رقم صعب في عالم التدريب.. النجاح ليس وليد الصدفة بروفيسور وكان عارضا للأزياء.. 9 حقائق غير معروفة عن توماس توخيل
من الدرجات الدنيا للدوري الألماني إلى البريميرليغ، من أندية اعتادت الوجود في أسفل الجدول إلى نادي تشيلسي اللندني، من منصات الحلم إلى نهائيات دوري الأبطال.. تتعدد العناوين والمقصود واحد: توماس توخيل، رجل الحاضر والمستقبل في عالم التدريب، فرغم خسارته مباراة الإياب من دور نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بهدفين لواحد، تجاوز تشيلسي الإنجليزي عقبة ريال مدريد، مستفيداً من أفضلية مباراة الإياب حين فاز بثنائيةٍ دون مقابل. هكذا، وصل «البلوز» إلى الدور النهائي للمرة الأولى منذ 7 أعوام، في حين تمكّن المدرب الألماني توماس توخيل من بلوغ هذا الدور للمرة الثانية على التوالي، وذلك بعد أن وصل إلى نهائي المسابقة في العام الماضي مع فريقه السابق باريس سان جيرمان. الإنجاز النوعي على صعيد أوروبا إضافةً إلى المتانة والاستقرار المحلي جعل توخيل أحد أفضل المدربين الحاليين على الساحة الخضراء، بانتظار أمجاد أوروبية ومحلية تثبت معدنه بين كبار المدربين.
جاء من أكاديمية الشباب في أوغسبورغ
لم تكن طريق توخيل معبّدة للوصول إلى ما هو عليه الآن، حيث مرّ المدرب الألماني بالعديد من المحطات الشاقة. جاء توخيل من أكاديمية الشباب في أوغسبورغ حيث قضى معظم وقته كلاعب في الأقسام السفلى في ألمانيا لينهي مسيرته باكراً بسبب إصابة خطيرة في الركبة، وبعد حصوله على درجة في إدارة الأعمال، تواصل توخيل مع رالف رانجنيك، مدربه السابق في أولم، طالباً منه فرصة أخيرة لإحياء مسيرته الكروية، لكن تلف الغضروف المزمن في ركبته جعل من الأمر مستحيلاً. ومع ذلك، شجعه رانجنيك على التدريب وتولى في النهاية وظيفة في أكاديمية شتوتغارت. هناك، برع توخيل في العمل مع اللاعبين الشباب، وهي سمةٌ لازمته طوال مسيرته المهنية، كما استمر في تطوير نفسه كمدرب للفرق تحت 19 عاماً قبل توليه أدواراً مماثلة في أوغسبورغ ثم ماينز، وفي سن الـ35، تولى توخيل دوره الأول كمدرب رئيسي، حيث أشرف على تدريب الفريق الأساسي لنادي ماينز.
أعاد هيبة دورتموند وكانت له بصمة واضحة في تطوير اللاعبين
كان النادي قد عاد لتوه إلى الدوري الألماني الممتاز وكانت مهمة إبقائه في الدرجة الأولى شاقة، لكن مزيج توخيل من البراعة التكتيكية ومهارات التعامل الشخصي مع اللاعبين جعله ينهي الموسم في المركز التاسع، وعلى مدار خمسة مواسم كاملة في ماينز، أثبت توخيل نفسه كواحد من أكثر المدربين الشباب إثارةً للإعجاب، ثم غادر في صيف 2014 مع تطلع النادي إلى الظهور لأول مرة في دور المجموعات من الدوري الأوروبي.. بعدها، خلف توخيل المدرب الألماني يورغن كلوب في دورتموند عام 2015، وكان يُنظر إليه على أنه مدرب يمكنه إعادة إحياء التحدي مع بايرن ميونيخ في الدوري، وبالفعل، أعاد توخيل هيبة دورتموند وكانت له بصمة واضحة في تطوير اللاعبين الشباب حيث برز مع توخيل كلٌّ من كريستيان بوليزيتش وعثمان ديمبيلي وغيرهما من المواهب الواعدة.
