المحترف

“عنصرية وشعوذة ورهان خاسر” هذا كل شيء عن اشتباك “داربي الغضب” بين إبراهيموفيتش مع لوكاكو

كان الخلاف المرير بين زلاتان إبراهيموفيتش وروميلو لوكاكو، يوم الثلاثاء الفارط، أكثر من مجرد ضربة بالكوع على مهاجم إنتر، إذ يعود إلى قصص قديمة جمعت الثنائي خلال فترة تواجدهما في مانشستر يونايتد، وانتزع إنتر ميلان بطاقة التأهل للدور قبل النهائي ببطولة كأس إيطاليا لكرة القدم، بعدما قلب تأخره بهدف أمام ميلان إلى فوز 2 – 1 خلال المباراة التي جمعتهما في دور الثمانية من البطولة، وشهدت المباراة طرد إبراهيموفتيش في الدقيقة 58، وكان قد اشتبك اللاعبان في ديربي الغضب، وحصل كلاهما على بطاقة صفراء، وشوهد إبراهيموفيتش يتحدث في أذن لوكاكو لدرجة أن اللاعب البلجيكي فقد أعصابه في النهاية، وبمجرد أن فعل ذلك، حتى دخل الثنائي السابق في شجار لفظي حاد، قبل أن يصطدما بالرأس مما أدى إلى إنذارهما من قبل الحكم باولو فاليري.

“في عالم زالاتان، لا مكان للعنصرية، كلنا من نفس العرق”

وبحسب التقارير الصحافية، فإنه تم سماع إبراهيموفيتش وهو يصرخ على لوكاكو، قائلا: “إذهب وأفعل الشعوذة.. أيها الحمار الصغير”، وأشارت “ديلي ميل” البريطانية إلى أن مهاجم ميلان كان يقصد تصريح رئيس إيفرتون في جانفي 2018، عندما ذكر أن لوكاكو قرر مغادرة الفريق بعد أن نصحه طبيب ساحر بالانضمام إلى تشيلسي، ونفى لوكاكو ذلك الحين تلك الاتهامات وهدد بمقاضاة رئيس إيفرتون بسبب ذلك، كما نفى زلاتان، يوم الأربعاء الماضي، ارتكاب تصرف عنصري ضد اللاعب البلجيكي، وكتب عبر حسابه الرسمي على “تويتر”: “في عالم زالاتان، لا مكان للعنصرية، كلنا من نفس العرق، نحن جميعنا لاعبون، لكن البعض أفضل من الآخرين”، ويبدو أن هناك غيرة قديمة بين السويدي والبلجيكي، حيث سبق ولعبا سويا في مانشستر يونايتد ولم يتمكنا من التسجيل أبدا عندما لعبا سويا.

من المتوقع أن تتجه الأنظار، صوب الثنائي مرة أخرىفيفري المقبل

وفي حديث سابق إلى صحيفة “غازيتا” الإيطالية في 2019، كشف إبراهيموفيتش، أنه دخل في رهان مع لوكاكو، والذي تمحور حول الدفع له مقابل كل لمسة أولى جيدة من قبل البلجيكي، وكانت بمثابة إهانة إلى لوكاكو، وقال عنه أيضا: “لا تتوقع لمسة جيدة من لوكاكو، هو يمتاز بالقوة فقط، في مانشستر راهنته بدفع 50 جنيها إسترلينيا لكل لمسة أولى صحيحة يقوم بها، لم يقبل الرهان أبدا، ربما كان خائفا من الخسارة”، وخلال تصريح سابق للوكاكو لموقع يونايتد الرسمي في 2019، قال: “خلال حصة تدريبية كنا نلعب ضد بعضنا البعض، كان هناك احتكاك بيننا، علمت أن هذا الرجل يريد القتال من أجل التشكيلة الأساسية، فتح هذا الأمر عيني، وكان علي أن أقاتل أيضا”، كما قال لوكاكو في تصريح متداول العام الماضي: “إبراهيموفيتش بطل، وأنا أحترمه، كان بإمكاني أن أتدرب معه كل يوم في مانشستر، وكان هذا أجمل شيء بالنسبة لي. سيكون من الجميل اللعب ضده. إنه بطل عظيم ومحترف، بالنسبة لي، من الطبيعي أن يتمكن من القيام بهذه الأشياء في سن الـ 38. إنه يعمل كثيرًا. كان دائما يقدم لي النصيحة عندما لعبنا معا في مانشستر”، ومن المتوقع أن تتجه الأنظار، صوب الثنائي مرة أخرى، في 21 فيفري المقبل، عندما يلتقي ميلان ضد إنتر مجددا.

