خسائر مالية بلغت الملايير وشبح الإفلاس يهدد الجميع اقتصاد «البريميرليغ».. إيرادات قياسية «ضاعت في الوباء»
ضرب فيروس كورونا اقتصاد مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم “البريميرليغ” وذلك بعد الخسائر الفادحة التي خلفها الوباء، عقب تسببه في توقف النشاط حاله كحال معظم البطولات حول العالم.. التحذير من تضاعف الخسائر الفادحة حال إلغاء الموسم الكروي، ودفع الجهات المعنية في إنجلترا إلى اتخاذ قرار استئناف الأنشطة مرة أخرى رغم استمرار تفشي الوباء، وقد استأنف الدوري الإنجليزي الممتاز في 17 جوان الماضي خلف أبواب موصدة، بهدف تقليل الخسائر المتوقعة بحوالي مليار استرليني إذا لم تستكمل البطولة.. إحصاءات جديدة نشرتها مؤسسة “ديلويت”، تشير إلى أن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم حققت إيرادات قياسية بلغت 5.2 مليار جنيه إسترليني (6.65 مليار دولار) في موسم 2018-2019، متوقعة انكماش الدخل على المدى القريب بسبب جائحة فيروس كورونا.
الكثير من الأمور غير واضحة خاصة فيما يتعلق بموعد عودة الجماهير
وقالت المؤسسة إن أندية الدوري البريميرليغ عززت مكانتها كأغنى بطولة دوري كرة قدم في العالم، بتحقيق زيادة 7 بالمئة في الإيرادات، مدفوعة بتوزيع الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) للإيرادات، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز للأنباء، وكانت 4 أندية إنجليزية قد تأهلت إلى نهائي البطولتين القاريتين في الموسم الماضي حيث تغلب ليفربول على توتنهام لينتزع لقب دوري الأبطال، فيما سحق تشيلسي غريمه أرسنال في نهائي الدوري الأوروبي، وقال دان جونز الشريك ورئيس قطاع الأعمال الرياضية في “ديلويت”: “عودة كرة القدم في ظروف آمنة مهمة للغاية للحد من التأثير المالي لهذه الجائحة”، مضيفا “ما زالت هناك الكثير من الأمور غير الواضحة خاصة فيما يتعلق بموعد عودة وحجم الجماهير إلى الملاعب والتأثير على الشركات التجارية وشركاء البث”.
عجز مالي بنحو مليار جنيه بسبب توقف نشاط البريمرليغ
وحققت كرة القدم في أوروبا إيرادات قياسية بلغت 28.9 مليار أورو (32.99 مليار دولار) في موسم 2018-2019، مع مساهمة البطولات الخمس الكبرى في إنجلترا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا بقيمة 17 مليار أورو، بزيادة 9 بالمئة عن العام السابق عليه، وكشفت صحيفة “ميرور” البريطانية، عن وجود عجز مالي يصل إلى نحو مليار جنيه إسترليني بسبب توقف نشاط البريمرليغ، منهم 500 مليون سيتم خسارتهم بشكل نهائي دون وجود أي إمكانية لاسترجاعهم، وقالت الصحيفة إنه من المقرر أن تدفع الأندية مبلغ قيمته 330 مليون استرليني لأصحاب قنوات بث الدوري الإنجليزي، وهو ما سيؤثر بصورة كبيرة على حجم الأرباح، وأضافت أن خوض ما تبقى من الموسم الحالي خلف الأبواب المغلقة بدون جمهور، سيؤثر كذلك على الأرباح القادمة من استفادة كل فريق من إقامة المباريات على ملعبه من الناحية المالية.