طُرد من النادي الباريسي بعد تعليقاتٍ «سياسية» لم تعجب الإدارة
وبعد حصوله على المركزين الثاني والثالث في موسمين له، غادر توخيل دورتموند في ماي 2017 متّجهاً إلى باريس سان جيرمان، حيث تولى المهمة الأكبر في مسيرته التدريبية.. بدأ باريس سان جيرمان بدايةً قوية لموسم 2018/2019 تحت قيادة المدرب البافاري، وتوّج بطلاً للدوري قبل ست مباريات على نهاية الموسم. وفي موسم 2019/2020، استمرت الهيمنة وأكمل النادي الباريسي ثلاثية محلية بعد أن تمت تسوية بطولة الدوري الفرنسي على أساس النقاط لكل مباراة. تمثل الإنجاز حينها في قيادة توخيل فريقه إلى نهائي دوري الأبطال، لكن باريس سان جيرمان خسر البطولة لصالح بايرن ميونخ بعد أن هُزم بنتيجة (1-0)، وفي الموسم اللاحق، طُرد توخيل من النادي الباريسي بعد تعليقاتٍ «سياسية» لم تعجب الإدارة، لينتقل بعدها إلى تشيلسي.
حوّل نادي البلوز من فريقٍ تائهٍ إلى فريق متين
وفي أسابيع قليلة، حوّل توخيل نادي البلوز من فريقٍ تائهٍ إلى فريق متين، حيث ينافس تشيلسي هذا الموسم على مقعد مؤهل إلى دوري الأبطال من البوابة المحلية، كما نجح في تجاوز عقبة ريال مدريد العريق ليصل إلى نهائي دوري الأبطال.. التفاصيل وحدها، هي ما يميّز توخيل. حبه للتعلم والاستفادة من أي تجربة للتطور جعله يتألق على الصعيد التدريبي ويلحق الهزائم بالعديد من مدربي النخبة في أوروبا. توخيل مدرب صاحب أفكار معاصرة للكرة الحديثة. وتتصف فرقه بالتوازن بين الفاعلية الهجومية والصلابة الدفاعية. أسلوبٌ أعاد الحياة للاعبي تشيلسي، وأنقذ بالتالي موسم الفريق.. الطريق لا يزال ضبابياً بالنسبة إلى البلوز هذا الموسم، فرغم النجاح اللافت لتوخيل بحسن توظيف اللاعبين مقارنةً بتشيلسي ـ لامبارد، إلا أنّ الألقاب وحدها ما سيقنع رئيس النادي رومان أبراموفيتش. الفريق أمام فرصة حقيقية للتتويج باللقب الأوربي الأغلى هذا الموسم، بانتظار لمسة المدرب في سوق الانتقالات الصيفي وما ستسفر عنه تباعاً.
9 حقائق قد لا تعرفها عن توماس توخيل
سرعان ما خطف الألماني توماس توخيل الأضواء بعد مدة وجيزة من خلافته لفرانك لامبارد، في تدريب فريق تشلسي الإنجليزي، إذ يقود البلوز من نجاح إلى آخر وآخرها تأهله لنصف نهائي أبطال أوروبا، فما مدى معرفتك بخبير التكتيك الألماني، وكان قد صعد تشلسي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على حساب نادي ريال مدريد الاسباني العريق، وفي تقريره الذي نشره موقع “فوت ذا بول”، استعرض الكاتب أرنولد لويس 9 حقائق غير معروفة عن توخيل البالغ 47 عاما، ولعل أولها أن والده كان مدربًا، حيث قرّر توخيل احتراف الكرة فقط لأن والده رودولف توخيل كان مدربا لكرة القدم، وقد ساعدته مسيرة والده المدرب في فهم واحتراف هذه الرياضة بسرعة، وقبل أن يدخل ابنه الميدان، كان رودولف توخيل بالفعل لاعبًا معروفًا.
كان عارضا للأزياء وأطلق عليه لقب “البروفيسور”
إن توخيل رجل متعدد المواهب، لكنك لم تكن لتتخيل أبدا أن من ضمن مواهبه أنه كان عارضا للأزياء في ألمانيا، وعام 2017 شارك في جلسة تصوير لفائدة مجلة الرجال الألمانية “دي تسايت” (Die Zeit).، ولطالما أطلق على خبير التكتيك الألماني توخيل لقب “البروفيسور” على الرغم من إخفاق مساعيه الكبيرة للانضمام إلى الأوساط الأكاديمية، وقد بدأ مشواره التدريبي في أكاديمية نادي شتوتغارت في فئة أقل من 14 عاما، ثم شقّ طريقه بنجاح ليصبح أحد أفضل المدربين في العالم، كما أن توخيل مدرب دورتموند وباريس سان جيرمان سابقًا حاصل على شهادة في إدارة الأعمال، وهو في الـ19 من عمره، وتم الاستغناء عنه من فريق أوغسبورغ، وانتقل إلى نادي شتوتغارت كيكرز في الدرجة الثانية، ولعب 8 مرات مع النادي.
