جيانا براينت نجمة كرة السلة التي رحلت مع أبيها قبل أن تكمل مسيرته “السمراء” التي أبكت الملايين من عشاقها في العالم
كأبيها، كانت الفتاة ذات الثلاثة عشر عاما موهوبة بشكل مذهل في كرة السلة، وبمساعدته كمدرب شخصي، طمحت جيانابراينت إلى أن تكون لاعبة سلة محترفة، وكان براينت واثقا أن ابنته تسير على الدرب، وكان دائما ما يكشف عن أمنيته أن تكمل مسيرته، حتى لو كان ذلك في اللعبة النسائية، لكنّ أيا منهما للأسف لم يمهله الأجل ليحقق آماله، وكان الأب وابنته متجهين إلى مباراة لكرة السلة يوم الأحد الماضي، عندما تحطمت المروحية التي كانت تقلهما في مدينةكالاباساس، غربي لوس أنجلوسفي حادث لم ينج منه أحد، وكان من المتوقع أن يشاركا في مسابقة لكرة السلة للناشئين في أكاديمية مامباسبورتس في مدينة ثاوذند أوكس، بحسب تقارير إعلامية أمريكية.
كانت تحلم بالسير على نفس درب والدها
وكانت جيانا تلعب وبراينت يدرب، وكانا معتادين على حضور مباريات كرة السلة معا، وكانت جيانا، الابنة الثانية بين بنات براينت الأربع، تحلم بالسير على نفس درب والدها، وكان براينت قد صرّح في حوار أُجري معه بأن ابنته عازمة على اللعب بين صفوف الفريق النسائي لكرة السلة بجامعة كونيتيكت، وقد نشر هذا الفريق صورة لـ براينت وجيانا على صفحته على تويتر، وكان براينت قد صرّح أيضا بأنه ابتعد عن كرة السلة بعد اعتزاله اللعب عام 2016 لكن ابنته أشعلت حماسه للعبة من جديد، علما أن براينت إبّان تقاعده كان يقضي معظم وقته مع عائلته -زوجته فانيسا، وبناته الأربع- جيانا، ونتاليا، وبيانكا، وكابري، غير أن جيانا كانت تربطها بأبيها رابطة خاصة.
كان براينت يشعر بسعادة خاصة في نقل حبّه لكرة السلة إلى ابنته
وكانت تلك الرابطة بين براينتوجيجي ظاهرة بوضوح في إسهاماته على وسائل التواصل الاجتماعي، وثمة فيديو على انستغرام يظهر فيه براينتوجيجي يلعبان، واضطلع براينت، نجم فريق “لوس أنجلوس ليكرز” السابق، منذ أن تقاعد بمهمة تدريب فريق مدرسة جيانا المتوسطة، وانتشر في الأسابيع القليلة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه براينت وهو يُسدي نصائح حول كرة السلة، وفي صور التُقطت يوم السبت الماضي -قبل يوم من الحادث- في أكاديمية مامباسبورتس، يظهر براينت وهو يدرّب فريق كرة السلة الذي تلعب فيه جيانا، وقال آدم سيلفر المسؤول في الدوري الأمريكي للمحترفين إن براينت كان “يشعر بسعادة خاصة في نقل حبّه لكرة السلة إلى ابنته جيانا”.
هكذا حركت وفاة أسطورة كرة السلة وابنته جيانا مشاعر “آباء البنات” حول العالم
حزن الملايين حول العالم لمقتل أسطورة كرة السلة الأمريكي، كوبي براينت، وابنته جيانا ذات الثلاثة عشر عاما، ونعا محبو اللعبة بطلهم وابنته، التي كانت تطمح لأن تكون لاعبة سلة محترفة – كأبيها الذي كان أيضا مدرّبها، وعقب مقتل الاثنين في حادث تحطم طائرة مروحية، انتشرت صور تجمع كوبي وجيانا، بالإضافة إلى صور للنجم السابق مع بناته الأخريات نتاليا، وبيانكا، وكابري..هذه الصور دفعت الكثير من الآباء من شتى أنحاء العالم لنشر صورهم مع بناتهم، مستخدمين هاشتاغات، أبرزها ( #dadgirl) أي ابنة والدها و( #girlsdad)، أي أب لفتاة، علما أن جيانا هي الابنة الثانية لكوبي، وكانت موهوبة في كرة السلة، فيما لم تستطع فانيسابراينت، المفجوعة بموت زوجها وابنتها، التعليق على الحادث ونشرت صورة لأفراد عائلتها وكلمات شكر للمعزين.
