بدا أن سواريز كان لديه شيئا يسعى لإثباته ويريد إرسال رسالة لإدارة البارصا والمدرب رونالد كومان مفادها أن من “تخليتم عنه سيمنح اللقب لغريمكم”ـ وترك برشلونة سواريز ليرحل إلى أتلتيكو مجانا في فترة الانتقالات الصيفية لكي يخفض “فاتورة” أجور لاعبي الفريق الكبيرة، ولكن أيضا بسبب وجود شكوك حول تقديمه لأفضل مستوياته، وما زال اللاعب -الذي أثبت طوال مسيرته أن الناس مخطئة بشأنه- يفعل هذا الأمر مع رجال دييغو سيميوني، ومعلوم أن برشلونة برر قرار استغنائه عن سواريز بالقول أن لويس وصل إلى نهاية مشواره مع العملاق الكتالوني ولن يكون بوسعه الأداء بشكل أفضل لينضم إلى أتلتيكو مدريد الصيف الماضي، لكن اللاعب القادم من أوروغواي يواصل هز الشباك في وقت يعاني فيه مهاجمو برشلونة باستثناء ميسي تسجيل أهداف.
كومان كان من المتحمسين لمغادرة اللاعب الأوروغوياني
وميسي، الذي كان يعاني من عقوبة إيقافه لمباراتين، هو الأنشط بين اللاعبين الخمسة بمتوسط 5.9 تسديدة على المرمى في المباراة الواحدة لكنه سجل أهدافا أقل من شريكه السابق في الهجوم وصديقه المقرب سواريز رغم أنه لعب في التشكيلة الأساسية مباراتين أكثر من اللاعب القادم من أوروغواي، وحاول المدرب رونالد كومان توجيه رسالة إلى مهاجميه بعد الفوز على إلتشي حيث حث ثنائي خط الوسط دي يونغوبويغ على مواصلة هز الشباك “لأنه لا يكفي الاعتماد على ثلاثة مهاجمين”، وكان كومان من المتحمسين لمغادرة سواريز، الذي سجل 198 هدفا في ستة مواسم مع برشلونة، حين تولى المسؤولية في أغسطس/ آب الماضي لكن المدرب يواصل انتقاد لاعبيه لإضاعة الفرص ويبدو أنه يفكر حاليا في شكل الفريق لو كان سواريز استمر مع برشلونة.
لم يكن يتوقع قرار برشلونة بالاستغناء عن خدماته
تحدث لويس سواريز، مهاجم أتلتيكو مدريد، عن طريقة مغادرته لصفوف برشلونة في الصيف الماضي، وقال سواريز، في تصريحات أبرزتها صحيفة “ماركا“: “عندما أبلغني برشلونة أنهم لا يعتمدون علي، كان الأمر صعبًا، لم أكن أتوقع هذا القرار”، وأضاف “لقد كانت لحظات صعبة للغاية بسبب الطريقة التي حدث بها الأمر، حيث اتصل بي كومان وأخبرني أنني لست في خططه”، وتابع “عندما أعلن برشلونة رسميًا أنهم لا يعتمدون علي، بدأت المحادثات مع أتلتيكو، وتحديدًا مع سيميوني وميغيل آنخيل”، وواصل “كان هناك اهتمام عدة أندية، ليس فقط جوفنتوس، لكني أردت اتخاذ القرار الصحيح والأفضل لي ولعائلتي”، وأكمل “سيميوني من المدربين الذين يقنعونك برغبته وإيجابيته وبكل ما يعرفه، أنا أعتمد على الاقتناع بالمدرب من حديثه، أكثر من الاعتماد على أسلوب اللعب”.
