كان جنديا سابقا بقوات مشاة البحرية الأمريكية ليون سبينكس.. السرطان يقتل بالضربة القاضية قاهر محمد علي كلاي
توفي ليون سبينكس، بطل الوزن الثقيل في الملاكمة، عن عمر يناهز 67 سنة، وحقق الملاكم الأمريكي فوزا صادما على البطل الأسطوري للعبة، محمد علي كلاي، عام 1978، وذلك في المباراة الثامنة التي يخوضها كلاعب محترف، وعانى سبينكس من مشكلات صحية في السنوات الأخيرة من حياته، أبرزها إصابة بالغة بسرطان البروستاتا في 2019، وقال بيان صدر عن الشركة التي تدير أعمال الملاكم الأمريكي: “خاض آخر قتال له بنفس المهارة. وكان الخير والجلد هما اللذان يحملانه إلى تجاوز التحديات في جميع مراحل حياته”، وتوفي سبينكس مساء الجمعة الماضية في مدينة هندرسون بولاية نيفادا وإلى جواره زوجته بريندا غلير سبينكس، وأضاف بيان مدير أعماله أن سبينكس: “خاض ليون معركته مع مجموعة من الأمراض بمرونة، ولم تختف تلك الابتسامة المميزة من على وجهه أبدا. لقد أظهر إصرارا منقطع النظير ولم يستسلم أبدا”.
جندي سابق بقوات مشاة البحرية الأمريكية
وفاز ليون سبينكس، الجندي السابق بقوات مشاة البحرية الأمريكية، بالميدالية الذهبية في الملاكمة في أولمبياد 1976 في مونتريال. وبعد ذلك بحوالي 18 شهرا، صعق الشاب سبينكس بطل العالم، محمد علي كلاي، لينافس على كأسي المجلس العالمي للملاكمة ورابطة الملاكمة العالمية وغيرها من ألقاب الوزن الثقيل في الملاكمة، ففي واحدة من أعنف الصدمات التي تعرضت لها رياضة الملاكمة، خيب سبينكس ظنون المراهنين على مباريات الملاكمة الذين كانوا وقتها يرجحون أن فرص خسارته تزداد بنسبة 10: 1 ليفوز في نهاية المباراة على البطل الأسطوري محمد علي كلاي بعد أن خاض البطلان 15 جولة، وفاز ليون بنتيجة 145-140 في سجل الأداء الأول ثم فاز بنتيجة 144-141 في السجل الثاني في حين فاز، محمد علي، بنتيجة 143-142 على سبينكس، وفقا لسجل الأداء الثالث، مما يشير إلى أن قرار الحكام بفوز سبينكس على كلاي لم يكن بإجماع الحكام.
استمر في لعب الملاكمة لتسع سنوات
وظل سبينكس يحمل لقب بطل العالم للوزن الثقيل حتى استعاد اللقب الملاكم الأكثر قوة ولياقة محمد علي كلاي في مباراة أُقيمت بعد المباراة الأولى بسبعة أشهر، ليكون كلاي هو بطل العالم في الوزن الثقيل للملاكمة الذي يحصل على هذا اللقب ثلاث مرات بفارق نقاط كبير، وواتت الفرصة ليون مرة أخرى للفوز باللقب العالمي في الوزن الثقيل عام 1981، لكن الملاكم لاري هولمز أوقف سبينكس بعد الفوز عليه في مباراة استمرت لثلاث جولات فقط، وهبط سبينكس من الوزن الثقيل إلى وزن الكروز، لكنه هُزم في بطولة كأس الرابطة العالمية للملاكمة أمام البطل في هذا الوزن دوايت محمد علي قوي عام 1986، واستمر ليون في لعب الملاكمة لتسع سنوات بعد ذلك لينهي مشواره المهني في اللعبة بعد يتضمن 26 فوزا، و17 هزيمة وثلاثة تعادلات.
