لاعب مولودية قسنطينة السابق بوقندورة: “الموك يلزمها الرجال والمال وعدم قبول أي رئيس مفلس”
أجرت جريدة “المحترف” حوارا مع اللاعب السابق في صفوف مولودية قسنطينة سنوات التسعينات جمال بوقندورة الملقب “كادي”، حيث تحدث عن أبرز محطاته الكروية وتحسر على وضعية الموك الذي غادر القسم الأول منذ عشرين سنة، حيث أكد أنه بحاجة للرجال والمال والنفوذ في الرابطة من أجل الصعود للقسم الأول، وكذلك التركيز على التكوين وإعادة الاعتبار لأبناء الفريق والتخطيط على المستوى البعيد.
“بدايتي كانت مع عين البيضاء، والدتي كانت ضد الفكرة وطالبتني بمتابعة دراستي”
في البداية تحدث بوقندورة عن بدايته الكروية قائلا: “بدايتي الكروية كانت مع فريق الحي، حيث كان يلقبونني منذ الصغر بكادي لأنني أشبه لاعب اتحاد عين البيضاء قاضي، حيث كانت والدتي ضد الفكرة وطالبتني بمواصلة دراستي لأن والدي كان متواجدا في ذلك الوقت بفرنسا، لكنها اقتنعت في الأخير، ثم لعبت للفريق الثاني اتحاد بلدية عين البيضاء رفقة بعض اللاعبين المعروفين على غرار نبيل بورصاص وداود حرنان، ثم تنقلت بعدها لاتحاد عين البيضاء بقيادة بن طيب الذي أعجب بتسديداتي الصاروخية”.
“قضيت ثلاثة مواسم رائعة مع الحراكتة بالمجان، ثم تنقلت لاتحاد تبسة”
وتابع بوقندورة كلامه قائلا: “لقد قضيت ثلاثة مواسم في صفوف الحراكتة، حيث أقنعني المدرب مواسة بتغيير منصبي من وسط ميدان لمدافع أيسر بسبب نقص الخيارات في هذا المنصب وتعودت تدريجيا، كما أنني تألقت وسجلت العديد من الأهداف الرائعة لأن لدي نزعة هجومية وتسديدات صاروخية، ناهيك أنني لعبت بالمجان تقريبا وتحصلت على أجرة 3000 دج في ذلك الوقت، كما أنني طالبت بالحصول على منصب عمل في الضمان الاجتماعي كبقية زملائي لكن مطالبي لم تتحقق، حيث غادرت صوب اتحاد تبسة الذي سجلت ضده هدفين ورغبت في خوض تجربة جديدة”.
“أمضيت في السياسي، تراجعت بضغط من محيط الحراكتة، وسوسو تفهم الوضعية”
وأضاف بوقندورة أنه وقع في السياسي وتراجع قائلا: “بعد تألقي اللافت مع اتحاد تبسة تلقيت عرضا من السياسي ووقعت بتزكية من الرئيس “سوسو” الذي أصر على جلبي، حيث منحته جواز السفر من أجل التحضير في تركيا، لكن محيط فريق القلب اتحاد عين البيضاء ضغط علي من أجل العودة مجددا ومساعدة الفريق على تحقيق الصعود، حيث كنت صغير السن ولم أرفض طلبهم، حيث اتصلت بسوسو واعتذرت منه، كما أنه كان متفهما للوضعية وقام بفسخ عقدي بالتراضي وإعادة جواز سفري، حيث عدت لعين البيضاء وحققنا الصعود ذلك الموسم كما كان مخططا له رفقة أرمادة من اللاعبين وشاركنا بعدها في كأس الكاف”.
