الوضعية الصعبة التي يمر بها دفاع تاجنانت في الفترة الأخيرة ودخوله النفق المظلم نتيجة تضاعف أرقام الديون، وأيضا تراكم عديد الملفات التي تحتاج توفير مبالغ مالية معتبرة من أجل تسويتها في القريب العاجل، هذه المعطيات تجعل إدارة الرئيس قرعيش الطاهر مطالبة بتوفير ما تزيد قيمته عن 10 ملايير سنتيم للخروج من هذه الأزمة، وهي المهمة التي ستكون في غاية الصعوبة بالنظر لتراجع قيمة مساعدات السلطات المحلية وأيضا عدم وجود عقود “سبونسور”.
قرعيش مطالب بتوفير 5 ملايير سنتيم في أقرب الآجال
إدارة “الديارتي” مطالبة بتوفير مبلغ 5 ملايير سنتيم على الأقل في أقرب الآجال لتحضير بداية الموسم الجديد، والسماح لرفقاء القائد غمراني توفيق بإستئناف تحضيراتهم التي تبقى متوقّفة بسبب داعيات الأزمة المالية الخانقة التي يعاني منها النادي، وهو الأمر الذي يدركه “الريش” جيّدا وجعله يقرّر تعليق نشاط الفريق إلى غاية إيجاد الحلول اللازمة، حيث يواصل لقاءاته بالمسؤولين المحليين في بلدية ودائرة تاجنانت وأيضا على مستوى ولاية ميلة.
أكبر تحدي تسديد ديون المنازعات واستخراج الإجازات
التحدي الأكبر لإدارة الرئيس قرعيش بعد تحديد تاريخ إنطلاق بطولة القسم الثاني يوم 12 فيفري المقبل، هو تسديد ديون لجنة المنازعات من أجل الحصول على إجازات اللاعبين الجدد في الموعد المحدد، وتجنّب الدخول في أزمة أخرى سيكون لها تأثير مباشر على نتائج الفريق في البطولة، وحسب المعلومات التي بحوزتنا فإن الإدارة التاجنانتية مطالبة بتسديد مبلغ يقارب 3 ملايير سنتيم يمثّل قيمة ديون لجنة المنازعات.
.. وأيضا تسوية مستحقات أعضاء الطاقم الفني واللاعبين
كما ستكون إدارة عميد الأندية التاجنانتية أمام تحدي آخر يتطلّب وضع ميزانية معتبرة والمتعلق بتسوية مستحقات أعضاء الطاقم الفني وأيضا اللاعبين القدامى الذين ينتظرون ضخ الأموال في أرصدتهم بعد حصولهم على “شيكات” في وقت سابق، إضافة إلى أن الوافدين الجدد ينتظرون بدورهم تسديد قيمة التسبيق الذي إتّفقوا عليه مع الإدارة قبل توقيع عقودهم، حيث تحصلوا على ضمانات لتسوية هذا الملف قبل الشروع في التحضيرات.
.. وتوفير تكاليف التربص المغلق والبروتوكول الصحي
إدارة الرئيس قرعيش ستكون أيضا مطالبة بتوفير تكاليف التحضير للموسم الجديد والتي يبقى على رأسها مصاريف التربص المغلق الذي سيدخله الفريق في حال إستئناف التحضيرات في قادم الأيام، وكذلك تحضير البروتوكول الصحي الذي يتطلب وضع ميزانية خاصة، لا سيما بعد البيان الأخيرة لرابطة الهواة الذي أكد لأندية القسم الثاني على ضرورة التطبيق الصارم للبروتوكول، مع تحمّل كافة المصاريف المتعلقة بفحوصات الكشف عن كورونا.
قضية سوداني “القنبلة الموقوتة” التي تهدّد مستقبل الفريق
إذا كان الرئيس قرعيش مطالبا بتوفير 5 ملايير سنتيم في أقرب الآجال من أجل تسوية ملف ديون المنازعات وتحضير بداية الموسم الجديد، فإنّه سيكون مطالبا أيضا بتوفير نفس القيمة تقريبا لتسوية ملف آخر والمتعلق بقضية اللاعب السابق الموريتاني سوداني، هذه القضية التي تعد بمثابة “قنبلة موقوتة” وأكبر خطر يهدّد مستقبل “الديارتي”، لأن الفريق سيكون مطالبا بتسديد مبلغ تزيد قيمته عن 4 ملايير سنيتم تمثل مستحقات اللاعب بالعملة الصعبة، إذا أراد طي هذا الملف وتجنّب عقوبات “الفيفا” والتي ستكون قاسية.
