أبناء الرؤساء في الرياضة.. من عدي صدام والساعدي القذافي إلى حفيد موسوليني
سلطت صحيفة “صن” البريطانية الضوء على أبناء رؤساء الدول الذين انخرطوا في المجال الرياضي لاعبين أو مسؤولين، بداية من عدي نجل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ومرورا بالساعدي القذافي وحتى حفيد موسوليني الذي وقع عقدا احترافيا الأسبوع الماضي لفريق لازيو الإيطالي، ويأتي على رأس هؤلاء الأبناء المحظوظين، نجل العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي، اللاعب السابق لسامبدوريا الإيطالي، الساعدي القذافي، الذي يعد النجل الثالث للزعيم الليبي الراحل، وكان لاعبا موهوبا في كرة القدم ويبلغ من العمر الآن 47 عامًا، وساعده على الظهور في الدوري المحلي أن الجميع بلا استثناء كان يساعده بشكل كبير لأنه نجل الزعيم، لكن حبه الجارف لكرة القدم جعله لا يكتفي باللعب في ليبيا فانضم عام 2003 لفريق بيروجيا المنافس بدوري الدرجة الأولى الإيطالي، لكنه لم يلعب سوى مباراة واحدة.
الساعدي القذافي استعان بالنجم مارادونا وعينه مستشارا له
وانضم نجل القذافي عام 2005 إلى أودينيزي الإيطالي ولعب 10 دقائق فقط، لينضم بعدها إلى سامبدوريا، لكنه لم يظهر في أي مباراة، وحاول الساعدي بكل ما أوتي من سلطة وأموال الوصول إلى العالمية الكروية، وفي سبيل ذلك استعان بالنجم الأرجنتيني الراحل دييغو مارادونا وعينه مستشارا له، كما تعاقد مع العداء الكندي بن جونسون ليكون مدربا شخصيا له لرفع لياقته البدنية وخاصة سرعته التي كان يعاني من ضعف فيها، حسب الصحافة الإيطالية، وعلى عكس الساعدي، كان أخوه غير الشقيق محمد القذافي رئيسا للجنة الأولمبية المحلية، لكنه لم يكن دكتاتورا في إدارته للرياضة الليبية، كما أنه لم يكن يحب الظهور وكان معروفا عنه التواضع الكبير، على حد قول أحد المقربين إليه، ليظل الساعدي الوجه الأرز من عائلة القذافي التي ذهبت بعيدا في عالم الرياضة الأكثر شعبية في العالم.
عدي صدام الذي كان لاعبو الكرة العراقيون يرتجفون منه
لا بد أن لاعبي كرة القدم العراقيين كانوا يرتجفون كل مرة لعبوا فيها عندما كان عدي رئيسًا للجنة الأولمبية والاتحاد العراقي لكرة القدم، حيث حكم الرياضة بقبضة حديدية، وذكرت تقارير أنه اعتاد تهديد لاعبي المنتخب في غرفة الملابس بين الشوطين بالعقاب البدني الشديد إذا لم يعجبه أداء الفريق، وأنه كان ينفذ تهديداته حيث لم يكن يتجرأ أي لاعب أو مسئول على عدم تنفيذ تعليماته الصارمة، ورغم القسوة التي اشتهر بها عدي صدام في إدارة كرة القدم إلا أن المنتخب العراقي عاش أزهى عصوره في حقبة الثمانينيات، حيث تأهل لكأس العالم للمرة الأولى والأخيرة في تاريخه وشارك في مونديال 1986 بالمكسيك، وفاز ببطولة كأس العرب في عامي 1985و1988، وبطولة كأس الخليج (1984 و1988)، والميدالية الذهبية لدورة الألعاب الآسيوية (1982).
عذب اللاعبين وسجنهم وحرض عليهم الحراس
واشتهر عدي بصرامته وقسوته على لاعبي المنتخب العرايق، بدليل ما قاله لاعب كرة القدم العراقي الدولي سعد قيس نعمان الذي فر إلى أوروبا لصحيفة “صنداي تايمز”، إنه تعرض للتعذيب والضرب على ظهره لأن عدي صدام حسين غضب منه بسبب طرده من مباراة المنتخب العراقي أمام تركمانستان عام 1997 والتي خسرها المنتخب العراقي بنتيجة أربعة أهداف مقابل لا شيء، وأضاف أن عملية “التأديب” نفذها سجانون يعرفون باسم “الأساتذة” في قسم مغلق من معتقل الرضوانية الشهير مخصص للرياضيين والصحافيين، وقال نعمان في إفادته إنه لم يستطع النوم لعدة أيام بسبب الضرب الشديد الذي تعرض له على ظهره، مشيرا إلى أن الضرب الذي تعرض له كان وراء قراره ترك اللعب.