آرسنال أكثر أندية الدوري الإنجليزي تضررا من الناحية المالية
نصف هذه الخسائر يمكن استرجاعها في السنة المالية القادمة، بوجود توقعات تؤكد استمرار الموسم حتى شهر أوت، مما يساعد على استفاقة كبيرة الموسم القادم مع عودة الجماهير، ونشرت صحيفة آس في وقت سابق دراسة إنجليزية ترصد الخسائر المتوقعة حال إقامة المباريات في الموسم المقبل بدون جمهور، مشيرة إلى أنه على الأرجح أن يصبح آرسنال أكثر أندية الدوري الإنجليزي تضررا من الناحية المالية بسبب إقامة مبارياته في الموسم المقبل بدون جمهور، فيما يصل إجمالي الخسائر المحتملة للأندية الإنجليزية إلى قرابة 880 مليون جنيه إسترليني، وكشفت الدراسة أن حوالي ربع عائدات الغانرز في موسم 2018-2019 تحققت من نشاط البث التليفزيوني للمباريات، علما بأن إقامة مباريات الفريق بدون جمهور على ملعب الإمارات في الموسم المقبل بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا سيكبد خزانة النادي اللندني 122 مليون جنيه إسترليني.
سيكون التأثير الإجمالي على كافة الأندية العشرين هائلا
وأضافت الدراسة أن مانشستر يونايتد كان النادي صاحب أعلى عائدات بث في إنجلترا في موسم 2018-2019 حيث بلغت قيمتها 110.8 مليون جنيه إسترليني، لكن من المتوقع أن يخسر يونايتد ما إجمالي قيمته 140 مليون جنيه إسترليني في عائدات البث التليفزيوني، إذا ما لعب مبارياته في الموسم المقبل بدون جمهور، وسيكون التأثير الإجمالي على كافة الأندية العشرين هائلا، حيث تشير الدراسة التي أجرتها مؤسسة فيسيبل إلى أنها تلك الأندية قد تخسر مجتمعة حوالي 878.21 مليون جنيه إسترليني في صورة عائدات إذا ما أقيم الموسم المقبل بدون جمهور، وأشارت الدراسة إلى أنه إذا ما حصل وعادت الجماهير في ديسمبر المقبل، ستقل تلك الخسائر إلى 416.77 مليون جنيه إسترليني، وإذا ما سُمح للجماهير بالعودة في بداية الموسم المقبل، ستكون الخسارة 126.3 مليون جنيه إسترليني.
تشيلسي يحقق أرباحا رغم تداعيات جائحة كورونا
نادي ليفربول بطل الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الفارط، قد يخسر ما قيمته 105 مليون جنيه إسترليني إذا ما لعب مبارياته في الموسم المقبل بدون جمهور، وتشيلسي الذي يحصل على ربع عائداته السنوية من البث التليفزيوني فقد يخسر 81.5 مليون إسترليني في نهاية الموسم، فيما سيخسر مانشستر سيتي ما يقرب من 74 مليون إسترليني، أما الأندية الإنجليزية الأقل تضررا جراء إقامة مبارياتها بدون جمهور في الموسم الحالي فهي بورنموث (6.7 ملايين جنيه إسترليني) وبيرنلي (8.4 ملايين جنيه إسترليني)، علما أن نادي تشيلسي الإنجليزي كان أعلن أنه حقق أرباحا بلغت 32.5 مليون جنيه إسترليني (44.4 مليون دولار) عن السنة المالية المنتهية في 30 جوان 2020 رغم تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد.
مبارياتخلف أبواب موصدة وغالبيتها ستدرج في السنة المالية 2021
وتعكس الأرقام تأثير التوقف القسري للدوري الممتاز الموسم الفائت بين مارس وجوان بسبب الجائحة حيث انخفض إجمالي الايرادات من 446.7 مليون جنيه إسترليني إلى 407.4 مليون، وأدى ذلك أيضا الى انخفاض العائدات من البث التلفزيوني وتذاكر المباريات بمقدار 17.6 مليون و12.2 مليون تواليا، إلا أن التأهل إلى دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم بعدما حل “البلوز” رابعا والفائض الذي حققه بفضل “بيع بعض اللاعبين” ساعد النادي على تحقيق أرقام إيجابية، كما ساهم الانخفاض في تكاليف أيام المباريات بسبب تأجيلها في تعويض جزء من الخسائر، وخاض تشيلسي مبارياته على أرضه في الدوري بعد استئناف المنافسات الموسم الفائت إضافة إلى بعض الموجهات في مسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، خلف أبواب موصدة، إلا أن غالبيتها ستدرج في السنة المالية للعام 2021.
