وفاق سطيف: بسكرة في الإنعاش والكحلة معولة ما ترحمهاش
تجري تشكيلة وفاق سطيف إحدى أهم مبارياتها هذا الموسم بعد ظهيرة الغد، عندما تواجه اتحاد بسكرة بميدان هذا الأخير بملعب 18 فيفري، ويجمع الكل في “النسر الأسود” على أنها مباراة الموسم ونتيجتها ستُحدّد وبنسبة كبيرة قدرة الوفاق على مواصلة المشوار بثبات نحو اللقب من عدمه، ورغم أن المباراة ستكون صعبة جدا كما عوّدتنا مواجهات الفريقين.. ووضعية تشكيلة اتحاد بسكرة التي ستدخل الميدان تحت شعار الانتصار أو الانفجار ومحاولة الخروج من الوضعية التي تتواجد فيها التشكيلة البسكرية، إلا أن لاعبي الوفاق يعولون كثيرا على هذه المواجهة من أجل تأكيد أحقيتهم في التواجد في ريادة الترتيب منذ بداية الموسم وتعبيد الطريق نحو اللقب الشتوي أكثر فأكثر، حيث يجمع المقربون من الفريق على أن نقاط مباراة اتحاد بسكرة ستكون أهم مفاتيح العودة إلى منصة التتويجات.
منعرج خطير واللاعبون عازمون على رفع التحدّي
يجمع لاعبو وأنصار وفاق سطيف، وحتى الطاقم الفني، على أن مباراة امسية الغد ببسكرة أمام الاتحاد المحلى، ستكون أخطر المنعرجات التي تنتظر فريقهم هذا الموسم لأن التعثر ممنوع على “الوفاق”، خاصة إذا أدركنا أن الملاحقين يتربصون به وينتظرون تعثرا لأجل تقليص الفارق وإزاحة الوفاق من سباق البطولة بعد أن فرضت التشكيلة السطايفية منطقها منذ بداية مرحلة الموسم، هذه المعطيات يضعها لاعبو وفاق سطيف جيدا في حسبانهم ولذلك يسافرون اليوم إلى بسكرة برا، وكلهم عزم على رفع التحدي والعودة سالمين غانمين.
وضعية بسكرة لا تهمّهم ولا يُفكّرون إلاّ في تدعيم رصيدهم
وما يزيد أهمية مباراة اليوم ويجعل الاحتمالات تصب في خانة أن اللقاء سيكون مثيرا جدا رغم تباين أهداف الفريقين، هي وضعية اتحاد بسكرة التي لا تبعث على التفاؤل حيث يوجد أشبال المدرب ايت جودي ضمن الأندية المهددة بالسقوط، ولن يكون أمامهم خيار آخر سوى الفوز على الوفاق إذا أرادوا التنفس قليلا. كما أن الأمور ليست على ما يرام في بيت اتحاد بسكرة بعد الهزيمة الاخيرة امام شبيبة الساورة برباعية وضرورة التدارك، ما يزيد متاعب البساكرة سيجعل الضغط المفروض عليهم يبلغ ذروته، هذه المعطيات السلبية ستكون نعمة للاعبي الوفاق وطاقمه الفني، الذي يريد أن يستثمر في مشاكل البساكرة ويحقق فوزا جديدا يعمق به جراحهم ويعبد طريق “الوفاق” نحو اللقب الشتوي.
مباراة الأعصاب والكوكي يتحدّى أيت الجودي
ويرى المقربون من نادي وفاق سطيف أن الضغط لن يكون على لاعبي اتحاد بسكرة وحدهم لأن فريقهم يستفيد من عامل ارضية الميدان، بل سيمتد أيضا إلى تشكيلة الوفاق التي تعيش أجواء غير عادية هذه الساعات وتشعر أن المباراة مسألة حياة أو موت، في ظل تهديدات السطايفية الذين أكدوا للاعبيهم أنهم لن يسمحوا بأي تعثر من شأنه أن يجعل حلم اللقب الشتوي يتبخر قبل الأوان، ولذلك ركز المدرب الكوكي على الجانب النفسي من أجل إبعاد أشباله عن الضغط وتحضيرهم جيدا للقاء الغد من خلال اجتماعاته اليومية بهم بصفة فردية وجماعية. كما يحضر مدرب “الوفاق” خطة قد يفاجئ بها نظيره ايت الجودي وتعتمد على الهجوم من أجل امتصاص حرارة المحليين، دون إهمال الجانب الدفاعي الذي يبقى نقطة قوة الوفاق.
