فيرمينيو.. “النجم” كان يقترض المال فقط من أجل الحصول على التدريب
ولد روبيرتو فيرمينيو في ماسايو ألاغواس بالبرازيل، هذه المدينة التي تقع في الشمال الشرقي لجمهورية البرازيل، كانت تصنف ضمن أخطر 10 مدن في العالم خلال سنة 2015، فبالرغم من أن ماسايو تطل على شاطئ المحيط الأطلسي الساحر، فإن معدلات الجريمة كانت مرتفعة للغاية بتلك المدينة الساحلية، والسبب في ذلك يعود إلى فقر الأغلبية الكاسحة من سكان ماسايو، من بين هؤلاء كان روبيرتو فيرمينو الذي ولد بالمدينة عام 1991 لأسرة متواضعة وبسيطة للغاية.. كطفل صغير يكبر في ظل حماية والديه، كان محمي من العصابات والجرائم والمخدرات في المنطقة، إذ أن والدته كانت تمنع عليه الخروج من المنزل خوفا من تورطه مع عصابات سيئة السمعة في منطقته.
كانت أمه شديدة الخوف عليه لأنها تعلم أن الشوارع خطرة
كان فيرمينيو يرافق أباه أثناء قيامه بعمله، إذ أن خوسيه كان يبيع زجاجات من المياه في شوارع ماسايو، وكانت الأموال الصغيرة المكتسبة هي ما تعتمد عليه الأسرة من أجل التغذية والبقاء على قيد الحياة، لكن الصغير فيرمينيو لم يكن مهتما بالعمل بل بكرة القدم، إذ وجد روبرتو وسيلة لإصلاح كرة قدم والتسلل من منزلهم باستخدام مفتاح خاص به.. قالت أمه “لم أكن أريد من روبرتو الخروج واللعب لأن الأمر كان خطرا جدا في الشوارع”، وأضافت “كان يستيقظ في وقت مبكر جدا بينما أكون نائمة للعب كرة القدم وجعل أقل قدر ممكن من الضجيج والقفز فوق الجار”.. كان والداه يعرفون أن حبسه في المنزل من شأنه أن يقلل من الفرص التي سيحصل عليها للنجاح، لذلك سمحوا له لعب كرة القدم في الشارع.
كان واثقًا أنه سيحصل على فرصة لاحتراف كرة القدم
“فيرمينو” الذي يقول أنه نشأ في بيئة فقيرة تفتقد مقومات الحياة الأساسية، وأنه كان معرضًا في أي لحظة للانجراف نحو الممارسات الإجرامية، لولا شغفه بلعب الكرة في حواري ماسايو، كان واثقًا أنه سيحصل على فرصة لاحتراف كرة القدم، والنجاة بأسرته من محيطه القاسي، لكن بقت الأزمة في بنيته الجسمانية الضئيلة التي حرمته من اهتمام مدربي الفرق المحلية، كان بحاجة في تلك اللحظة إلى من يؤمن بإمكانياته وقدرته على التطور.. في هذه الحياة تعلم فيرمينيو بالطريقة الصعبة، إذ كان يقترض المال فقط من أجل الحصول على التدريب، وأثناء مشاركات الصغير روبيرتو بمباريات الهواة في الشوارع ومراكز التدريب، أُعجِب بأدائه ومهارته طبيب أسنان كان يعمل بالقرب من إقامة فيرمينو، يُدعى ذلك الطبيب «ماركيلوسبورتيلا»، وهو الذي سوف يغير حياة الصغير.