الدفاع يسير نحو مستقبل مجهول
لحد كتابة هذه الأسطر لم يشرع فريق دفاع تاجنانت في تحضيراته للموسم الجديد من بطولة القسم الثاني والذي سينطلق رسميا يوم 12 فيفري المقبل، ويبقى الرئيس قرعيش الطاهر مصرّا على قراره بتعليق النشاط النادي ويهدّد بالإستقالة في حال لم يلقى الدعم اللازم من السلطات المحلية للخروج من الأزمة المالية، نداءات الإدارة لم تجد آذان صاغية ويبدو أن الجميع تخلّوا عن دفاع تاجنانت الذي يبقى يعاني في صمت.
غياب دعم السلطات فضح المستور وكشف عيوب التسيير
صحيح فريق دفاع تاجنانت لم يحظ بدعم السلطات المحلية في الفترة الأخيرة لا سيما بعد أزمة كورونا التي كان لها تأثير كبير وتسبّبت في تراجع قيمة الإعانات، هذا الأمر فضح المستور وكشف عيوب التسيير الذي كان يميز النادي منذ عدة مواسم وتسبّب في أزمة نتائج أدت به للسقوط إلى القسم الثاني، كما أوقع الفريق أيضا في أزمة مالية خانقة وأصبح غارقا في الديون نتيجة القضايا المتراكمة على مستوى لجنة المنازعات.
الإدارة تتحمّل المسؤولية الأكبر في الوضعية الحالية
الأكيد أن هناك العديد من الأسباب المتراكمة التي أدت بالفريق الأول في الولاية إلى هذه الوضعية الصعبة، لكن المؤكد أيضا أن الإدارة الحالية بقيادة الرئيس قرعيش الطاهر تتحمّل المسؤولية الأكبر على إعتبار أنها هي من تولت زمام الأمور في النادي منذ ما يفوق العقد من الزمن، وبعد أن كانت محل الثناء نتيجة الإنجازات المحقّقة والوصول بالفريق للرابطة المحترفة الأولى، عليها تحمّل مسؤوليتها والإعتراف اليوم بأنّها السبب الأول وراء الأزمة التي يعيشها النادي نتيجة سوء التسيير.
ما محل الشركة التجارية من الإعراب؟
دفاع تاجنانت الذي يحمل صفة “محترف” يبقى يتحدث فقط بإسم النادي الهاوي والذي يترأسه قرعيش الطاهر، في حين يبقى دور الشركة التجارية مغيّبا والجميع يتساءل عن محلها من الإعراب وما هو دورها؟، لا سيما في ظل هذه الوضعية الصعبة التي يمر بها الفريق، ويبقى المسؤولين في الشركة والمساهمين مطالبين بالظهور في هذا الوقت الصعب والبحث حلول للخروج بالدفاع من الأزمة، وعدم إلتزام الصمت ولعب دور المتفرج وإنتظار الحلول من السلطات المحلية فقط.
حتى الأنصار لم يتحركوا لإنقاذ الفريق
الأمر المحير هو عزوف الأنصار عن فريقهم وعدم الإهتمام بأخباره لهذه الدرجة حتى أصبح يظهر وأن دفاع تاجنانت فريق من دون جمهور، وهنا يعود الحديث عن دور لجنة الأنصار التي كانت الإدارة أشد المعارضين لإنشائها ولم تكلّف نفسها عناء ربط جسور تواصل مع أنصار ومحبي النادي، وهي اليوم تدفع نتائج هذا التفكير حتى أنها لم تجد من ينظم معها وقفة إحتجاجية أمام مقر الدائرة والبلدية، ولو أن الأنصار يبقى عليهم الإلتفات للفريق وعدم تركه يتّجه للزوال في حال تواصل الوضع على ما هو عليه.
عواق وليد