“فخور لكوني أبيها!”
من مختلف الأعراق والجنسيات، نشر رجال صورا لبناتهم في مراحل عمرية مختلفة، سواء عندما كنّ صغيرات، أو شابات، وحتى أجنة في أرحام أمهاتهن، ليقولوا إنهم فخورون لكونهم آباء لبنات، وفخورون بكل ما حققته بناتهم من إنجازات، وتباينت الأنشطة التي ظهرت في الصور، من مراسم التخرج من الجامعة، وقاعات الأندية الرياضية، وحفلات الزفاف، وكتب أب في الـ 62 من عمره أنه يشعر “بالامتنان” لأنه أمضى نصف حياته تقريبا مع ابنتيه، وعلّق آخر: “ستبقى هذه القائدة والمحاربة دائما صغيرتي”، كما نشر أحدهم صورة مع ابنته الشابة وعلّق عليها: “صحيح أنها تدرس في الجامعة الآن، إلا أنها ستبقى دائما صغيرتي.. أحبك تييرا”،
“نحن معا يوم زفافي.. أشتقت لك”
وكتب رجل إنه سيصبح أبا لطفلة لا تزال في رحم أمها، وقال: “هذه الصورة من أجل كوبي”، ولم يلق هذا الهاشتاغ رواجا بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي العرب، واقتصر استخدامه عموما على المتحدثين بالإنجليزية، وبموقع إنستغرام، نشر أب صورة له مع ابنتيه، وعلّق قائلا: “طيلة 8 سنوات والكثيرون يسألونني إن كنت أرغب بأن يكون لدي صبيّ.. هذه موضة قديمة”، وبتعليق عاطفي، نشرت امرأة صورا قديمة لها مع أبيها المتوفي، وكتبت: “في هذه الصورة بابا جورج وبناته الثلاث، وفي الصورة الثانية نحن معا يوم زفافي.. أشتقت لك”.
“أبو البنات”.. النجم الذي أثبت أنه علينا الاحتفاء بالرابط بين الأب وابنته
تنتشر في بعض المجتمعات العربية فكرة تفضيل أن يكون هناك صبي من بين أطفال العائلة لأسباب كثيرة منها الموروث الشعبي والأعراف الاجتماعية التي تحتفي بولادة الذكر “حامل اسم العائلة”، وأيضا لأسباب ترتبط بأمور قانونية كالإرث مثلا، فالابن “يحمي” ميراث الأبوين من الذهاب للعائلة الأكبر، ففي حال وجود فتيات فقط للأب أو الأم يذهب جزء كبير من الميراث للأقارب، إلى جانب غير ذلك من أسباب اجتماعية، وطرحت الدراما التلفزيونية موضوع التفضيل هذا أكثر من مرة، وعكست اهتمام الوالدين بالاستمرار بمحاولات الإنجاب حتى قدوم الصبي، ولعل أشهر ما أنتج في العالم العربي حول هذه الفكرة، المسلسل السوري “أبو البنات” الذي كتبه هاني السعدي، وهو نفسه أب لخمس بنات.
