جمعية الخروب ذيب: “الديون السابقة أرهقتني ولا يمكنني المواصلة في هذه الوضعية”
تحدث رئيس الفريق معمر ذيب ليومية المحترف عن عديد النقاط الذي ظلت مبهمة، لاسيما فيما يخص قضية الإعانات، ومعاناة الجمعية من الضائقة المالية هذا الموسم، وفي هذا الصدد قال: “أتفهم حديث الجميع عن وضعية لايسكا المالية، وبأن الفريق يتواجد في أحسن أحواله، ولكن للأسف فالجمعية تعاني كثيرا من هذا الجانب، فبخصوصي، أؤكد أنني أدين للفريق بقيمة 17 مليار سنتيم، ولم استرجعها إلى حد الآن، حيث كنت دائما أضع الدائنين وحتى الممونين في المقام الأول، ومع شح الإعانات لم أسترد أموالي بعد”.
“لو استرجعت أموالي لما انطلق الفريق في الصائفة”
وعن سبب الحقيقي الذي جعله لا يسترجع القيمة المالية التي يدين بها للفريق حسبه، فقال ذيب: “لم أشأ استرجاع هذه القيم المالية المعتبرة لكي لا أضع الفريق في ورطة، فلو قمت بسحب ما أدين به من حساب النادي، لوضعت الجمعية في ورطة حقيقية، ولم نكن لنستقدم لاعبا واحدا في الصائفة، ولما انطلقنا في التحضير للموسم الجديد، ففي بعض الأحيان أفضل الصمت، ولكن عندما يكثر الحديث من هنا وهناك، أصبح ملزما بتوضيح هذه الأمور لأنصار الفريق وهذا لمعرفة كل صغيرة وكبيرة عن الوضعية الحقيقية لفريقهم”.
“لم نسطر الصعود هدفا في البداية ولكن طموحنا كبر مع الوقت”
وعن الهدف الذي سطره في بداية الموسم، بعد أن أصبح عشاق الجمعية يطالبون بضرورة تحقيق الصعود للرابطة المحترفة الأولى قبل إلغاء البطولة من قبل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أكد رئيس الفريق ذيب قائلا: “لكي أكون صريحا، فقد أكدت بعد عودتنا للرابطة الثانية، أن لايسكا ستلعب من أجل البقاء، حيث أنهينا الموسم بصعود أثقل كاهلنا بالديون، ولهذا أردنا تشكيل فريق محترم بإمكانه الحفاظ على مكانته في الرابطة المحترفة الثانية بأريحية، ولكن بعد تغيير نظام المنافسة، الجميع أصبح يطالب بالصعود، وحتى نحن كذلك كبر طموحنا، ولكن بالمعقول كما يقال، حيث حاولنا أن ننافس بقوة في مرحلة العودة من أجل تحقيق أحسن النتائج، وعلى هذا الأساس حاولت توفير الظروف الملائمة لذلك، أين عينا مدربا، وبرمجنا تربصا بالأراضي التونسية لضمان أحسن تحضير للفريق قبل استئناف البطولة من جديد، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وفي وقت كنا الأقرب لتحقيق الصعود قررت الاتحادية إلغاء البطولة واعتماد الترتيب الحالي لتحقيق الصعود”.
“أكدت سابقا أنه في أسوأ الحالات ستحافظ لايسكا على مكانتها”
واصل رئيس النادي ذيب مؤكدا أنه عمل رفقة الفريق خلال المرحلة الثانية من البطولة على تقديم وجه قوي، ولكن يبقى الأساس حسبه هو أن الجمعية حافظت على مكانتها في الرابطة الثانية، وفي هذا الصدد قال رئيس النادي ذيب: “صحيح أننا كنا نطمح لكي نكون في المقدمة ونحقق انجاز الصعود قبل أن نصدم بقرار الفاف، ولكن حتى إن لم يتحقق ذلك لا يجب أن نذبح الفريق، لاسيما أن الجمعية تنشط حاليا في الرابطة الثانية، وعلى بعد درجة من الرابطة الأولى، وحتى إن لم نصعد، فالشيء الأهم هو أن الجمعية حافظت على مكانتها في الرابطة الثانية، والبعض ربما تناسى أن الصعود إلى هذا القسم كان بعرقنا وكلفنا الكثير، بعد أن عانينا في قسم الهواة وغادرناه بصعوبة كبيرة”.