علاء وجمال مبارك يحبان ممارسة كرة القدم على سبيل الهواية
كان نجلا الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك من مشجعي المنتخب وفريق النادي الإسماعيلي، ويحبان ممارسة كرة القدم على سبيل الهواية في ملعب القصر الرئاسي والدورات الرمضانية، وكان الاثنان يحرصان على حضور مباريات المنتخب وسط الجماهير، ويرافقانه في البطولات الكبرى، وينخرطان مع اللاعبين في التدريبات لتشجيعهم، وكان دورهما المعنوي كبيرا في التتويج التاريخي للمنتخب المصري بلقب كأس الأمم الأفريقية 3 مرات متتالية 2006 و2008 و2010، وأشارت العديد من التقارير إلى أن انخراطهما في كرة القدم التي يتعلق بها الشعب المصري ويشجعها بشدة، كان الهدف الخفي منها حب الجماهير الكروية لهما ضمن مراحل التمهيد لكي يرث جمال مبارك والده في الحكم.
كانت تربطهما علاقات ودية وطيدة مع لاعبي ومدربي الفراعنة
ورغم عدم تقلد علاء وجمال أي مناصب رياضية رسمية، فإن كلمتهما كانت مسموعة من الجميع، وعلى عكس نجل صدام، كانت تربطهما علاقات ودية وطيدة مع لاعبي ومدربي المنتخب وخاصة مدربه حسن شحاتة، مما جعل البعض يجهر بحبهما وحب مبارك رغم قيام الثورة ضده يوم 25 جانفي 2011 وإجباره على التنحي، ومعلوم أن جمال وعلاء كانا من المحرضين الكبار على الدولة الجزائرية والشعب الجزائري في أعقاب إقصاء الفراعنة من مونديال جنوب إفريقيا 2010 بأم درمان، حيث راهنا كثيرا على فوز مصر لتثبيت أركان جمال مبارك كوريث لوالده في الحكم آنذاك، لكن كل حساباتهم سقطت في الماء بفضل هدف عنتر يحي التاريخي، ما ولّد سخطا كبيرا على صانعي القرار في مصر آنذاك.
رومانو فلورياني.. حفيد موسوليني الذي انضم مؤخرا للازيو
ويعد حفيد الدكتاتور الفاشي الإيطالي الراحل بينيتو موسوليني آخر نسل السياسيين في مجال كرة القدم بعد انضمامه مؤخرا إلى لازيو الإيطالي، ومطالبته جماهيره بعدم الحكم عليه بناء على اسمه، بعد توقيعه عقدا احترافيا وانضمامه مؤخرا إلى فريق شباب النادي الذي تتهم بعض جماهيره بتبنّي أفكار اليمين المتطرف في البلاد، وانضم رومانو فلورياني موسوليني (18 عاما) إلى تشكيلة فريق تحت 23 عاما، وقال في تصريحات صحفية “أتمنى أن يكون الحكم على وجودي في لازيو من خلال الطريقة التي ألعب بها وليس لأنني أحمل اسم موسوليني”، ورومانو هو الطفل الثالث لأليساندرا موسوليني وزوجها ماورو فلورياني، وحفيد بينيتو موسوليني الذي كان رئيسا لوزراء إيطاليا بين 1922 و1943 بعد انقلاب فاشي.