اعتراف يحمل الكثير من التكبّر والعجرفة
بيولي: “إبراهيموفيتش اعتذر مثل البطل العظيم”

هذا، وكشف ستيفانو بيولي مدرب ميلان أن المهاجم زلاتان إبراهيموفيتش تقدم بالاعتذار بعد طرده خلال الخسارة 2-1 أمام غريمه إنتر ميلان في مباراة قمة مثيرة بكأس إيطاليا لكرة القدم يوم الثلاثاء الماضي، ومنح حينها إبراهيموفيتش التقدم بهدف لميلان في دور الثمانية لكأس إيطاليا قبل أن يسيطر التوتر على الأجواء في سان سيرو، وتشاجر إبراهيموفيتش وروميلو لوكاكو، الزميلان السابقان في مانشستر يونايتد، وتبادلا الكلمات الغاضبة في نهاية الشوط الأول قبل أن يتدخل اللاعبون لتهدئتهما مع الخروج من الملعب، وأشهر الحكم البطاقة الصفراء للاعبين قبل أن يتلقى إبراهيموفيتش بطاقة أخرى بسبب خطأ ضد ألكسندر كولاروف ليخرج مطرودا في الشوط الثاني، وهي أول مرة ينال فيها بطاقة حمراء في أوروبا منذ طرده مع باريس سان جيرمان أمام تشيلسي في مارس 2015.

أول هدف للاعب الدنمركي في موسمه المحبط الحالي

وقال بيولي: “لقد اعتذر مثل البطل العظيم. لقد تأثر بشكل مبالغ فيه برغبته في مساعدة الفريق. لم يكن من السهل الصمود بنقص عددي. لقد كان الضغط قويا من إنتر”، وعوّض إنتر تأخره بهدف إلى فوز، حيث أدرك لوكاكو التعادل من ركلة جزاء قبل أن يسجل البديل كريستيان إريكسن هدف الفوز في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع ليتأهل فريق المدرب أنطونيو كونتي إلى الدور قبل النهائي، وقال بيولي: “لقد دفعنا الثمن في آخر نصف ساعة ولم يكن بوسعنا الخروج بنتيجة إيجابية. لم يكن من المفترض حدوث ذلك لكن هكذا سارت الأمور. نشعر بالأسف الشديد لأننا كنا مستعدين بشكل رائع للمباراة، وهذا أول هدف للاعب الدنمركي في موسمه المحبط الحالي، وبدأ إريكسن أربع مباريات فقط في الدوري هذا الموسم وذكرت تقارير أنه اقترب من العودة إلى إنجلترا في ظل معاناته في إيطاليا منذ انتقاله من توتنهام هوتسبير قبل عام واحد، ورغم ذلك قال كونتي إن إريكسن لن يرحل خلال الانتقالات الجارية، وأبلغ كونتي الصحفيين: أنا أكرر ما أقوله منذ شهر واحد، بأنه لا أحد سيرحل ولا أحد سينضم.

“في عالم زلاتان لا مكان للعنصرية فجميعنا من جنس واحد” “الامبراطور” يبرئ نفسه من العنصرية ويستفز غريمه بهذه التغريدة

برر النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الحادثة التي جمعته بمهاجم إنتر ميلان روميلو لوكاكو، خلال مباراة ربع نهائي كأس إيطاليا، حين تشاجرا قبل نهاية الشوط الأول وتبادلا عبارات مثيرة للجدل صدمت الجماهير التي كانت تستمتع بالمواجهة، ونشر مهاجم ميلان تغريدة على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، حاول من خلالها تبرئة نفسه من الاتهامات التي وجهها له الدولي البلجيكي، الذي اعتبر أن ما قاله له زلاتان هي عبارات عنصرية، وهو ما تناقلته مختلف وسائل الإعلام الإيطالية، وكتب إبراهيموفيتش في تغريدته: “في عالم زلاتان لا مكان للعنصرية، فجميعنا من جنس واحد، كلنا متساوون”، وهي الكلمات التي أنهى بها زلاتان الخلاف، وأوقف الاتهامات التي وصفته بالعنصري.

“جميعنا لاعبو كرة القدم لكن هناك من هم أفضل من الآخرين”

ورغم ذلك، عاد السويدي ليبقي على الخلاف بينه وبين مهاجم الغريم من خلال عبارة أخيرة استفزه بها، جاء فيها “جميعنا لاعبو كرة القدم لكن هناك من هم أفضل من الآخرين”، في إيحاء منه بتفوقه عليه من حيث عدد الألقاب وحتى الأرقام القياسية، ولم يُكمل زلاتان المواجهة بعدما فقد أعصابه بارتكاب خطأ مع بداية الشوط الثاني، كلفه البطاقة الصفراء الثانية والطرد، كما كلف فريقه التراجع للدفاع بسبب النقص العددي، سعياً منه للحفاظ على هدف التقدم الذي سجله السويدي، وكانت عودة إنتر قوية مع استمرار الضغط العالي الذي مارسه الفريق، ليعدل لوكاكو عبر ركلة جزاء، ثم أضاف الدنماركي إيريكسن هدفاً ثانياً عبر مخالفة رائعة ضمن بها الإنتر التأهل.