الفوز ضروريا لأجل لعب “كأس الكاف” بمعنويات “في السحاب”
وما يزيد حتما من قيمة رهان الغد أمام اتحاد بسكرة هو أن هذه المباراة تأتى خمسة أيام فقط قبل مباراة الهامة بالعاصمة الانية اكرا أمام فريق أورلاندو بيراتس من جنوب إفريقيا في اطار مباراة الجولة الأولى من دور المجموعات من منافسة كأس الكاف، حيث أكد لنا لاعبي وفاق سطيف في مختلف تصريحاتهم أن مباراتي بسكرة واورلاندو بيراتس رغم اختلاف منافستين إلا أنهما يرتبطان ببعضهما البعض ارتباطا وثيقا ونتيجة مباراة اليوم ستحدد مصير الوفاق في مباراة كأس الكاف بنسبة كبيرة وذلك لأن أي نتيجة أخرى غير الفوز أمام بسكرة ستجعل زملاء الحارس خضايرية يواصلون معركة كأس الكاف ومعنوياتهم في الحضيض فيما سيكون الفوز مفتاح لقب غاب عن خزانة الوفاق منذ أزيد من خمسة مواسم ويسمح لكوكي ولاعبيه بمواجهة أورلاندو بيراتس بمعنويات في السحاب وتجلهم يلعبون من أجل الفوز ولا شيء أخر غير الفوز.
المسيّرون يغرون اللاعبين بـ15 مليونا ويضعون الكرة في مرماهم
يجري لاعبو وفاق سطيف مباراته أمسية الغد وسط جملة من التحفيزات المادية والمعنوية، خاصة بعدما وعدهم الرئيس فهد حلفاية بمنحة تصل قيمتها 15 مليون سنتيم، وهي العلاوة التي ستجعل اللاعبين مستعدين للتضحية على ميدان 18 فيفري، رغم أنهم صرحوا لوسائل الإعلام أن مثل هذه الرهانات التي يلعبون فيها مصيرهم لا تحتاج إلى تحفيزات مادية مادام اللاعب محفز آليا، ويبدو أن إدارة وفاق سطيف قد تعاملت مع هذه المواجهة بالجدية المطلوبة ووضعت لاعبيها في أفضل الأحوال، حتى تضع الكرة في مرماهم وتتنصل من المسؤولية أمام الأنصار في حال أي تعثر.
المباراة عرس حقيقي والحكم لابد أن يكون في المستوى
ومهما تكن قيمة المواجهة فإن إدارة وفاق سطيف واثقة أن المباراة لن تخرج عن إطارها الرياضي، ولا تتمنى إلا أن تكون عرسا حقيقيا كما عودتنا عليه مواجهات الفريقين منذ صعود اتحاد بسكرة إلى القسم الأول ، حيث يحظى “الوفاق” دائما باستقبال مميز في كل سفرياته إلى هذه المدينة المضيافة. وتبقى النقطة الوحيدة التي تؤرق مسؤولي “الوفاق” هي الحكم الذي ستعينه لجنة التحكيم لإدارة هذه المواجهة، حيث يتخوف هؤلاء أن يتكرر معه سيناريو بعض الحكام الذين حاولوا تحطيم ما بناه مسيرو الوفاق لحد الآن، ورغم ذلك يتمنى حلفاية وجماعته أن يكون الحكم في مستوى المباراة ولا يتأثر بالحسابات التي أصبحت اللغة المفضلة للوفاق ولكل الأندية التي تقاسمها الطموحات نفسها.