“لم أرد إغراق لايسكا بالديون أكثر بسبب شح الإعانات”
وتحدث ذيب عن معاناة لايسكا ماليا في الوقت الراهن، لتوضيح ما يدور في الشارع عن تأكيده سابقا بأنه سيمنح الجمعية من أمواله إذا احتاجت، حيث قال: “من يقول أنني لم أمنح الجمعية من أموالي فأنا جاهز لتوضيح كل شيء بالوثائق، وبخصوص الوقت الراهن، لا يمكن أن أضخم ديون الجمعية أكثر لتسديد مستحقات اللاعبين المتبقية من مالي الخاص، وشخصيا أدين بـ17 مليار سنتيم، وبما أننا لم نتلق دعما كبيرا من السلطات، لم يكن بالإمكان أن أواصل منح الفريق من مالي الخاص، فقد تصل ديون الجمعية إلى أكثر من 30 مليارا، وهذا لن يخدم الفريق، وكنت أتمنى دائما من السلطات أن تمنحنا الدعم على الأقل لتصفية الديون العالقة على عاتق الفريق حاليا”.
“النسبة الأكبر لإعانة البلدية وجهت لتسديد الديون العالقة”
عاد ذيب للحديث عن إعانة البلدية الأخيرة، التي كثر عليها اللغط، مؤكدا أن الدائنين الذين منحوا الجمعية أموالا قاموا باستعادة ما يدينون به، فضلا عن من جمدوا الرصيد، حيث قال: ” صحيح الجمعية استفادت من 2 مليار سنتيم، ولكن النسبة الأكبر من هذه القيمة المالية ذهبت لأصحابها، بالأخص الذين جمدوا الرصيد، والذين أقرضونا أموالا في الصيف للقيام بالانتدابات، وبخصوص ما استفدنا منه سابقا من البلدية، فقد سددنا بها مستحقات اللاعبين والمنح، وحتى أجور المدربين المتعاقبين، فضلا عن الممونين (الألبسة والتنقلات وأموال التربص الصيفي)، وديون من الموسم الفارط، ومن موسم السقوط كذلك، وأؤكد أنني لم أسترجع سنتيما واحد فيما يتعلق بالأموال التي أدين بها من هذه الإعانات التي دخلت الفريق، حيث أعمل دائما على منح الأولوية للأشخاص الذين ساعدونا وأضع نفسي في المقام الأخير”.
“ديون لايسكا غير منتهية ولا يمكن العمل في هذا الجو”
أكد رئيس الفريق ذيب في معرض حديثه أنه لا يزال إلى حد الآن يسدد ديون الماضي، بما فيها تلك التي خلفها رؤساء سابقون، حيث قال: “إلى حد الآن أواصل تسديد ديون الماضي وتعود لسنوات ماضية، أين أتفاجأ كل يوم بظهور دائن جديد يطالب بحقوقه من الجمعية، ولكن أتصرف بهدوء وأرفض مهاجمة الأشخاص الذين لا يتركون فرصة إلا وينتقدونني يوميا، ولهذا أؤكد من جديد أن أموال الإعانة التي يتساءلون عن طريقة صرفها، أؤكد مجددا أنها ذهبت للديون، بما فيها تلك التي تركها مسيرون سبقوني، ولكن لا يمكن أن أبدا أن أتنصل من مسؤولية تسديدها، وأرمي بالاتهامات على من كان سببا فيها، مثلما أتعرض أنا للهجوم يوميا، كل ما أستطيع قوله أنني لا استطيع المواصلة في مثل هذه الظروف ولهذا قرار استقالتي لا رجعة فيه”.
محمد الهادي قيطوني