تراكمات بينهما بدأت قبل سنوات حين لعبا معا في صفوف مانشستر يونايتد

طرد واعتذار وتهنئة.. ما سبب الكراهية بين إبراهيموفيتش ولوكاكو؟

مباراة “ديربي الغضب” وأجواء مشحونة بين غريمين على بطاقة واحدة للعبور إلى نصف نهائي كأس إيطاليا، قد يكون ذلك مبررا للمشادة التي جمعت مهاجم ميلان زلاتان إبراهيموفيتش ومنافسه من إنتر روميليو لوكاكو يوم الثلاثاء، ولكن التاريخ القريب يكشف لنا مبررا آخر، وكان إبراهيموفيتش قد منح التقدم بهدف لميلان قبل أن يسيطر التوتر على الأجواء في سان سيرو، وتشاجر المهاجم السويدي ولوكاكو، وتبادلا الكلمات الغاضبة في نهاية الشوط الأول، قبل أن يتدخل اللاعبون لتهدئتهما مع الخروج من الملعب، وأشهر الحكم البطاقة الصفراء للاعبين، قبل أن يتلقى إبراهيموفيتش بطاقة أخرى بسبب خطأ ضد ألكسندر كولاروف ويخرج مطرودا في الشوط الثاني، وهي أول مرة ينال فيها بطاقة حمراء في أوروبا منذ طرده مع باريس سان جيرمان أمام تشلسي في مارس 2015، وقال مدرب ميلان ستيفانو بيولي إن إبراهموفيتش “اعتذر مثل بطل عظيم، وتأثر بشكل مبالغ فيه أظهر رغبته في مساعدة الفريق”.

كونتي هنأ لاعبه البلجيكي على ملاسنته مع إبراهيموفيتش

من جانبه، هنأ مدرب الإنتر أنطونيو كونتي لاعبه البلجيكي لوكاكو على ملاسنته مع إبراهيموفيتش، وقال في تصريحات بعد المباراة “هكذا هي الديربيات، إنها ليست نزهة، كنت لاعب كرة قدم وأنا أعلم أنه خلال المباراة كانت الأجواء مشحونة، كنت سعيدا برؤية لوكاكو بهذا الشكل على أرض الملعب”، ولم تكن المشادة بين اللاعبين وليدة اللحظة، ولكنها استمرار لتراكمات بينهما بدأت قبل سنوات، حين لعبا معا في صفوف مانشستر يونايتد خلال موسم 2017-2018، فقد تزامن وصول لوكاكو إلى النادي الإنجليزي مع عودة إبراهيموفيتش من إصابة طويلة، وهو ما دفع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو حينها للاعتماد على لوكاكو مهاجما أول، ولذلك اقتصر وجود اللاعبين معا في الملعب على 126 دقيقة فقط خلال 7 مباريات، قبل أن يرحل النجم السويدي إلى الدوري الأميركي بداية من جانفي 2018.

سخر لافتقار اللاعب البلجيكي إلى المهارة التقنية

ويبدو أن إبراهيموفيتش لم يحتفظ بذكريات جيدة عن تلك الفترة، وانتقد في مقابلة مع صحيفة “لا غازيتا ديلو سبورت”الإيطالية في أكتوبر 2019، افتقار اللاعب البلجيكي إلى المهارة التقنية، وقال بغروره المعهود “لا تتوقع أسلوبا جيدا من لوكاكو، أفضل ميزة لديه هي قوته، لو كان فقط قد استمع إليّ”، وأوضح أنه حاول مساعدة لوكاكو على التحسن بطريقته الخاصة، وقال “في يونايتد قمنا برهان، قلت له سأمنحك 50 جنيها إسترلينيا (68 دولارا) عن كل مراقبة جيدة للكرة، فأجاب: وإن فعلت كل ذلك بشكل جيد، فماذا أكسب؟ أجبته: لا شيء، أنا فقط أجعلك لاعبا أفضل. لم يقبل ذلك، ربما كان خائفا من الخسارة”، وقد تكون هذه التصريحات سببا لغضب لوكاكو وشرارة للمشادة التي اندلعت يوم الثلاثاء الماضي، رغم أن المهاجم البلجيكي لم يظهر علنا أي نقد لزلاتان، وحرص خلال لقاءاته الإعلامية السابقة على الإشادة بالنجم السويدي والتأكيد على أنه تعلم منه خلال فترة وجودهما مع الشياطين الحمر.