كان نحيفا جدا وكرة القدم لم تكن حلمه
وعندما كان في المدرسة، لعب توخيل كرة القدم تحت إشراف والده، وكان آنذاك يحلم بأن يصبح طيار مروحية إنقاذ، وقد كان سعيه ليصبح طيار مروحية كخيار مهني ثان سببا لمواصلته دراسته، وفي عام 1988، وعمره نحو 15 عاما قُبل في أكاديمية نادي أوغسبورغ، وفي ذلك الوقت، كان وزن توخيل 28 كيلوغراما فقط وطوله كان 1.40 مترا، ويهتم توخيل بالعناصر النفسية التي تدعم أداء اللاعبين، وأثناء تدريبه لفريق ماينز أخضع لاعبيه لاختبار عقلي أسفر عن تقييم من 30 صفحة، وقد أخبر كريستوف بيرمان من أجل كتابه “قراصنة كرة القدم: علم وفن ثورة البيانات” بقوله “لم نرغب في إضفاء البعد الفردي على محتوى التدريب فقط، بل حاولنا أيضًا تطبيق ذلك على الطريقة التي نتعامل بها مع لاعبينا”.
الاعتزال المبكر والضغط العكسي
وأثناء اللعب مع نادي “إس إس في أولم” عرضت لتوخيل كبوة أخرى في مسيرته إذ أصيب في غضروف الركبة وكان تعافيه صعبا حتى بعد بذل قصارى جهده، وكان عجزه عن التعافي من هذه الإصابة يعني إنهاء مسيرته الكروية بشكل مفاجئ وفي وقت مبكر، إذ كان يبلغ من العمر 24 عاما فقط وهذا يعني أنه قضى 5 أعوام فقط في لعب كرة القدم بشكل احترافي، وتقوم فلسفة توخيل الكرويّة على مقاربة “الضغط العكسي” التي اشتهرت بفضل سلفه في ماينز ودورتموند، يورغن كلوب، وتبنّى توخيل هذه الفلسفة التي تقوم على تكتيك الضغط على المنافس في منطقته عند خسارة الكرة. وإلى جانب العنصر النفسي يهتم كذلك بالإحصائيات الفردية للاعبيه ولياقتهم البدنية.
متجاهلًا الريال: السيتي والبايرن هما معيار القمة في أوروبا!
اعترف توماس توخيل، المدير الفني لتشيلسي، بأن هناك فجوة كبيرة بين فريقه ومانشستر سيتي، لكنه وعد جماهير البلوز بأنه من الآن فصاعدًا سيعمل على تخفيفها، وخلال حديثه اعتبر المدرب الألماني أن مانشستر سيتي معيار لمعرفة مدى قوتك وكذلك الحال لبايرن ميونخ، غافلًا ريال مدريد الذي هزمه في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. توخيل قال “علينا أن نقبل أن هناك فجوة بيننا وبين مانشستر سيتي، هذا يتضح إذا نظرت إلى المباريات الأخيرة بيننا في السنوات الماضية بالدوري، علينا أن نقبل هذا دون أن نقلل من أنفسنا”، كما أضاف “لذلك بدءًا من الموسم المقبل فصاعدًا سنطاردهم منذ اليوم الأول للمسابقة وسنحاول سد هذه الفجوة بيننا”.
لم تتح له الفرصة لمعرفة غوارديولا شخصيًا
وواصل مثيرًا للجدل بتغافله عن ريال مدريد كأحد القوى الأوروبية “بالنسبة لي فإن هناك فريقين في أوروبا هما المعيار، إنهما مانشستر سيتي وبايرن ميونخ”، أما عن بيب غوارديولا، والذي لم يسبق له وأن انتصر عليه من قبل، فقال “كان له تأثير كبير علي لأنه عندما كان مدربًا لبرشلونة لم تتح لي الفرصة لمعرفته شخصيًا، لكنني كنت أشاهد كل مباراة تقريبًا”، وتابع “لقد تأثرت كثيرًا بالطريقة التي حققوا بها النجاح، وبالطريقة التي لعبوا بها والاعتماد على الشباب وحيازة الكرة الهجومية”، وأتم “ربما كان الشيء الأكثر إثارة للإعجاب بالنسبة لي في هذا الفريق هو عقليتهم وكيف يدافعوا بمجرد خسارة الكرة”.