كانتي.. “النجم الأسمر” الذي اضطرته “كورونا” لمقاطعة تدريبات فريقه
فجأة، ومن دون أي مقدمات، انسحب النجم الفرنسي نغولو كانتي من تدريبات فريقه تشلسي خوفا من فيروس كورونا، وسط توقعات بأنه سيغيب حتى نهاية الموسم الجاري عن “البلوز”، في حال عادت مباريات الدوري الممتاز، وذكرت تقارير صحفية أن كانتي يفضل البقاء في منزله خلال المرحلة المقبلة، وذلك بسبب التاريخ المرضي لعائلته، ومعاناته من متاعب صحية تزيد المخاطر المحدقة به في حال إصابته بالفيروس، وهذا اللاعب الذي لا تغادر الابتسامة وجهه، والذي لا تعنيه الشهرة أو الأضواء، ورغم مساهمته الفعالة في فوز منتخب بلاده بلقب مونديال روسيا 2018، لم يطلب التقاط الصور التذكارية مع الكأس الغالية، ولولا تدخل زملائه -خاصة بول بوغبا- لما كان التقط أي صورة.
توفي شقيقه الأكبر بذبحة قلبية لكنه تعالى على الألم وذهب لروسيا
ولكن هذه الابتسامة البريئة تخفي خلفها الكثير من المأساة والمعاناة، التي بدأت أثناء تحضيراته للعرس العالمي، إذ توفي شقيقه الأكبر بذبحة قلبية، لكنه تعالى على الألم وذهب لروسيا، وأسهم في فوز بلاده بلقب انتظرته فرنسا عشرين عاما، وقبل نهائي الدوري الأوروبي الموسم الماضي تعرض لإصابة قاسية، ورغم ذلك أصر على المشاركة وقدم أداء استثنائيا أسهم في فوز فريقه على أرسنال، والظفر بلقبه الثالث بقميص “البلوز”، فاللاعب -على ما يبدو- اعتاد التعامل مع الألم ومواجهته، فطفولة كانتي كانت قاسية، إذ خسر والده في عمر 11 عاما، واضطر للعمل عامل نظافة لإعالة عائلته، وقبل عامين، انهار الدولي الفرنسي في غرفة الملابس، ولم يستطع اللحاق برفاقه في عمليات الإحماء قبل انطلاق مباراة مانشستر سيتي التي غاب عنها.
مخاوفه من كورونا دفعت ناديه لاستثنائه من التدريبات
وخضع كانتي وقتها لفحوص وتحاليل للقلب، لكنها لم تظهر أي مشكلة، وهذا الموسم، تعرض لعدة إصابات، والتي منها في أوتار الركبة، والتي كانت من تداعيات إصراره على المشاركة في نهائي الدوري الأوروبي وهو مصاب، وشارك كانتي في الموسم الأول تحت إدارة المدرب لامبارد في 22 مباراة، قبل توقف الدوري في شهر مارس الماضي، وقد سمح نادي تشيلسي الإنجليزي للاعب وسطه بالتغيب عن التدريبات بسبب تخوفه من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بعدما خاض تدريبات مع فريقه، بعد أن جاءت نتيجة الفحص الذي خضع له سلبية، لكن التقارير أشارت إلى أن اللاعب أبدى مخاوف من معاودة التدريبات إلى جانب زملائه، وبالتالي حصل على الضوء الأخضر من النادي والمدرب فرانك لامبارد للغياب عن التدريبات.
تعرض لإغماء قبل سنتين خلال إحدى الحصص التدريبية
وأشارت تقارير إلى أن النادي اللندني سمح لكانتي (29 عاماً)، بمواصلة التمارين الفردية في منزله، دون أن يحدد موعداً للعودة إلى التدريبات الجماعية مع زملائه، وتعرض كانتي، إلى حالة إغماء قبل سنتين عندما سقط على الأرض خلال إحدى الحصص التدريبية في مقر كوبهام الخاص بناديه، لكن الفحوصات الطبية التي خضع لها لم تظهر أي مشكلة في القلب، لكن شقيقه الأكبر نياما توفي بسبب ذبحة قلبية قبل أسابيع من مونديال 2018، كما خسر والده عندما كان في الحادية عشرة من عمره، وكان قائد واتفورد تروي ديني رفض العودة إلى تدريبات فريقه أيضاً خشية من احتمال نقل عدوى (كوفيد-19) إلى ابنه البالغ من العمر 5 أشهر، والذي يعاني من صعوبة في التنفس.
