لاعبو باريس سان جيرمان بين متعاطف، متفاجئ وغير مكترث بالإقالة مبابي يوجه رساله مؤثرة، نافاس يتعاطف وبيمبيلي ثالث المودعين
أثار قرار إقالة المدرب الألماني توماس توخيل، من قيادة باريس سان جيرمان، ردود فعل مختلفة لدى لاعبي الفريق الباريسي، وكانت العديد من التقارير، أكدت صدور القرار، الأربعاء الماضي، وإبلاغ توخيل به،
ووفقًا لإذاعة”مونت كارلو”، فإن قرار الإقالة أثار ردود فعل مختلفة في غرفة الملابس، حيث أن بعضهم توقع القرار، بينما شعر عدد من اللاعبين بخيبة أمل إلى حد ما، كما أنهم فوجئوا بتوقيت الانفصال، وأشارت إلى أن الجميع لم يتحدث بشكل علني عن قرار رحيل توماس توخيل، باستثناء كيليان مبابي الذي شكر مدربه عبر شبكة إنستغرام، وأوضحت الإذاعة الفرنسية أن بعض لاعبي باريس، استقبلوا نبأ إقالة توخيل بدعابة أو عدم اكتراث.
مبابي ونافاس يوجهان رسالة عاطفية لمدربهما السابق
وجه مهاجم نادي باريس سان جيرمان، الدولي الفرنسي كيليان مبابي، الشكر للمدرب توماس توخيل، بعدما تحدثت تقارير إعلامية عن إقالة المدرب الألماني من تدريب الفريق الباريسي، وقال مبابي عبر حسابه في “إنستغرام” مع نشر صورة له مع المدرب الألماني البالغ عمره 47 عاما: “للأسف هذه هي كرة القدم. لن ننسى الفترة التي قضيتها هنا. كتبت جزءا مذهلا من تاريخ النادي، وأود أن أقول لك شكرا أيها المدرب”، وبدوره، وجه كيلور نافاس، حارس مرمى باريس سان جيرمان، رسالة لمدربه السابق، وكتب نافاس عبر حسابه الرسمي على موقعالتواصل الاجتماعي “تويتر “: “شكرا جزيلا يا سيدي على كل شيء، حظ سعيد لك في المستقبل”.
تيموتي بيمبيلي ثالث المودعين لمدربهم المقال
ويعد الحارس الكوستاريكي، ثالث اللاعبين بصفوف الفريق الباريسي توديعًا للمدرب الألماني، برسالة ثناء بعد زميليه كيليان مبابي وتيموتي بيمبيلي، وعمل كيلور نافاس مع توماس توخيل لمدة موسم ونصف، قدم خلالها أداء مميزا، وانضم نافاس لصفوف العملاق الباريسي صيف العام الماضي قادما من ريال مدريد، وساهم الحارس الكوستاريكي في موسمه الأول بالفوز بكل البطولات المحلية، وتأهل سان جيرمان لنهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، قبل أن يفشل في التتويج أمام العملاق الألماني بايرن ميونيخ، الذي نجح في تبديد الحلم الأوروبي للملياردير القطري ناصر الخليفي الذي أنفق الملايين من الدولارات في سبيل تحقيق هذا الحلم ولكنه فشل.
هكذا تغنى “الساحر” نيمار بعبقرية المدرب الألماني الأشقر
أبدى نجم باريس سان جيرمان نيمار دا سيلفا إعجابه بـ”عبقرية” المدرب الألماني توماس توخيل.. النجم البرازيلي أكد أن الفريق الباريسي قادر على اعتلاء منصة التتويج الأوروبية والفوز بمسابقة دوري أبطال أوروبا نهاية الموسم الحالي، ومن بين الأمور، التي قام بها توماس توخيل حينما قدم إلى نادي باريس سان جيرمان، تغيير مكان لعب النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا فوق المستطيل الأخضر، إذ أصبح صاحب أعلى صفقة كروية في عالم الساحرة المستديرة (222 مليون أورو)، يلعب قريباً من خط وسط الميدان وخلف المهاجمين، ما يمنحه مساحة أكبر فوق أرضية الملعب، ويبدو أن فلسفة لعب توخيل قد نالت إعجاب نيمار، الذي قال في تصريحات صحفية “أحب اللعب في هذا المركز. الأمر مغاير لما كنت أعرفه في برشلونة أو ما أقوم به في المنتخب البرازيلي”، وأضاف: “ألعب الآن بطريقة مختلفة نوعاً ما، لكنني أستمتع بذلك. أشعر أنني قريب للغاية من مرمى الخصم”، وأردف النجم البرازيلي “لدي الكثير من المساحات، وهذا ما أحبه”.