معروف بالفجوات بين أسنانه التي تظهر عند تبسمه
وكان سبينكس معروفا بالفجوات بين أسنانه التي تظهر عند تبسمه، كمان كان من المعروف أن مبارياته داخل الحلبة أسهمت في تدهور حالته الصحية بعد التقاعد، ففي عام 2012، اكتشف أطباء أن سبينكس يعاني من ضمور في الدماغ، وذلك قبل سنوات قليلة من تشخيص إصابته بسرطان البروستاتا، ولدى سبينكس عائلة رياضية لها سجل حافل بالبطولات في لعبة الملاكمة، فابنه كوري سبينكس، 42 سنة، البطل السابق في وزن الولتر الذي فاز بهذا اللقب بلا منازع علاوة على حصوله على ألقاب عالمية في وزن الخفيف المتوسط، كما أن شقيقه الأصغر مايكل سبينكس، 64 سنة، كان حاملا للقب بطولة العالم بلا منازع لفترة ما في الثمانينيات في الوزن الثقيل الخفيف قبل الصعود إلى الوزن الثقيل حيث فاز بكأس الاتحاد الدولي للملاكمة وانتقم لخسارة ليون للقب على يد هولمز.
من هو ليون سبينكس الملاكم الأمريكي؟
ليون سبينكس (من مواليد 11 جويلية 1953، بسانت لويس، ميسوري، الولايات المتحدة الأمريكية، وتوفي في 5 فيفري 2021، بهندرسون ، نيفادا)، الملاكم الأمريكي الذي فاز بميدالية ذهبية أولمبية في عام 1976 وكان بطل العالم للوزن الثقيل في عام 1978. أصبح مايكل سبينكس أول إخوة يفوزون بميداليات ذهبية في نفس الرياضة في نفس الألعاب الأولمبية، وكأبطال محترفين، كان أول إخوة في تاريخ الملاكمة يفوزون بألقاب العالم.. سبينكس، خفيف الوزن الثقيل، كان له مهنة ناجحة في الملاكمة للهواة، وعلى الرغم من خسارته في نهائيات ألعاب عموم أمريكا عام 1976، إلا أنه تغلب على سيكستو سوريا من كوبا على لقب الوزن الثقيل الخفيف في دورة الألعاب الأولمبية لعام 1976 في مونتريال، وفي عام 1977، بدأ في الانتقال إلى قسم الوزن الثقيل، وتقاعد سبينكس من الملاكمة المحترفة في عام 1995، بعد أن فاز بـ 26 مباراة من 46 مباراة، 14 منها بالضربة القاضية.
سيناريو تخيلي لنزال القرن بين سبينكس ومحمد علي
مشهد أول.. نهار داخلي .. مكتب محمد علي كلاي.. أكتوبر 1977 – ثلاث مباريات قبل “النزال الأخير لكلاي”.. يجلس «علي» إلى مكتبه، فيما يقف «فيردي باتشيكو» طبيبه الخاص، سارحًا في شيءٍ ما عبر خَصاص النافذة. تغمر شمس الخريف وجهَ الطبيب، بينما يعبث «علي» في بضعة ملفات أمامه دون أن ينظر إلى «باتشيكو»، ثم يبدأ الحديث فجأة.. «باتشيكو» (دون أن يلتفت إليه): أداؤك أمام «شيڤرز» كان مميزًا للغاية، كثيرون أكدوا أنه قتالك الأفضل على الإطلاق.. محمد علي: أظن هذا، «باتشيكو»: لكن نتائج اختباراتك الطبية ليست على ما يرام يا «علي». (ينظر إليه) تكادُ تتم السادسة والثلاثين، ألن يكون من الجميل أن تختم مسيرتك بانتصار كهذا؟.. محمد علي: ما الذي تقوله؟ (يتجهَّم وجهه) هل فقدتَ عقلك؟ سأخوض قتالًا أمام «ليون سبينكس» بعد أشهر، إن وكيلي يرتّب العقد الآن!