تسجيل 6 حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد في صفوف الأندية
وكشفت رابطة الدوري الإنجليزي، قبل أيام، عن تسجيل 6 حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد في صفوف الأندية، بعد إجراء 748 فحصاً، وتوقفت منافسات كرة القدم في إنجلترا، كغيرها من غالبية الأحداث الرياضية حول العالم، منذ منتصف مارس مع تفشي وباء (كوفيد-19)، وتأمل الرابطة والأندية في التمكن من معاودة المباريات دون جمهور اعتباراً من جوان المقبل، وتتبقى 9 مراحل من الدوري الممتاز لهذا الموسم، وكان تشيلسي يحتل المركز الرابع في الترتيب (آخر المراكز المؤهلة رسمياً لمسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل)، بفارق 34 نقطة عن المتصدر ليفربول، وبـ3 نقاط فقط أمام مانشستر يونايتد الخامس.
قائد ليفربول يدعو لعدم إجبار أحد للعودة إلى العمل
وتعليقا على قرار كانتي بمقاطعة تدريبات فريقه خوفا من كورونا، أكد قائد نادي ليفربول، غوردان هندرسون، ضرورة احترام قرار اللاعب الفرنسي وأي لاعب آخر لديه مخاوف من العودة للتدريبات، واستأنفت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز التدريبات من خلال مجموعات صغيرة هذا الأسبوع، في الوقت الذي تتطلع فيه المسابقة لعودة محتملة الشهر المقبل، بعد أن توقفت منذ 13 مارس الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وقال هندرسون -في تصريحات لشبكة “سكاي سبورتس” يوم الجمعة الفارط- “أعتقد أن كل شخص في موقف مختلف مع عائلته وفي بيته”، وأضاف “في نهاية المطاف إذا لم تشعر بالأمان والراحة، فلا يجب أن تشعر بأنك مجبر أو يتم الضغط عليك للعودة إلى العمل”.
“أحترم الأشخاص الذين يخالفوني الرأي والذين لا يشعرون بالراحة حاليا”
وتابع “أحترم اللاعبين الذين أعربوا عن عدم ارتياحهم لتلك الخطوة، وأتمنى أن يحترموا رأيي وكذلك سائر اللاعبين الذين عادوا للتدريبات”، وعاد هندرسون للتدريبات مع ليفربول الأسبوع الفارط، معربا عن ثقته بقدرة ناديه على تأمين حياة اللاعبين بأقصى درجة ممكنة، وواصل “موقف كل شخص يختلف عن الآخر لكن في النهاية بالنسبة لي أشعر بالأمان هنا في ملعب التدريب، وإلا لم أكن هنا وكذلك زملائي”، وأضاف “أستطيع فقط التحدث بالنيابة عنا، لكنني أحترم تماما الأشخاص الذين يخالفوني الرأي والذين لا يشعرون بالراحة (حاليا)”، وتابع “لو شعر أحد زملائي بشيء مثل هذا، سوف أشجعه وأدعمه بشكل كلي حتى يشعر بأنه الوقت المناسب للعودة”.
تلقى رسالة تتضمن تهديدا بالقتل بسبب مبلغ 4.8 ملايين أورو
وسبق لكانتي أن عانى بالإضافة إلى رهاب المرض، من مشاكل مالية كادت تهدد حياته بالجملة، لتضاف لمسلسل المعاناة الذي يشكو منه منذ طفولته، فقد ذكر موقع ميديا بارت الفرنسي أن نجم نادي تشلسي تعرض لتهديدات من أحد مستشاريه بسبب خلاف بشأن اقتسام حصة من صفقة انتقاله من ليستر سيتي إلى تشلسي صيف 2016، وأوضح الموقع المتخصص في التحقيقات الصحفية أن رشيد سعادنة -الذي يعتبر أحد المستشارين المتعاقدين مع كانتي- اعترف بأنه مارس ضغوطا على اللاعب المتوج مع المنتخب الفرنسي بكأس العالم لكرة القدم، وقال سعادنة إنه التقى رفقة شقيقه هواري بكانتي من أجل المطالبة بنصيبهما من مبلغ 4.8 ملايين أورو الذي يمثل حصة وكلاء اللاعب من صفقة انتقاله صيف 2016.
