الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شعر بالملل بسبب التوقف ولجأ للغولف
بدأ مشجعو الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص يستعدون للاستمتاع مجددا بشغفهم في مشاهدة المباريات والمنافسات الرياضية على الهواء مباشرة، بعد إيقاف طويل دام نحو عشرة أسابيع، وبدأت البطولات الرياضية تعود تدريجيا في بعض الدول، وفي مقدمتها ألمانيا التي استؤنفت دوريات كرة القدم فيها، كما أن إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا حددت موعد استئناف الدوريات فيها أيضا، ولا يقتصر تشجيع الرياضة على عامة الناس فقط، بل يمتد إلى كبار السياسيين أيضا ومنهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال منذ نحو شهرين في البيت الأبيض إن “علينا إعادة رياضتنا مرة أخرى، أشعر بالملل من مشاهدة مباريات بيسبول لعبت قبل 14 عاما”.
غلفت السخرية حزن بعض مناصري الرياضة لانقطاع المنافسات
وبعد تنظيم مباراة ودية للغولف الشهر الماضي، حرص ترامب -وهو من الممارسين لهذه الرياضة- على الإعراب عن سعادته في تصريحات لمحطة “إن بي سي سبورتس” التلفزيونية، بقوله “كان من الرائع مشاهدة ذلك، لقد شعرت بالملل بعض الشيء من متابعة بطولات للغولف مرّ عليها عشر سنوات، وأعرف الفائز فيها مسبقا”، فيما غلفت السخرية حزن بعض مشجعي الرياضة لانقطاع المنافسات الرياضية التي كانوا يتابعونها بشغف شديد، ومنهم مشجعو الأردن الذين قالوا إن وزير الصحة في البلاد خطف الأضواء من نجوم كرة القدم، لظهوره المكثف للحديث على تطورات وباء كورونا الذي تفشي في البلاد وبعض الدول العربية، وانعكست هذه السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات تعكس افتقادهم لمشاهدة المنافسات الرياضية -وخاصة كرة القدم- على الهواء مباشرة.
لا مقارنة بين متعة مشاهدة المباريات مباشرة ومشاهدتها مسجلة
ويروي الدكتور أسامة عبد الرشيد الذي يشجع الأهلي المصري وليفربول وريال مدريد، مدى تأثره وماذا كان يفعل خلال فترة توقف منافسات الدوريات الأوروبية الكبرى، مؤكدا أنه لا يوجد وجه للمقارنة بين متعة مشاهدة المباريات على الهواء مباشرة ومشاهدتها مسجلة، مشيرا إلى أن ذلك هو سبب رئيسي لنجاح القنوات الرياضية التي تبث الفعاليات الكبرى وعلى رأسها قنوات “بي إن سبورتس”، ويضيف عبد الرشيد أنه من فرط عشقه للفرق التي يشجعها كان بعد انتهائه من مشاهدة المباريات، يعيد مشاهدة الأهداف مرارا وتكرارا حتى يستمتع أكثر، ولكن بعد توقف الدوريات الكبرى أصبحت متعته مشاهدة المباريات التاريخية القديمة التي تمثل ذكريات لا تنسى له، ومنها المواجهة التاريخية التي فاز فيها ليفربول على روما 5-2 وسجل النجم المصري محمد صلاح للريدز هدفين وصنع ثالثا.
تأثر كبير بتوقف المسابقات وخاصة الدوري الإسباني
وتابع أنه رغم شغفه بمثل هذه المواجهات الساخنة، فإنها لا تقارن بالمباريات التي تذاع على الهواء مباشرة، وقال “أضرب مثالا بالدوري الألماني الذي استؤنف مؤخرا بدون جمهور، وهو بالطبع أضعف من البريميرليغ والليغا، ولكن أشاهد مبارياته وأنا مستمتع جدا وحتى بمباريات الفرق المتذيلة للجدول لوجود عنصر الإثارة”، فيما يقول نجم المنتخب اليمني السابق لكرة القدم عبد الرحمن سعيد، إنه يشجع ريال مدريد وقد تأثر جدا بتوقف المسابقات وخاصة الدوري الإسباني، وإنه حاول تعويض ذلك من خلال موقع “يوتيوب”، حيث يبحث عن الأهداف التي يستمتع بمشاهدتها، كما يسترجع الذكريات والمباريات التاريخية التي فاز فيها ريال مدريد وخاصة بالكلاسيكو على برشلونة، كما تستهويه مشاهدة الفترة الذهبية للملكي عندما كان يلعب الظاهرة رونالدو إلى جوار فيغو.