ديكتاتورية وفشل إداري.. لهذه الأسباب تخلى باريس سان جيرمان عن توخيل
مثّل قرار إدارة باريس سان جيرمان بإقالة مدربه الألماني توماس توخيل نهاية طبيعية لمسلسل الفشل الإداري للنادي الفرنسي.. توخيل عانى خلال عامين ونصف تولى فيها تدريب الفريق العاصمي بين صيف 2018 وحتى شتاء 2020، من تدخل إداري منقطع النظير في عمله.. الحديث عن التدخل الإداري في عمل مدربي باريس، من جانب الصحافة الفرنسية، بدأ بعد رحيل الإيطالي كارلو أنشيلوتي في 2013، وتحديداً مع لوران بلان (2013-2016) وأوناي إيمري (2016-2018)،ولكن عهد توخيل شهد العديد من الحوادث التي تفضح عدم السماح للمدرب -الذي قاد الفريق لنهائي دوري أبطال أوروبا- بالعمل وسط أجواء طبيعية.
حرب النجوم قلصت من نفوذ المدرب على التشكيلة
الصلاحيات التي منحتها إدارة باريس لنجوم الفريق وعلى رأسهم صفقة الـ222 مليون أورو، البرازيلي نيمار دا سيلفا، قلصت من صلاحيات توخيل.. نيمار تمرد على توخيل ورفض حضور تدريب الفريق التحضيري للقاء بروسيا دورتموند في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، خلال شهر فبراير الماضي، بعدما استبعده المدرب من مواجهة ديجون في كأس فرنسا، لتجنب تفاقم إصابته، وفي أفريل الماضي، نفت إدارة باريس أنباء المشادة التي وقعت بين يوليان دراكسلر ونيمار، والتي قال فيها البرازيلي للألماني: “من أنت لتتحدث معي هكذا؟”، بعدما اتهمه زميله بالأنانية، وقال النادي تعليقاً على التقرير التي نشرته صحيفة “لو باريسيان” الفرنسية إنه “غير صحيح. يحاول إظهار نيمار في صورة اللاعب الذي يحارب زملاءه طوال الوقت”.
مبابي انفجر في وجه مدربه أمام أعين الجماهير والكاميرات
ولكن على أرض الواقع فإن نيمار أثبت ذلك بدون تدخل الصحافة أو تسريبها لأخبار المشادات، وأبرز تلك الخلافات كانت مع الأوروغواياني إديسون كافاني قبل رحيله لمانشستر يونايتد، ومع أحد مشجعي النادي عقب خسارة نهائي كأس فرنسا 2019 أيضا.. الأمر لم يتوقف عند نيمار وحده، بل إن الفرنسي الشاب كيليان مبابي كانت له أزمة أخرى مع المدرب الألماني، خلال فوز الفريق الساحق 5-0 على مونبيليه في فبراير الماضي، وعند استبدال مبابي من أرض الملعب في الدقيقة 68 من عمر اللقاء، انفجر مهاجم فرنسا في وجه مدربه أمام أعين الجماهير والكاميرات، وحاول المدرب وقتها تهدئة مبابي، لكنه عبر عن استيائه مما فعله في المؤتمر الصحفي بعد المباراة، بقوله: “لست غاضباً ولكني حزين لأن هذا ما كان يجب أن يحدث”.
لم يعد يؤمن بأن له صلاحيات المدرب
توخيل قال في تصريحات قيل إنها تسببت في إقالته، بحسب ما علقت صحيفة “ميرور” البريطانية: “بصراحة سألت نفسي في الأشهر الـ6 الأولى من الموسم الحالي، هل ما زلت مدربا أم ذا منصب سياسي أم وزيرا للرياضة؟ أين دوري كمدير فني داخل هذا النادي؟”.. تصريحات المدرب السابق لبروسيا دورتموند لها دلالات لا تنتهي، أهمها أنه لم يعد يؤمن بأن له صلاحيات المدرب، في وقت قاد الفريق خلالها لنهائي دوري أبطال أوروبا 2020، وهو الإنجاز الذي حاول باريس لسنوات الوصول فقط لنصفه، لكن الفشل كان يلاحقه دائما، وعلى الرغم من أن توخيل صرح بأن تصريحاته قد أسيء ترجمتها، وأنه ما كان يجب أن تترجم هكذا، إلا أنها عكست حقيقة وجود عدم احترام لعمله كمدرب رغم ما قدمه للفريق.
