هكذا رد زيدان على من قلّلوا من شأنه ووصفوه بـ”الرجل المحظوظ”
خاطر زين الدين زيدان، عندما عاد لتدريب ريال مدريد بعد 10 أشهر من استقالته، لكن بضمان لقب الليغا في أول موسم كامل له بعد العودة، أثبت المدرب الفرنسي أنه لا يوجد من هو أفضل منه لهذا المنصب، ونال زيدان، لقبه الثاني في الدوري الإسباني كمدرب بعد 2017 عقب الفوز 2-1 على فياريال يوم الخميس الماضي، وقال سيرجيو راموس قائد الملكي عن مدربه “إنه العامل الحاسم، إنه ربان هذه السفينة.. أتمنى استمراره لأطول فترة في النادي، وهو يحظى بمكانة رائعة لأنه فريد”، ورغم سجله في موسمين ونصف مع ريال مدريد قبل استقالته في 2018، والفوز باللقب الثالث على التوالي في دوري الأبطال، استمر البعض في وصف زيدان بأنه ليس أكثر من محفز مبتسم.تحسن أداء الدفاع منذ عودة المسابقة بعد توقفها بسبب جائحة كوروناوكانت وسائل الإعلام تصفه بأنه لا يفعل أكثر من اختيار 11 لاعبا أساسيا من بين واحدة من أكثر التشكيلات موهبة في العالم، بينما انتقص البعض من نجاحه ووصفوه بـ “المحظوظ”، لكن زيدان أثبت هذا الموسم أنه مدرب مذهل في كل شيء، وكان السبب في نجاح الفريق هو التحسن المذهل في الدفاع الذي استقبل 46 هدفا تحت قيادة جولين لوبيتيغي وسانتياغو سولاري، قبل أن يعود زيدان فجأة في مارس 2019، واستمرت مشاكل ريال مدريد الدفاعية، واستقبل 6 أهداف في أول 4 مباريات هذا الموسم، لكن رد فعله كان جيدا وحافظ على شباكه نظيفة، 10 مرات في 15 مباراة تالية، وتحسن أداء دفاع ريال مدريد بشكل أكبر منذ عودة المسابقة بعد توقفها بسبب جائحة كورونا، واهتزت شباكه 3 مرات في 9 مباريات، وخرج بشباك نظيفة 5 مرات متتالية لأول مرة منذ 2008.
تجاوز العاصفة وقاد الريال لمسيرة خالية من الخسارة في 15 مباراةوقال فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد “زيدان نعمة من السماء، أتمنى استمراره معنا لفترة طويلة جدا. يمكن للبعض أن ينتقدوه كما يريدون وسنواصل حصد الألقاب معه”، وواجه زيدان، مشكلة كبيرة عندما تلقى فريقه هزيمة ثقيلة 0-3 أمام باريس سان جيرمان في سبتمبر الماضي، ثم خسر أمام ريال مايوركا الصاعد من الدرجة الثانية في أكتوبر الماضي، وتكهنت وسائل إعلام إسبانية، برحيل زيدان، على أن يحل مكانه جوزيه مورينيو الذي كان عاطلا عن العمل في ذلك الوقت، لكن زيدان تجاوز العاصفة وقاد ريال مدريد لمسيرة خالية من الخسارة في 15 مباراة بالدوري الإسباني، كما تعامل زيدان مع سلسلة من الإصابات الخطيرة مثل فقدان ماركو أسينسيو لمدة 11 شهرًا بسبب جراحة في الركبة، بينما ابتلي موسم هازارد الوافد الجديد بسلسلة من الإصابات في الكاحل، وفي إثبات على استغلال زيدان تشكيلة الفريق كاملة، سجل 21 لاعبا مختلفا أهدافا في الدوري، فيما أعاد الحيوية للاعبيه الكبار الذين تم وصفهم أنهم تجاوزوا أفضل أوقاتهم ومن بينهم مودريتش ومارسيلو وإيسكو.