عودة النشاط الرياضي الأميركي من بوابة الغولف
وفي إنجلترا، أجبرت جماهير كرة القدم هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” على إعادة إذاعة برنامج “مباراة اليوم”، بعد أسبوع واحد من إيقافه بسبب توقف المنافسات في منتصف مارس الماضي، حيث أذاعت الشبكة أحد المسلسلات بدلا منه، ولكنها أدركت خطأ القرار فأعادت البرنامج وبدأت إذاعة المباريات الجماهيرية القديمة التي استمتع بها جمهور الكرة أكثر من المسلسل، فيما شكلت مباراة الغولف الخيرية فرصة لترامب ليصرح قائلا: “كان من الرائع مشاهدة ذلك.. لقد شعرت بالملل بعض الشيء من متابعة بطولات للغولف مر عليها عشر سنوات وتدرك الفائز بها بشكل مسبق”، ويشتهر ترامب بحب الغولف، وسبق أن خاض منافسات ودية مع لاعبين سابقين منهم تايغر وودز وجاك نيكلاس ومكيلوري نفسه الفائز بأربعة ألقاب في البطولات الكبرى، والذي انتقد منذ أيام كيفية تعامل الرئيس الأميركي مع أزمة فيروس كورونا.
جماهير افتراضية في مدرجات الملاعب الإسبانية
وتجدر الإشارة إلى أنه ومع قرار لعب المباريات المتبقية من الدوري الإسباني لكرة القدم خلف أبواب مغلقة، يبحث المسؤولون عن خيارات وحلول لجعل الموسم جذابا أكثر، وأحد هذه الحلول يتمثل في استخدام تقنية ثلاثية الأبعاد وملء المدرجات بجماهير افتراضية بالصوت والصورة، ويستخدم النظام الافتراضي نفسه المعتمد في “لعبة فيفا 20″، ويمكن مشاهدة تفاعل الجماهير الافتراضية مع أحداث المباراة الحقيقية، وكل هذا سترافقه صيحات الجماهير وأصواتهم الحقيقية والمسجلة من مباريات سابقة، مما يزيد متعة المشاهدة، وسيسمح للناس بالاختيار بين مشاهدة المباراة كما هي، أي من دون جماهير في المدرجات، أو اختيار الجماهير والأصوات الافتراضية.
شاشات عملاقة في الملعب والجماهير تتفاعل مباشرة مع أحداث المباراة
وبدأت الفرق –بعد الموافقة على المقترح الأربعاء الماضي- تجهيز الملاعب بالتقنيات المطلوبة، على أمل تحسين تجربة المشاهدة لجماهير تنتظر المباريات منذ أكثر من شهرين، وقدم أحد الفرق الدانماركية الأسبوع الماضي تجربة غير مسبوقة، إذ وضع شاشات عملاقة في الملعب أظهرت الجماهير وهي تتفاعل مباشرة مع أحداث المباراة عبر برنامج “زوم” للاتصال عبر الإنترنت، كما تعمل شركة “آبل” على تطوير تجربة مختلفة كليا، عبر استخدام نظارات الواقع الافتراضي، كل هذا تماشيا مع الظروف الاستثنائية التي فرضها وباء كورونا، والذي شل النشاط الرياضي عموما والكروي خصوصا لمدة فاقت الثلاثة أشهر، ما جعل المشجعين يركنون للحسرة والملل والرتابة.
تعديلات جديدة في مباريات البريميرليغ وإصابات جديدة بكورونا
على صعيد آخر، وقبل أيام من انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، ظهرت بين اللاعبين حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، كما أقرت رابطة الدوري الخميس الفارط عدة تعديلات هامة لكنها مؤقتة في ظل تكدس المباريات، وأعلنت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز في بيان رسمي أن الأندية ستتمكن من استخدام خمسة تبديلات في كل مباراة بدلا من ثلاثة، عند استئناف الموسم منتصف الشهر الجاري، وستكون التغييرات مؤقتة لتخفيف الأعباء في ظل تكدس المباريات عقب توقف الموسم لمدة ثلاثة أشهر بسبب وباء كوفيد-19، وتتبقى 92 مباراة معلقة، لذا ستخوض معظم الفرق تسع مباريات في غضون ستة أسابيع.