أزمة المدير الرياضي ليوناردو واشتعال الفتيل
بداية أزمات توخيل في باريس مع الإدارة خلال عهد أنتيرو هنريكي المدير الرياضي السابق للنادي، تحديدا في سبتمبر 2018، أي بعد أشهر قليلة من توليه تدريب الفريق.. الخلاف كان سببه عدم تدعيم الفريق في الصيف السابق بلاعبين في خط الوسط، مما اضطر المدرب للرد على سؤال صحفي عن قلة الخيارات في هذا المركز بتصريح صادم جاء فيه: “عليكم أن تسألوا أنتيرو. لا أريد أن أجيب عن هذا السؤال”، ثم جاء دور البرازيلي ليوناردو المدير الرياضي الحالي لباريس، والذي هاجم توخيل مؤخراً، وتحديداً في 3 أكتوبر الماضي بقوله: “لم أحب ما قاله المدرب توخيل، ولم أفهمه والنادي لا يحب هذا الأسلوب. سندرس هذا الأمر داخلياً”.
لم تكن الإدارة الباريسية تنفذ إلا ما يحلو لها
وواصل البرازيلي هجومه: “لو هناك أي شخص غير سعيد يمكننا أن نتحدث، لا يوجد مشكلة، ولكن لو أراد البقاء فيجب أن يحترم اختيارات الإدارة الرياضية”.. تصريحات توخيل كانت تتمثل في هجومه على إدارة النادي لعدم تدعيمه والإنصات إليه خلال فترة الميركاتو الصيفي الماضي أيضا، وما صاحب ذلك من بداية كارثية للفريق في الدوري المحلي بتلقي خسارتين خلال وقت مبكر.. توخيل طالب بالإبقاء على البرازيلي تياغو سيلفا في الفريق، وعدم السماح قبلها برحيل كافاني وفي كل الأحوال لم تكن الإدارة الباريسية تنفذ إلا ما يحلو لها، ثم جاء التصريح الذي أدى إلى الرحيل من قبل توخيل، لينهي العلاقة بين الطرفين.
هذا ما كان يتقاضاه توماس توخيل كراتب سنوي في باريس سان جيرمان
حينما عيّن المدير الفني الألماني توماس توخيل مديرا فنيا للفريق الفرنسي باريس سان جيرمان بدلا من المدير الفني السابق اوناي ايمري الذي رحل الى آرسنال الانجليزي، حينها تصاعدت حدة الإشاعات حول الراتب الحقيقي الذي سيتقاضاه المدرب الألماني في قلعة نادي العاصمة الفرنسية، وبحسب ما كشفته صحيفة ليكيب الفرنسية في ذلك الوقت، فان الراتب الذي اتفق عليه المدرب الألماني مع النادي الباريسي هو أقل بكثير مما كان يتقاضاه الذين سبقوه وأشرفوا على تدريب الفريق الباريسي، علما أن راتب المدير الفني توخيل مع النادي الباريسي وصل لحوالي 5 مليون أورو في الموسم الواحد قبل خصم الضرائب، والتي تصل في فرنسا لحوالي 50% من الدخل.
يعد الأقل نسبة حيث حصل على 420الف أورو في الشهر
وظهر من خلال العقود السابقة مع المدربين،أن وضع الألماني لم يكن الأفضل بين المدربين الذين مروا على النادي الفرنسي في عهد قطر للاستثمارات الرياضية، فمثلا كارلو أنشيلوتي نال صافيا 500 ألف أورو شهريا ولوران بلان نال حوالي الـ700 ألف أورو صافيا أيضا، أما توخيل فيعد الأقل نسبة حيث حصل على 420الف أورو في الشهر، وهذا ما يفسر قلة التعويض المالي الذي سيحصل عليه بعد قرار إقالته من النادي الباريسي مقارنة بالمدرب الفرنسي لوران بلان، الذي نال أكثر من 22 مليون أورو تعويضات عند رحيله من صفوف الفريق بعد اتخاذ قرار إقالته هو أيضا من على رأس النادي قبل سنوات.