت تحدوهم رغبة قوية لتحقيق الفوز، لكن السهولة التي ضيّع بها هجوم الوفاق وخاصة الثنائي برباش وغشة تلك الفرص خلال المرحلة الأولى، جاءت لتؤكد أن اللاعبين كانوا يعانون ضغطا غير مسبوق عشية هذه المباراة الهامة.
الكحلة لا تملك رونالدو لكنها تملك قراوي وغشة
ولأن المدرب الكوكي قد أدخل للاعبيه فكرة أن البطل يجب أن لا يستسلم أو يضع سلاحه حتى تنتهي المعركة، وذكرهم بها بين الشوطين، في وقت بدأ الشك يتسرب إلى نفوس اللاعبين، فقد دخلت التشكيلة السطايفية الشوط الثاني بكل قوة، وهي التي أنهت المرحلة الأولى متفوقة بنتيجة هدف لصفر من توقيع قراوي وفي الدقيقة 73 نجح غشة في فك شفرة البساكرة من جديد وأضاف الهدف الثاني محررا بذلك زملاءه ويقضي به على أحلام البساكرة في العودة في المباراة، وكان ذلك الهدف أفضل رد على تصريحات أحد لاعبي بسكرة عبر صفحات الجرائد في عدد أول أمس والذي قال فيه إن فريقه لا يخشى التشكيلة السطايفية لأنها لا تملك رونالدو، حيث أكد أحد اللاعبين أن الوفاق بقراوي وغشة فقط لن يرحم أحدا هذا الموسم.
اللاعبون “ڤلبوها” في النهاية لأنهم تعبوا كثيرا لأجل الفوز
لاعبو وفاق سطيف صنعوا صورا رائعة مع أنصارهم بعد نهاية المباراة وغمرتهم فرحة غير مسبوقة، تؤكد قيمة الفوز الذي حققوه أمام فريق قد تكلفه الهزيمة مغادرة حظيرة الكبار والتضحيات الكبيرة التي قدمها خضايرية، قراوي، بكاكشي وكل اللاعبين لتحقيق ذلك، وقد أكد لنا أحد المسيرين بعد نهاية المباراة أن اللاعبين “ڤلبوها” وأخرجوا كل ما كان في صدروهم بالغناء والرقص لأنهم “تعبوا على هذا الفوز” وليس كبعض الفرق التي يغادر لاعبوها أرضية الميدان برؤوس مطأطأة رغم الفوز لأنهم لا يجدون أي نكهة ويعرفون أنهم ربحوا مباراتهم في الكواليس.
مباراة الأعصاب مرت بسلام وطريق اللقب يعبد أكثر فأكثر
وقبل أن يطوي لاعبو وفاق سطيف صفحة مباراة أول أمس ليدخلوا في أجواء المباراة الأخرى والهامة جدا في البرج أمام الأهلي المحلي لحساب مباراة الذهاب من الدور ربع النهائي من منافسة كأس الجمهورية، أكدوا لرجال الإعلام في مختلف تصريحاتهم قبل مغادرة الملعب أنهم يشعرون بأنهم تخلصوا من عبء ثقيل كان فوقهم بعد أن عاشوا على الأعصاب طيلة الأسبوع. وأجمع هؤلاء على أن هذا الفوز الثمين والذي جعلهم يتخطون عتبة النقطة 36 لم يضمن لهم اللقب بعد، لكنه بالمقابل يعبد لهم الطريق نحوه أكثر فأكثر، خاصة وأن المباريات المتبقية ستكون في معظمها مباريات كأس.