سيزداد عدد التبديلات المستخدمة خلال المباراة من ثلاثة إلى خمسة
وأضاف بيان الرابطة بعد اجتماع مع حملة الأسهم يوم الخميس الماضي، أنه “في الفترة المتبقية من موسم 2009-2020 سيزداد عدد التبديلات المستخدمة خلال المباراة من ثلاثة إلى خمسة”، وتابع أن “هذا الإجراء يتفق مع التعديل المؤقت في القوانين الذي أقره مجلس الاتحاد الدولي الشهر الماضي”، كما يمكن للأندية الاحتفاظ بتسعة لاعبين على مقاعد البدلاء بدلا من سبعة كما هو معتاد، وكانت الرابطة قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي اكتشاف حالة إيجابية جديدة بفيروس كورونا، ضمن الاختبارات التي أجريت مطلع الأسبوع الفارط على 1197 لاعبا وعاملا، ولم تكشف الرابطة عن اسم المصاب أو ناديه، لكنه سيخضع للعزل الصحي، ومن المقرر استئناف المسابقة يوم 17 جوان الجاري بمواجهتين، حيث يلعب أستون فيلا مع شيفلد يونايتد، ومانشستر سيتي مع أرسنال.
بث مباريات البريميرليغ مجانا على الهواء مباشرة
هذا، وتأكد يوم الأربعاء الماضي، أن أكثر من ثلث المباريات المتبقية هذا الموسم من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم ستبث مجانا على الهواء مباشرة، وذلك بعد أن أعلنت شركة أمازون أنها ستتيح للمشجعين مشاهدة أربع مباريات في كل جولة بدون اشتراك، وقال أليكس غرين المدير الإداري لخدمة “أمازون برايم فيديو” في تصريحات لوسائل إعلام بريطانية “مثل الجميع في هذا البلد، نحن متحمسون لعودة الدوري الإنجليزي الممتاز”، وأضاف “سنتيح جميع المباريات الأربع الأخرى -التي تمتلك أمازون برايم فيديو حقوق بثها في موسم 2020/2019- للمشاهدة بدون مقابل، حيث لن يحتاج المشجعون إلى عضوية مدفوعة لمشاهدة المباريات عبر الخدمة”، وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن شبكة سكاي التلفزيونية ستبث 64 من المباريات المتبقية هذا الموسم، منها 25 مباراة ستبث مجانا، في حين ستبث “بي بي سي” أربع مباريات مجانا، مما يعني أن معظم المباريات ستتمكن الجماهير من مشاهدتها دون اشتراك.
“خذوا المال.. لن أعود للعب”.. قائد واتفورد يعارض قرار الاستئناف
وفي الوقت الذي ينتظر المشجعون على أحر من الجمر استئناف البطولات الرياضية، وقف تروي ديني قائد فريق واتفورد على النقيض من ذلك، حيث قال إنه سيضع صحة أسرته قبل كرة القدم، مثيرا مخاوف بشأن خطط الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم لاستئناف الموسم الذي توقف بسبب جائحة كورونا، وكان اللاعب البالغ من العمر 31 عاما جزءا من اجتماع لقادة فرق البريميرليغ عبر الفيديو الأسبوع ما قبل الماضي مع اتحاد اللاعبين المحترفين والمسؤولين عن الدوري الإنجليزي الممتاز والحكومة، بشأن إجراءات السلامة المتعلقة بمشروع استئناف الموسم في شهر جوان الجاري، وقال ديني في حسابه على إنستغرام “لا أتحدث حتى عن كرة القدم في هذه اللحظة.. أتحدث عن صحة أسرتي، إذا شعرت بأنني لا أعتني بأسرتي، فلن أعود للعب، لن أضع أسرتي في أي خطر”، وأضاف “ماذا سيفعلون، هل سيحجبون عني المال؟ لقد كنت فقيرا من قبل ولذلك فإن الأمر لا يزعجني”.
محمد وسيم