رحلة مارادونا مع المرض ترفض أن تنتهي أسطورة القرن تستسلم لآفات المخدرات، الكحول والسمنة
لم تنته رحلة النجم الأرجنتيني، دييغو أرماندو مارادونا، مع المرض، فكلما استعاد بعض عافيته بعد مجهود جهيد، يسقط مجددا في براثن الأمراض والأوباء، مضطرا لزيارة المستشفى في كل مرة، لم يشفع له في ذلك لا مشواره الرياضي الطويل، ولا الإمكانات المادية والمالية الكبيرة، ولا شبكة علاقاته المتعددة، ولا اسمه الذي يذكر عاليا وبكل تقدير في شتى أرجاء المعمورة.. إنه قدر هذا النجم الاستثنائي الذي شغل الدنيا بكاملها، أحيانا بلوحاته الفنية النادرة، وأحيانا بفضائحه اللامتناهية، وأحيانا ثالثة بأمراضه وأوجاعه التي لا يبدو أنها ستنتهي قريبا، كيف لا وهو الزائر الدائم للعيادات الطبية، والضيف الثقيل على كبار الأطباء والجراحين في العالم.
صارع على مدار 30 سنة إدمانه على المخدرات
لقد صارع هذا النجم وعلى مدار أكثر من 30 سنة إدمانه على المخدرات والكحول، وحينما أدرك جسامة الخطأ الذي وقع فيه، لم يتردد في إبداء اعترافه بذلك وعلى الملأ، فقال وهو يتحسر على ماضيه التعيس”أريد أن أمنح كرة القدم ما خسرته عندما كنت مريضاً.. كنت مريضاً طوال 14 عاماً.. الآن أريد أن أرى الشمس، أريد أن أذهب إلى السرير في الليل.. لم أكن أذهب حتى إلى الفراش.. لم أكن أعرف حتى ما هي الوسادة، كنت في انحدار إلى أسفل التل، كنت آكل نفسي (بسبب الإدمان)، كانت خطوة إلى الوراء، وكرة القدم هي خطوة إلى الأمام.. كل ذلك تغير بفضل بناتي”، ولم يتردد مارادونا في رواية قصة عن كيف تحدثت ابنته الصغرى إليه ذات مرة عندما كان في غيبوبة، طالبة منه العيش وإقناعه بتغيير طرقه.. إنها قصة يرويها منذ أكثر من عقد من الزمن.
أجرى العديد من العمليات الجراحية وخاصة في كوبا
لقد عاش مارادونا أياما صعبة، ليس بسبب الإدمان فقط، وإنما نتيجة الكثير من الأمراض التي أصابته، خاصة بعد اعتزاله الكرة وركونه إلى التقاعد الإجباري، فأصيب بالسمنة المفرطة، ولأجلها أجرى العديد من العمليات الجراحية وبخاصة في كوبا، أين كان يتواجد صديقه الرئيس الكوبي الراحل فيدال كاسترو، الذي تكفل بعلاجه على نفقته الخاصة، كما أصيب بأمراض المعدة والقلب، ولا يمكن أن ننسى إغماءاته الكثيرة والمتعددة في مونديال الدب الروسي الأخير، كلما تمكن منتخب بلاده من تسجيل هدف في شباك المنافسين، فالرجل لم يعد جسمه يقوى على المقاومة أو تحمل أبسط المشكلات.
…………..
كولومبيا احتضنته في 2005 لإجراء عملية لتخفيض وزنه
في شهر مارس من عام 2005، وصل نجم كرة القدم الأرجنتيني الشهير دييغو أرماندو مارادونا إلى العاصمة الكولومبية بوغوتا وسط تأكيدات حينها من وسائل الإعلام هناك أنه سيتوجه إلى مدينة كارتاجين حيث سيخضع لعملية جراحية من أجل تخفيض وزنه، وبعد خروجه من مطار بوغوتا توجه مارادونا برفقة سيدة وبعض المشجعين نحو سيارة أقلته إلى جهة غير معلومة من دون أن يدلي بأي تصريح، ونفى الأطباء الذين أشرفوا في ذلك الوقت على مارادونا في مركز ميديغل الطبي شائعات ذكرت أن النجم السابق سيضع حلقة خاصة في المصران لتخفيف وزنه، وعاش مارادونا البالغ من العمر 59 عاما في كوبا حيث كان يعالج من إدمان المخدرات، لكنه عاد إلى بلاده وقضى عشرة أيام فقط بجوار والده المريض ثم انتقل إلى كارتاجين لإجراء بعض الفحوص الطبية.