انضمامه يثير مخاوف من تزايد أنصار الفريق من اليمين المتطرف
هذا، وطالب حفيد الدكتاتور الفاشي الإيطالي الراحل بينيتو موسوليني جماهير لازيو بعدم الحكم عليه بناء على اسمه، بعد توقيعه عقدا احترافيا وانضمامه إلى فريق الشباب في النادي الذي تتهم بعض جماهيره بتبنّي أفكار اليمين المتطرف في إيطاليا، وانضم رومانو فلورياني موسوليني (18 عاما) إلى تشكيلة فريق تحت 23 عاما، وقال في تصريحات صحفية “أتمنى أن يكون الحكم على وجودي في لازيو من خلال الطريقة التي ألعب بها وليس لأنني أحمل اسم موسوليني”، وأليساندرا وهي والدة اللاعب وحفيدة الدكتاتور الفاشي، عضوة سابقة في البرلمان الأوروبي عن حزب فورزا إيطاليا (إيطاليا إلى الأمام)، وأثار إعلان ضمّ المدافع الشاب مخاوف من استغلال اسمه في أقمصة النادي لأغراض غير رياضية، ويحظى نادي لازيو بمتابعة جماهير تتّهم بتبنّي أفكار اليمين المتطرف في إيطاليا، وعام 2005 تورّط لاعب لازيو باولو دي كانيو في توجيه تحية فاشية لتلك الجماهير التي تتجمع عادة في جانب من المدرجات يعرف بـ”كورفا نورد”.
أنطونيو كاسترو.. كان يطمح لأن يكون لاعبا محترفا في لعبة البيسبول
كان لدى الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو حب عميق لرياضة البيسبول، وسار ابنه أنطونيو على نهجه وكان يطمح لأن يكون لاعبا محترفا في اللعبة مع دراسته الطب، وانتهى به الأمر ليصبح طبيب منتخب البيسبول بدلا من ارتداء قميصه، علما أنه كان للزعيم الراحل ثمانية أبناء أكبرهم “فيدل كاسترو” وهو صورة طبق الأصل من والده وله ابنة تدعى “ألينا فيرنانديز” من علاقة عاطفية نسجها مع اشتراكية من هافانا عندما كان تحت الأرض في خمسينات القرن الماضي، وله أيضًا أبناء من زوجته الثانية “داليا سوتو”، وتبدأ أسماء جميعهم بحرف الألف، أصغرهم “أنطونيو” وهو طبيب منتخب البيسبول الوطني الذي ورث عن أبيه عشق الرياضة والبيسبول بشكل خاص.
فالنتين تشاوشيسكو.. رئيس فريق احتكر أفضل اللاعبين دون مقابل
كان فالنتين، ابن الدكتاتور الروماني نيكولاي تشاوشيسكو، مستبدًا تقريبًا مثل والده، واستمتع فالنتين، الذي يبلغ الآن 72 عامًا، بالسيطرة على إدارة نادي ستيوا بوخارست في الثمانينيات من القرن الماضي الذي كان صاحب السطوة في الدوري المحلي لكرة القدم بل وفاز بدوري أبطال أوروبا أيضا بسبب احتكاره أفضل اللاعبين دون مقابل، وكان ابن الرئيس يخطف اللاعبين من الفرق المنافسة دون دفع رسوم الانتقال، وكانت أكبر حالة توقيع بهذه الطريقة للأسطورة السابق جورج حاجي الذي انضم من فريق سبورتول المتواضع قبل نهائي كأس السوبر الأوروبي على سبيل الإعارة لمباراة واحدة فقط، لكن فالنتين لم يعد حاجي لفريقه مستندا للنفوذ الكبير الذي كان يتمتع به كنجل للزعيم الروماني المستبد.
روبرت موغابي جونيور.. اختير بغرابة ضمن منتخب بلاده بسبب اسمه
كان نجل الرئيس الزيمبابوي السابق روبرت موغابي يطمح للعب في الدوري الأميركي للمحترفين لكرة السلة، لكن عقوبات واشنطن حالت دون تمكنه من اللعب بالولايات المتحدة، وبدلاً من ذلك اضطر إلى ممارسة اللعبة في وطنه، وعام 2019 تم اختياره بشكل مثير للجدل ضمن المنتخب الوطني بسبب اسمه وليس موهبته في اللعبة، علما أن والده كان حكم دولة زيمبابوي لأكثر من 30 سنة، ودخل في صراع مرير مع الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الثروات الكبيرة التي تتمتع بها بلاده، والتي رفض أن يتنازل عنها لأمريكا، ما كلفه عقوبات بالجملة طيلة فترة حكمه، قبل أن يتوفى عن عمر فاق الـ90 سنة قبل سنوات قليلة.