زيدان: “أتعلم من المدربين.. ولن أخبركم بما تريدونه”
شدد زين الدين زيدان، المدير الفني لريال مدريد، على ضرورة احترام كرة القدم واللعب بقوة أمام ليغانيس، الأحد المنقضي، ضمن الجولة الأخيرة من الليغا، وقال زيدان خلال المؤتمر الصحفي التقديمي للمباراة، عبر تقنية “الفيديو كونفرانس”: “لدينا مباراة متبقية، ويجب أن نحترم البطولة، وسنلعب كما نريد دائمًا”، وتابع: “جائزة الهداف؟ بالطبع أود أن ينتهي الموسم وبن زيمة هو الهداف، لكن هذا لا يعني أي شيء، ولن أخبركم من سيلعب غدًا.. بن زيمة لاعب قام بعمل جيد، ويستحق الفوز بالجائزة”، وأردف: “لا يجب إهمال هذا الدوري، لأنه كان صعبًا للغاية، ونحن قاتلنا حتى النهاية، ويجب أن نستمتع بأنفسنا بعد ما حققناه، لكن احترامًا لكرة القدم والجميع، لدينا مباراة وعلينا أن نلعب بكل قوة”.
“في عالم كرة القدم كل شيء يتغير من يوم لآخر” وعما إذا كان زيدان كلاعب أفضل منه كمدرب، أجاب: “كرة القدم هي شغفي الأول، أحب كليهما.. لقد كنت لاعبًا لمدة 20 عامًا، والآن أنا مدرب منذ 4 أو 5 سنوات”، وواصل: “مدرب نهائيات؟ أنا أستمتع بشغفي، بلعب كرة القدم أولا ثم التدريب، وأنا في أفضل نادٍ بالعالم.. أستمتع بهذه الأشياء، والباقي لا يدخل في تقييمي”، وعن مستقبله، أجاب: “لا أحد يعرف ما الذي سيحدث في كرة القدم.. لدي عقد وأنا هادئ، لكن في عالم كرة القدم كل شيء يتغير من يوم لآخر.. أستمتع بنفسي هنا، ولا أعرف إلى متى”، وبخصوص برشلونة، قال: “حين تنظر إلى مبارياتهم، ترى أنهم خسروا فقط المباراة الأخيرة من أصل 10 مواجهات، وهذه هي كرة القدم.. نحن كان لدينا نهاية رائعة للموسم، لكن لا ينبغي أن نتجاهل المنافس”.
”لدي احترام كبير لهؤلاء المدربين، وأتابعهم جميعا للاستفادة منهم”
وبشأن خافيير أغيري، المدير الفني لليغانيس، قال زيدان: “هو مدرب ذو خبرة كبيرة، أقدره كثيرًا، حيث قاد العديد من الفرق وكان دائمًا ناجحًا، وهذا ما يفعله مع ليغانيس.. لدي احترام كبير لهؤلاء المدربين، وأتابعهم جميعا للاستفادة منهم”، واختتم: “نريد الاستمرار في تحقيق الانتصارات، وهذه هي المباراة النهائية الـ11، ونريد إنهاءها بأفضل طريقة ممكنة، وهي الفوز”، علما أن الريال ضمن لقب الليغا قبل هذه المباراة الأخيرة أمام ليغانيس، ليضع فسه ملكا متوجا على أحد أقوى وأشهر وأعرق الدوريات في أوروبا، وذلك على حساب النادي الغريم برشلونة الذي ضيع اللقب بعد الاستئناف من الحجر الصحي الذي كان مفروضا بسبب وباء كورونا.
بيريز: “شكرًا زيزو.. حققنا لقبًا للتاريخ لن ننساه أبدا”
أعرب فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد، عن سعادته بحصد لقب الليغا الـ 34 في تاريخ النادي، رغم الظروف الصعبة بسبب تفشي وباء كورونا، وقال بيريز خلال خطابه، الذي أذيع على قناة النادي “بعودة الصراع على الليغا، ساهم ذلك في إعطاء صورة لإسبانيا بأنها قادرة على مواجهة الشدائد، وجميع الألقاب صعبة، لكن هذه الظروف كانت أصعب مما كنا نتصور”، وأضاف “فخورون ببعض اللاعبين الذين زادوا من أسطورة النادي، ويمثلون قيم شعار وقميص الفريق، لقد كان هذا أصعب دوري في أصعب الأوقات على الإطلاق، وهو لقب للتاريخ لن ننساه أبدًا”، وتابع “الليغا ليس مجرد لقب آخر نفوز به، إنه رمز على كفاحنا ونضالنا ضد الشدائد، كرة القدم جزء من حياة الناس، ويمكن أن تساعد في استعادة الناس لحياتهم الطبيعية، يجب شكر من عمل لأجل عودة البطولات”.