“أنا لاعب كرة قدم محترف ولا أعيش مع العصابات”
وأوضح أن شقيقه كان يحمل سلاحا حين تحدث مع كانتي، لكنه لم يستعمله في تهديد اللاعب، ونقل الموقع أن هواري سعادنة تحدث لكانتي وطالبه بالانفصال عن وكيل أعماله عبد الكريم دويس، وهدد بقتل دويس إن لم يستجب لمطالب شقيقه في الحصول على نسبة من مبلغ 4.8 ملايين أورو، وفي رده على هذه المعلومات، نفى كانتي في تصريحات لميديا بارت وقوعه تحت تأثير “العصابات” من أجل تحديد اختياراته، وقال “تتعاملون معي وكأني شخص غير ناضج، اعلموا أني مسؤول وأقوم باختياراتي بحرية ومسؤولية.. أنا لاعب كرة قدم محترف ولا أعيش مع العصابات”.
“المسلم” الذي تحول من عامل نظافة إلى بطل العالم
يقال إن “المياه تغطي 70% من الأرض وكانتي يغطي الباقي”.. هذه المقولة المنتشرة في الإعلام البريطاني تشير إلى الدولي الفرنسي نغولو كانتي بطل مونديال روسيا مع منتخب بلاده والفائز بلقبين في الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليستر سيتي في 2016 وتشلسي في 2017 والدوري الأوروبي مع البلوز الموسم الماضي.. لكن هذا اللاعب عاش مرحلة طفولة صعبة، فوالد كانتي توفي عندما كان يبلغ من العمر 11 عاما واضطر للعمل عامل نظافة لإعالة عائلته، واكتملت المحنة بخسارة شقيقه قبل أشهر فقط من المونديال الروسي ولكنه قدم أداء استثنائيا ونجح في وقف ليونيل ميسي في مباراة منتخب بلاده ضد الأرجنتين في ثمن نهائي كأس العالم، وساهم في تتويج “منتخب الديوك” بالكأس الذهبية.
أقصر لاعب في الفريق لكنه لا يستطيع أحد مراوغته أو تخطيه
وكان أحد أعضاء المنتخب الذين استقبلهم الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون في قصر الإليزيه وكرمهم بمنحهم وسام “جوقة الشرف”، وهو التكريم الأعلى في البلاد، ويقول أحد زملائه السابقين إن كانتي كان أقصر لاعب في الفريق، لكنه لا يستطيع أحد مراوغته أو تخطيه، وتابع أنه كان مهذبا وقليل الكلام ومحبوبا من قبل جميع زملائه في غرفة خلع الملابس، واللافت أن فرقا كباريس سان جيرمان ولورينت ورين وسوشو تجاهلت موهبته قبل أن ينتقل من فريق “كان” إلى ليستر سيتي ليفتح معه باب التألق والشهرة وحصد الألقاب.
يتعمد تضييع الكرة ليستمتع باسترجاعها
وقد كشف المهاجم الإنجليزي جيمي فاردي جانبا من شخصية زميله السابق الفرنسي نغولو كانتي خلال وجودهما معا مع نادي ليستر سيتي، وكان فاردي وكانتي ضمن فريق ليستر سيتي المتوج باللقب التاريخي بالدوري الإنجليزي موسم 2016، وخطف فاردي الأنظار بأهدافه الغزيرة في حين استحوذ كانتي على الإعجاب بالنظر إلى أدائه الباهر في وسط الميدان، وأشار فاردي في حوار مع صحيفة “ليكيب” الفرنسية إلى أنه يحتفظ بذكريات جميلة مع كانتي، وقال إن زميله الفرنسي كان يمنح الأمان للفريق بفضل قدرته على استعادة الكرات في وسط الميدان، وقال مازحا إنه يعتقد أن كانتي كان يتعمد تضييع الكرات خلال التدريبات ليستمتع باستعادتها من أقدام المنافسين.