لم يعد «الأعظم»، بل أمسى كهلًا يكاد يبلغ أربعينات عمره
«باتشيكو»: لا أظن أن هذا هو القرار الصحيح. بصفتي طبيبك الخاص، نصيحتي هي الاعتزال الآن. تلقيتَ كثيرًا من اللكمات بالفعل، ولن يحتمل جسدك الـ… محمد علي: (يقاطعه) أنتَ جننتَ بالفعل يا «فيردي». سألعب ضد «سبينكس»، وهذا قراري. «باتشيكو» (يتحرّك إلى باب المكتب): إذن، لن أكونَ موجودًا وقتها عند ركن الحلبة لأراكَ تموت. إنني أستقيل، وداعًا! يتابعه «كلاي» بعينيه إلى الخارج دون أن يتفوَّه بكلمة. تبدو على وجهه مسحة من حزن، ويخفض رأسه ببطء إلى أسفل.. كان الطبيب مُحقًّا، خسر كلاي أمام «سبينكس». كانت الهزيمة الثالثة في تاريخه، ولم تكن الأخيرة. اهتزَّ الرجل مع تقدُّمه في العمر، أضحَت حركته أثقل، وتفاديه اللكَمَات أبطأ. تلقَّى الكثير من الضربات التي لم يكن غيره ليحتملها. لم يعد «الأعظم»، بل أمسى كهلًا يكاد يبلغ أربعينات عمره.
استسلم لسيل ضربات خصمه حتى أوهمه بأنه يسقط
«لا أعتقد أنها ستكون نهاية مشواره المهني لو فزتُ عليه، فلا يزال بمقدوره أن يعمل في الإعلانات».. «سبينكس» قبل مباراته الثانية ضد محمد علي كلاي، فاز «علي»، لكن بدنه لم يكن يعيش أجمل سنوات حياته، خصوصًا بعد خوضه ثلاث مباريات وحشية للغاية ضد «جو فريزر».. خلال أقل من خمس سنوات، لُقِّبت إحداها بـ«قتال القرن»، وثلاث مثلها في ثلاثة أعوام مع “كين نورتون»، أيقونة الملاكمة والأفضل في زمنه، ثم صموده الأسطوري أمام «جورج فورمان»، بطل العالم مرتين، والحائز على ذهبية الألعاب الأولمبية الصيفية 1968 في المكسيك، لمَّا ابتدع «كلاي» استراتيجية (Rope-a-dope)، حين استسلم لسيل ضربات خصمه حتى أوهمه بأنه يسقط، ثم ركَّز ليعود إلى المباراة ويفوز، وأخيرًا الإنهاك الذي استمر ثلاثين جولة خلال مباراتين في سبعة أشهر أمام «سبينكس».
خاض 46 قتالا في مسيرته فاز في 26، منها 14 مرة بالضربة القاضية
وبعد هذا النزال التاريخي الذي ظل راسخا في ذاكرة الملاكمة العالمية، بزغ نجم سبينكس جراء فوزه بذهبية وزن خفيف الثقيل لصالح الولايات المتحدة في أولمبياد مونتريال 1976، لكنه صعق عالم الملاكمة بعد عامين في نزاله الثامن فقط كمحترف عندما هزم علي كلاي، وكان الفوز على كلاي بقرار لجنة الحكام، في 15 فيفري 1978، بعد مواجهة استمرت 15 جولة، أبرز لقطة في مسيرة سبينكس، ففي تلك الفترة لم يكن سبينكس مصنفاً من الأساس، ولكن علي كلاي لم يعطه حقه فتعرض للخسارة، ونجح محمد علي كلاي في الثأر لهذه الخسارة في إعادة للنزال بعد 7 أشهر أخرى في نيو أورليانز، وفاز ببطولة العالم في الوزن الثقيل، علما أن سبينكس خاض 46 قتالا في مسيرته فاز في 26، منها 14 مرة بالضربة القاضية، وخسر 17 مرة.