“هذه المجموعة من اللاعبين تحتل مكانة بارزة في تاريخ نادينا وكرة القدم”
وأردف “نعيش لحظات من المواقف والتحديات غير المتوقعة، فزنا بهذا الدوري وهو فخر لنا، لكن مشاعرنا وعواطفنا مع كل الذين عانوا ويعانون من الألم الناجم من الوباء، ونريد أن نظهر تقديرنا لأولئك الذين حاربوا ويقاتلون في الخط الأمامي ضد الفيروس”، وواصل “هذه المجموعة من اللاعبين تحتل مكانة بارزة في تاريخ نادينا وكرة القدم، مدربهم يمثل رمزًا لقيم هذا النادي، ويقود فريقنا إلى النجاح وشكرًا جزيلًا يا زيزو”، وأتم “ريال مدريد لا يستسلم أبدًا، ويواجه الصعوبات مع شغف الفوز، وهو دوري تحقق في ملعب يحمل اسم شخص غير تاريخ نادينا مثل ألفريدو دي ستيفانو، أشكر الجماهير لعدم حضورهم للاحتفال في ساحة سيبيليس، وكانوا مثالًا للجميع”.
على طريقته الخاصة.. هكذا يستعد صانع أفراح الريال لغريمه غوارديولا
أكد المدرب الفرنسي زين الدين زيدان أنه لن يمنح لاعبي فريقه ريال مدريد المتوجين هذا الأسبوع بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم، إجازة قبل لقاء مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا الشهر المقبل، وضمن ريال مدريد، الخميس الماضي، إحراز لقبه الرابع والثلاثين في الليغا على حساب غريمه بطل الموسمين الماضيين برشلونة، ويتحضر للحلول ضيفا على سيتي في السابع من أوت في إياب ثمن النهائي، آملا في قلب تأخره ذهابا على أرضه في مدريد بنتيجة 1-2، وقال زيدان في مؤتمر صحفي، السبت الفارط، عشية الحلول ضيفا على ليغانيس، في المرحلة الثامنة والثلاثين الأخيرة من الدوري الإسباني، إن لاعبيه “لن يحصلوا على إجازة لأسبوعين”.
رفض منح إجازة للاعبيه بسبب لقاء شهر أوت القادم
وتابع: “لدينا مباراة الأحد، ومن بعدها لن نكون في إجازة، سنحصل على بعض الراحة، لكن تركيزنا سيكون منصبا على سيتي، لم ينته الموسم بعد”، وأضاف “سنحصل على عطلة لبضعة أيام لكن الجميع سيكون مركّزا على مباراة مفصلية”، وقاد زيدان الريال هذا الموسم إلى لقب الليغا للمرة الثانية بعد 2017، وهو اللقب الحادي عشر للفرنسي كمدرب للريال، المهمة التي تولاها بداية من مطلع عام 2016 وحتى صيف 2018، قبل أن يعود إليها في مارس 2019، وحقق النادي الملكي نتائج مثالية في الدوري الإسباني هذا الموسم بعد استئناف المنافسات في جوان الماضي، إثر تعليقها لأكثر من 3 أشهر بسبب فيروس كورونا المستجد، وفاز الريال في كل المباريات العشر، التي خاضها منذ عودة الدوري.
دعا إلى عدم الوقوع في الغرور بعد الفوز بلقب الليغا
وقال المدرب الفرنسي إن الفوز بلقب الليغا “لا يجب التقليل من شأنه، لاسيما هذا الموسم. كان صعبا وقاتلنا حتى النهاية” لانتزاعه من برشلونة، وكانت مباراة الأحد محورية بالنسبة إلى ليغانيس الذي كان يصارع من أجل البقاء في الدرجة الأولىن واحتل الفريق المركز الثامن عشر المؤدي إلى الهبوط، بفارق نقطة واحدة فقط خلف أول مراكز الأمان (كان يحتله سلتا فيغو الذي حل ضيفا على إسبانيول متذيل الترتيب الضامن لهبوطه)، وشدد زيدان على أن الريال لن يقارب مباراة ليغانيس بطريقة مختلفة عن مبارياته السابق، موضحا “لا يمكننا أن نخوضها بشكل مختلف (…) تتبقى لنا مباراة واحدة، علينا احترام ذلك. هذه هي المباراة الأخيرة وعلينا احترام كل الآخرين. سنخوضها من أجل أن نحاول القيام بأمر جيد”.