على الرغم من انخفاض دخله بنسبة 15 في المئة
هكذا تصدرت البارصاقائمة الأندية الأوروبية في الخسائر المالية بسبب كورونا
تواجه الأندية العشرون الأعلى دخلًا في كرة القدم الأوروبية خطر خسارة أكثر من ملياري أورو (2,4 مليار دولار) بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، وفق توقعات خبراء في شركة “ديلويت” المختصة في مجال التدقيق المالي، إذ أظهر التقرير الأخير للشركة “فوتبول ماني ليغ” أن إيرادات الأندية العشرين التي شملتها الدراسة تراجعت بمقدار 1,1 مليار أورو في موسم 2019-2020 بسبب اقامة المباريات خلف ابواب موصدة وتراجع الدخل من حقوق البث التلفزيوني، وسيتم استرداد بعض هذه الإيرادات في حسابات موسم 2020-2021، إذ تنتهي السنة المالية في معظم الأندية في 30 جوان، مما يعني أن الاموال التي كسبتها من بث البطولات المحلية والمسابقات الأوروبية التي انتهت بعد ذلك التاريخ لم تدرج في أرقام الموسم الماضي.
كرة القدم ليست محصنة ضد جائحة كوفيد-19
مع ذلك، فإن التداعيات المستمرة للجائحة سيكون لها وقع أكبر ماليًا على الاندية في موسم 2020-2021 مع إقامة المباريات خلف ابواب موصدة في غالبية دوريات القارة العجوز منذ مطلع الموسم في حين لا تبدو ان القيود ستخفف في المستقبل القريب، علمًا أن القسم الاول من الموسم الفائت شهد حضورًا جماهيريًا طبيعيًا حتى فبراير، وحتى مع استمرار إغلاق الملاعب، تم التعويض للقنوات الناقلة بسبب التعديل الذي طرأ على جدول المباريات بعد توقف المنافسات قسريًا قرابة ثلاثة اشهر وغياب الأجواء التي تنتجها الملاعب الفارغة، وبلغ إجمالي الخسائر في الدوريات الاوروبية “الخمسة الكبرى” وهي إنجلترا، إسبانيا، ألمانيا، فرنسا وإيطاليا، اضافة الى مسابقتي دوري الأبطال والدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” حوالي 1,2 مليار أورو،وقال تيم برديج من مجموعة “سبورتسبيزنيس” في شركة ديلويت “عادة نصدر تقريرنا الخاص ونتحدث عن نمو الإيرادات، ولكن بالطبع كرة القدم ليست محصنة ضد جائحة كوفيد-19”.
انخفاض دخله بنسبة 15 في المئة إلى 715 مليون أورو
وتابع “كان هناك خسائر في الإيرادات بسبب غياب المشجعين عن الملاعب، وقلة التفاعل في يوم المباراة – إنفاق المشجعين في متاجر الاندية وشراء الطعام والمشروبات – وهناك عامل يتعلق بالإيرادات التي عوضتها القنوات الناقلة أو أجلتها إلى العام المقبل”، وحافظ برشلونة الاسباني على مركزه في صدارة جدول الإيرادات على الرغم من انخفاض دخله بنسبة 15 في المئة إلى 715 مليون أورو، ومع ذلك، لا يزال النادي الكاتالوني غارقًا في أزمة اقتصادية بسبب الديون المتصاعدة البالغة 1,2 مليار أورو وفقًا للتقرير المالي الذي اصدره النادي،فيما بقي غريمه ريال مدريد في المركز الثاني متخلفًا عنه فقط بـ200 ألف أورو، ويحتل بايرن ميونيخ بطل المانيا واوروبا المركز الثالث امام مانشستر يونايتد الانكليزي الرابع بسب غياب الاخير عن دوري الابطال الموسم الفائت.