لا يرحم .. اللاعب الذي حطم رقم كريستيانو رونالدو
وأردف اللاعب الأوروغوياني قائلا: “سيميوني مدرب يتواصل معك ويحفزك. لا أرغب في أن أكون مدربًا، من يقوم بهذا الدور يعاني كثيرًا ولا يستطيع إسعاد الجميع”، واستطرد “تحدثت مع ميسي وكان سعيدًا جدًا بالانتصار على غرناطة. إنه يلعب بمستوى مذهل، ولا يزال الأفضل في العالم”، واسترسل “ميسي سيعتزل في المكان الذي يريده، يمكنه أن يقرر إذا كان يريد الاعتزال في برشلونة أو في الأرجنتين أو في أي مكان آخر”، وأتم “هل سنرى ميسي وسواريز يلعبان في نفس الفريق مرة أخرى؟ ربما في مباراة ودية”، وحطم المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز الرقم القياسي المسجل باسم صاروخ ماديرا كريستيانورونالدو نجم ريال مدريد السابق وجوفنتوس الحالي فيما يتعلق بالأهداف في أول موسم مع فريق بالدوري الإسباني.
رئيس أتلتيكو مدريد: “سواريز أفضل رأس حربة في أوروبا”
يؤمن رئيس نادي أتلتيكو مدريد، إنريكي سيريزو، بأن لويس سواريز، أفضل رأس حربة في قارة أوروبا، وسجل لويس سواريز، الذي انضم للأتلتي قادمًا من برشلونة، 21 هدفًا في الليغا هذا الموسم ، وصرح سيريزو “دائمًا ما أؤمن بأن سواريز أفضل رأس حربة في أوروبا، نحن محظوظون لأنه معنا، الجميع سعيد، إذا كان نجح في التسجيل كل أسبوع، فهذا أمر مدهش”، وتصدر سواريز الذي أتم قبل أيام عامه الـ 34، بالهدف الثاني الذي سجله للفريق المدريدي أمام فالنسيا، جدول هدافي الليغا مناصفة مع المغربي يوسف النصيري مهاجم إشبيلية، ليتفوقا عن ليونيل ميسي هداف برشلونة بفارق هدف، وعن البرتغالي جواوفيلكس، الذي عاد للتشكيل الأساسي وسجل هدفًا وصنع آخر، قال “إنه لاعب كبير” مشيرا إلى أنه إذا قام المدرب دييغو سيميونيبإجلاسه على دكة البدلاء لفترة، فهذا لديه سبب وأن عليه “الدفاع عن مكانه كأساسي”.
ما عدا ميسي… لويس يتفوق على هجوم برشلونة بأكمله
هذا، وقد اعتقد الجميع أنّ مغادرة المهاجم الأوروغواياني لويس سواريز لبرشلونة الإسباني مع بداية موسم 2020-2021 ستعني نهاية سجله التهديفي المُميز في “الليغا” خلال السنوات الماضية، إلا أن الأخير أثبت للمدرب الهولندي رونالد كومان أن قرار تركه كان خطأً، وفي وقت يُعاني برشلونة كثيراً على الصعيد التهديفي في ظل عدم وجود رأس حربة عالمي يحسم الفرص التي يخلقها النادي “الكتالوني”، كان لويس سواريز يُقدم مستوى هجومياً جيداً مع ناديه الجديد أتلتيكو مدريد، ويتفوق على هجوم برشلونة بأكمله ما عدا الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي، وسجل لويس سواريز مع فريق “الألتلتي” 21 هدفا في بطولة الدوري الإسباني هذا الموسم، بينما المثير أن هجوم برشلونة المُكون من الفرنسيين عثمان ديمبيلي، أنطوان غريزمان والدنماركي مارتن برايثويت سجل مجتمعا 7 أهداف فقط ليس في 15 لقاء فقط بل في 35 مباراة مع “الكتالوني”.