……………
أجرى عملية تجميل في الوجه سنة 2015 في مكان سرّي
خضع أسطورة كرة القدم الأرجنتيني السابق دييغو أرماندو مارادونا، لعملية تجميل في وجهه جعلته يبدو أصغر سنا، وذلك في شهر فيفري من سنة 2015، وأجرى مارادونا (59 عاما) عملية شد لوجهه ليزيل التجاعيد وعلامات تقدم السن منه خاصة تلك التي كانت تحت عينيه، علما بأنه كان قد خضع العام الذي سبقه لجراحة ليزر لتنعيم جلد وجهه، ونشر موقع (Primicias Ya) صور مارادونا بعد عملية التجميل، التي لم يتم الكشف عن موعد أو مكان إجرائها في ذلك الوقت، وظهر فيها برفقة صديقته العاطفية روسيو أوليفا، وتواجد مارادونا لسنوات عديدة في كوبا، حيث كان يسجل حلقات من برنامجه الرياضي “دي زوردا” بجانب الصحفي الأوروغوياني فيكتور هوغو موراليس.
…………………………
أصيب بنزيف داخلي شهر جانفي الجاري ونجح في تخطي مرحلة الخطر
قالت دالما، ابنة أسطورة كرة القدم، دييغو مارادونا، إنه خرج من المستشفى بعد إصابته بنزيف داخلي في المعدة تم اكتشافه أثناء خضوعه لفحوص اعتيادية،
وأوضحت دالما عبر تويتر “إلى كل من يشعر بالقلق على حالة والدي يمكنني إبلاغكم بأنه بخير”، ونقل مارادونا (59 عاماً) إلى مستشفى بالأرجنتين يوم الجمعة المنقضي بعد أن اكتشف الأطباء المشكلة أثناء خضوعه لفحوص قبل عودته إلى المكسيك التي يتولى فيها تدريب فريق دورادوس دي سينالوا المنتمي لدوري الدرجة الثانية، وذكر مصدر مقرب من عائلة مارادونا لرويترز أن المشكلة لم تكن كبيرة وأن لاعب بوكا جونيورز وبرشلونة ونابولي السابق الذي قاد الأرجنتين للتتويج بكأس العالم 1986 لم يكن في حالة خطيرة.
قد يخضع للمزيد من الفحوص في وقت لاحق
وأشار مصدر آخر إلى أن مارادونا، الذي غادر المستشفى دون التحدث لوسائل الإعلام، قد يخضع للمزيد من الفحوص في وقت لاحق، ويعود تاريخ آخر أزمة مرضية ألمت باللاعب الأرجنتيني إلى كأس العالم 2018 في روسيا بعد أن التقطت له صور في المقصورة وهو يتلقى مساعدة للوقوف على قدميه والنهوض من مقعده خلال فوز الأرجنتين 2-1 على نيجيريا لتبلغ دور 16 قبل أن تودع البطولة بالخسارة أمام فرنسا التي توجت باللقب في نهاية المطا، ودخل المستشفى في 2004 بسبب أزمة قلبية حادة ومشاكل في التنفس بسبب تعاطيه الكوكايين، وخضع لاحقا لعلاج من تعاطي المخدرات في كوبا والأرجنتين قبل أن يخضع لجراحة للالتفاف حول جزء من المعدة (تدبيس) ساعدته في إنقاص وزنه في 2005.
في 2007 خضع لفحص لمساعدته على مشكلات تعاطي الكحول
وفي 2007 خضع مارادونا لفحص في مركز طبي ببوينس أيرس لمساعدته في التغلب على مشكلات تعاطي الكحول، وفي الآونة الأخيرة سار متكئاً على عكازين بسبب مشاكل في ركبتيه، وجاءت أخبار نقله إلى المستشفى بصورة غير متوقعة بعد ساعات فقط من تأكيد وكيل أعماله أن نجم كرة القدم الأرجنتينية سيواصل العمل كمدرب للفريق المكسيكي لموسم جديد، وتولى مارادونا تدريب الفريق المتعثر في سبتمبر الماضي وقاده لأدوار خروج المغلوب حيث خسر أمام اتليتيكو سان لويس، وكتب وكيله ماتياس مورلا على تويتر “رتب دييغو مارادونا لمواصلة العمل مع دورادوس دي سينالوا وسيظل كمدرب للفريق طوال الموسم”، وقال النادي إن مساعده خوسيه ماريا مارتينيز سيقود الفريق مؤقتاً لحين عودة مارادونا.
