ستيرلينغ موس رحيل أحد أعظم السائقين وأكثرهم تفردًا في تاريخ رياضة السيارات
توفي البريطاني ستيرلينغ موس في سنة 2020، وهو أحد أبرز الأسماء في عالم الفورمولا 1 في الخمسينات من القرن الماضي، بعد صراع طويل مع المرض، ويُعدّ “السير” موس من أبرز السائقين الذين لم يتمكنوا من التتويج بلقب بطولة العالم للفورمولا واحد، وحل في المركز الثاني أربع مرات، في حين اعتزل سباقات السرعة في العام 1962 بعد حادث قوي تعرض له على حلبة غودوود البريطانية، دخل على إثره في غيبوبة لمدة شهر وعانى من شلل جزئي لفترة ستة أشهر، ويُعدّ السير ستيرلينغ موس أحد أعظم السائقين وأكثرهم تفردًا في تاريخ رياضة السيارات، حيث ترك وراءه بعد رحيله البارحة إرثًا من العبقرية والإنجازات ربما لن يُضاهيه فيها أحد على الإطلاق.
تألق في حقبة لم يكن فيها من الممكن التسليم للموثوقية الميكانيكية للسيارات
اشتُهر موس بكونه السائق القادر على التحليق بالسيارة متجاوزًا حدودها “الطبيعية” القُصوى، لكن مع الحفاظ على سلوكها وتوازنها بفضل مهاراته المتنوعة، حيث دفع ثمن مثل هذه الوتيرة في حقبة لم يكن فيها من الممكن على الإطلاق التسليم للموثوقية الميكانيكية للسيارات، لكن وعندما كان يتمكّن من الحفاظ على تماسك السيارة، كانت جهود موس تُكلل بالعديد من الانتصارات – 212 من أصل 529 – التي كان بعضها أسطوريًا بالفعل، وفوزه في سباق ميلي ميليا عام 1955 أحد هذه الانتصارات، حيث قطع موس مسار سباق التحمّل الممتد لـ 992 ميل – الذي يمر في طرقات عامة حول إيطاليا – في 10 ساعات و7 دقائق و48 ثانية فقط، بسرعة متوسطة بلغت 98.53 ثانية.
حقق العديد من الانتصارات في الفورمولا 3 خلال عام 1948
وصفُ موس في مرحلة ما بـ “الأستاذ الشاب” لم يأتِ من فراغ، إذ وفي الوقت الذي فاز فيه بسباق ميلي ميليا، لم يكن قد حقق بعد فوزه الأوّل في الفورمولا واحد، لكنّه وبعُمر الـ 25 كان أعظم سائق سيارات رياضية في العالم، وبقي كذلك طوال مسيرته القصيرة ضمن تلك المنافسات، وخلال مراهقته، حقق ستيرلينغ العديد من الانتصارات في الفورمولا 3 خلال عام 1948، لكنّ انطلاق مسيرته في عالم السيارات الرياضية برهن على تنوّع مهاراته وسرعة تأقلمه، وخلال سنواته في سباقات السيارات الرياضية، علم مدراء الفرق هناك أنّهم سواء شاركوا بسيارات جاغوار، اتش دبليو ام، فرايزر-ناش، بورشه، أوسكا، ماسيراتي، كووبر، أستون مارتن، ليستر أو فيراري، فإنّ ما قد يحسم السباق لصالحهم في النهاية هو تواجد ستيرلينغ ضمن تشكيلاتهم.