“وقعت في مولودية قسنطينة بعد أدائي الخدمة العسكرية في الناحية الخامسة”
أردف بوقندورة بأنه وقع في الموك قائلا: “لقد أصر الرئيس السابق للموك عبد الحق دميغة على التوقيع لي في العديد من المناسبات، لكن مسيري عين البيضاء كانوا يرفضون الفكرة لغاية استدعائي لأداء واجب الخدمة العسكرية من بوابة فريق الناحية العسكرية الخامسة وهو ما سهل مهمة توقيعي في صفوف الموك، حيث قضيت خلاله ثلاثة مواسم رائعة وفتح لي أبواب الشهرة في ذلك الوقت، كما أنني كنت أبلل قميصي وأبذل قصار جهدي فوق الميدان ما جعلني مدلل الأنصار”.
“أمضيت ثلاثة مواسم في الموك، ونتحسر على تضييع اللقب بسبب جشع الإدارة”
عرّج بوقندورة على تجربته مع الموك: “لقد أمضيت ثلاثة مواسم رائعة رفقة مولودية قسنطينة وكنا نمتلك تشكيلة رهيبة، كما أن الداربي القسنطيني أمام السياسي بمثابة عرس كروي في المدرجات ويتميز بالندية والإثارة فوق الميدان والأفضل يفوز، حيث كان لدينا تشكيلتين والمنافسة شرسة بين اللاعبين، كما أنني أتحسر على تضييع اللقب في موسمي الثالث بسبب جشع الإدارة التي وقفت ضد رغبتنا وهذا ما حز في قلبي، كما أترحم على أصدقائي لطاجين وبن رابح رحمهما الله، كما أنني غادرت بعدها برأس مرفوع وتركت مكاني نظيفا”.
“لعبت لاتحاد عنابة، واتحاد العاصمة، وفاق سطيف، المحمدية الشاوية وقالمة”
وواصل بوقندورة الحديث عن مشواره الكروي مصرحا: “بعد تألقي مع الموك ضد اتحاد عنابة، أصرّ المرحوم ميريبوط على التعاقد معي، حيث قبلت من دون تردد لأن اتحاد عنابة فريق عريق ويمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة، كما أنه يشارك في الكأس العربية، ويضم في صفوفه لاعبين كبار على غرار سلاطني، حيث قضيت معه موسمين وتنقلت بعدها لاتحاد العاصمة الذي يعد فريق الأحلام، لكن الإصابة حرمتني من التألق، ثم لعبت كإعارة لستة أشهر في وفاق سطيف رفقة بورحلي وبعدها سريع المحمدية واتحاد الشاوية وترجي قالمة”.
“مكانة الموك في القسم الأول، كنا نلعب من أجل الألوان لكن المعطيات تغيرت”
أعرب بوقندورة عن حسرته لوضعية الموك قائلا: “لا أزال أتابع أخبار الموك عبر الجرائد والفايسبوك وأتحسر كثيرا على وضعيته، لاسيما وأن مكانته الحقيقية في القسم الأول، حيث كنا في وقتنا نلعب من أجل الألوان ولدينا ثقة عمياء في الرئيس والإدارة من أجل تسوية مستحقاتنا المالية وهو سبب نجاحنا، لكن في الوقت الحالي المعطيات تغيرت في كل الفريق حيث في حال عدم تحصل اللاعبين على الأموال سيقومون بالإضراب، كما أنه يلزمها الرجال والأموال”.
“الموك يلزمها الرجال والأموال، والعودة للتركيز على سياسة التكوين والشبان”
وفي الأخير أكد بأن الحل في عودة الموك يكمن في الرجال والأموال قائلا: “في عهدنا الموك كانت تضم الرجال والأموال وكذلك أبناء الفريق والمختصين في الميدان، حيث كان دميغة محاطا بمكتب مسير يضم رجال الخفاء على رأسهم مسعود بورفع الذي يقدم الدعم المادي وأصبح بعدها رئيسا، ولا يمكن تقدم رئيس مفلس يعمل كأجير لرئاسة الموك لأن النتيجة ستكون مصيرها الفشل، ناهيك عن التخطيط على المستوى البعيد واستبعاد أشباه المناجرة الذين تهمهم الحصول على العمولة بغض النظر عن نوعية اللاعبين، وكذلك سياسة الاعتماد على الشبان بعد التتويج في الفئات الشبانية”.