كوبي (براينت) كان له أربع بنات كرس لهن كل حياته
في هذا المسلسل الشهير، الذي أنتج عام 1995، يرزق رجل بست بنات، فيقرر الزواج من ثانية لتنجب له ذكرا، ولكن تحمل الزوجتان معا وتلد الأولى “أم البنات” توأما من الصبيان، فيرتفع شأنها بنظر الزوج، بينما تلد الزوجة الجديدة بنتا، ويبدأ صراع بين الزوجتين، وعادة ما يلقب بـ”أبو البنات” من لم ينجب ذكورا، وتختلف النظرة لـ”أبو البنات” من مجتمع لآخر حتى ضمن البلد ذاته، وبين جيل وآخر، وكان من المثير للانتباه أن الهاشتاغ الإنجليزي ( #girlsdad) كشف أن تفضيل الأطفال الذكور قد يكون منتشرا في مجتمعات غير عربية، وكتب أحدهم بموقع تويتر: “يقولون إن كل شيء يحدث لسبب، ورغم أن هذه المأساة غير المتوقعة تفطر القلب، إلا أنني أعتقد أن سلسلة التغريدات (أب لفتاة) أمر مذهل. يعتقد كثير من الرجال أنهم بحاجة لابن ليكمل العهدة، لكن كوبي (براينت) أثبت أنه علينا الاحتفاء بالرابط بين الأب وابنته”، وقال آخر: “لطالما أردت أن أنجب صبيا.. لكني مستحيل أن أبادل حلوتي بأي صبي!”.
فانيسا.. “الأرملة المفجوعة” التي قررت كسر جدار الصمت
خرجت أرملة أسطورة كرة السلة كوبي براينت عن صمتها، وتحدثت للمرة الأولى منذ حادث تحطم المروحية الذي أدى إلى مقتل زوجها وابنتها، وسبعة آخرين يوم الأحد الماضي، ونشرت فانيسا على انستغرام صورة عائلية، وعلقت قائلة إنها “محطَّمة تماما” وإن “الكلمات لا تسعفها لوصف آلامها”، وأنجب براينتوفانيسا أربع فتيات إحداهن جيانا التي قتلت في الحادث ولم تتجاوز الثالثة عشرة من عمرها، ولا تزال التحقيقات جارية حول الحادث الذي وقع غربي لوس أنجلوس، بينما كان براينت في طريقه لتدريب فريق كرة السلة الذي تلعب فيه ابنته في بطولة محلية للشباب في أكاديمية مامباسبورتس.
أعلنت تدشين صندوق لمساعدة العائلات التي تضررت من الحادث
وقالت فانيسا على انستغرام: “نحن منهارون تماما بسبب هذه الخسارة المفاجئة لزوجي الحبيب كوبي الذي كان أبا رائعا لأطفالنا، وابنتي الجميلة جيانا، التي كانت بنتا مُحبّة ورصينة ورائعة، وأختا مدهشة لـ نتاليا، وبيانكا، وكابري”، وأضافت فانيسا: “أتمنى لو ظلا معنا هنا للأبد.. كانا هبتين جميلتين أُخذا منا سريعا، لا أعلم ما تخبئه لنا الأيام، وكم هو مستحيل أن أتخيل الحياة بدونهما”، كما توجهت فانيسا بالشكر لكل من ساندها بالدعم، وأعلنت تدشين صندوق لمساعدة العائلات الأخرى التي تضررت من الحادث، وكان من بين الضحايا قائد الطائرة، وفتاتان أخريان في الثالثة عشرة من العمر كانتا مشاركتين في البطولة، وثلاثة من أقاربهما، ومدرب آخر.
كانبراينت أبا حانيا وزوجا محبوبا ورفيقا صدوقا
وحصد براينت بطولة دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين خمس مرات مع فريقه، لوس أنجلوس ليكرز، وتقلد ميداليتين ذهبيتين أولمبيتين، وبعد اللعب لمدة عشرين عاما مع الفريق، تقاعد براينت في أفريل 2016، وفي بيان على انستغرام، أضاف فريق ليكرز إلى عبارات الثناء على الأسطورة الراحل، القول: “كان أكثر من مجرد لاعب كرة سلة”، وقال الفريق في رسالة أخرى: “لقد تحطّمنا بهذا الفقدان المفاجئ لكوبيبراينت وابنته جيانا.. تعجز الكلمات عن التعبير عما كان يمثله كوبي لفريق لوس أنجلوس ليكرز ولمشجعينا ولمدينتنا..براينت لم يكن مجرد لاعب كرة سلة، لقد كان أبا حانيا وزوجا محبوبا ورفيقا صدوقا، وسيبقى حبه وذكراه في قلوبنا للأبد”.