هجوم برشلونة تأثر كثيراً برحيل سواريز هذا الموسم
في المقابل تأثر هجوم برشلونة كثيراً برحيل سواريز هذا الموسم، إذ إنّ فريق المدرب رونالد كومان هو الأكثر إهداراً للفرص أمام المرمى حتى الآن، ما يعني أن هجوم النادي “الكتالوني” يُعاني في الثلث الأخير ولا ينجح في حسم الفرص الحقيقية التي يحصل عليها، ويُعتبر اللاعب الوحيد الذي ما زال يُنافس لويس سواريز على صعيد التهديف، هو صديقه الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سجل 7 أهداف في موسم 2020-2021، ويبتعد بفارق هدف وحيد عن المهاجم الأوروغواياني، علما أن الثنائي شكل القوة الهجومية الأكبر للنادي الكتالاني منذ عدة سنوات، لكن الأزمة الصحية المرتبطة بفيروس كورونا وما تبعها من أزمة مالية أجبرت البارصا على التخلي عن اللاعب الأوروغوياني رغم مكانته الي لا يمكن أن يجادل حولها اثنان.
“آكل اللحوم” الذي يهوى “عض” المنافسين وإثارة الجماهير
عاش سواريز لحظاتٍ مثيرة في مسيرته، ففي عام 2010، خلال مباراة أجاكس أمستردام وأيندهوفن، صدم سواريز العالم بأسره والشارع الرياضي الهولندي، حين عضّ اللاعب عثمان بقّال، لتتسبب تلك الحادثة في إيقافه 7 مباريات بقرار من الاتحاد الهولندي للعبة، فيما أطلقت الصحافة عليه لقب “آكل اللحوم”، وفي كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، وصل منتخب أوروغواي إلى ربع النهائي لملاقاة غانا، التي كانت قريبة من التأهل، لولا تدخل سواريز حين كانت النتيجة 1-1، بعدما أوقف رأسية اللاعب دومينيك أديياه بيده، ليحصل منتخب البلاك ستارز على ركلة جزاء، انبرى لها جيانأسمواه، الذي فشل في هزّ شباك الحارس فيرناندو موسليرا، ليذهب الطرفان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت لزملاء سواريز بقيادة دييغو فورلان بنتيجة 4-2.
أزمة باتريس إيفرا وتهمة العنصرية التي لاحقته
مجريات الواقعة تعود إلى مباراة الغريمين التقليديين ليفربول ومانشستر يونايتد في شهر أكتوبرلعام 2011، حينها اتهم إيفرا مدافع “الشياطين الحمر” سواريز بإطلاق تصريحات عنصرية تجاهه، قبل أن يقف ليفربول إلى جانب مهاجمه الأورغوياني في ذلك الوقت، ليرتدي اللاعبون قمصاناً مثيرة للجدل لدعمه في مباراتهم ضد ويغان، واعتذر جيمي كارغر عن مساندة سواريز في عام 2019، وتسببت هذه الأحداث بتعرّض المهاجم لويس سواريز لغرامة قدرها 40 ألف جنيه إسترليني وإيقاف لثماني مباريات كاملة، قبل أن يرفض مصافحة المدافع الفرنسي إيفرا، عندما التقى الناديان في ملعب “أولد ترافورد” في لقاء العودة.
حادثة إيفانوفيتش ولقطة كيلليني الشهيرة
في عام 2013 قام سواريز بتصرفٍ مثير للجدل، حين عضّ المدافع برانيسلاف إيفانوفيتش، الذي فرض عليه مراقبة لصيقة خلال مباراة تشلسي وليفربول، في حادثة أدّت إلى إيقافه لاحقاً، وفي مونديال 2014 الذي أقيم في البرازيل، قام سواريز بعضّ المدافع الإيطالي جورجيوكيلليني، لكنّه لم يتعرّض للطرد حينها، رغم أنه أوقف عن اللعب لعدّة مباريات لاحقاً على مستوى الأندية.. كيلليني ذكر في كتاب سيرته الذاتية عن تلك الواقعة “أعجبني، الخبث جزء من كرة القدم، ولا أفضل القول كان غير شرعي، لتجاوز الناس عليك أن تتحلى بالذكاء، أنا معجب بمكر سواريز، لو افتقد هذا المكر سيصبح مهاجماً عادياً”، وبعيداً عن كلّ هذه الأحداث المثيرة للجدل، فسواريز واحد من أفضل المهاجمين في السنوات العشر الأخيرة، حيث استطاع الوصول للقمة وحصد ألقاب فردية وجماعية.
محمد وسيم