……………………
تعرض للحزن الشديد والكآبة الطاغية حينما علم بوفاة والدته بالأرجنتين
لم تكن الأمراض هي سبب معاناة مارادونا فقط، بل عرف عنه تعلقه الشديد بوالدته، التي غادرت الحياة فجأة دون أن يراها، فتسبب له ذلك في الكثير من الحزن، وكانت وسائل إعلام خليجية قد أكدت حينها أن الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا غادر مدينة دبي متوجها على جناح السرعة إلى بلاده لحضور جنازة والدته، وقالت مصادر إماراتية مقربة من مارادونا أن مدرب الوصل الإماراتي السابق، الذي كان يقيم في دبي، قضى أصعب ليلة في حياته، بعد أن أبلغته زوجته هاتفيا من الأرجنتين أن والدته دخلت في غيبوبة شديدة، وكان مارادونا وقتها عائدا من مدينة العين الإماراتية إلى دبي، بعد مباراة لفريقه السابق خسر فيها بهدف مقابل لاشيء.
علم بخبر وفاة والدته بعد امتطائه الطائرة
وأضافت “أصيب مارادونا بحالة حزن عميقة بعد سماعه نبأ الغيبوبة، وطلب من إدارة نادي الوصل منحه إجازة عاجلة حتى يكون إلى جوار والدته، وبعد ساعات كان في مطار دبي استعدادا لاستقلال أول رحلة إلى بلاده”، وبعد أن أقلعت الطائرة بمارادونا حينها علم بخبر وفاة والدته، وقال أحمد خليفة مدير المكتب الإعلامي لنادي الوصل الإماراتي لوكالة الإنباء الألمانية في ذلك الوقت، أن النادي كان حريصا على تقديم كافة التسهيلات لمارادونا حتى يكون إلى جوار والدته فور علمه بتدهور حالتها الصحية، مشيرا إلى أن إدارة النادي فجعت فور علمها بخبر الوفاة، وكان مارادونا كثير التحدث عن والدته التي يزيد عمرها عن 80 عاما، خلال لقاءاته بالصحفيين في دبي، وكان حزينا لمرضها ودخولها المستشفى، وكان بعيدا عنها في الإمارات، لكن ارتباطه بعقده في دبي جعله يتابع حالتها هاتفيها صفة يومية.
………………………
مارادونا: “تعاطي المخدرات كان أكبر خطأ في حياتي”
اعترف أسطورة كرة القدم “دييغو أرماندو مارادونا” بأن تعاطيه للمخدرات كان أكبر خطأ اقترفه في حياته، حيث يرى نفسه محظوظًا لبقائه على قيد الحياة حتى وقت كتابة هذه السطور، ويعتبر الكثيرون البيبي دي آورو هو اللاعب الأفضل عبر تاريخ كرة القدم، ولكن الأسطورة الأرجنتينية الحية أكد أن تعاطيه للمخدرات وابتعاده عن ملاعب كرة القدم لفترات خلال مسيرته حرمه من الوصول لإنجازات أكثر من التي حققها خلال مسيرته الاحترافية، وصرح مارادونا لـ”توتو نابولي” قائلاً “كنت في عمر الرابعة والعشرين عندما بدأت تعاطي المخدرات، كنت في برشلونة، وكان هذا أكبر خطأ في حياتي على الإطلاق”.
“ابنتي طلبت مني أن أعيش من أجلها”
ثم تابع مفتخرًا بعدم تعاطيه لأي مخدر لمدة 13 عامًا “ابنتي طلبت مني أن أعيش من أجلها، لقد كنت في غيبوبة، وأنا أشكر الله، لأنه أيقظني واستمع لتضرع ابنتي”، وبسؤاله عن أكبر المخاطر التي تواجه لاعب كرة القدم، رد دون أخذ الكثير من التفكير قائلاً “النساء، الأموال والمخدرات، أيهم أكثر ضررًا؟ الخطر الأكبر هو المخدرات، فالمخدرات تقتل!”. ويذكر أن مارادونا سبق وحرم من المشاركة مع التانغو في كأس العالم 1994 بعدما تم استبعاده من منتصف البطولة نتيجة إيقافه من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم لثبوت تعاطيه مواد مخدرة ومنشطة.